أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - باهر محمود عبد العظيم - عقوبة المرتد أكبر إساءة للإسلام














المزيد.....

عقوبة المرتد أكبر إساءة للإسلام


باهر محمود عبد العظيم

الحوار المتمدن-العدد: 2116 - 2007 / 12 / 1 - 10:53
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


طفت على السطح في الفترة الاخيرة عدة قضايا صنفت على انها قضايا راى عام يدور محور الحديث فيها عن مشكلة حرية الاعتقاد في الاديان, تلك القضايا كان من الممكن التعامل معها بسهولة لو كان مجتمعنا منفتح قليلا على الآخر ومتسامح مع المتناقض, لكن من الواضح تماما ان المجتمع المصرى يسير بكل اقدام نحو الهاوية وبلا تردد ...

عندما برزت مشكلة المواطن محمد حجازى الذى اعتنق المسيحية عن اقتناع وبلا ادنى رغبة فى الرجوع للاسلام ظهرت معه امراض المجتمع المصرى المسلم وسوء تفسيره للنصوص الدينية بما يخدم مصالحه فقط, ونسى او تناسى شيوخ الاسلام ان مسألة تحول الانسان من معتقد لمعتقد حرية شخصية لا يصح التدخل فيها واجبار الآخر على اعتناق ما لايرغب, وهنا لابد ان نشير الى ان مفهوم الحرية بشكلها الصحى لم يصل بعد لعقلية شيوخ الاسلام الذين ما انفكوا يصرون على تفسير النص الدينى بعقلية عفى عليها الزمن ولم تعد صالحة لزمن حقوق الانسان والديموقراطية واحترام حرية المعتقد "ايا كان", ورأينا كيف تتحكم الازدواجية والكيل بمكيالين فى تصرفات المسلمين تجاه غيرهم, فنرى على سبيل المثال ان دعوة المسيحيين للاسلام مشروعة ولا خلاف عليها, فى حين يعتبرون حملات التبشير المسيحية كارثة واثم وهجوم على الاسلام لابد من ردعه, ونرى كذلك كيف تصبح الاجراءات القانونية والشرعية سهلة وميسرة عند التحول من اى دين او ملة الى الاسلام, وكيف يتحول الامر لقضية راى عام وشد وجذب وتكسير عظام عندما يرغب فرد فى التحول عن الاسلام, بل وتصيح المنابر بكل حرقة قائلة بوجوب القصاص من المرتد طبقا للدين وذلك بقتلة حتى يكون عبرة لغيره وحتى لا يسمح بحرية الدخول والخروج من الاسلام للحفاظ على هيبته ومنع التلاعب به, والسؤال الذى يشغل بالى بحق ولا اجد اجابة له يتلخص فى الآتى, اذا لم يكن الاسلام ينادى بحرية الرأى والمعتقد, فلماذا سمح بتلك الحرية لغير المسلمين للتحول للاسلام ؟ ولماذا سمح بوجود "المؤلفة قلوبهم" رغم انهم يعتنقون الاسلام ظاهريا ؟ ولماذا نجد اكثر النصوص الدينية تتحدث عن حرية المعتقد ونبذ الاكراه فى الدين ووضع حد بين "ديننا ودينهم" ؟

الغريب فى الامر اننا لا نجد اى اشارة فى القراّن الكريم من خلال ال 72 اّية التى تتحدث عن التشريع فى الاسلام الى وضع حد للردة عنه, ولم نجد اى اشارة لعقوبة دنيوية للمرتد سواء جسدية ( القتل او التعذيب ) او نفسية ( كالنبذ او سوء المعاملة ), وان كل ما ذكر عن المرتد فى الاسلام ان عقابه فى الآخرة سيحاسبه عليه ربه الاعلم بما فى القلوب, ولم يخص الله عز وجل اى انسان بالحكم على المرتد فى الدنيا, والاغرب ان المرة الوحيدة التى ذكرت فيها عقوبة المرتد فى الاسلام كانت من خلال حديث شريف ورد فى البخارى نصه ( عن ابن عباس رضى الله عنه قال " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ومن بدل دينه فاقتلوه" ), وهو كما نرى حديث اّحاد, ومن المعروف ان حديث الآحاد ضعيف ولا يؤخذ به في التشريع, وهو ما ينقلنا بطبيعة الحال للقراّن الكريم الذى اوضحنا فيما سبق انه لا ينص على عقوبة دنيوية للمرتد فيه, وهنا يتضح لنا بدون ادنى شك ان الاسلام وقراّنه يحترمان حرية الرأى ويحضان عليها ولا يرضون اجبار الانسان على اعتناق ما لايرغب اذا بلغ ورشد, وهو ما ينقلنا الى نقطة اخرى ...

كيف نتعامل مع مواطن اراد اعتناق اى دين او معتقد او فكر غير الاسلام ثم منعناه واجبرناه على البقاء فى الاسلام مرغما ؟

اولا سيؤمن هذا المواطن ان الاسلام دين يقيد حرية البشر ولا يحترم رغبتهم وبالتالى سيزيد عداؤه للاسلام بما لا يصب فى مصلحته الشخصية ولا مصلحة المحيطين به, ورغم اعتناق هذا المواطن لدين اّخر غير الاسلام باطنا فانه ظاهريا مسلم, ولهذا يحل له بالقانون والشرع الزواج من مسلمة, وهو ما يخالف الاسلام نفسه, ثم ستظهر مشكلة اخرى متمثلة فى اصرار المواطن التارك للاسلام والمعتنق لديانة اخرى على ممارسة شعائر وطقوس ديانته الاخرى رغم انه على قوة الاسلام والمسلمين, وبالتالى لن يمارس شعائر الاسلام ولن يرغب فيها, وهو ما يوصلنا للنتيجة الطبيعية :

ما الفائدة التى ستعود على الاسلام من اجبار شخص على اعتناق دين لا يرغبه ولا يمارس شعائره وطقوسه وقد يضر هذا الدين بسبب كرهه له لاكراهه عليه وقد يؤدى فيما بعد لمشكلة شرعية وقانونية متمثلة فى ابناء لا ينتمون لاب مسلم فعليا وانما على الورق فقط ؟

وينبغى هنا ان نشير ايضا الى مدى التأثير السىء الذى تحدثه تلك الافعال على صورة الاسلام عموما, لانه لا تفسير لقتل من يتركه الا انه دين يعادى حرية الفكر والرأى وينتزع عنوة الايمان ظاهريا وينفى تماما صفة الروحانية والباطنية, ولو تدبرنا الامر قليلا سنجد ان فرد او فردين او مائه او الف او مليون لن يقللوا من قيمة الاسلام ولن ينتقصوا من انصاره البالغ عددهم مليار وربع انسان شيئا, انما يقلل من شأن الاسلام حقا ويفتح الباب على مصراعيه لمنتقديه من يظهره دين عداء وحرب وقتل وارهاب واجبار وسطحية, وهو ما نراه من اكثر الاصوات ارتفاعا دفاعا عنه كالدبة التى قتلت صاحبها ...





#باهر_محمود_عبد_العظيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عقل جديد لعالم جديد – رؤية تحليلية للعقل المصرى المعاصر
- هل أصبح الأزهر منبر التطرف وضحالة الفكر وتعطيل العقل ؟
- وهم الصحوة الإسلامية
- العنصرية تحكم مصر
- عادات المصريين في خطر
- حزب الإخوان–كيف تتوازن سلطات الدولة المختلفة مع لجنة ظل الله ...


المزيد.....




- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
- إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة
- “ألف مبروك للحجاج”.. نتائج أسماء الفائزين بقرعة الحج 2025 في ...
- “ماما جابت بيبي” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 بجودة عالي ...
- طقوس بسيطة لأسقف بسيط.. البابا فرانسيس يراجع تفاصيل جنازته ع ...
- “ماما جابت بيبي” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 بجودة عالي ...
- ليبيا.. سيف الإسلام القذافي يعلن تحقيق أنصاره فوزا ساحقا في ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - باهر محمود عبد العظيم - عقوبة المرتد أكبر إساءة للإسلام