أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سعد هجرس - جرثومة الكسل الاسلامية!














المزيد.....


جرثومة الكسل الاسلامية!


سعد هجرس

الحوار المتمدن-العدد: 2113 - 2007 / 11 / 28 - 11:05
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


كشفت جريدة "واشنطن بوست" النقاب عن جانب من اسرار ادارة الرئيس الامريكى جورج بوش الابن قبل وبعد اتخاذها قرار شن الحرب على العراق.
ومن هذه الاسرار ان صقر الصقور دونالد رامسفيلد وزير دفاع بوش وأحد اكثر المتطرفين فى هذه الادارة دأب على ترديد فكرة مفادها ان الشعوب العربية والاسلامية شعوب "كسولة".
هذه "الفكرة" تؤكد الانطباع السائد عن رامسفيلد بانه من غلاة العنصريين فى الادارة الامريكية، وهو انطباع حاولت الادارة التبرؤ منه ومحاولة نفى وجود اى رابطة بين سياساتها العداونية ضد الشعوب العربية والاسلامية وبين اى نوايا او نعرات عنصرية ، خاصة وان الخطاب السياسى للرئيس جورج بوش حافل بالاشارات العنصرية ، التى كثيراً ما قام المتحدث باسم البيت الابيض بالتخفيف من وقعها السئ والتعلل بانها مجرد "زلة لسان" !
وفكرة رامسفيلد التى تزعم ان الشعوب العربية والاسلامية "كسولة" ليست عنصرية فقط، وانما هى سطحية وسخيفة وخاطئة تماماً.
ولعل قريحته تفتقت عنها قبل اندلاع المقاومة الوطنية العراقية التى لقنته درساً قاسياً وقضت على مستقبله السياسى . وقد كان يظن قبيل غزوه للعراق أن العراقيين سيستقبلون جيش الاحتلال بالورود والرياحين، وانهم سيرتعدون امام آلة الحرب الامريكية المتفوقة ولن يحركوا ساكنا امام جبروتها. فاذا به امام مقاومة وطنية شرسة توجه له كل يوم اللطمات المهينة رغم التفوق العسكرى الامريكي المخيف . فهل هذا " النشاط المقاوم" يمكن ان تقوم به شعوب "كسولة" ؟!
اضف الى ذلك ان نعت اى شعب باى صفة ، سواء حسنة او سيئة، وتعميم هذا التقييم ، انما هو امر يفتقر الى المنطقية والحس السليم. أما معاناه شعب او عدد من الشعوب من مشاكل معينة فى وقت من الاوقات فلا يعنى ان هذه المشاكل ناتجة عن " جينات" موروثة تتناقلها الاجيال جيلا بعد جيل. واذا كانت معظم الشعوب العربية والاسلامية تعانى الان من التخلف والقهر بصورة عامة فان هذه ليست صفة ابدية ازلية محكوم على هذه الشعوب بان يظلوا يتحملون تبعاتها. بدليل ان "تاريخ" هذه الشعوب شهد فترات ازدهار كما شهد فترات انحطاط. فاذا كان الكسل الذى يتحدث عنه رامسفيلد يفسر فترات الانحطاط فكيف حدثت فترات الازدهار؟ . ونفس الشئ ينطبق على " الجغرافيا" وليس على التاريخ فقط. بدليل انه اذا كانت كثير من الشعوب العربية والاسلامية تعانى حاليا من التدهور فان هناك منها من يتقدم بخطى ثابتة وواثقة مثل ماليزيا .
فضلا عن أن الكثيرين ، ومنهم رامسفيلد ، يخلطون بين قيمة سلبية كلية مثل "الكسل" وبين امور اخرى مثل ضعف الانتاجية وغيرها من الخصائص السلبية . والفرق كبير بين الاثنين ، لآن الاولى معناها انها صفة أصيلة لا علاج لها ، بينما الثانية عرض لمرض يمكن علاجه، مثل سوء علاقات العمل، او ضعف الاجور ، او تفشى الفساد والمحسوبية، او فساد نظام التعليم. وهى كلها امور يمكن – ويجب – علاجها وتغيير البيئة الحاضنة لها والدليل على ذلك أن نفس المصريين الذين نشكو من سوء أدائهم داخل مصر يبدعون خارجها ويتفوقون لأن البيئة تغيرت.
ونحن نعانى فى مصر من هذا النوع الاخير من المشاكل التى يجب اجتثاثها ، لكن لا يمكن تفسيرها على انها مرض عضال اصابت جرثومته المصريين منذ قرون ولا علاج له هى جرثومة الكسل. فالمصرى المعاصر ربما تكون انتاجته ضعيفة فعلا، لكن ذلك ليس مرده الى الكسل، فالواقع يقول ان غالبية المصريين كادحون، يعمل الواحد منهم فى وظيفتين وثلاث واربع حتى يستطيع ان يلبى ضرورات الحياة .
فهل يمكن وصف هذا الكدح منقطع النظير بالكسل؟!
واذا كان رامسفيلد يردد مثل هذا الكلام الفارغ لانه عنصرى ويجهل واقع العرب والمسلمين ، بماذا نبرر ترديد بعضنا لنفس هذا اللغو الهابط؟!




#سعد_هجرس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا تقولوا أن -الفلوس- هى السبب !
- أفراح وأحزان.. في احتفالية مكتبة الإسكندرية بعيد ميلادها الخ ...
- ارفعوا أيديكم عن نقابة الصحفيين
- برنامج الأخوان:طلب لجوء سياسى جماعى إلى الماضى
- تصريحات ساويروس .. المهذبة
- رسالة أمل .. من نوبل
- الملك فاروق الأول .. والأخير!
- فواتير الصيام -المضروبة- فى بنك تنمية الصادرات
- النوبة تصرخ يا ناس!!
- قرار شجاع .. حتى لو جاء متأخرا
- بلد شهادات !
- ثمانون جلدة للصحفيين .. وثمانون مليون جلدة للدولة المدنية ال ...
- حتى فى إندونيسيا: الأصوليون يستغلون الديموقراطية .. لذبحها!
- حرب الاستنزاف
- -سر- ماهر أباظة
- الصحافة .. فى مرمى النيران المعادية والصديقة!
- هؤلاء الصغار الذين يشعلون الحرائق أليس لهم كبير؟!
- الحكومة ترفض البيع.. للمصريين!
- حبس الصحفيين.. تاني!!
- رسالة تنبيه من إندونيسيا للنائمين في العسل:الدور المصري ينحس ...


المزيد.....




- قائد الثورة الاسلامية:فئة قليلة ستتغلب على العدو المتغطرس با ...
- قائد الثورة الاسلامية:غزة الصغيرة ستتغلب على قوة عسكرية عظمى ...
- المشاركون في المسابقة الدولية للقرآن الكريم يلتقون قائد الثو ...
- استهداف ممتلكات ليهود في أستراليا برسوم غرافيتي
- مكتبة المسجد الأقصى.. كنوز علمية تروي تاريخ الأمة
- مصر.. حديث رجل دين عن الجيش المصري و-تهجير غزة- يشعل تفاعلا ...
- غواتيمالا تعتقل زعيما في طائفة يهودية بتهمة الاتجار بالبشر
- أمين عام الجهادالاسلامي زياد نخالة ونائبه يستقبلان المحررين ...
- أجهزة أمن السلطة تحاصر منزلا في محيط جامع التوحيد بمدينة طوب ...
- رسميًا “دار الإفتاء في المغرب تكشف عن موعد أول غرة رمضان في ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سعد هجرس - جرثومة الكسل الاسلامية!