أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - زهير كاظم عبود - تجربة الكرد في كردستان العراق جديرة بالتقدير














المزيد.....

تجربة الكرد في كردستان العراق جديرة بالتقدير


زهير كاظم عبود

الحوار المتمدن-العدد: 652 - 2003 / 11 / 14 - 02:12
المحور: القضية الكردية
    


طوبى لشعبي الكردي في العراق وهو يجتاز بنجاح باهر تجربة الحكم خارج سلطة الطاغية  التي برهنت فيها الأحزاب الوطنية الكردية والشخصيات الوطنية الكردية والمؤسسات الوطنية الكردية أنها أستوعبت لغة العصر وطورت أدائها وفعلها ولغتها   ووظفت الدولة في خدمة الأنسان ، وخلال الفترة التي استقلت فيها عن سلطة الجلاد و الطاغية ، وخلال الفترة التي تنفست فيها هواءاً عراقياً خالصاً خال من مكروب العوجة وفايروس السلطة الأمنية ، حقق الكرد شوطاً طويلاً في بناء الأنسان والمؤسسات التي تخدم حياة الأنسان   ، وشوطاً طويلاً في توطيد دعائم اسس  الديمقراطية وتثبيت ركائز  السلطة المدنية ، وخلال هذه التجربة القصيرة بنى الكرد مالم تقم ببناءه سلطة الدكتاتور خلال عشرات السنين بالرغم من الفارق في الدخل والأمكانيات .
سجل الكرد في العراق تجربة بناءة ورائدة في بناء الأنسان ومايستلزمه من خدمات وماتحققه له مما يعزز حريته وكرامته ، ففي الوقت الذي كان الأنسان يهان  في سلطة البائد صدام كان الكرد يبنون ويرممون ماتهدم من مجتمع  العراق ، وفي الوقت الذي كان الطاغية يهدم  الحياة كان الكرد يشيدون  ، وحين كان الطاعية يجز بسيفه أعناق العراقيين كان الكرد الملاذ الآمن للعراقيين ويحققون دولة القانون ، وحين كان الجلاد يعبر عن الوجه البشع للعراق كان الكرد الوجه النقي والجميل للعراق .
وأمام ماتحقق من تجربة نتيجة النضال الدؤوب والتضحيات الجسام التي قدمها الكرد في العراق من اجل تحقيق مطالبهم المشروعة وحقوقهم الدستورية في الوطن المشترك ، استطاع الكرد أن يبرهنوا على أصالتهم العراقية وتمسكهم بوحدتهم العراقية وبمشاركتهم الحقيقية في بناء العراق .
وليس غريباً أن تخرج بعض الأصوات النشاز تشكك بالحقوق الكردية في العراق  وتدعو الى غمطها  وتسخر من مطالبهم الأنسانية المشروعة وتنعتهم بالأنفصال ودعاة التجزئة ، فهذه النماذج وهي  تتصدى للقضية الكردية بهذا الشكل فأنها تعبر عن أمراضها الدفينه وحقيقة أنحرافها  وعدم أستيعاب حقوق الأنسان ، أضافة الى كراهيتها للعراق ورعبها من مستقبل شعب  العراق .
ليس غريبا أن تتميز نماذج من الأسماء  الثقافية التي حشرت نفسها في زاوية سلطة الطاغية و الضائعة والتائهة وسط الموج والتي لاتعرف عن  حقيقة تاريخ نضال الشعب العراقي والقضية الكردية غير معاكسة تيار الحق والعدل والمنطق  ، وتحاول أن تدفن رأسها بالرمل في فهم  معنى التضحية والنضال والثبات في سبيل تحقيق المباديء والحقوق ، هذه النماذج تمثل الذهنية البائدة والتصور الخرف لمستقبل العراق ، وسيتجاوزها العراق ويتركها لوحدها تعوي في الصحراء بعد أن يستنكرها شعب العراق ويلعنها الزمن ،  وستقف منزوية في زوايا التاريخ المنسي والمعزول عن مسيرة الأنسانية وركب الحضارة والتطور وعصر حقوق الأنسان .
لم تكن القضية الكردية في العراق تخص الكرد وحدهم مطلقاً ، فقد كانت على الدوام القضية العراقية والهاجس السياسي الذي تناضل من أجله الأحزاب العراقية الوطنية وقضية مهمة من قضايا الأنسانية  ، وكان الكرد بحق الشركاء المخلصين لهذا الوطن المعطاء ، والذي أختلطت فيه  دماء التركمان مع العرب والأكراد والاقليات الأخرى من أجل حرية العراق وديمقراطية وكرامة الشعب العراقي دون أستثناء .
وتعد التجربة الذاتية بالرغم من قصر عمرها الزمني ، وبالرغم من ألامكانيات المتواضعة والظروف السياسية الحرجة ، أستطاع الكرد أن يبنوا منطقتهم بناء يدلل على تمكنهم من أختزال الزمن وأستغلال أبسط الفرص في قضية  بناء الأنسان والحياة في كردستان العراق ، وكما يدلل على قدرة العراقي في البناء السريع وأعادة الحياة البهيجة والأنسان المحمي بالسلطة المدنية والدستور والقوانين في حين بدا الأنسان في بقية المناطق التي كانت تعاني من سيطرة النظام العفلقي والطغمة الدكتاتورية والطغيان متشظياً ومبعثراً ومتراجعاً خطوات كبيرة الى الوراء متخلفاً عن ركب الحضارة والمدنية الأنسانية .
ليس لنا الا ان نحيي التجربة العراقية الأصيلة في ربوع كردستان وهي تشكل العلامة والرمز العراقي في البناء ونشر الديمقراطية والحياة المدنية ، ونفتخر أمام الدنيا بقدرة الأكراد على ضبط الأمن والأمان في ربوع منطقة كردستان العراق وهو دليل  على وعي المواطن الكردي وتفاعله مع سلطاته المحلية وقابليته في التطور واللحاق بالمستقبل .
وبالوقت الذي نقرأ الأشادة بالتجربة العراقية في كردستان ونتأمل عمليات البناء السياسي والأقتصادي والأجتماعي ندرك حجم القدرة العراقية الخلاقة في ان تستعيد عافيتها لينهض العراق من جديد .
كان العربي في العراق  يمنح الأكراد مشاركته في  حمل السلاح معهم لمقاتلة السلطات القمعية الشوفينية الممتلئة بتنكرها لحقوق الشعب الكردي  ، وكان لايتوانى منحهم عمره والجود بالنفس أقصى غاية الجود ،  والتبرع بماله وبحريته من اجل قضيتهم العادلة ، وهاهو يتطلع الى عراق جديد يزهو بدستور عراقي موحد يحقق مطالبهم العادلة وينص على تحقيق حقوق الأنسان ، لم يبق على هذا المواطن سوى أن يضم صوته لصوت المطالبين بتحقيق مايشير الى حل مشاكل العراق في تحقيق الفيدرالية للكرد في العراق ، ويغمطهم لحياتهم وما تحقق لهم خلال هذه السنوات القصار من مكاسب انسانية حق لهم ان يتفاخروا بها ، ولم نجد غير أن نكرر بيت قصيدة  شاعرنا الكبير محمد مهدي الجواهري حين قال :

قلبي لكردستان يهدى والفم        ولقد يجود بأصغريه المعدم




#زهير_كاظم_عبود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أصلاح النظام القانوني في العراق
- النقابة العامة للملوك والرؤساء العرب
- هل يستطيع صدام أن يقتل العدالة وينتصر على الحق في العراق
- تحية من الأعماق للمناضل العراقي الدكتور كاظم الحبيب
- التحليل السياسي في شتم العراق
- الخراب المادي يمكن ترميمه .. من يرمم خراب الأنسان العراقي ؟
- متى ستتم محاكمة أذناب سلطة صدام ؟
- الملف الأمني
- الدخول بغير المفتاح العراقي
- أرهاب العراقيين أم أخراج الأمريكان ؟
- هل أختفى صدام الى الأبـــد ؟
- شباب الكرد الفيلية الذين غيبوا
- أفعال خسيسة ضد شعب العراق في رمضان
- بقي العراق بخير وسقطت خطط الفضائيات العربية الرديئة
- أكراد العراق يراهنون على تفهم شعبهم لحقهم في الفيدرالية
- الأسئلة التي لم يسألها أحد للصحا ف
- مكب النفايات
- الحوار الوطني المطلوب مسؤولية جماعية
- العراقي حين يصلي فوق تراب العراق
- نداء لتكريم الأبطال والشهداء الذين نفذوا عملية أغتيال أبن ال ...


المزيد.....




- الجنائية الدولية تطالب الدول الأعضاء بالتعاون لاعتقال نتنياه ...
- رايتس ووتش: تواطؤ أميركي بجريمة حرب إسرائيلية في لبنان
- الشتاء يهدد خيام النازحين في غزة بالغرق بمياه الصرف الصحي
- اعتقالات واسعة بالضفة وكتيبة طولكرم تهاجم تجمعات لقوات الاحت ...
- المحكمة الدولية: على الدول التعاون بشأن مذكرتي اعتقال نتنياه ...
- الأمم المتحدة: نصف عناصر الجماعات المسلحة في هايتي أطفال
- اليونيسف: نسبة غير مسبوقة...  نحو نصف أعضاء الجماعات المسلحة ...
- في اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة وتزامناً مع انطلاق ...
- آليات الاحتلال تطلق النار العشوائي على خيام النازحين في مواص ...
- الأونروا: نصف مليون شخص في غزة معرضون لخطر الفيضانات


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - زهير كاظم عبود - تجربة الكرد في كردستان العراق جديرة بالتقدير