ضمن ما تداولته العاصمة النمساوية فيينا خبر دعوة الإفطار التي أقيمت من قبل جماعة معينة تحاول أن ترث السفارة وما عليها ، بحيث خطط ( الجماعة ) لتقسيم المناصب والأعمال بموجب القول :
أجمعوا أمرهم بليل فلما أصبحوا أصبحت لهم ضوضاء
ونسق الدعوة بمجملها يشبه تماما ما كانت نفس عناصر السفارة التي لم تتغير تقوم بها في العهد الساقط أيام رمضان ، وكانت نفس الجماعة تنظر وتفلسف وتتهم وتسب قسم كبير من أتباع النظام الساقط الذين كانوا يحضرون تلكم الولائم ، لذلك طرح سؤال يحتاج لأكثر من جواب وهو كما يقول البدوي ( إشحده ما بده ؟ أو بالفصيح ما عدا مما بدا ؟ ) .
لكننا نعرف جميعا من حضر ومن لم يحضر ، بان ( الجماعة ) تحضر لوليمة دسمة تتقاسم بها مع أزلامها ممن ناضل بعضهم في صفوف حزب البعث المقبور ، إن كان في العراق قبل فراره لأسباب شخصية ، أو في يوغسلافيا لأسباب طلابية .
ولأن جمهور الحضور كان كثيفا كما يقال ، فإن بعض الخبثاء صنفوهم إلى أصناف عديدة ، منهم أصحاب الدعوة وحوشيتهم وجماعة من أحد الأحزاب التي طبلت وزمرت ضد الحرب على صدام ثم التحقت نادمة بالآخرين بعد ذلك ، وعندما سئلوا عن سبب حضورهم الكثيف للعزيمة أعادوا نفس العذر السابق الذي ساقوه للدخول في جبهة أم المصائب في عام 1973 ، أو ماسمي إعتباطا ب ( الجبهة الوطنية والقومية التقدمية ) بأهمية المشاركة وعدم ترك الساحة خالية للآخرين يسرحون ويلعبون بها، وآخرين من ( المناضلين البعثيين ) الذين إعتادوا الحضور في مثل هذه المناسبات سابقا ، وعدد كبير من ( اللكامة ) الذين تنطبق عليهم مقولة الشاعر :
قوم إذا سمعوا بمكة أكلة حجوا لها قبل الحجيج بعام
لكن ما يثير الإنتباه في تلكم الدعوة التي أقيمت في يوم السبت 8 / 11 / 2003 ، إن الدعوات كانت على شكل ( كل حسب مكانته وكل حسب حزبيته ) ، فعلية القوم وجهت لهم دعوات رسمية وصلتهم حسب عناوينهم بالبريد الرسمي ، آخرين تنادوا فيما بينهم بالتلفونات للتسابق على الحضور ، أما ( اللكامة ) فالمعروف أنهم يحضرون قبل البعض أم لم يقبل .
بقي أن ننتظر ما تردده الإشاعات عن التقسيمات الإدارية الجديدة ، خاصة وإننا من الذين لا ناقة لهم في المسالة ولا جمل .
لكن بعض المزعجين والذين يبحثون عن ( الطلايب ) ، تساءلوا بسخرية : أليس من جالسهم هؤلاء النفر في داخل السفارة هم أنفسهم من كانوا يشتمونهم قبل سقوط النظام ويتهمون بالخيانة حتى من يلتقي بأصدقائهم ، كذلك كان موظفو السفارة هم أنفسهم من كان يتصدى لتظاهراتنا الإحتجاجية ، ويعتدون على جماعتنا ؟؟!! . ولأن لا من مجيب فضل الجميع السكوت.
بصرة / فيينا