أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - جهاد علاونه - الأردنييون لا يقرؤن














المزيد.....

الأردنييون لا يقرؤن


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 2108 - 2007 / 11 / 23 - 08:21
المحور: المجتمع المدني
    


إن خوض الحياة العامة اليوم بحاجة لخبراء ودهاة مال وإقتصاد وليس إلى الحمية والقربى .
وإن خوض الإنتخابات النيابية اليوم بحاجة إلى مهندسين يرسمونها ويخططون لها..وليست بحاجة إلى شيوخ عشائر يمرون بين الناس وهم ملتفون بعباآت قديمة من القرون الوسطى.
هكذا تصرف الشعب الأردني لأنه لا يقرأ في علم الإجتماع...وعلاقة الناس في علم الإجتماع هي كعلاقة أستاذ لغةعربية يتحدث بإسهاب عن علم الذرة والنظرية النسبية .

والشعب الأردني آخر ما يفكر به هو أن يقرأ كتابا أو مقالا ليس سياسيا ولكن مقالا في علم الإجتماع .
هذه الأفكار راودتني حين بدأت أستمع لرأي الشارع العام حول أسباب نجاح بعض الناخبين وسقوط غالبية المرشحين ولم أسمع من محلل واحد كلمة علمية تدل على مفاهيم علمية مثل ( العائلة الممتدة )و (العائلة النووية ).
بل كنت أستمع لكلمات رخيصة مثل : إلمخابرات إلسبب بتدخلوا في كل شيء .
وكلمات مثل (قرايبنا خانونا )و (إلفخد الفلاني ما أعطاناش أصواته).

صحيح أن المخابرات تتدخل ولكن تدخلها يأتي ضمن الإختصاص في أغلب الأحيان ولا يأت ضمن مقترحات وخصوصا في الأماكن النائية مثل: القرى.
ومن الممكن أن تتدخل المخابرات في الكبتل العاصمة, والمدن الكبيرة وضد المسيسين في بعض الأحيان .

ولكنهم لا يتدخلون في طبيعة تفكير المواطن فالمواطن الأردني يبدي آراءا مخجلة من الصميم وهو لا يفهم بعد طبيعة المعركة التي خاضها في الإنتخابات .

لقد دخلت العائلات الكبيرة الإنتخابات وهم يحملون عقليات القرون الوسطى بينما خاض خصومهم المعركة الإنتخابية وهم يحملون عقليات أحيانا من القرن العشرين .
الذين سقطوا في إنتخابات ليلة أمس كانوا يحملون ألقاب شيوخ عشائر ووجهاء عشائر وهم لا يعرفون أن عشيرتهم قد تفخذت وتفتت بفعل عوامل التفخيذ والتفتيت الناتجة أصلا وأصلا وأصلا عن عوامل تراجع ترابط المصالح بين أفراد العشائر والقبائل والأفخاذ .

العشائر في الأردن مصيرها إلى الزوال النهائي في غضون أقل من ربع قرن على أبلغ تقدير .
إن الشعب الأردني شعب لا يقرأ ولو أن أولئك الذين سقطوا في الإنتخابات لو أنهم فعلا قرؤا التاريح قراءة جيدة لما بقوا أطفالا يقتاتون على أشلاء أنظمة بائدة من القرون الوسطى.

لقد أكل المواطن الأردني من( مناسف) المرشحين في بعض الأحيان بنفس الوقت الذي لا توجد به رابطة بينهم وبين المرشحين , وإنتقل أفراد العشائر من العمل في الحقول الزراعية مع أقربائهم وتحولوا للعمل في الوضائف الحكومية وفي السلك المدني ونقلوا مساكنهم من مسكن البيت الكبير للعائلة إلى مساكن وشقق في عمارات لا يعرف بها أحد أي أحد آخر وبذلك غابت المصالح المشتركة بين الناس وإنتقل الولاء من الولاء للعائلة الممتدة إلى الولاء للمصالح والدينار والعملة النقدية .
وإنه بهذه الحالة أصبح الدينار هو العشيرة وهو العائلة الممتدة وهو القرابة وهو الصديق والصاحب والولد والإبن والزوجه وأصبح الدينار هو الأم والأب والأخت فكم من الناس اليوم الذين يبيعون أهلهم وعرضهم في سبيل الحصول على العملة النقدية .
إنه لم يعد للحياة القديمة أي قيمة تذكر فقط تعني أشياء وذكريات لكبار السن لا غير وهي موضوع شيق للترفيه عن النفس والذات في أوقات الفراغ حين كان أي رجل من أفراد القبيلة يتدخل في شؤون غيره من أقرباءه .
أما اليوم فإن الآباء لا يمونون على أبنائهم وأبناء أعمامهم .
وقد دخل الساقطون في الإنتخابات وهم يحلمون في أن يحصلوا على تأييد من البعيدين عنهم ومن أقربائهم ...علما أنهم يعرفون أن العملة النقدية والوضيفة أصبحت هي أقرباء الناس وليس أبناء أعمامهم وأخوالهم .
الشعب الأردني يعرف هذا ولكنه لا يريد أن يفهمه بعد .
والشعب العربي تربى وتعود على الذل وعلى كلمة موافق ولكنه لم ولن يتعلم بعد كلمة لاء .
لذلك وعد أبناء العشائر أن يهبوا أقرباؤهم الأصوات في حين كانت سيوفهم تقاتل مع غير أقربائهم وأقلامهم عند صندوق الإقتراع تكتب أسماء مرشحين من غير عشائرهم.



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إمرأة جديدة في حياتي 1
- الثورات السياسية تصنع من الأشياء الرخيصة أشياء ثمينة ...في ب ...
- العلمانية والثقافه
- العلمانية وتقدم العلوم
- التاريخ : حركة مادية وليست روحية
- المجلات والصحف العربية في بداية النهظة العربية الحديثة
- الانتخابات العشائرية الأردنية وليست البرلمانية
- صلاة الإستسقاء : ترفع الأسعار
- صحيفة الحوار المتمدن ليست صحيفة رزكار عقراوي
- رسالة إلى بغداد
- الكتاب العربي بين هموم المثقف وبطش الأميين
- أصل الإنسان حيوان مفترس
- أصابع كفها فقط خلف الباب !
- الهجوم على الإسلام3, أم الهجوم على أعداء الحرية ؟
- الهجوم على الإسلام 2
- أطيب من إلنسوان؟لا مال ولا خمره
- الخجل الثقافي
- الهجوم على الإسلام 1
- البطل التاريخي الذي لم يظهر على خشبة المسرح
- الدول العربية غير معنية بالتقدم لأنها أنظمة فاسدة


المزيد.....




- الأمم المتحدة ترحب بإعلان وقف إطلاق النار في لبنان
- الأمم المتحدة ترحب بإعلان وقف إطلاق النار في لبنان
- معاناة النازحين اللبنانيين مستمرة
- الأمم المتحدة: غوتيريش يرحب باعلان وقف اطلاق النار بين -إسرا ...
- المفوض الأممي لحقوق الإنسان يدين الهجمات الإسرائيلية على لبن ...
- وزير الخارجية الإيراني يلتقي الامين العام للأمم المتحدة
- الوفد الجزائري يطرد تسيبي ليفني من منتدى الأمم المتحدة لتحال ...
- وفد جزائري يطرد وزيرة خارجية إسرائيل السابقة من منتدى للأمم ...
- عراقجي يؤكد على التنفيذ الفوري لأمر المحكمة الجنائية الدولية ...
- معاناة النازحين في غزة تتفاقم مع قسوة الطقس


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - جهاد علاونه - الأردنييون لا يقرؤن