|
مصر رهينة بين أيدي شياطين الوهابية..
عساسي عبدالحميد
الحوار المتمدن-العدد: 2115 - 2007 / 11 / 30 - 10:53
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
مصر جبهة متقدمة و خندق طبيعي للنظام السعودي في حربه الإرهابية الطويلة على دار الكفر . لا أريد أن يفهم من كلامي هذا أني أفهم زيادة عن اللزوم، أو أني أوزع النصيحة يمنة و يسارا على المصريين ، حاشا ....بل أنا مدين لمصر ، فقد استلهمت من ثقافتها و حضارتها الأصيلة الشيء الكثير والكثير، جعلتني أتحصن في حياتي الفكرية من الشيطان الرجيم وعبدة الحجر الحالك. نعم مصر جبهة متقدمة و خندق طبيعي للوهابية، و هذه حقيقة ثابتة ثبوت الشمس في كبد السماء، و هذا ما يجب أن يعيه المصريون جميعا و يفطنوا له، و أن تعيه كذلك الحكومات الغربية التي تستقبل طويل العمر المنافــــــــــــــــــــق في زيارات رسمية و تصف النظام السعودي بالمعتدل، فلو قدر لهذا النظام الذي يوصف بالمعتدل أن يصير أعظم قوة لا قدر الله (…و هذا جد جد جد مستبعد….) لما توانى في غزو دياركم و نكاح بناتكم أمام مرأى من عيونكم (.... اقرؤوا التاريخ جيدا لعلكم تبصرون ....)، فشيوخ و أمراء الوهابية يعتبرون أوروبا و أمريكا هدفا لسيوفهم و حرابهم في المستقبل، و يعتبرون مصر متراسا وجبهة لوقاية أرض الوحي الطاهرة و إبعاد الأذى عنها ولو على حساب تجهيل و قتل أبنائها و إشغال الناس في جبهات بعيدة عن العتبات المقدسة ، فالمرجعية الوهابية تقسم العالم إلى دارين دار للإسلام و دار للكفر، والمسلمون في حرب دائمة مع الكفار سواء كانوا متربصين بديار الإسلام أو في معاقلهم الأصلية ...والتفكير في إلحاق الأذى بالنصارى واليهود يجب أن يراود المسلم طيلة حياته و يربي عليه أبنائه ... هذا كلام لا أسوقه من عندي وليس من بنات أفكاري ، بل أدبيات موثقة لكبار المرجعيات الوهابية المشهورة وعلى رأسهم الشيخ عبدالعزيز ابن باز وتلاميذه المخلصين من أمثال اللحيدان و الفوزان والعبيكان ….. و لن يستطيع أحد نكرانه.
نجحت الوهابية بشكل كبير في توظيف النظام المصري و تنظيم الإخوان المسلمين في نشر الفكر الوهابي العنصري بين صفوف المصريين و إعدادهم لكي يكونوا جند الله المنتخون لكلمته العليا وذلك عبر رشوة قيادة النظام ودعم الإخوان ماديا و معنويا . لا أحد ينكر وزن تنظيم الإخوان بمصر على الساحة الوطنية منذ تأسيسه سنة 1928 ،إذ استطاع هذا التنظيم أن يوسع قاعدته الشعبية و أن يصير له أتباع من كافة شرائح المجتمع خاصة من الأميين و أنصاف المتعلمين، بالإضافة إلى تمكنه من الحصول على مصادر تمويل قارة ودعم لوجستيكي مهم يتلقاه القياديون و الجمعيات المنضوية تحتهم من أمراء و شيوخ بني وهاب.
النظام المصري الحالي هو الابن الشرعي للإخوان، فقد كان الضباط الأحرار يمثلون الجناح العسكري للتنظيم الذي غدر بالمرجعية الروحية، فمحمد نجيب و عبد الناصر و عبد الحكيم عامر و السادات... وغيرهم قد أقسموا كلهم صحبة اللحى والعمائم على القرآن و الرشاش وعاهدوا أنفسهم على تطبيق شرع الله ورمي اليهود في البحر و التصدي للفئة العاقة وعلى رأسها الأقباط والشيوعيون فأطاحوا بالسلطة الشرعية للبلاد ليبدأ فصل من فصول إدخال الشعب المصري إلى أنفاق التجهيل و التدجين والمهالك، فتحمل الشعب المصري حروبا نيابة عن أمة الإسلام أرجعت البلاد عقودا إلى الوراء فتحول الاقتصاد القومي إلى اقتصاد حرب لسنين عديدة على حساب التنمية الوطنية المستدامة، وما زالت المرجعية الروحية يستعملها النظام الحالي كورقة لاستمراره على رأس السلطة وفي محاولة منه لإبقاء الحكم في سلالة مبارك، فللنظام قدرة على أن ينفس و يمص غضب الشارع بتقوية الإخوان في الوقت المناسب و النفخ فيهم، والدليل أن 88 مقعدا التي حصلوا عليها في الاستحقاقات الأخيرة كانت من صنيعة النظام ليعطي الانطباع للمنتظم الدولي أن خطر الإخوان قادم و أن الحل الوحيد هو دعم مبارك لمرحلة انتخابية جديدة والإعداد لقبول نجله كرئيس مقبل لمصر، كما أن له القدرة لصفعهم ان اقتضت الضرورة ليذكرهم بالخطوط البنية الداكنة و بهيبة السلطة، كما أن هناك مشروع اتفاق جاهز فور وفاة الرئيس بين النظام الحالي و قيادة التنظيم لكي يتولى جمال مبارك الحكم بعد وفاة والده (....والتي ترشحها أوساط طبية مقربة و موثوقة في غضون سنة 2008...) شريطة أن تكون للتنظيم مناصب سيادية داخل أجهزة الدولة ومنحه هامشا من الحريات في العمل الجمعوي والنقابي و السياسي ...
لن أبالغ إن قلت أن النظام يقامر، و قد تنقلت الأمور من بين يديه، و يستولي الاخوان في أي لحظة على الحكم ليبدؤوا بتطبيق شرع الله، و شرع الله عند الإخوان المسلمين هو إقفال البنوك الربوية بجرة قلم وبفتوى أزهرية وتشميع المؤسسات ذات الصلة بالغرب الصليبي الكافر وحرمان الآلاف من الأسر من رزقهم و طرد السفراء، و إعلانها حربا مقدسة على اليهود الأنجاس لتحرير فلسطين و كل فلسطين..حينها سيندم كل مصري منح جزءا بسيطا من ثقته للإخوان، سيندم كل مصري رفع لافتة في مسيرات القطعان الهائجة المائجة أو نادى بشعار يمجد فيه صنمهم الأعظم .. "ستفتح عليكم مصر فاتخذوا منها جنداً كثيفاً فإنهم خير أجناد الأرض" هذا ما جاء في الحديث النبوي و هذا مشروع وهابي صرف يعمل على تطبيقه منذ أن تحالف نص الوهابية مع سيف عصابة آل سعود في أواسط القرن الثامن عشر الميلادي ...
=========
القيادة القبطية بالخارج جزء لا يتجزأ من الشعب المصري الأصيل و مناضلوها جديرون بالثقة إلى جانب فعاليات نضالية أخرى تحمل هموم الشعب المصري بصدق، فلو تمكن أبناء مصر الشرفاء من تحمل المسؤولية سيتغير الوضع و ستتحسن الأمور في وقت جد جد جد قياسي....بل ستتغير المنطقة برمتها. فيا أيها المصريون ....احذروا الغربان... تمسكوا بمصر الأصالة ...مصر الحضارة ...مصر القداسة ... اطردوا عكرمة الجاثم على ضفاف النيل فقد استهوته شمس مصر، اطردوا النجاسة من غير رجعة ... والى ساسة الغرب أقول، إياكم و الغباء، إياكم و البلادة، و اقرؤوا التاريخ جيدا لتعرفوا ضباع الصحراء التي تتقنع بقناع الحملان الوديعة ...
#عساسي_عبدالحميد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
السامرية ....
-
مصطفى بكري ينتقد ساويروس ...
-
إجبار النظام السعودي على احترام حقوق المرأة لن يفيد.
-
لإيلاف آل سعود إيلافهم رحلة التقية و الاستنكاح ....
-
روى علقمة السفاح عن أبي منكحة الذباح عن ..عن ..عن...
-
أيها الصارخون الرافضون لزيارة ملك أسبانيا لسبتة ومليلية....
-
الداهية بنيديكتوس وخادم الصنم الأعظم ..
-
حق المرأة السعودية في قيادة السيارة لا يكفي !!!!
-
في ذكرى ميلاد السيدة فيروز...
-
يا -ابن كيران- اذهب أنت و ربك فحاربا إنا نحن هنا قاعدون.
-
على هامش زيارة ملك أسبانيا لمدينتي سبتة ومليلية، هل يقبل سكا
...
-
ملك السعودية في ضيافة بريطانيا الصليبية ......
-
أحكام بالسجن في حق منفذي عملية 11 مارس 2004 بمدريد ...
-
حزب الشعب الدنمركي ورسم جديد لنبي الإسلام .
-
من بدل دينه فاقتلوه : الإرهابي يوسف البدري ......
-
قلب المجدلية...
-
© قوتنا ليست في النفط بل في الإسلام : العاهل السعودي©...
-
مع بداية العد العكسي لنفوق مجرم حلبجة وبداية سلسلة جديدة من
...
-
علماء الإسلام.... و فن الكذب الحلال....
-
على المصريين الاختيار بين مصر القبطية الرائعة وبين مصر الرهي
...
المزيد.....
-
دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه
...
-
في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا
...
-
المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه
...
-
عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
-
مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال
...
-
الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي
...
-
ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات
...
-
الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
-
نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله
...
-
الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
المزيد.....
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
المزيد.....
|