سلام فضيل
الحوار المتمدن-العدد: 2113 - 2007 / 11 / 28 - 11:01
المحور:
حقوق الانسان
قبل نحو شهرين إنشد الكثير من الشعب الهولندي وهم يقرؤن ويستمعون للرسالة التي خصصت لها القناة الثانية حلقة برنامجها السياسي الاجتماعي المسائي اليومي nova‘وكانت الرسالة فلم فيديو تظهر فيه فتاة اسمها ناتانيا‘ دون الثلاثين من العمر لها وجه خمري وفيه جمال الغرب والشرق وعيون نرجسية فهن الكثير من الحب والوداعة وابتسامة فيها من الشوق والحزن‘ما يكفي ليمررها وسط دروب الخيال لتستقرفي ثنايا الذاكرة‘ وقفت‘ نتانيا‘بثيابها العسكرية محاطة بأشجار الغابة التي لاتظهر لها حدود وفيها شبه من بساتين التنومة وابوالخصيب‘في العراق وراحت تروي‘ من وسط غابات كولومبيا‘عن شوقها للديار والاحبة‘في هولندا‘حيث كانت قد احبت احد ثوار المعارضة الكولومبية وقررت وقت ذاك مرافقته والعيش معه حبيبة ورفيقة‘وتحدث هو عنها وعن حبهم وحزنه على فراقها بعد ان ابلغته رغبتها بالعودة الى الديار .
اخذت قصة نتانيا الكثيرمن المتابعة والاهتمام من وسائل الاعلام والساسة‘وكيفية مساعدتها بالعودة بعد أن كانت اخبارها منقطعة وامها حزينة لفراقها.
صورة نتانيا وعينيها الحزينتين وابتسامتها وصوتها الذي يصف الشوق الممتد من ذلك البعيد‘مثله مثل صورة شباب الانتفاضة في العراق عام 1991‘وبحة صوتهم الشجية وهم يغنون الاحبة وليالي سمر الحلوات‘ كلما ابتعدت عنهم طائرات ودبابات علي كمياوي يوم كان يقطع حتى رؤوس النخيل التي ضمتهم اليها‘ وقبل أن تخاصمهم المراكب وتقذف بهم وسط موج البحرالهائج ليطوح باجسادهم فيعشقها‘ وخوفا ان تغادره يودعها في بطن الحوت واسماك القرش‘ومنها وهي تنزل بهم الى الاعماق البعيدة من هناك‘ يلوحون للحبيبات والديار ويتبادولون الابتسامة وعتاب الاحبة مع من سكنوا المقابر الجماعية والمعتقلات.
منذ اسابيع وحكام المقاطاعات في مدن الحرمان يلتقطون شباب الانتافضة المعترضين عليهم من بين اطفالهم ويتقاسموهم‘ بين سجونهم وسجون الاحتلال‘ (التحرير)‘بعضهم لم يتمكن من تسديد ثمن الرشوة التي دفعها ليعمل حارس مدرسة‘ويوفر ايجار البيت وثياب ابنته الذاهبة للجامعة بعد الصيف.
#سلام_فضيل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟