|
قراءة في شهادة جواد هاشم (( مذكرات وزير عراقي مع البكر وصدام ))
زهير كاظم عبود
الحوار المتمدن-العدد: 2115 - 2007 / 11 / 30 - 10:53
المحور:
قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
شهادة الدكتور جواد هاشم وزير التخطيط العراقي السابق الى جانب شهادات دامغة أخرى ، تصلح كأدلة وسندات يعتمدها كتاب التاريخ العراقي الحديث ، فقد ألتزم جواد هاشم باعتماد الموضوعية والحقيقة في العديد من القضايا والمواقف ، كما انه تعمد أن ينقل بعض الحوادث السياسية والشخصية كما جرت أمامه ومن داخل المؤسسة البعثية باعتباره واحدا منها ، ليترك للقارئ الفطن أن يحلل ويتعرف على الخطوط العامة للسياسة العراقية في تلك الفترة ، بالإضافة الى معرفة تلك الشخصيات التي حكمت العراق فترة من الزمن ، وتحليل عقلياتها . وضمن شهادات أخرى سبقه في تسجيلها عدد من السياسيين العراقيين ، منهم من رحل الى الدنيا الآخرة ، ومنهم من لم يزل ينتظر ، غير أن تلك الحقائق المرة التي لم يزل العراق يتحسس طعمها ، كانت تشكل صورة كاملة عن مجريات الحكم وشخصيات الحكام . يشير الكاتب الى طلب شاعر العرب الأكبر محمد مهدي الجواهري منه أن يكتب عن تجربته مع البعث ، بعد أن خصه بأبيات شعرية لم يزل يحتفظ بها ، فأن الكاتب لم يدون في كتابه هذا ملخص لنتائج هذه التجربة ، بعد أن وضع شذرات من الحوادث التي مرت ، وهو يساهم في بناء دولة مؤسسة البعث التي تحولت الى مؤسسة العشيرة والعائلة . ويقينا أن ما سجله الدكتور جواد هاشم من لقطات بقيت في ذاكرته ، يساهم من خلالها في أبراز الصورة الحقيقية لبعض الشخصيات التي تسلقت السلطة في العراق ، كما انه ساهم بشكل حيادي في توصيف بعض تلك الشخصيات بشكل محايد بقدر الإمكان ، وبذلك فأنه تنحى جانبا عند التعرض للتحليل النفسي والاجتماعي ، تاركا الأمر الى المختصين في هذا المجال للتعمق في تحليل تلك الشخصيات التي مرت في التاريخ العراقي ، ومنها البكر وصدام والجزراوي وبعض الأسماء التي مرت في الذاكرة العراقية . قدم الكتاب بفصل تضمن بيانات ومعلومات أساسية عن العراق ، ثم عرض وقائع مهمة من تأريخ العراق المعاصر ، غير أن الكاتب لم يعط وجهة نظره في انقلاب 8 شباط 63 ، ولا ما عكسته من نتائج سلبية على صعيد المستقبل العراق ، ويمكن أن يكون تبرير هذا التغافل ناتج عن عدم وجوده في العراق ، الا أن السيد جواد هاشم يوضح مراحل تعرفه على البعث منذ العهد الملكي ، وانتسابه الى تنظيمه ، ولقاءاته المتكررة مع قياداته ، يوجب عليه أن يعطي وجهة نظره في تلك الأهداف وتلك الممارسات ، وما جرت على للعراق من ويلات وخراب لم يزل يعاني منها حتى اليوم ، والى أين انتهت تلك الأهداف والشعارات ؟ ورأيه الشخصي من خلال عمق التجربة السياسية والعملية التي خاضها ، ابتداءا من الزمن القومي وحتى الزمن البعثي الثاني ، وانتهاءا بخضوعه الى التحقيقات في سجن المخابرات العامة . يشير السيد جواد هاشم في الصفحة 31 من كتابه الصادر عن دار الساقي 2003 ، أن السيد علي صالح السعدي ( كان أمين سر القيادة القطرية لحزب البعث في العراق ) ، والذي أقصي من مركزه الحزبي والوظيفي ، وتم إبعاده الى مدريد ، صرح بأن القيادة الجديدة ( قيادة البكر ) غير شرعية وإنها جاءت ( بالقطار الأمريكي ) ، وبالرغم من ترديد تلك التهمة التي ينفيها البعثيون وتؤكدها قياداتهم ، ( لاحظ مذكرات طالب شبيب – ومذكرات هاني الفكيكي ) ، الا أن السيد جواد لم يعط رأيا حول عربات ذلك القطار ، حيث يذكر في الصفحة 271 من الكتاب انه يفتقد الى الوثائق التي تدعم تلك الأقاويل ، ويتابع انه بحث كثيرا في الوثائق فلم يعثر على الكثير ، ومع هذا فلم يكشف لنا هذا القليل ، غير انه وجد على وثيقة واحدة صادرة من شعبة المصالح الأمريكية في بغداد بتاريخ 24 أبريل / نيسان 1980 تشير الى وجود مصدر موثوق به داخل القيادة العراقية وله اتصال مباشر مع الإدارة الأمريكية !! دون أن يتعرف أو يكشف أسم العنصر . ويعرض أيضا في فصل خاص بعض الشخصيات والأحداث المهمة في تاريخ العراق ، فيشير السيد جواد هاشم في الصفحة 49 من الكتاب الى حادثة مهمة تؤكد التزام الدولة العراقية بالطائفية منذ العهد الملكي ، وما تعرض له السيد جواد في عدم قبوله بكلية الطيران ، بالرغم من المكانة الاجتماعية والإمكانيات المالية التي تميز بها والده وعائلته ، تدل بشكل واضح وصريح ما كان يدور في أروقة الدولة العراقية . في مطلع العام 1967 عاد الدكتور جواد هاشم الى العراق ، وتمكن أن يحتل مواقع متقدمة في الدولة العراقية ، باعتبار أن الخط القومي الحاكم في تلك الفترة ، والذي أشار له الدكتور هاشم ، حيث حدده حسب وجهة نظره ، في مركز القرار المتمثل بكل من طاهر يحيى التكريتي والدكتور عبد العزيز الدوري والدكتور خير الدين حسيب ، وخلال عمله بمجلس التخطيط تعرف على البكر ، يذكر الدكتور هاشم انه قام بتزويد البكر بمحاضر جلسات المفاوضات مع شركات النفط بصورة سرية ، مع تزويده بتحليلاته وآراءه في تلك المفاوضات ، بالإضافة الى تعاونه في تعيين أعداد من خريجي الدراسة الإعدادية حسب طلب البكر في أماكن محددة ، وتعددت لقاءات الكاتب بالبكر ، وبالرغم من علم السلطة بهذه اللقاءات ، فأن أي إجراء أمني أو احترازي لم يتخذ بشأنها ، ما يدل على تساهل النظام القومي مع تحرك البكر ومجموعته في تلك الفترة ، وتمكينهم من استعادة السلطة بيسر وسهولة بذلك الانقلاب الداخلي يوم 17 تموز 1968 . يذكر الدكتور جواد هاشم في الصفحة 66 أن طاهر يحيى التكريتي سأله عند تقديمه أوراق المتقدمين للعمل ، (( أن هل قابلت المتقدمين الى العمل شخصيا للتأكد من صحة المعلومات ، أجبته نعم قابلت اغلبهم وتأكدت من صحة المعلومات . سكت رئيس الوزراء برهة وعاد يتصفح الوثائق التي أمامه ، ثم فاجأني بسؤال جديد . - هل كانت مقابلتك لأحمد حسن البكر وصالح مهدي عماش جيدة ؟ - ارتبكت وهممت بتدبير جواب لسؤال غير متوقع ولكن طاهر يحيى أردف قائلا : - دكتور نحن جميعا على درب (( أمة عربية واحدة ذات رسالة خالدة )) مثلنا في ذلك مثل البكر وعماش ..... )) وفي الصفحة 93 يذكر السيد جواد هاشم عن سؤال صالح مهدي عماش عن أسباب اختياره الدكتور عبد العال الصكبان وكيلا لوزارة المالية ، وهو على حد تعبير عماش من العناصر الرجعية والناصرية وهو أيضا من أهالي الديوانية . وتلك الإشارة المهمة التي ستقترن بأدلة أخرى تؤكد نمط التفكير الذي يفكر بها قادة الحكم البعثي ، ومجرد كون الدكتور الصكبان من أهالي الديوانية تشكل له تهمة كبيرة ، حيث أن أهل محافظات الفرات والجنوب ضمن دائرة إتهام السلطة . وفي الصفحة 94 يشير الكاتب الى ما قاله خالد مكي الهاشمي وزير الصناعة من أن الدكتور رشيد الرفاعي وعلي الجابر من صنف واحد بينما الدكتور عدنان شريف من جماعتنا الشرفاء ( والقصد الطائفي هنا واضح ) حيث أن الرفاعي والجابر شيعيان . والحادثة المهمة التي تعتبر من الشهادات الأكثر أهمية ما أورده الدكتور جواد هاشم في الصفحة 95 حيث يقول : ( دخلت المكتب فوجدت فيه وزيرين آخرين هما الدكتور احمد عبد الستار الجواري وزير التربية ، والفريق حماد شهاب التكريتي وزير الدفاع وعضو مجلس قيادة الثورة ، ويبدو أن الجواري وشهاب كانا في حديث عن محافظات العراق ، سمعت شهاب يقول للجواري إن جميع سكان المنطقة التي تقع بين المحمودية وجنوب العراق هم (( عجم )) ، ولابد من التخلص منهم لتنقية الدم العربي النقي . استغربت كلام حماد شهاب وقلت له : فريق حماد انا من مدينة عين التمر التابعة لكربلاء ، وحامد الجبوري من مدينة الحلة ن فهل يعني إننا عجميان ؟ ام انك تقصد شيئا آخر , تردد شهاب في الإجابة وتدخل الجواري محاولا ( تصحيح ) ماتفوه به شهاب ........ بلغ بي الانزعاج حد إني تناولت ورقة من مكتب حامد الجبوري وقررت تقديم استقالتي من الوزارة ، كتبت استقالة من سطرين وتوجهت الى مكتب سكرتير رئيس الجمهورية بانتظار مقابلة البكر . لم يطل انتظاري ، دخلت على الرئيس وعلى محياي مظاهر الامتعاض ، بادرني الرئيس بالسؤال عن سبب امتعاضي ، فأخبرته بما حصل ، وقدمت إليه الاستقالة ، قرأها الرئيس ثم ابتسم وأردف قائلا : الا تعرف حماد شهاب انه رجل بسيط لايفهم من أمور السياسة شيئا . - ولكنه ياسيادة الرئيس عضو في مجلس قيادة الثورة ، فإذا كان هذا منطق عضو في أعلى سلطة في البلد فكيف يمكن للعراق أن يتقدم ، الا يعكس قول حماد شهاب اتجاها خطيرا لمسيرة الحكم . - ضحك البكر وقال : دكتور لايمثل حماد شهاب أي اتجاه ، حماد شهاب حمار ، ثم مزق الاستقالة . ) وهذه شهادة مهمة يدلي بها البكر بحضور الوزير جواد هاشم بحق حماد شهاب الذي كان يقود اخطر وأقوى مؤسسة في العراق ، فهو رجل بسيط لايفهم من أمور السياسة شيء ومع هذا كان عمودا من أعمدة السياسة العراقية ، وعضوا في أعلى سلطة تشريعية ، وهذا الرجل البسيط ليس سوى حمار في إشارة الى أن ليس له عقلا يستحق التقدير كما يقول البكر . أما ماقاله حماد شهاب بحق الشعب العراقي من المحمودية حتى أخر نقطة في الفاو ، فهو بحق النظرة التي كان يقولها خير الله طلفاح ومعه كل الذين مارسوا تلك السياسة المريضة في التسفير والحجز والإعدامات بقصد التخلص من تلك الدماء التي قد تلوث نقاء الدم العربي على حد فهمهم ، وهذا القول هو اتجاه فعلي وواقع ضمن السياسة العراقية ، وتلتزم به مدرسة من السياسيين التي حكمت العراق أو التي لم تزل خارجه ، وليس أكثر مما قاله صدام حسين في مقالاته التي رتبها له محسن خليل في جريدة الثورة بعد الانتفاضة الشعبية في العام 1991 بعنوان لماذا حصل هذا ؟ ظهر فيها الحقد الطائفي المقيت ضد أبناء العراق ، وأعاد الصورة المرسومة في عقل الوزير الحمار مرة أخرى من عقل القائد الضرورة حيث يشكل قاسمهما المشترك دوما ، فهما أبناء مدرسة واحدة . المفارقات التي يذكرها الوزير جواد هاشم والتي كان على علم بها عديدة ومهمة ، وتدل على النماذج من العقليات التي كانت تتصرف بأمور البلاد والعباد . غير أن شهادة مهمة يضيفها الكاتب على لسان جمال عبد الناصر في الصفحة 115 ، بعد الزيارة الرسمية التي قام بها بصدد اختيار صدام نائبا لرئيس مجلس قيادة الثورة بقوله : ( علق جمال قائلا : أن اختيار نائب رئيس مجلس قيادة الثورة أمر يعود الى الأخوة في العراق ، ولكن الواد صدام إحنا عارفينو ، ده طايش وبلطجي ) . وهذه الشهادة التي يدلي بها عبد الناصر لم تأت من فراغ ، إنما ترسخت لديه تلك المعلومات الدقيقة التي ترفعها له أجهزة المخابرات المصرية ، عن تلك الشخصية التي حكمت العراق ، وطايش من الطيش ، وبلطجي تعبير مصري شعبي عن المحتال والرجل الذي لا تقيده ضوابط أخلاقية أو اجتماعية ، حيث تكونت تلك المعلومات عن صدام من خلال وجوده في القاهرة كلاجئ بعد عملية محاولة اغتيال عبد الكريم قاسم . وثمة أشارة في الصفحة 148 ، بتأميم حصة كولبنكيان الذي كان يمتلك 5% من امتيازات النفط العراقي ، وتقييد تلك النسبة من العائدات باسم قيادة الحزب ، والاحتفاظ بعوائدها السنوية بحساب مستقل خارج العراق تحت أشراف صدام حسين . أن هذه المبالغ المتراكمة والتي بلغت حسب تخمينات الكاتب ولغاية العام 1990 واحد وثلاثين مليار دولار ، مع افتراض استثمارها بنسبة تصل الى 18% ، فكم من المليارات وصلت هذه العوائد اليوم ؟ وأين استقرت تلك المليارات بعد أن عانى أهل العراق خلال فترة الحصار الدولي ؟ وماذا عملت الحكومة العراقية الحالية لاكتشافها واستعادتها ؟ خصوصا بعد صدور قرارات دولية تلاحق التنظيمات الإرهابية وعمليات غسيل الأموال وعمليات الإثراء غير المشروع والسرقات الكبيرة من أموال الشعوب . كما أشار في الصفحة 189 الى كلمة طارق عزيز في تشرين الأول 1989 معربا عن شكر حكومة صدام وامتنانها لمساعدات الحكومة الأمريكية ووكالة الاستخبارات الأمريكية ( السي أي أيه ) في تزويد العراق بالمعلومات التعبوية والصور الفضائية التي ساعدت العراق في حربه مع إيران . وفي الفصل الخاص بالزنزانة رقم 7 ص 231 يؤكد المؤلف على الأساليب المخابراتية التي ينهجها النظام ، والطرق التي يتبعها في التعامل مع من يشك في ولاءه للقائد الضرورة ، فكل عراقي متهم مهما كان مركزه ، والقواعد التي يتم الاستناد عليها في تلك الاتهامات التي قد تنهي حياة الشخص ، هي تلك الإخباريات والتقارير التي لاتقبل المناقشة . ويشير الدكتور جواد في الصفحة 256 على الوظائف التي جمعها صدام والتي تشكل هاجسا نفسيا يعبر عن نزوعه للطغيان والدكتاتورية ، فهومسؤول عن مجلس التخطيط والمخابرات العامة ومجلس الأمن القومي ومكتب الشؤون الاقتصادية والمكتب العسكري ولجنة شؤون النفط والاتفاقيات ومكتب الثقافة والأعلام ومؤسسة البحث العلمي واللجنة العليا لشؤون الشمال ، بالإضافة الى كونه نائب رئيس مجلس قيادة الثورة ، ثم صار رئيسا والقائد العام للقوات المسلحة ومنح رتبة مهيب ركن وهو المتخلف عن الخدمة العسكرية ، بالإضافة الى أمانة سر القطر ، وفي هذه الفترة يختزل الدكتور هاشم المرحلة بقوله ( لقد أصبح الاستثناء هو القاعدة ، والقاعدة هي الاستثناء ! ) . غير أن الدكتور جواد هاشم ينفرد بمعلومة مثيرة للجدل قد تكون وجهة نظره في أن يكون طه ياسين رمضان من الأيزيديين ( ص 261 ) ، ولعله عرف تلك المعلومة ممن اعتقد ذلك الأمر ، وفي الحقيقة أن طه ياسين رمضان من منطقة العشائر السبعة ، وهو كوردي القومية تنكر لقوميته وأهله ، وكان صدام كثيرا ما يغمزه بتلك القناة ويتندر عليه . أما المعلومة الثانية فهي اعتقاد الدكتور جواد أن ناظم كزار من أبناء الديانـــة المندائية ( هامش ص 215 ) ، بينما لم يؤكد هذه الحقيقة احد ، ومهما يكن دين أو مذهب كلا الأسمين ناظم كزار أو طه رمضان فقد تركا خلفهما تأريخا مليئا بالدماء والجرائم والسمعة الملوثة ، واستحقا لعنة العراق والتاريخ . وفي الصفحة 338 ينقل الكاتب جواد هاشم صورة اجتماع العائلة الحاكمة ، وما دار من أحداث ومناوشات وقرارات ، ذلك الاجتماع الذي أداره خير الله طلفاح بحضور البكر وصدام وعدنان خير الله وهيثم احمد البكر . لم يكتب السيد جواد عن درجته الحزبية ؟ ولم يوضح أسباب انسحابه أو بقاءه في حزب البعث ؟ وماهي الدرجة الحزبية التي وصلها ؟ ولا رأيه بحزب البعث عند كتابة مذكراته . ينهي الكاتب كتابه بكلمة أخيرة بحق صدام الذي صار القائد الضرورة ، فيقول في الصفحتين 349- 350 : أمتهن صدام كرامة العراق من دون مبرر أو منطق ، وسحق المواطن العراقي فجعله مزدوج الشخصية وغير قادر على التحرر من الخوف ، وحارب الفكر بالقرباج ، والقلم بالسيف ، والرأي بالاعتقال ، والعدل بالعضلات ، وألغى حلقات التاريخ بحث أصبح بطل الأمس خائنا ، ومفكر اليوم جاهلا . ولست أدري كيف سيواجه صدام نفسه ، وهو يقف إمام مرآة التاريخ ، فيرى ماجره من ويلات على العراق ، هذا البلد الغني بأرضه ومائه ونفطه وبشره . هل سيتذكر صدام الذين سقطوا صرعى رصاص غدره ؟ هل سيتذكر المليون من شباب العراق ممن لقوا حتفهم بسبب حروبه ومغامراته العسكرية ؟ هل سيتذكر ؟ هل سيندم ؟ لأاعتقد ذلك ولكنه سيسمع صوتا قادما من بعيد ليقول له ولزمرته : الا تبت أياديكم ! وتأتي شهادة الدكتور جواد هاشم وأن كانت متأخرة ، شهادة قريبة من موقع الأحداث ، ومساهمة في العديد من الأحداث ، وبالتالي فأن الدكتور جواد كان ينقل في تلك الشهادة المقتضبة ، والتي لم يشأ أن يتوسع بها ، بالرغم من حاجة التاريخ العراقي المعاصر لمثل تلك الشهادة التي تخللها الكثير من الاعتدال والتحليل الواقعي والمنطقي ، البعيد عن العواطف والميول الذاتية ، وباعتبار أن الشهادة التي ذكرها الدكتور جواد هاشم تصلح أن تكون أساسا يمكن أن تساهم في رسم صورة للعراق ، المليء بالجراح والأسرار والخفايا ، والمحكوم بالحديد والنار ، والخارج توا من الآتون ، وهو محمل بجراحه وجوع أبناءه وخراب أرواحهم ، وتبعثر مقابرهم ، وتبعثر أولاده مثل تبعثر ثرواتهم ، ولنا ألأمل أن يتوسع الدكتور جواد هاشم في رسم العديد من الحقائق التي لم تزل ذاكرته الحية ، والتي كان شاهدا عليها ، وهي مهمة وطنية يتطلبها التاريخ العراقي لمن يتصدى لكتابة التاريخ بضمير نقي .
#زهير_كاظم_عبود (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
من أجل تشريعات تعيد حقوق الكورد الفيلية
-
الأيزيدية في كتب التأريخ العربي
-
نبوءة البياتي
-
الأرهاب يستهدف الأقباط في مصر
-
هل يلجم التهديد بالأجتياح حقوق القوميات والأقليات في تركيا ؟
-
جمعة كنجي المسافر الذي رحل دون كلمات
-
الفيدرالية العراقية من وجهة نظر أمريكية
-
إقتحام المدى
-
الفيدرالية الطائفية
-
كنت ولم تزل أبنا بارا للعراق يامصطفى المدامغة
-
هل يمكن للبعث أن يغير أسلوبه وسياسته في العراق ؟
-
الدم العراقي المستباح
-
القتل منهجا
-
مساهمة الأمم المتحدة في التصدي للإرهاب
-
لايليق بكم السواد !!
-
هل يستفيد الأتراك من تجربة إقليم كوردستان ؟
-
الذيول الملطخة ضمائرها
-
سر قوة الأيزيدية !!
-
هل حقا أن العراق بلد نفطي ؟
-
علي السوداني إرهابيا !!
المزيد.....
-
لثاني مرة خلال 4 سنوات.. مصر تغلظ العقوبات على سرقة الكهرباء
...
-
خلافات تعصف بمحادثات -كوب 29-.. مسودة غامضة وفجوات تمويلية ت
...
-
# اسأل - اطرحوا أسئلتكم على -المستقبل الان-
-
بيستوريوس يمهد الطريق أمام شولتس للترشح لفترة ثانية
-
لندن.. صمت إزاء صواريخ ستورم شادو
-
واشنطن تعرب عن قلقها إزاء إطلاق روسيا صاروخا فرط صوتي ضد أوك
...
-
البنتاغون: واشنطن لم تغير نهجها إزاء نشر الأسلحة النووية بعد
...
-
ماذا نعرف عن الصاروخ الروسي الجديد -أوريشنيك-؟
-
الجزائر: توقيف الكاتب الفرنسي الجزائري بوعلام صنصال
-
المغرب: الحكومة تعلن تفعيل قانون العقوبات البديلة في غضون 5
...
المزيد.....
-
-فجر الفلسفة اليونانية قبل سقراط- استعراض نقدي للمقدمة-2
/ نايف سلوم
-
فلسفة البراكسيس عند أنطونيو غرامشي في مواجهة الاختزالية والا
...
/ زهير الخويلدي
-
الكونية والعدالة وسياسة الهوية
/ زهير الخويلدي
-
فصل من كتاب حرية التعبير...
/ عبدالرزاق دحنون
-
الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية
...
/ محمود الصباغ
-
تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد
/ غازي الصوراني
-
قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل
/ كاظم حبيب
-
قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن
/ محمد الأزرقي
-
آليات توجيه الرأي العام
/ زهير الخويلدي
-
قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج
...
/ محمد الأزرقي
المزيد.....
|