أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - امنة محمد باقر - الاقليات في محافظة ميسان















المزيد.....


الاقليات في محافظة ميسان


امنة محمد باقر

الحوار المتمدن-العدد: 2112 - 2007 / 11 / 27 - 04:40
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


الاقليات في محافظة ميسان قائمة على اساس ديني وتتميز محافظة ميسان بوجود طائفة الصابئة على مستوى العراق او الوطن العربي او العالم ، فهي مصدر هذه الطائفة ، وهنالك ايضا المسيح الذي بدأ عددهم بالتناقص ، و طبعا الطائفة السنية بنسبة قليلة ، ويكاد يكون الاخوة السنة في محافظة ميسان لايختلفون بشئ عن اخوتهم الشيعة ، لانهم سوية يمارسون نفس الطقوس والعادات التي يمارسها الشيعة ، بل ويصدق ذلك على بقية الاقليات من صابئة ومسيح ، وقد كان اليهود يقطنون محافظة ميسان ويعيشون فيها بسلام ، لحين اضطرارهم للهجرة بعد نشوء دولة اسرائيل ، لانهم كانوا يتعايشون ايضا بشكل سلمي مع ابناء الديانات الاخرى في المحافظة ، ولازال مرقد نبي الله عزير (( في ناحية العزير في محافظة ميسان )) رمزا لابناء الديانة اليهودية في المحافظة
كنت اتسائل احيانا لماذا برزت قضية الاقليات في العراق عندما طرأت قضية الديمقراطية ، مادام النظام الديمقراطي يحفظ حقوق الاقلية ؟؟ فوجدت ان هنالك ثلاثة قضايا تطفو على السطح عندما تبدأ إحدى البلاد في التحرك نحو الديموقراطية فيصبح حل القضية مطلوبا على وجه سريع. والمسائل التي تثار حينئذ تكون كما يلي:
a.كيف تحافظ على الوحدة الوطنية دون فرضها بالقوة على أقليات قد أعطيت الحرية في التعبير وفي تنظيم نفسها.
b.كيف تضمن أن الأحزاب السياسية تتطور بشكل يعكس الاختلافات على مستوى السياسة وليست الانقسامات العرقية والدينية والإقليمية. المشكلة الثانية المتعلقة بقضية القوميات والديموقراطية هي قضية الأحزاب السياسية. على المستوى القومي، الديموقراطية دون نظام حزبي هي ببساطة ديموقراطية عاطلة.
c.كيف تبني نظاما سياسيا يسمح بسيادة إرادة الأغلبية بينما يحمي في نفس الوقت حقوق الأقليات.

نستطيع تلخيص ملامح ومؤشرات عن الاقليات في محافظة ميسان كما يلي:

2.فيما يخص الأقليات في محافظة ميسان فهناك وجود قديم لهم يسبق وجود العرب الذين يشكلون الغالبية لاسيما العرب الشيعة ,خصوصا اذا ما علمنا أن أسم ميسان هو أسم غير عربي بل أرامي .
3.من أهم الاقليات التي سكنت أو مازالت تسكن محافظة ميسان هم اليهود ( لايوجد لهم أي تواجد حاليا ) والمسيح والصابئة والتركمان والكرد ( أكثرهم من الكرد الفيلية الشيعة ) أضافة الى العرب السنة. لذايلاحظ أن أكثر هذه الأقليات هي اقليات دينية بالدرجة الاساس .
4.كانت التسامح الديني سائدا في ميسان منذ نشوء الدولة العراقية الحديثة وكانت الأقليات الدينية تمارس نشاطها الديني والمهني بحرية تامة وهناك شواهد عديدة تثبت هذا التسامح من خلال وجود أماكن العبادة الخاصة بهذه الأقليات ككنيسة أم الأحزان في محلة المحمودية وهناك كنيس مشهور لليهود يعرف لحد الان بأسم التوراة في مركز مدينة العمارة أضافة الى وجود المساجد الخاصة بألمسلمين السنة وهي غير قليلة قياسا بنسبتهم في ميسان عموما .أما بالنسبة للصابئة المندائيين فهناك معبد مشهور لهم يقع على الجهة الشرقية من نهر الكحلاء قرب محلة الماجدية وذلك بسبب أرتباط عباداتهم بوجود الماء ووجود الأنهار والأهوار في ميسان .
5.وبحكم الظروف السياسية التي مرت بالدولة العراقية وأنواع الانظمة التي حكمت البلاد وخلفيتها الطائفية ذات الطابع الغالب السني فقد كان للأقلية السنية دورا كبيرا في ميسان أو ماكان يعرف سابقا في العهد الملكي بلواء العمارة حيث كان أغلب المتصرفين والمحافظين الذين تولوا مناصبهم في ميسان من الأقلية العربية السنية مع وجود عدد محدود جدا من العرب الشيعة الذين تولوا هذا المنصب لأسباب تتعلق بانتماءاتهم الحزبية خاصة في زمن النظام السابق .
6.من الناحية الأقتصادية كان للأقليات في مدينة العمارة نشاط تجاري وأقتصادي كبير جدا حيث سيطر التجار اليهود في السابق على تجارة القمح وكذلك كان لهم وللمسيح الكثير من بساتين النخيل الكبيرة التي كانت مشهورة في العمارة وبعضها مازال موجودا بأسم أصحابها القدماء من الأقليات أضافة الى أن المسيحيين كان لهم بعض معامل الطابوق التي تعتبر من أهم ركائز البنية التحتية في ميسان. وأما بالنسبة للصابئة الذين يسكنون في أمكان متعددة من ميسان سيما القريبة من الاهوار فيمارسون بعض الحرف اليدوية الخاصة بالزراعة , الا أن الصابئة يمارسون أهم مهنة تجارية وهي صياغة الذهب وهناك سوق خاص لهم في قلب مدينة العمارة وهم يتوارثون هذه المهنة جيلا بعد جيل . وكان هناك نشاط تجاري لما كان يسميهم النظام السابق ( بالتبعية ) ويعني بذلك العرب أو الكرد ( أغلبهم من الشيعة الفيلية ) الذين قام النظام السابق بتهجيرهم الى أيران في السبيعينات واوائل الثمانينات . يمكن القول أن الأقليات كانت تعتبر من الطبقات الغنية في مجتمع ميسان وكانت تتمع بمركز مرموق ونفوذ مهم في هذه المحافظة مما جعل أبنائها يتمتعون بحظ وافر من التعليم مكنهم من الحصول على شهادات علمية عالية مقارنة بالأغلبية الشيعية التي كان أغلب أبنائها من الطبقات المتوسطة والفقيرة .
7.رغم التفاوت الطبقي الاقتصادي الذي يحسب للأقليات وكذلك التفوق الديموغرافي الذي يحسب للشيعة العرب , لم يحصل أي صراع طائفي أو عرقي مع ألاقليات التي كانت تعيش بسلام ووئام وتمارس عباداتها بحرية تامة وأحترام من قبل المسلمين الذين كانوا يشاركونهم في كافة أحتفالاتهم ومناسباتهم الدينية , بل أن هذه الأقليات حافظت على عاداتها وتقالديها العتيدة من خلال الحماية التي توفرها لهم العشائر العربية التي كانوا ينضوون تحت لوائها والتي تمنع من الاعتداء عليهم بل وتساعدهم على الحصول اي حقوق ممكن أن تسلب منهم لاي سبب كان , الامر الذي أدى الى شعورهم بالكرامة والأمن داخل المجتمع طوال الفترات المنصرمة .
8.يعتبر اليهود أول الأقليات التي هاجرت من ميسان وذلك بسبب الصراع العربي – الأسرائيلي وتعرض مصالح اليهود سيما في بغداد الى تفجيرات قيل أنها من تدبير الموساد الأسرائيلي لغرض تهجيرهم عنوة الى فلسطين مما أدى الى هجرة اليهود من العراق وترك وبيع كافة مصالحهم وممتلكاتهم . الا أن هذا لايمنع من القول أن اليهود عاشوا بسلام وكرامة في ميسان وهناك مزار شهير ومقدس لديهم في ناحية العزير جنوب ميسان لايزال قائما لحد الأن ويحظى بأحترام المسلمين . أما بالنسبة للكرد الفيلية وبعض الأقليات من الذين أعتبرهم النظام السابق من أصحاب التبعية الايرانية فقد تعرضوا الى حملة تهجير تعسفي ظالمة وتم أعدام العديد منهم وتم مصادرة أموالهم وممتلكاتهم الشخصية وتم القائهم على الحدود العراقية – الايرانية بلا مأوى خاصة عام 1980 قبيل الحرب بين البلدين بفترة وجيزة . ولأيزال البعض منهم يحاول الحصول على حقوقه السابقة من خلال هيئة دعاوى الملكية التي تم أنشاؤها بعد سقوط النظام السابق عام 2003 .رغم الأضطهاد الذي مارسه النظام السابق على غالبية الشعب العراقي الا أن الاقليات حافظت على شعائرها الدينية يصورة مستقلة ومحترمة . ألا أن الظروف ألاقتصادية الصعبة والحروب المتتالية للنظام السابق أدى الى أنخفاض متزايد في عدد السكان لدى الأقليات وهجرتهم الى الدول الاوربية واستراليا واميركا .
9.الأقليات بعد عام 2003 : رغم الجو الديمقراطي الذي حدث بعد سقوط النظام السابق عانت الأقليات من التهميش وطالب بعضها بنسبة تمثيل أكبر في المؤسسات الحديثة للدولة وبسبب عدم وجود ميلشيات مسلحة لديها والطبيعة المسالمة لهذه الأقليات فأنها لم تتمكن من مقاومة الظروف المفاجئة التي حدثت بعد التغيير السياسي الذي حصل في البلد , وبسبب الصراعات الطائفية التي عصفت بالبلاد وعدم وجود أي دعم أقليمي لبعض هذه ألاقليات وعدم قدرة الحكومات الجديدة على توفير الحماية فقد ساءت أحوال الأقليات في العراق وتعرضت أماكن العبادة التابعة لها وكذلك أفرادها الى موجات من الأعتداءات التي أجبرها على مغادرة العراق والبحث عن ملجأ أمن لها .
10.بالنسبة لمحافظة ميسان رغم أن التسامح الديني لايزال موجودا , ألا أن بعض المتطرفين في المحافظة حاول فرض بعض المعتقدات الاسلامية بالقوة ( سيما أرتداء الحجاب ومنع بيع المشروبات الروحية الذي يمارسه أغلب المسيحيين ) بل تم معاقبة بعض أفراد ألأقليات حتى بسبب طريقة حلق الرأس (( ذكر ذلك نصا احد ابناء الصابئة وهو شاب في المرحلة الاعدادية ، قال انه في عام 2005 طلب منه احد الاشخاص ان يغير تسريحة شعره لانها تتنافى مع الاداب في المحافظة ، وفي الحقيقة كان شعر ذلك الصابئي اشقر اللون وشعره منسدل قليلا على جبهته لكنه شعر قصير كأي شاب اخر !!!!!!!!!! ) , وكذلك حصول بعض الهجمات المسلحة على هذه الأقليات خصوصا على بعض أفراد العرب السنة بعد احداث سامراء وقتل بعض ابناء السنة المسالمين ، رافق ذلك ايضا حصول هجوم على كنيسة أم الأحزان , كل هذا أدى الى شعور الأقليات بفقدان ألأمان واضظرارها الى النزوح الى أماكن أكثر أمنا داخل العراق بالنسبة لهم وهجرة البعض الاخر الى خارج العراق بصورة نهائية . ومن الناحية ألأدارية في المحافظة فأن الأقليات لاتحظى ألا بهامش لايكاد يذكر من التمثيل في المؤسسات الأدارية في ميسان ولاتستطيع التأثير في صنع القرار او الحصول على بعض المكتسبات أذ أن أغلب ممثلي هذه الأقليات من المستقلين أو من الأحزاب التي ليس لديها ميليشيات قادرة على حمايتهم ويمكن القول أن الوضع السياسي الحالي وعدم وجود الأمن ساعد في الهجرة المتزايدة لأكثر الأقليات في المحافظة مقارنة بوضعها في السابق.
11.يبقى ان نقول ان الاقليات في محافظة ميسان هي فعلا جماعات مسالمة ومنتجة وتتميز بدرجة عالية من الاخلاق التي جعلت العرب الشيعة يقرون على مدى قرون من معايشتهم لهذه الاقليات بأنهم فعلا طبقة مثقفة ومنتجة ، بل يذكر قدماء سكنة اهل العمارة بأن المسيح او اليهود الذين كانوا يتسنمون مناصب ادارية مهمة في الخمسينات كانوا يتميزون بالدقة والامانة وكانوا حاذقين جدا في ممارسة مهامهم الادارية ، بل يتقنون اي مهنة يمتهنونها ، وهذا في الحقيقة من الاخلاق العظيمة التي حض عليها دين الاسلام بالذات ، لكنهم يمتلكونها (( رحم الله امروءا عملا عملا واتقنه ))
12.جاء في تقرير المفوضية السامية لشؤون اللاجئين عن تقييم وضع العائدين الى محافظة ميسان: (( تقارير مختلفة رفعت عن موقف حقوق الانسان في محافظة ميسان ، السلطات المحلية تقول ان حقوق كل الناس ومن بينهم الاقليات محترمة في محافظة ميسان ، رغم ان العديد من العراقيين لايواجهون عقبات قانونية لمدى معين من حقوق الانسان وبدأوا يستفيدون من حريتهم الجديدة لكن الوضع الامني وتأثير الجماعات التي تعتنق قيم ( متشددة ) بقيت كعقبة امام تحقيق التمتع الكامل بهذه الحقوق ، لذا فأن الاقليات الدينية : قل عددها في محافظة يمسان منذ 2003 لانهم اصبحوا تحت ضغط المجاميع الراديكالية ( المتشددة ) ، وقد قلت امامهم الفرص في السعي المفتوح لاقامة تقاليدهم واعرافهم وطريقتهم في الحياة ،افراد المجتمع الكلدو اشوري والمندائي يعتبرون انفسهم اقلية مستضعفة في المجتمع العراقي بسبب وسائل التمويل المحدودة ونقص الارتباط العشائري الذي قد يحمي افرادهم ، وقد حدثت عدة حوادث استهدفت المجتمع السني في محافظة ميسان وسجلت في عام 2006 ، المجاميع العرقية والعشائرية والدينية الضعيفة اكثر عرضة للاضطهاد والتجني بسبب الفرص القليلة في الحصول على الدعم والحماية من القوى المؤثرة كالاحزاب السياسية والعشائر والميلشيا ))



#امنة_محمد_باقر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- تحليل للفيديو.. هذا ما تكشفه اللقطات التي تظهر اللحظة التي س ...
- كينيا.. عودة التيار الكهربائي لمعظم أنحاء البلاد بعد ساعات م ...
- أخطار عظيمة جدا: وزير الدفاع الروسي يتحدث عن حرب مع الناتو
- ساليفان: أوكرانيا ستكون في موقف ضعف في المفاوضات مع روسيا دو ...
- ترامب يقاضي صحيفة وشركة لاستطلاعات الرأي لأنها توقعت فوز هار ...
- بسبب المرض.. محكمة سويسرية قد تلغي محاكمة رفعت الأسد
- -من دعاة الحرب وداعم لأوكرانيا-.. كارلسون يعيق فرص بومبيو في ...
- مجلة فرنسية تكشف تفاصيل الانفصال بين ثلاثي الساحل و-إيكواس- ...
- حديث إسرائيلي عن -تقدم كبير- بمفاوضات غزة واتفاق محتمل خلال ...
- فعاليات اليوم الوطني القطري أكثر من مجرد احتفالات


المزيد.....

- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - امنة محمد باقر - الاقليات في محافظة ميسان