أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عزيز باكوش - بتكتمها الشديد ،وزارة الصحة المغربية تتبنى الدجل















المزيد.....


بتكتمها الشديد ،وزارة الصحة المغربية تتبنى الدجل


عزيز باكوش
إعلامي من المغرب

(Bakouch Azziz)


الحوار المتمدن-العدد: 2109 - 2007 / 11 / 24 - 11:29
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


يحلو لبعض المريدين أن ينعتوا –المكي الترابي – دجال الصخيرات ، بطبيب العصر ، والولي صاحب المكرمات الذي يصرع السرطان بأنواعه الألف ، ويجعل أوصال السكري والكلي ترتعد لمجرد لمسة بيديه الشريفتين الفلاحيتين.مع إيداع قالبي سكر وقنينة ماء معدنية . والحقيقة بالتأكيد ليست على هذا النحو ، وما الترابي إلا مواطن أسعفته البديهة ،وبواه دهاؤه ، وسهلت أمامه سياسية التجهيل المتبعة كاختيار استراتيجي على مدى عقود ، سبل الإمامة والريادة والادعاء ،كما للعديد من المتسلقين والانتهازيين وممتهني الوصولية ، ليمسي ذات ليلة شيخا للدجالين .
ذاك المواطن البسيط..القادم من دكالة، لا أكاد اعرف عنه شيئا ،إلا انطلاقا من تحقيقات صحفية أنجزها زملاء ..وحكايات ترويها زوجات بعض الأصدقاء اللواتي لفرط حساسيتهن ، يحكين حدثا بسيطا مصحوبا بالدموع ، فختمن زيارة المكي بإغماءة . لكن الذي أنا متيقن منه، انه في زمن قياسي ، استطاع المكي بحنكته وقوة عزيمته ، أن يشد إلى عيادته بالهواء الطلق الآلاف من المرضى والمعطوبين ، من داخل المغرب وخارجه ، ويرفع من إنتاج مادة السكر الوطني ،وغدا وشريكا أساسيا في لدينامو تعبئة المياه المعدنية ، بنسبة أسهم عالية جدا .
أمام أنظار السلطة اذن ،وبدعمها الخفي المعلن ، يؤكد المكي بما لا يدعو مجالا للشك ، أن البركة بمعناها الفلاحي ماتزال ، والأمية بمعناها الحضاري ماتزال ، والدولة كآلة لحماية الجهل وتخصيب الدجل بمعناه السائد، كي يسود على مدى القرون القادمة ،لا يعتقد أنها في طريقها الى الزوال .
يعالج المكي ببركته الممنوحة بظهير سماوي حشدا من المغاربة، قدره المتتبعون بمآت الآلاف ، بمعدل 500 يوميا ،بلمسة وصلاة لا يعلم احد ألفاظها ،وينتهي الأمر . لكنه ، وفق ما أفادت إحدى الجرائد المغربية ، فان هذا البلسم المكي ، لوحظ أثناء زيارته لأحد أقاربه بالمستشفى العسكري بالرباط ، كأي مواطن عادي جاء يتفقد قريبا ، لكن أحدا من المواطنين ، لم تسعفه بداهته لطرح السؤال ، في وجه مريديه، والغياطون لكرامته، والسباحون والرافعون لرايته ، والنافخون في بركته ’ ما ذا يفعل المكي الطبيب بالمستشفى العسكري؟؟؟لماذا لم يوظف بركته ، وينشط قدراته الممنوحة بظهير سماوي لإنقاذ قريبه من الجحيم الذي يعيشه؟ هل يحتاج الأمر الى طقس معين لا يوفره فضاء المستشفى العسكري ، أم أن المرض الذي أصاب قريبه لا يدخل ضمن اختصاصاته؟ والسؤال الذي يؤرق الكثيرين ، لماذا لم تستفد وزارة الصحة من خدمات المكي ؟
لا جواب ،لكن رد بسيط ، انه الجهل المركب ، أن المنطق العلاجي الذي لم يفلح في معالجة قريب، لا يستطع بالتأكيد ، أن يعالج مريضا غريبا ، ينتمي الى منطقة نائية بعيدة عن المدنية بل عن الحضارة ، وإذا لم يستطع أن تنتفع عائلة بتلك القوة الخارقة التي يدعي امتلاكها ، فما هي الرسالة التي نود أن يتلقاها معشر الغياطين والنافخين في راية المكي ؟
أجل ، سمح للمكي الترابي بالدخول للمستشفى العسكري كأي مواطن ، كما المرات السابقة ، أي قبل شهرين ، فما الذي جعله يبخل على عضو من عائلته، و دمه ، وربما على المرضى المطوحين على سرير المرض هناك ، وقد أرهقتهم عشرات الكشوف، ومآت التحاليل المخبرية ، مادام يملك كل هذه القدرات الخارقة والشافية؟؟؟
الواقع ، إن عجلة الحياة ومنطق العيش على الطريقة العربية ، ولنقل المغربية على وجه خاص ، لاتكف عن إنتاج العاهات ،وتقدم بشرا مريضا معطوبا ، نفسيا وجسديا ، بشر ليس على درجة واحدة ، في ما يتعلق بمستوى الإيمان و التربية و الأخلاق ، والمعرفة، والانتماء الطبقي ، لذلك، لا غرابة ، أن هذه الطينة من البشر باتت على قناعة ثابتة ، وإيمان ر اسخ ، أن أمراضها المزمنة العصية ، التي حيرت الأطباء والمتخصصين ، وشغلت الجامعات ومخابر التحليل ، في أرقى دول العالم، لا تستعص أمام طبطبة من يد- الترابي - مصحوبة بقالب ، سكر ، وقنينة ماء سيدي علي.
ومع أن الأيام التي مرت ، لم تشف أحدا من هؤلاء و أولئك ،فقد ظل الوهم سائدا ،والجهل تركيبا ،والأمية استفحالا ، والوعي شقاوة ، بدليل ، أنهم ظلوا يتوافدون زرافات ووحدانا ، بنفس الإعطاب ،والاعطاب لا تفارقهم القوالب والقراعي ، لشهور ، رغم تلقيهم ضمانات بعلاج فاعل وفوري .
فسواء عن طريق آكلي الثوم بأفواه كتبة آخر زمن ، أو ومثقفين تحت الطلب ، هناك أيضا ، صحف وجرائد يومية ،وأخرى صفراء ، لم تعد تترك اليوم يمر دون أن تتلقى غلافا ماليا جراء نشرها لوصلة إعلانية ممهورة بسرب هواتف محمولة وثابتة لشيوخ ورجال مكرمات. شرعوا في النمو والتكاثر ، مع فتح السماء ،وجعلها بالأرقام .
نعم ، ثمة مثقفين ، وأشباه مثقفين ، ورعيل من المتعلمين وذوي الكفاءات المستعجلة ، من يتجشم عناء المكر ، ويمتطي صهوة النكاية والتشفي ، من يعتقد - وهذا من حقه طبعا أن- المكي الترابي - علاج عاجل لطبيب فاعل - و طبيب متفوق على كل العلل والأمراض ، بحق السماء .من غير أن يرف له جفن .
والسؤال ، هل في توافد هذه الحشود ، بهذه الكثافة ، يوميا ، تحت مراقبة السلطة ، ودعم أشباه المثقفين ، وكتبة صحافة الرصيف ، مؤشر على مصداقية -المكي- ؟؟؟؟؟ وما موقف الدكاترة والبروفسورات وأطباء العصر من حملة دبلومات السوربون ولندن وكاليفورنيا؟؟؟؟؟
الكتابة والتشهير بهذا الرجل، كما بغيره من الدجالين المحترفين، لن تزيده إلا توهجا وإشراقا ، لقد كتبت احدى الجرائد انه تسبب في قتل امرأة، وبديهي أنه لو كان في الأمر أثر من الصحة ، لتمت محاكمته ، وإنما القضية كذب في كذب، حسب مريديه والتابعين الى يوم الدين. أكثر من ذلك ، كل من انبرى للتصدي للخرافة اعتبر من " الأقلام التي يحركها بعض أطباء المنطقة الذين كسدت تجارتهم ، وبارت عياداتهم، عندما ظهر الترابي،
و بينما تزدهر تجارة الترابي وتنمو أسهمه وأرصدته المالية ، يكتفي البعض في أغلب الحالات ، بإقناع نفسه بان مدا خيل اليوم الواحد وعائدات آلاف القوالب السكرية والقنينات المعدنية "يبيعها ليدفع أجور اثنين وعشرين من أعوانه، المكلفين بالسهر على تنظيم طوابير الزوار.؟...

بكل أسف ، نعم ،ثمة صمت مطبق، مخدوم ، لغاية الإجهاز عن جنين وعي بدا في الأفق رهان صعب الارتياد. ومع أن كل ذلك حصل، ويحصل اليوم ، وسيحصل غدا ، في قرن تتسابق فيه الاختراعات العلمية والتكنولوجية بوثيرة ملفتة ، بوثيرة طراز هاتف محمول كل ساعة ، ومع أن قرص اسبيرين خضع للتجريب 20 سنة ، قبل أن يصبح عقارا مقبولا تعاطيه بأقل ضرر، هناك من يعتقد أن -المكي الترابي - ولأسباب ملتبسة ،أستاذ متخصص في الجسد البشري كله - ولن تستطيع إقناعه بالتخلي عن اعتقاده ...مع أن كل ما يملكه- الترابي - هو دجل في جدل. وكل ما نية ذالك المواطن المقهور، المغلوب في ذاته وصفاته ، وهم في وهم . ولله المبتدأ والخبر .



#عزيز_باكوش (هاشتاغ)       Bakouch__Azziz#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جامعة عبد المالك السعدي بطنجة، تفوز بجائزة -صنع في الوطن الع ...
- جريدة المساء المغربية تسجل اول تراجع لها والحزبية في قاعة ال ...
- اغراق سفينة الهوتمايل
- التحميل جار....
- الدبلجة الى العربية ثقافة وتوجه حداثي وليس اجهزة متطورة وآلي ...
- الزجال محمد بركات يطلق ديوانه الاول - الطائر والحمامة-
- سكانير في الشارع العام
- التلفزيون المغربي ليس وطنيا بما يكفي.
- المؤرخ والباحث المغربي محمد العلوي الباهي في إصدار جديد
- عياد أبلال، يقارب سوسيولوجيا معضلة الهجرة السرية/ المغرب نمو ...
- الدكتور جمال بوطيب يلج سوق النساء أو اسرار الجثةالتي تعشق قا ...
- عن الجريدة المغربية التي تقرا من الخلف
- خوفا من القرصنة والفوطوكوبي ، يكتب نيني عموده طوييييلا ، ومط ...
- عن الجريدة المغربية التي تقرا من الخلف1
- -غزيل الريح- للزجال المغربي محمد اجنياح.
- الشاعر المغربي أحمد القاطي يصنع الحدث
- صبايا العرب ،النصف الأعلى إقرأ ،والجزء الأسفل روتانا2
- الأسلاك العارية لا تخجل من نفسها
- التلفزيون المغربي يستحوذ على صفقة ب5 ملايين دولار
- صبايا العرب الجزء الاعلى إقرأ والجزء الاسفل روتانا1


المزيد.....




- الرئاسة المصرية تكشف تفاصيل لقاء السيسي ورئيس الكونغرس اليهو ...
- السيسي يؤكد لرئيس الكونغرس اليهودي العالمي على عدم تهجير غزة ...
- السيسي لرئيس الكونغرس اليهودي العالمي: مصر تعد -خطة متكاملة- ...
- الإفتاء الأردني: لا يجوز هجرة الفلسطينيين وإخلاء الأرض المقد ...
- تونس.. معرض -القرآن في عيون الآخرين- يستكشف التبادل الثقافي ...
- باولا وايت -الأم الروحية- لترامب
- -أشهر من الإذلال والتعذيب-.. فلسطيني مفرج عنه يروي لـCNN ما ...
- كيف الخلاص من ثنائية العلمانية والإسلام السياسي؟
- مصر.. العثور على جمجمة بشرية في أحد المساجد
- “خلي ولادك يبسطوا” شغّل المحتوي الخاص بالأطفال علي تردد قناة ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عزيز باكوش - بتكتمها الشديد ،وزارة الصحة المغربية تتبنى الدجل