محمد النكاوي : مسار متطرف
محمد النكاوي من مواليد 1958 بضواحي مدينة بركان بمنطقة الريف بشمال المغرب. نما و ترعرع في قرية وسط عائلة بدوية، تابع دراسته إلى حدود القسم الخامس من التعليم الابتدائي، ثم اشتغل مع والده في الزراعة. و في سنة 1981 سافر إلى فرنسا بعد تمكنه من الحصول على جواز السفر و عمل هناك في البناء. و مع تعقب رجال الأمن له هناك انتقل بين عدة مدن فرنسية.
ابتدأ مسار التطرف بفرنسا عندما ذئب النكاوي على الصلاة بمسجد ستالين بباريس. و هناك التقى بعبد العزيز النعماني زعيم حركة المجاهدين بالمغرب و هو أحد المتورطين البارزين في اغتيال المناضل عمر بنجلون. و بواسطته تعرف النكاوي على مجموعة من المغاربة مقتنعين بالإعداد للثورة من أجل تغيير نظام الحكم بالمغرب و تعويضه بنظام الدولة الإسلامية حسب زعمهم. و ظلت علاقة محمد النكاوي بعبد العزيز النعماني مستمرة من أجل استقطاب أشخاص جدد للتنظيم.
و في سنة 1983، و بأمر من عبد العزيز النعماني، عاد محمد النكاوي إلى المغرب قصد استقطاب عدد من المغاربة إلى تنظيم حركة المجاهدين بالمغرب. و هذا ما نجح في إنجازه لاسيما بمنطقة زايو قرب مدينة وزان. كما تكلف بتوزيع مجلة السرايا، لسان حال حركة المجاهدين بالمغرب، خصوصا بمدينة فاس و مكناس و مراكش و أكادير و بركان و وجدة و الدار البيضاء و القنيطرة. و عندما شعر النكاوي بتعقب الشرطة له قرر مغادرة المغرب من جديد و عاد إلى فرنسا.
و قبل هذا الوقت كان النكاوي قد تعرف، بواسطة عبد العزيز النعماني، على عناصر من الجماعة الإسلامية بلبنان، لاسيما سعيد شعبان الذي سبق له أن درس بكلية أصول الدين بمدينة تطوان المغربية سنة 1978، و ذلك لتمكين بعض المغاربة من تلقي تداريب بمعسكر طرابلس بلبنان.
ثم سافر النكاوي من فرنسا إلى لبنان و التحق بمعسكر طرابلس. و كان البرنامج اليومي يبدأ بصلاة الفجر ثم تمارين رياضية. و بعد صلاة الظهر يخضع لحصة التدريب على الأسلحة و ينتهي نهاره بدروس حول الجهاد. و هكذا أصبح محمد النكاوي ملما بالأسلحة و على دراية بتفكيكها و إعادة تركيبها لاسيما سلاح كلاشينكوف.
و بعد مدة توجهت المجموعة التي كان ضمنها محمد النكاوي إلى الشاطئ اللبناني قصد تطبيق ما تلقنوه حول الرماية. و قد استمر التدريب مدة شهرين ثم عاد إلى فرنسا ليعلم بمقتل عبد العزيز النعماني و إسناد قيادة التنظيم إلى البوصغيري.
و في سنة 1989 رجع النكاوي إلى المغرب رغم علمه بأنه مدان غيابيا بالمؤبد من طرف محكمة مراكش. و قد اضطر إلى العودة للمغرب بعد تعرضه بفرنسا لمحاولة اغتيال من قبل مجهولين.
دخل محمد النكاوي المغرب عبر مدينة مليلية باستعمال جواز سفر و بطاقة تعريف مزورين و توجه إلى مدينة سلا حيث استأجر منزلا بحي شعبي لمدة ستة أشهر، ثم انتقل إلى مدينة الخميسات و ظل بها فيما بين 1990 و 1994 و اشتغل في التجارة. و في سنة 1995 انتقل إلى مدينة طنجة و أصبح تاجرا في الهواتف المحمولة، و هناك عمل على ربط الاتصال بأعضاء حركة المجاهدين بالمغرب.
و في سنة 2002 تعرف على روبير أنطوان ريشارد و شرعا معا في دراسة إمكانية التعاون بينهما لتنفيذ أعمال إرهابية، إلا أن اعتقالهما أسقط نواياهما في الماء.
يتبع