أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - هاني الذهبي - فصل الدين عن المجتمع














المزيد.....

فصل الدين عن المجتمع


هاني الذهبي

الحوار المتمدن-العدد: 2114 - 2007 / 11 / 29 - 11:37
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ان تشبث المسلم بهذا الفكر ليس الا من خلال التربية اللتي نبت عليها ولا يستطيع كسرها لما يخافه من غيبيات .
منذ الطفولة وتغرس قيم اسلامية ومبادئ اسلامية دون ذكر ان هناك اناس لا يؤمنون بالاسلام ، عند الوصول لسن الوعي اعتقد انه تحدث صدمة ما في عقل الانسان المسلم وقد يكون عنيفا في فترة الشباب الأولى ، هذا ما يفسر بنظري ان اكثر الانتحاريين هم من الشباب صغار السن ، لان الصدمة تكون في أوجها ولم يأخذ الشخص وقته في دراست وجود فكر آخر فيكون أعنف ما يكون عليه ، ويحاول ان يدافع بكل ما يستطيع عن قيم تذكره ببراءة الطفولة اللتي تربى عليها ، هذا يعني ان القيم الاسلامية هي براءة الطفولة في نظره وان اللذي يختلف معه فيها فهو عدو الطفولة اللتي عاشها هذا الفرد وبنظره هذا ابشع ما يفعل بحق الانسانية.
تكون ردة الفعل اما بالانغماس الكلي بالمعتقد مما يؤدي الى التطرف الفكري من قطب واحد وبالتالي دين واحد ومبادئ واحدة وقيم واحدة تابعة لهذا الدين اللتي لو اردنا ان ننظر من زاوية اخرى لهذه المبادئ فستكون الحدود في انتظارنا كالرجم والقتل والقطع والقمع .....الخ
ستؤدي الصدمة الى خلق شخص يعاني من مرض عدم القدرة على قبول الآخر هذا اذا رأى من أن الآخر يستحق الحياه ، ففكرة احترام الآخر ليست في قاموسه وان كانت فهناك آيات تناقضها وتتناقض فيما بينها و تدق في عقله كلما قرأها ، من هنا أيضا نلاحظ انه من الصعب جدا ان نمحي متناقضات مزروعة في ادمغتنا تتكرر بفروض وواجبات وسنن وجبت على المسلم اتباعها مما يؤدي الى الصاقه بالتناقض كلما فكر بالابتعاد عنه ، فهناك فروض وواجبات تقترن بقراءة القرآن في كل صلاة ، وتزداد في شهر رمضان مما يجعل من ارتكاب الجريمة ضد المجتمع الغير مسلم في هذه الاوقات من انسب الفترات ، اما ارتكاب الجريمة ضد المجتمع المسلم في هذا الوقت فسيكون توقيت سيء جدا بحق المسلمين !!
إن قوة المعتقد تبلغ القمة في اوقات معينة بالسنة ،كما نعلم، ويطلق عليها اياما مباركة ، يعود فيها الفرد الى اللاوعي في الدماغ متأثرا جدا بما تعلمه في طفولته حتى اللحظة ، و الدليل على هذا الدعاء بتدمير أعداء الدين ( الكفار ) في شهر رمضان ، حيث يتفنن أئمة المساجد والمتدينين بطريقة الدعاء على اللذين لا يؤمنون بافكار الاسلام ، ولو كانت الاستجابة لدعائهم فورية ومحققه فستقوي شوكة أفكارهم اللتي لا تخلو من الإجرام بحق الآخر .
ان تغذية فكر تدمير المخالف للرأي (الكافر ) منتشرة بعقلية المجتمع وهي لا تلقى أي ردة فعل لدى الغالبية ، فكلمات اللهم دمرهم اللهم زلزل الأرض تحت أقدامهم هي من الأدعية اللتي اعتاد عليها المسلمون منذ صغرهم ، كيف نريد ان نقنع هؤلاء الأشخاص باحترام الآخر ، و هم ينتظرون استجابة الله لهم فيمحق الآخر ويمحيه ، مع اننا نعلم تماما ان المجتمع السليم فكريا لا يتكون الا من فسيفساء فكرية تختلف فيها الأفكار والآراء وكلما اختلفت الآراء كلما كان المجتمع قويا لا يسهل انهياره وتدميره .
ان اي فكر يعادي مبدأ احترام الآخر يجب اقصاؤه بعيدا ليس عن السياسة فحسب وانما عن المجتمع ايضا ، لا أستطيع ولا بأي حال من الأحوال أن أطبع مع مناهج تلغي الطرف الآخر، ليست مناهج اسلامية فحسب ولكن للاسلام حصة الأسد من هذه المناهج ، وهذا اللذي ثبت تخلفنا في واقع الأمر ، فالتطور اللذي يدعونة و اللذي ترعرع تحت رعاية الاسلام هو تضخيم اعلامي لمنجزات الاسلام في العالم العربي ، فقانون الاسلام اللذي حكم به على مر عقود نجني ثماره الآن ،و لا يمكن لنا أن نتخيل أن ما وصلنا اليه الآن هو نتاج فترة عدة عقود سابقة ، ان تعقيد المشكلة بدأ منذ قرون ، وعلى سبيل المثال لم يسلم أئمة الاسلام من القمع ذاته عندما يريدون تغير فكرة ما في الاسلام ، فما بالك عزيزي القارئ عندما تأتي الفكرة بعيدة عن الدين ، وهمها الوحيد المصلحة العامة ، حتما ستقمع وتلغى وسيكون مصيرها ومصير من طرحها وراء الشمس .



#هاني_الذهبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- هكذا أعادت المقاومة الإسلامية الوحش الصهيوني الى حظيرته
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف مستوطنة-إيفن مناحم-بصلية ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تعلن استهداف مستوطنة كتسرين بصلية ...
- المواجهات الطائفية تتجدد في شمال غربي باكستان بعد انهيار اله ...
- الإمارات تشكر دولة ساعدتها على توقيف -قتلة الحاخام اليهودي- ...
- أحمد التوفيق: وزير الأوقاف المغربي يثير الجدل بتصريح حول الإ ...
- -حباد- حركة يهودية نشأت بروسيا البيضاء وتحولت إلى حركة عالمي ...
- شاهد.. جنود إسرائيليون يسخرون من تقاليد مسيحية داخل كنيسة بل ...
- -المغرب بلد علماني-.. تصريح لوزير الشؤون الإسلامية يثير جدلا ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف حيفا ومحيطها برشقة صاروخي ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - هاني الذهبي - فصل الدين عن المجتمع