بناء الشرعية المستقبلية

عصام البغدادي

الحوار المتمدن-العدد: 651 - 2003 / 11 / 13 - 02:28
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    

يكشف اخر لقاء اجراه ناثان جردلز  رئيس تحرير مجلة غلوبل بوينت فيو  في نيورك بتارخ 7 اكتوبر  الماضي مع ميخائيل غاربوتشوف  اخر قادة الاتحاد السوفياتى والذى يراس حاليا الصليب الاخضر الدولي بانه في الوقت الذى دعا اليه الرئيس الاميركي من خلال كلمته في الجمعية العامة هذا العام لمنع الانتشار النووي لئلا تقع القنابل في ايادى ارهابية الا  ان الولايات المتحدة مستمرة في خططها بانتاج جيل جديد من القنابل النووية الصغيرة**  واحتفظت بحقها في خزن سلاحها النووي وليس تدميره رغم توقيعها اتفاق مع روسيا بهذا الصدد. ويرد غاربوتشوف على السوال الموجه له: الا يناقض هذا الاجندة المقررة للتخلص من الاسلحة النووية؟
يوضح غاربوتشوف  بان هناك الكثير مما  تحقق  بين الولايات المتحدة وروسيا  للتقليل  من الترسانة النووية  ولكن الاشكال يكمن في رفض الولايات المتحدة  لاقرار معاهدة منع التجارب النووية   وهذا ما يدفع الامم الاخرى للتساؤل المشروع  لماذا يجب علينا الالتزام بمعاهدة حظر التجارب بينما  يواصلها العضو الاول في النادى النووي تتطوير  واستكمال اسلحته النووية ؟؟ واذا كانت الولايات المتحدة تفكر بمصالحها فقط فذلك ايضا يبعث على السؤال لماذا تمنع تلك الدول من النظر الى اولويات امنها ؟ هذه اسئلة لايمكن تجنبها وهى لم ترد على لسان المخولين فقط او الارهابيين  . ان تحدى هذا المعيار المزدوج  هو ماتملكه فكريا  دولة ديمقراطية مثل الهند من تجاربها النووية.  ويوضح غاربوتشوف بان على الولايات المتحدة ان تناقش السؤال المحدد التالى : في ظل غياب القوة المنافسة لاميركا ماهو المبرر لأانتاج مثل هذه الاجيال الجديدة من الاسلحة النووية ويعتقد ان الديمقراطية عليها ان تناقش المسائل الحيوية التى تتعلق بمصير الاجيال القادمة وليست قضية مثل قضية مونيكا فقط  وها نحن نرى العراق نموذجا حيث لا اسلحة نووية وجدت هناك  ويدعو للتفكير في كيفية مساعدة اكثر من الفى مليون انسان لايمكنهم الوصول الى ماء نظيف  لسد احتياجهم الانساني .
وردا على سؤال كيف يرى غاربوتشوف امكانية  بناء الشرعية للمستقبل بعد غياب الديكتاتورية العمالية وظهور مايطلق عليه دكتاتورية الزبون او المستهلك ؟ يجيب غاربوتشوف بملاحظة اولية بان سكان امريكا يشكلون اقل من  خمسة بالمئة من سكان العالم لكنهم يستهلكون مايقارب ثلاثين بالمئة من انتاج الطاقة  وتدريجيا علينا ان نحد من ظاهرة المجتمع الاستهلاكى  وان لم نفعل فاننا حقيقة نقضى على الطبيعة وعلى استقرار مجتمعاتنا. ان بناء الشرعية العالمية هى مسؤولية كل القادة السياسين في العالم  وانها بحاجة الى نشاط المجتمعات المدنية  وانه لامر مؤسف ان ينظر القادة الى الانتخابات القادمة اكثر من نظرتهم للاجيال القادمة  اضف الى هذه المشكلة الهوة العميقة بين الاغنياء والفقراء  التى تزداد مع ظهور العولمة.
    

** تحديدا ( الاسلحة الذرية التكتكية كما اسماها كيسنجر في حقبة السبعينات حينما تساءل ماجدوى القاء قنبلة ذرية على موسكو اذا اجتازت دبابة سوفياتية حدود المانيا ؟ لابد ان نفكر بانتاج اسلحة ذرية رادعة تكتكيا)-الكاتب

كاتب عراقي مقيم في تايلاند
مدير تحرير المجلة العلمية العراقية
www.iraqisciencejournal.com

#عصام_البغدادي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات