أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - برهوم جرايسي - التخبط في الشارع الإسرائيلي















المزيد.....


التخبط في الشارع الإسرائيلي


برهوم جرايسي

الحوار المتمدن-العدد: 2111 - 2007 / 11 / 26 - 11:21
المحور: القضية الفلسطينية
    


أظهرت استطلاعات الرأي التي نشرت في نهاية الأسبوع الماضي في إسرائيل، حالة التخبط السياسي التي يعيشها الشارع الإسرائيلي، حيال الرؤية المستقبلية للحل السياسي في المنطقة، فالعنوان الأبرز لنتائج هذه الاستطلاعات، هو أن الجمهور في إسرائيل معني بالعملية السياسية، ولكنه يرفض بأكثريته مستحقات الحل الدائم والسلام.
وعلى الرغم من التحفظ المبدئي من نتائج استطلاعات الرأي، كون أكثريتها موجهة، وتسعى للوصول إلى نتيجة محددة مسبقا لدى المبادرين إليها، وخاصة الصحف التجارية الكبرى، إلا أنها تترجم انعكاسا مباشرا لإزدواجية خطاب المؤسستين السياسية والعسكرية على الشارع.
وهذا ليس بأمر جديد، فمن أسباب التحفظات على استطلاعات الرأي هو أنها تأتي في أوج تصريحات سياسية وعسكرية، وعناوين ضخمة تتصدر الصحافة الإسرائيلية، لها توجه محدد، وهذا ما قرأناه في الاستطلاعات الأخيرة.
فقد صدر في نهاية الأسبوع الماضي استطلاعان، الأول في صحيفة "يديعوت أحرنوت" كبرى الصحف الإسرائيلية، والثاني في صحيفة "معاريف" المنافسة، حول الموقف من استئناف العملية السياسية، وشكل الحل، وقد ظهرت تناقضات في معطيات الاستطلاعين، وحتى في الاستطلاع نفسه، ثم صدر استطلاع في القناة الثانية للإذاعة الإسرائيلية، ليعكس حالة التخبط والتفكك السياسي، من خلال التأييد للأحزاب، في حال لو جرت الانتخابات البرلمانية في هذه المرحلة.
فمثلا نقرأ في استطلاع "يديعوت أحرنوت"، أن 69% من المستطلعين، يؤيدون انعقاد لقاء أنابوليس، بينما قال 71% إنهم لا يتوقعون أن يفضي اللقاء إلى شيء، ورفض 66% أن تقدم الحكومة الإسرائيلية، ما يسمى بـ "تسهيلات" للفلسطينيين، قبل وبعد اللقاء، كما رفض 63% طرح القضايا الأساسية للحل الدائم مع بدء المفاوضات، ورفض 55% إخلاء أكثرية المستوطنات في الضفة الغربية المحتلة، بموجب صيغة السؤال الذي تم طرحه على المستطلعين.
والموقف الرفضي لا يقتصر على الملف الفلسطيني، بل أيضا على الملف السوري، ففي حين أن 57% من المستطلعين يؤيدون مشاركة سورية في اللقاء، ويؤيد 70% استئناف المفاوضات مع سورية، فإن 70% يعارضون انسحابا إسرائيليا من هضبة الجولان السورية المحتلة.
أما في استطلاع صحيفة "معاريف"، فإننا نقرأ نتائج مختلفة بعض الشيء، فبالإجابة على مسألة اخلاء البؤر الاستيطانية، وليس المستوطنات، ظهرت أكثرية واضحة (56%) تؤيد اخلاء "أكثرية" البؤر الاستيطانية في الضفة الغربية، كذلك فإن 47% يؤيدون تقسيم القدس وفق المخطط الاحتلالي، القاضي بالاحتفاظ بالأحياء الاستيطانية، والانسحاب من غالبية الأحياء الفلسطينية، باستثناء البلدة القديمة، وهذه نسبة مرتفعة جدا، نسبيا، على الرغم من أن 50% يعارضون حتى هذا المخطط.
وهذا التناقض في الأجوبة، بمعنى تأييد استئناف المفاوضات، ورفض البحث في الملفات الأساسية، هو نتيجة ما يلمسه الإسرائيلي على أرض الواقع، فهو يرى ويلمس أن آلة الاستيطان في الضفة الغربية المحتلة لا تتوقف، وهي مستمرة بوتيرة عالية.
وكذلك الأمر بالنسبة لهضبة الجولان السورية المحتلة، فعلى الرغم من الأحاديث عن احتمال استئناف المفاوضات مع سورية، تجري في موازاتها مشاريع بنيوية استيطانية ضخمة في الهضبة، وأيضا حملة إعلامية واسعة لتشجيع اليهود على الاستيطان في الأرض السورية المحتلة، ليحصلوا على محفزات مالية حكومية ضخمة جدا.
وأيضا هذه الحالة ليست بالأمر الجديد، لا بل أنها مستمرة منذ سنوات طوال، وخاصة منذ النصف الثاني من سنوات التسعين من القرن الماضي، فالجمهور في إسرائيل يعي انه بحاجة للوصول إلى حالة استقرار، ولكنه يتخبط في البحث عن طريق هذا الاستقرار.
وهذا أيضا نتاج لحملة توجيه مباشرة وغير مباشرة، تنتهجها المؤسسة الأمنية والسياسية على مر عشرات السنوات، التي تفرض على الجمهور حالة "رعب دائم من الآخر"، والادعاء بأنه يعيش في محيط يهدده على مدار الساعة ويريد إبادته، وإزالته عن الوجود، ناهيك عن "جوقات تهديد" نسمعها من خارج إسرائيل لتدعم عمليا هذه الدعاية الصهيونية، بإطلاقها تهديدات فارغة من أي أساس.
والدافع لهذا النهج الذي تقوده بالأساس الحركة الصهيونية، هو عدم الرغبة الحقيقية بأن تنسحب من المناطق التي تعتبرها "كنزا استراتيجيا"، مثل الضفة الغربية وهضبة الجولان، فالمنطقتان تشكلان عمقا جغرافيا وسيطرة على موارد طبيعية، خاصة المياه، عدا عن كونهما مصدرا اقتصاديا، وبالذات هضبة الجولان.
لقد أثبتت تجربة قصيرة من الاتفاقيات المرحلية في فترة أوسلو، أن هناك فرقا واضحا في دعم أي اتفاق، قبل صياغته، وبعد صياغته، أي أن نسبة التأييد ترتفع بعد التوقيع على مثل هذه الاتفاقيات.
ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هو بشقين: هل إسرائيل على أبواب مرحلة جديدة، من تغير التوجهات في سدة المؤسسة السياسية، وهل إسرائيل متجهة إلى حالة استقرار سياسي.
الإجابة على الشق الأول نقرأها من خلال شبه الإجماع الصهيوني حول أفق الحل الدائم، ويتلخص برفض حق العودة، وعدم الانسحاب الكامل من القدس المحتلة، والاحتفاظ بالكتل الاستيطانية الضخمة، التي تقتطع من 40% إلى 50% من أراضي الضفة الغربية.
أما الإجابة على الشق الثاني، فنقرأها من خلال نتائج استطلاع القناة الثانية للإذاعة الإسرائيلية، التي عكست التوجهات السياسية وتأييد الأحزاب، في ما لو جرت الانتخابات البرلمانية في هذه المرحلة.
وقد أبرز هذا الاستطلاع استمرار حالة التشرذم في الخارطة السياسية الإسرائيلية، وغياب الكتلة الحزبية الكبيرة القادرة على فرض أجندتها على البرلماني الإسرائيلي، فنرى مثلا انهيارا لكتلة "كديما" الحاكمة، من 29 مقعدا إلى 13 مقعدا، في حال بقي إيهود أولمرت على رأس الحزب، أو أنه سيحصل على 21 مقعدا، فيما لو تربعت وزيرة الخارجية تسيبي ليفني على رئاسة الحزب، وهذا من أصل 120 مقعدا في البرلمان، "الكنيست".
ولا يظهر أي تقدم لحزب "العمل" الذي يتزعمه وزير الحرب إيهود باراك، الذي سيحافظ على عدد مقاعده، بحصوله على 20 مقعدا أو 18 مقعدا، وهو اليوم يسيطر على 19 مقعدا، والارتفاع الأكبر سيكون لحزب الليكود، الذي سيستعيد قسطا كبيرا من قوته، وسيرتفع من 12 مقعدا اليوم إلى 28 مقعدا، في حال كانت ليفني على رأس "كديما"، و31 مقعدا في حال بقي أولمرت زعيما للحزب الحاكم.
ومن أبرز الاستنتاجات، هو أن أية انتخابات برلمانية قادمة ستدعم أكثر القوى والعنصرية المتطرفة، التي حازت في الانتخابات الماضية على ثلث الأصوات.
إن الحراك السياسي الجاري في هذه المرحلة هو أمر مهم، وأفضل بكثير من حالة الجمود السياسي، كونه يبقي على بعض من "الأمل"، ولكن بطبيعة الحال فإنه لا يمكن الاستمرار بهذه الحالة المفرغة، التي يتطلب الخروج منها عدة متطلبات، بالأساس في الساحة الإسرائيلية الداخلية، ولكن بقدر كبير أيضا، متغيرات على الساحة الدولية، وخاصة لدى الداعي للقاء أنابوليس: الإدارة الأميركية، الداعمة بشكل أعمى للموقف الإسرائيلي.



#برهوم_جرايسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نوايا أولمرت
- إسرائيل بالأحرف الكبيرة والصغيرة
- اليهود الإثيوبيين والورطة المزدوجة
- ميزانية إسرائيل 2008: ضربات اقتصادية للشرائح الضعيفة
- سيناريو إسرائيلي معروف
- العبء الضريبي الإسرائيلي أعلى من معدل العبء في الدول المتطور ...
- إسرائيل وبورما
- ميزانية إسرائيل للعام القادم 76 مليار دولار
- -التنازلات- الفلسطينية
- سيناريوهات دورة الكنيست الشتوية
- تعليمات إبنة -الموساد-
- تقسيم القدس والإجماع الصهيوني
- جوانب أخرى للغارة على سورية
- بحث علمي: الشبان الأمريكان اليهود يبتعدون عن إسرائيل
- الصمت الإسرائيلي ومهمة المحللين الإسرائيليين في قضية الغارة ...
- بلعين: التجربة والنموذج الشائك
- محاولات تغيير نظام الحكم الإسرائيلي ستبقى مناورة
- حماس تجبي الخاوة
- أولمرت والحسابات الداخلية
- بن غريون أول من بادر إلى استيطان القدس والخليل


المزيد.....




- شاهد.. رئيسة المكسيك تكشف تفاصيل مكالمتها مع ترامب التي أدت ...
- -لم يتبق لها سوى أيام معدودة للعيش-.. رضيعة نٌقلت من غزة لتل ...
- وزير الخارجية الأمريكي يتولى إدارة وكالة التنمية الدولية، وت ...
- شهادات مرضى تناولوا عقار باركنسون -ريكويب-: هوس جنسي وإدمان ...
- شاهد: الرئيس السوري الإنتقالي أحمد الشرع يؤدي مناسك العمرة ف ...
- باريس تُسلِّم آخر قاعدة عسكرية لها في تشاد.. هل ولّى عصر -إف ...
- أول رئيس ألماني يزور السعودية: بن سلمان يستقبل شتاينماير
- لماذا تخشى إسرائيل تسليح الجيش المصري؟
- -فايننشال تايمز-: بريطانيا تستعد للرد على الولايات المتحدة إ ...
- الرئيس السوري أحمد الشرع يصدر بيانا إثر مغادرته السعودية


المزيد.....

- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - برهوم جرايسي - التخبط في الشارع الإسرائيلي