أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - مصطفى القرة داغي - أذا لم تستح فأفعل كما فعلت الحكومة اللبنانية















المزيد.....

أذا لم تستح فأفعل كما فعلت الحكومة اللبنانية


مصطفى القرة داغي

الحوار المتمدن-العدد: 652 - 2003 / 11 / 14 - 01:29
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


يقول المثل العربي ( أذا لم تستح فأفعل ما شئت ) وهذا المثل ينطبق تماماً على التصرف المخجل والمشين للحكومة اللبنانية مع وزير المهاجرين والمهجرين العراقي فطريقة تعاطي الحكومة اللبنانية مع زيارة الوزير العراقي لا تدل فقط على جهل هذه الحكومة بأبسط البروتوكولات الديبلوماسية وأنما على أفتقارها حتى لذرة حياء واحدة .
لا ندري بماذا تفسر حكومة ( لبنان الكبير) عدم أستقبالها للوزير العراقي حسب الأعراف الديبلوماسية المتبعة في مثل هذه الحالة بل وعدم لقاء وزراء الداخلية والخارجية والمهاجرين به خاصة وأن زيارته كانت من أجل موضوع المواطنين العراقيين المقيمين في لبنان والذين يعيشون في هذا ( البلد الشقيق ) في ظروف ( تصعب على الكافر ) تدفعهم الى الرغبة في العودة الى العراق رغم ظروفه الحالية الغير مستقرة و ليس من أجل سواد عيون الأخوة في لبنان أو من أجل الأستفادة من خبراتهم المتميزة في التعامل مع الأحتلال فحالهم في لبنان ( ياعيني ) أمر من حالنا في العراق وفي هذه المسألة ( مفيش حد أحسن من حد ) هذا أن لم يكن حالنا أفضل من حالهم بكثير من وجهات عديدة .
لو كان رفض الحكومة اللبنانية لأستقبال الوزير العراقي هو بحجة عدم شرعيته لتمثيل العراق كوزير كونه معين من قبل مجلس الحكم الأنتقالي الغير شرعي بنظرهم فحجتهم في هذا باطلة .. فأن كان مجلس الحكم و وزرائه معينين من قبل سلطات الأحتلال الأمريكي كما يقولون و يأتمرون بأمرها فالحكومة اللبنانية من رأسها و حتى أخمص قدمها معينة من قبل سلطات أعلى منها لا داعي لذكرها و ليس سراً أنها تأتمر بأوامر هذه السلطات حتى في أبسط خصوصيات البلد وأتفهها .
وأذا كانت المسألة مسألة السيادة المفقودة للعراق كما يقولون هم ومن يوجههم فليبحثوا هم أولاً عن سيادتهم المفقودة والمستباحة .. فليبحثوا عن سيادتهم التي ومنذ أن خلق الله الأرض تتقاذفها أهواء الدول الكبرى والصغرى .. فالكل يعلم بأن لبنان ومنذ أيام الأستعمار الفرنسي وحتى هذه اللحظة هي بنت مدللة لفرنسا .. ولفترة طويلة ظلت فرنسا هي الموجه الرئيسي لسياسة أبنتها المطيعة حتى حصل ما حصل أيام الحرب الأهلية فقررت فرنسا بعدها أن يكون وكيلها في حكم لبنان وتوجيه سياستها هي وكما يسميها الأخوة في لبنان ( الأخت الكبرى ) حيث يظهر من هذا الوصف الذي تصر عليه الأختان بأن الأخت الصغرى قاصر وبحاجة لمن يوجهها ويعلمها السير والكلام والتمييز بين الصواب من الخطأ حالها حال الأطفال الذين هم بحاجة لأولياء أمورهم وفي حالة ( لبنان الكبير) ولية الأمر هي ( الأخت الكبرى ) .. لذا نسأل هل السادة المسؤولين في لبنان يمتلكون السيادة بدئاً من أعلى منصب في الدولة و وصولاً لأصغر الموظفيين ؟ وهل هناك قرار سيادي وغير سيادي يتم أتخاذه في لبنان بدون الرجوع الى الأخت الكبرى والتي و بعلم الجميع لها الأمر وعلى أختها الصغرى الطاعة والأمتثال لهذه الأوامر ؟
وفي حين يصرح الأمريكان ليل نهار وللجميع وفي جميع وسائل الأعلام ويؤكدون بأنهم سيخرجون من العراق ويغادروه حال أنهائهم لمهمتهم التأريخية والعظيمة فيه حتى بدون أن يسألهم أحد .. نرى الأخت الكبرى تتهرب من الأجابة عند سؤالها عن موعد أنتهاء وصايتها على أختها الصغرى وتعتبر أن الكلام عن هذا الموضوع  يصب في خدمة أسرائيل !! والصهيونية !! والأمبريالية !! ويشاطرها هذا الرأي طبعاً الوطنيين !! المخلصين !! من المسؤولين اللبنانيين كذاك الذي وصف نائب وزير الدفاع الأمريكي وولفويتز بالجرثومة في حين لو وقف هو بالذات أمام المرآة مرة واحدة في حياته وركز فيها لعلم من هو الجرثومة حقاً .
كما أن أمريكا على الأقل لم تغلق السفارة العراقية في واشنطن والعكس ومن المؤمل فتحها في القريب العاجل لأن أمريكا وكما ذكرنا جائت من أجل مهمة محددة وهي تحرير الشعب العراقي من طغاته وجلاديه وديمقرطة المنطقة وأستقرارها ( هذا أن كانت شعوب المنطقة تريد الديمقراطية ! ) وبالتالي ضمان مصالحها فيها ومن ثم ستغادر لأنها تعرف جيداً ما هو العراق ومن هم العراقيون وأنهم عزيز قوم ذله طاغية ساقط سلّط على رقابهم قبل ثلاثة عقود بتخطيط من الغرب وبدعم عربي رسمي وشعبي منقطع النظير كونه كان يمثل للكثيرين ولا يزال طليعة الأمة ورمزها النضالي !! .. في حين لا تمتلك دولة لبنان سفارة عند أختها الكبرى والعكس .. فأي مهزلة هذه ياناس ؟ دولة بعلم وحدود وسلام جمهوري وعضوة في أعلى المحافل الدولية وليس لها سفارة في دولة جارة لأن هذه الجارة لا تعترف بها كدولة مستقلة وتعتبرها قاصر يجب الوصاية عليها .. والجانبين ( مغلّسين ) وكأن شيئاً لم يكن بل الأدهى من ذلك أنهم وبدل السكوت والحياء فأنهم يقومون بنشر غسيلهم الوسخ على الآخرين !
وفوق كل ذلك فأن امريكا هي جوهرة الديمقراطية والليبرالية في العالم وهي بلد الحرية والأنسانية والعلوم والفنون والتكنلوجيا لذا فمن يدور ضمن فلكها لا بد وأن تنتقل له بعض هذه الميزات التي ذكرناها في أمريكا أن لم نقل أغلبها والتي تفتقدها الأخت الكبرى ( للبنان الكبير) .. لذا نراها و بعد بدء فترة وصايتها على لبنان أخذت تجره الى قعر الهاوية بعد أن كان يعتبر أحد الدول القليلة في المنطقة التي كانت تعيش الديمقراطية و الحداثة في عصر طغى فيه الصوت القومجي و اليساري الشوفيني و المتأخر في أغلب دول المنطقة .  
يقولون أن مجلس الحكم معين من قبل الأمريكان ولا يمتلك الشرعية .. وهنا نسأل الأخوة في لبنان هل كان الجزار والمجرم و أبن الشوارع علي حسن المجيد يمتلك الشرعية عندما زار لبنان ليتم أستقباله من جميع المسؤولين اللبنانيين وعلى أعلى المستويات أبتداءً بالرئيس لحود ونزولاً لأصغر الوزراء ؟ وهل كانت يداه الملطختان بدماء أبناء العراق أنظف من يد السيد خضير عباس ليتسابق المسؤولين اللبنانيين لمصافحتها ؟ وماذا عن شرعية طارق عزيز الذي أقيمت له الولائم والحفلات في لبنان والذي جمعته أحداها ويداً بيد مع شيخ المقاومة نعيم قاسم !  طبعاً بمساعدة وتنسيق القومجي والمرتزق معن بشور والذي يصر للآن على لعب نفس دور الأمس القذر وذلك بتبنيه اليوم لبقايا ديناصورات النظام المقبور من البعثيين والقومجيين ممن كانوا ولايزالون أبواقاً تروج لفكر الطاغية المقيت كعضو المؤتمر القومي العربي السيء الصيت وميض نظمي وغيره من التحف القومجية ممن يتصرمحون هذه الأيام في بيروت ليكيدوا الدسائس والمؤامرات في عاصمة الدسائس والمؤامرات ضد العراق الجديد .. وأخيراً وليس آخراً نتسائل وبكل برائة عن ثمن ظهور ناجي صبري الحديثي على شاشة فضائية المنار ؟ وهل كان مغرياً و باهضاً للدرجة التي دفعت فضائية المقاومة لأستضافة أحد أبرز رموز النظام الذي تلطخت يداه بدماء كوكبة من أعظم مراجع الشيعة وعلى رأسهم السيد الشهيد الأول محمد باقر الصدر وأخته الشهيدة العلوية بنت الهدى ؟  .. هذه هي حقيقتكم البائسة يا من تتكلمون عن السيادة والشرعية والثوابت الوطنية والقومية وألخ  .. ألخ .. ألخ ..  لذا فأناس هذا حالهم المخزي وهذه صورتهم المخجلة التي يعلمها الجميع عار عليهم حتى الكلام والأولى أن يدفنوا رؤوسهم في الرمال خجلاً وأستحيائاً من العراق والعراقيين .. ولكن قلناها ونعيدها ( أذا لم تستح فأفعل ما شئت ) .
للأسف ونقولها و في الحلق غصة فأن أغلب الأخوة في لبنان من مثقفين الى أعلاميين الى قوى وأحزاب الى شخصيات سياسية وأجتماعية هم ممن تيتموا وفجعوا وأقاموا الفواتح لفقدان بطل العروبة وحامي حماها ولسقوط صنمه المقيت ونظامه العفن في التاسع من نيسان .. طبعاً مع الأعتذار لنخبة محدودة من الكتاب والمثقفين اللبنانيين الرائعين ممن كانت مواقفهم غاية في الوفاء والسمو والأنسانية تجاه الشعب العراقي على سبيل المثال لا الحصر الأستاذ نديم قطيش و أحسان طرابلسي وغيرهم .
على ماذا راهنتم و تراهنون يا من بالأمس أستقبلتم وكرمتم جلادينا من القتلة والأفاقين وأبناء الشوارع واليوم تهينون ثوارنا وأبطالنا من أبناء العراق الشرفاء ؟ أن ذاكرة العراقيين لن تنسى سجلكم المخزي مع العراق والعراقيين والذي كان ختامه بأن تطلبون من العراقيين الصلح مع جلادهم وعصابته القذرة ومن ثم أهانة وزيرنا الفاضل .. ولكن للباطل جولة وللحق ألف جولة .. و لكم الله لو نهض الأسد العراقي الجريح  ليقتص من قتلته وجلاديه ومن والاهم .. يومها لن ينفعكم ندم وهذا اليوم آت بأذن الله  .. و والله لن نغفر لكم ما دام فينا عرق ينبض .
  .



#مصطفى_القرة_داغي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الطغاة يحتضرون .. فلماذا السكون ؟
- أين الأستفتاء على شكل نظام الحكم المقبل في العراق؟
- أيها العروبيون .. من هم المرتزقة الحقيقيون ؟
- كذبتم وصدق توني بلير
- ما هو سر الخروج المنظم لأزلام صدام
- بقايا مشروع الأستبداد القومي العربي .. وسقوط القناع
- نعم المثلث أحمر ومتسع .. ولكن بدماء العراقيين الطاهرة
- هل نحن أمام ولادة طالبان شيعة ؟
- الحقيقة البائسة لما يسمى بالمقاومة العراقية للأحتلال
- هنيئاً للعراقيين بعهد الميليشيات
- الرهان على فرنسا .. وتكرار الأخطاء
- هل أخطأت أمريكا بأحتلالها (بتحريرها) للعراق ؟


المزيد.....




- الحوثيون يزعمون استهداف قاعدة جوية إسرائيلية بصاروخ باليستي ...
- إسرائيل.. تصعيد بلبنان عقب قرار الجنايات
- طهران تشغل المزيد من أجهزة الطرد المركزي
- صاروخ -أوريشنيك-: من الإنذار إلى الردع
- هولندا.. قضية قانونية ضد دعم إسرائيل
- وزيرة الخارجية الألمانية وزوجها ينفصلان بعد زواج دام 17 عاما ...
- حزب الله وإسرائيل.. تصعيد يؤجل الهدنة
- مراسلتنا: اشتباكات عنيفة بين مقاتلي -حزب الله- والقوات الإسر ...
- صافرات الانذار تدوي بشكل متواصل في نهاريا وعكا وحيفا ومناطق ...
- يديعوت أحرونوت: انتحار 6 جنود إسرائيليين والجيش يرفض إعلان ا ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - مصطفى القرة داغي - أذا لم تستح فأفعل كما فعلت الحكومة اللبنانية