أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - جواد بشارة - العراق : المأزق الدائم؟















المزيد.....

العراق : المأزق الدائم؟


جواد بشارة
كاتب ومحلل سياسي وباحث علمي في مجال الكوسمولوجيا وناقد سينمائي وإعلامي

(Bashara Jawad)


الحوار المتمدن-العدد: 2114 - 2007 / 11 / 29 - 11:38
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


بالتوازي مع ماحققته حكومة السيد نوري المالكي من إنجازات ملموسة بشهادة العديد من العراقيين على الصعيد الأمني وتحسن الأوضاع الأمنية والمعاشية نسبياً ، مازال المأزق السياسي هو السائد على الساحة العراقية ومازال الكثير من الساسة العراقيين يتصيدون في الماء العكر لعرقلة مساعي المصالحة الوطنية بفرض شروط تعجيزية وإظهار أنفسهم بمظهر الضحايا لسياسة التهميش والإقصاء التي تمارسها الحكومة الحالية ضدهم ، والكل يحلم بتحقيق الحد الأقصى من المكاسب الشخصية والفئوية والحزبية الضيقة حتى لو كان ذلك على حساب المصلحة الوطنية العليا.
فهنالك الكثير من الملفات الشائكة والحساسة التي يمكنها أن تطيح بكل ما تحقق من إنجازات لأنها ماتزال هشة وغير متجذرة وإن كنا قد خرجنا من مرحلة الخطر كما صرح السيد رئيس الوزراء في مقابلة له مع قناة العربية الفضائية.
فملفات كالفيدرالية وكركوك والنفط وإجتثاث البعث أو قانون المساءلة والعدالة وقانون المحافظات والفساد المستشري في مفاصل الدولة والميليشيات وتسليح العشائر السنية ، وقبل كل شيء معضلة قوات الاحتلال وخروجها أو بقائها على المدى المنظور هي والشركات الأمنية التي تقتل وتفتك بمنأى عن أي عقاب وتتصرف خارج وفوق أي قانون عراقي أو أية سيادة عراقية ،ماتزال تشكل عقبات كأداء في طريق التحول السلمي نحو إعادة البناء والإعمار الحقيقية التي يحتاج العراق قبل أن يغوص في الرمال المتحركة.
تريد الولايات المتحدة الأمريكية ارتكاب حماقة أخرى تضاف إلى حماقاتها السابقة والتي تتعلق بضغطها لإدماج حوالي 75 ألف مسلح من أبناء العشائر والصحوة في مختلف مناطق العراق ذات الأكثرية السنية بذريعة إحداث توازن طائفي داخل قوى الجيش والشرطة مقابل محاولة رئيس الوزراء بإدماج عدد لايستهان به من الميليشيات داخل هاتين المؤسستين الخطيرتين اللتين ستححدان مستقبل العراق واستقلاليته . بعبارة أخرى ماتزال أزمة الثقة بين القوى السياسية العراقية قائمة وهذه هي الطامة الكبرى.
الدكتور أياد علاوي رئيس القائمة العراقية الشبحية ورئيس حركة الوفاق الوطني مايزال يناور سياسياً وإعلامياً وعبر وسائط كثيرة ليس أقلها مخابرات لدول عربية وأجنبية وشخصيات نافذة في الوسط السياسي الأمريكي المرتبطة بها منذ زمن بعيد من ايام المعارضة ضد نظام الحكم الصدامي المنهار بغية إظهار الحكومة الحالية بمظهر العجز والمطالبة بإسقاطها بالطرق السلمية والدستورية على حد تعبيره في مقابلة مع قناة العربية مؤخراً . والجدير بالذكر أن الدكتور أياد علاوي يتمتع بحظوة لدى الإدارة الأمريكية وهو رجل أمريكا الأول رغم نفيه لذلك فقد ورد في مقالة عنه في صحيفة الواشنطن بوست:" في سنوات " نفيه " الطوعي"!!! " من العراق ولجوئه إلى بريطانيا، عمل أياد علاوي بهدوء مع المخابرات الأمريكية والبريطانية. فقد كان رغم شهرته القليلة مفضلاً لدى ضباط المخابرات الأمريكية وأفضل من أحمد الجلبي المعروف أكثر منه.
وبعمله الآن في مجلس الحكم المعين من قبل أمريكا حيث يتبوأ مسؤولية الجهاز الأمني فيه، ظهر علاوي بإستراتيجية غير مكلفة ومصاغة بعناية لنشر آراءه على النخبة الأمريكية الحاكمة.

فقد دفع علاوي مؤخراً إلى لوبي مرموق في واشنطن وإلى دور نشر في نيويورك أكثر من 300000 دولار لمساعدته على الإتصال بصانعي السياسة في الإدارة الأمريكية وببعض الصحفيين حسبما جاء في رسالة رفعت إلى وزارة العدل الأمريكية. وقالت تلك الأوساط أن المبالغ جاءت من شخص بريطاني يدعى "مشعل النواب"، حيث تم وصفه بأنه من الأصدقاء المقربين لأياد علاوي ومن المعجبين به.

وقال أحد مستشاري علاوي، المدعو "نك ثيروس"، بأن علاوي يعرف أهمية نقل رسالته إلى القادة الأمريكان في وقت تكون فيه الولايات المتحدة هي قوة الإحتلال في العراق. وقال أيضاً بأن العراقيين يركزون بإهتمام شديد على ما يقال عن بلدهم في الولايات المتحدة وأنه ليس من الكفاية بأن تعمل من خلف الكواليس في بغداد. بسبب إرتباطاته بعسكريين عراقيين والمخابرات العراقية وحزب البعث، فإنه إستمر بالحصول على دعم قوي من وزارة الخارجية والمخابرات الأمريكية وجهاز المخابرات البريطانية MI6 . كما وأن لعلاوي سجل تأريخي أفضل لكي يكون القادم إلى القمة. وكما قال روبرت بير المؤلف وضابط العمليات السابق في المخابرات الأمريكية إنه أفضل من غريمه الجلبي المحكوم غيابياً بتهمة السرقة في الأردن في عام 1992.
وفي وقت سابق قامت ثلاثة من الشركات الأمريكية التي سبق وأن عملت لعلاوي بتقديم تقارير إلى وحدة تسجيل العملاء الأجانب في وزارة العدل الأمريكية عن إستلامها لمبالغ من علاوي. هذه التقارير هي:
شركة براون لويد جيمس المتحدة، شركة علاقات عامة تقع في نيويورك – 12000 دولار شهرياً.
مكتب واشنطن للشركة القانونية بريسون غيتس إليس و روفيلاس ميد للقيام بمهمة اللوبي وبمبلغ قدره 100000 دولار شهرياً
ويقول "نك ثيروس" أنه بعد شهرين من ذلك تغيرت الإجور لتحسب بالساعة حيث نشأ عن ذلك مبلغاً قدره 50000 دولار شهرياً.
شركة الإستشارات ثيروس و ثيروس التي يملكها "نك ثيروس" ووالده باترك الذي كان يعمل كسفير سابقاً، 10000 دولار شهرياً.

ويقول "نك ثيروس"، الذي إستأجر الشركتين الأخريين، بأن تلك الأموال التي صرفها علاوي تمثل "الأسعار هنا في واشنطن !!!! ".
وقد ورد في تقارير وحدة تسجيل العملاء الأجانب في وزارة العدل الأمريكية تقرير يتعلق بالمؤتمر الوطني العراقي الذي يرأسه الجلبي وذلك لشركة قانونية في واشنطن تدعى "شيا و غاردنر"، حيث أقرت بإستلام 52000 دولار على مدى ستة أشهر لخدمات قدمتها لمؤسسة دعم المؤتمر الوطني العراقي. وأن شركة بإسم "برسون مارستيلر قد قدمت خدمات لمؤسسة دعم المؤتمر الوطني العراقي تحت عقد من قبل وزارة الخارجية الأمريكية، إلا أن تلك الشركة لم تقدم تقريرها إلى وحدة تسجيل العملاء الأجانب في وزارة العدل الأمريكية. وكان الدكتور علاوي قبل توليه الحكم في العراق قد نشر في الواشنطن بوست مقالة يعارض فيها التخلص من أعضاء حزب البعث من وظائف الدولة، أي معارضته لقانون إجتثاث البعث في وقت كان فيه الجلبي من أشد المدافعين عن هذا القانون وتكفل بمهمة تنفيذه.
أما جبهة التوافق فكانت قد راهنت على صدور تقرير سلبي لقائد القوات الأمريكية والسفير الأمريكي في العراق عندما ناورت وضغطت على الحكومة العراقية وابتزتها بتقديم استقالة وزرائها الخمسة لكن المياه لم تجر بالاتجاه الذي كانت تأمله الجبهة وصارت تثير الكثير من الضجيج والصخب الإعلامي منددة بعدم دستورية إقالة رئيس الوزراء لوزراء الجبهة الخمسة المستقيلين بعد انتظار زاد على الشهرين مما شل عمل الحكومة وكان المواطن العراقي هو الضحية الأول والأخير . فقد شعرت الجبهة بخطورة سحب البساط من تحت أقدامها بعد أن كانت قد شاركت في الانتخابات التشريعية الأخيرة وفازت بـ 44 مقعداً برلمانياً بادعائها أنها الممثلة الشرعية للطائفة السنية في العراق ، عندما تفاوض رئيس الوزراء مع رؤساء عشائر الصحوة في الأنبار وغيرها من المدن الساخنة سابقاً لإشراكهم في الوزارة كممثلين حقيقيين للسنة العرب خاصة بعد انتصاراتهم الميدانية المشهود لها ضد تنظيم القاعدة الإرهابي.
والحال أن الوضع السياسي في العراق اليوم يعاني من حالة استقطاب حادة بين الجبهة الرباعية المكونة من المجلس الأعلى الإسلامي وحزب الدعوة والحزبين الكرديين من جهة وباقي الفسيفساء السياسي العراقي بكل تناقضاته من جهة أخرى. الجهة السياسية المتميزة بين جميع هؤلاء هو حزب الفضيلة الذي يتعرض لضغوط ومحاولات جذب من هذه الكتلة أو تلك لضمه إلى صفوفها بعد خروجه من الإئتلاف العراق الموحد وهو يملك رؤية سياسية وبرنامج سياسي عراقي وطني يمكن الاستفادة منه في أية تسويات سياسية قادمة.
قانون النفط وتقاسم الثروات يثير حساسية الأكراد في العراق الذين سبق أن ابرموا عدة اتفاقيات نفطية لاستثمار حقول النفط الموجوده في مناطقهم من دون علم أو موافقة وزارة النفط أو السلطة المركزية مما أثار غضب ومعارضة ورفض وزير النفط العراقي الحالي الدكتور الشهرستاني الذي هدد تلك الشركات الأجنبية بوضعها على اللائحة السوداء وحرمانها من أية عقود قادمة في العراق. أما أخطر ملف يواجه المستقبل السياسي للعراق فهو ملف كركوك المتفجر والذي له امتدادات إقليمية ودولية ومحلية قد تشعل شرارة المواجهات العسكرية مرة أخرى لاسمح الله. ولابد من وجود حل سلمي توافقي بين جميع مكونات المجتمع العراقي لهذا الملف الساخن والخطير فمدينة كركوك هي عراق مصغر وما ينطبق عليها ينطبق على العراق ككل ففيها الكردي والعربي والتركماني والأشوري والكلداني المسلم والمسيحي السني والشيعي الخ ... ولابد من تقديم أفكار ومقترحات متنوعة لهذه المعضلة على غرار ما تقدم به مؤخراً النائي التركماني الشيعي عباس البياتي بجعل كركوك فدرالية مستقلة وتمثيل ثلاثي متساوي للعرب والأكراد والتركمان بنسبة 23 بالمائة وأربعة للأشوريين وتكون مرتبطة مباشرة بالمركز من خلال قانون الفيدراليات الذي سيتم التصويت عليه .قد لايكون الحل المثالي لكنه مقترح إيجابي يمكن استهلامه لتقديم مقترحات وأفكار أكثر نضجاً ومقبولة من طرف غالبية سكان كركوك .
أهم ما يمكن عمله الآن هو توفير فرص العمل وامتصاص البطالة لدى الشباب العراقي ورفع مستوى المعيشة وزيادة القدرة الشرائية للمواطنين وتوفير المواد الغذائية والاستهلاكية الجيدة والصالحة وتوفير الخدمات الضرورية والأساسية لدفع حركة العمل وتشغيل عجلة الانتاج وأقصد بها الكهرباء والوقود ووسائل النقل والماء الصالح للشرب والأدوية وغير ذلك لكي تثبت الحكومة لمواطنيها أنها منهم ولهم وتهتم بشؤونهم واحتياجاتهم ومطالبهم لكونها منتخبة من قبلهم وممثلة لمصالحهم.



#جواد_بشارة (هاشتاغ)       Bashara_Jawad#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإسلاموية والحضارة الغربية صدام أم وئام ،مقدمة لبحث سيوسيول ...
- العراق وإيران وأمريكا : معادلات الصراع القادم أو الشوط الأخي ...
- العراق بانتظار التطورات الغامضة
- خصخصة الجيوش
- العراق : الأرض الخراب
- أمريكا والبحث عن استراتيجية للخروج من المعضلة العراقية
- الحرب على العراق: رؤية دينية أم تباين سياسي ؟
- أمريكا والتجربة العراقية المرٌة: من الدولة العظمى إلى الدولة ...
- أمريكا والتجربة العراقية المرٌة: من الدولة العظمى إلى الدولة ...
- أمريكا والتجربة العراقية المرٌة: من الدولة العظمى إلى الدولة ...
- العراق الممزق بين المواطنة والمواطن في الداخل والخارج
- أمريكا ومرارة النقد الذاتي والاعتراف بالخطأ في العراق
- العراق : بين غفوة الإدارة وصحوة المجتمع في الولايات المتحدة
- آه ياعراق لماذا كل هذه القسوة على الأبناء؟
- هل سيصمد الأمريكيون في العراق وهل ستبقى الحكومة العراقية على ...
- العراق : بلد تحت الحطام وأمل يلوح في الأفق
- أمريكا والعراق : الكيان الممقوت والكيان المكبوت
- العراق: التغيير المرتقب؟
- العراق: لغة الأرقام وواقع الحال
- العراق : خطوة إلى الأمام وخطوتان إلى الخلف أم العكس؟


المزيد.....




- أشرف عبدالباقي وابنته زينة من العرض الخاص لفيلمها -مين يصدق- ...
- لبنان.. ما هو القرار 1701 ودوره بوقف إطلاق النار بين الجيش ا ...
- ملابسات انتحار أسطول والملجأ الأخير إلى أكبر قاعدة بحرية عرب ...
- شي: سنواصل العمل مع المجتمع الدولي لوقف القتال في غزة
- لبنان.. بدء إزالة آثار القصف الإسرائيلي وعودة الأهالي إلى أم ...
- السعودية تحذر مواطنيها من -أمطار وسيول- وتدعو للبقاء في -أما ...
- الحكومة الألمانية توافق على مبيعات أسلحة لإسرائيل بـ131 مليو ...
- بعد التهديدات الإسرائيلية.. مقتدى الصدر يصدر 4 أوامر لـ-سراي ...
- ماسك يعلق على طلب بايدن تخصيص أموال إضافية لكييف
- لافروف: التصعيد المستمر في الشرق الأوسط ناجم عن نهج إسرائيل ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - جواد بشارة - العراق : المأزق الدائم؟