أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مهدى بندق - تعليق ثقافى على الحكم بسجن مواطنة قبطية














المزيد.....

تعليق ثقافى على الحكم بسجن مواطنة قبطية


مهدى بندق

الحوار المتمدن-العدد: 2108 - 2007 / 11 / 23 - 06:23
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


هذا الأسبوع ، أصدرت محكمة جنايات شبرا الخيمة بالقاهرة حكما ً بسجن المواطنة شادية
ناجى إبراهيم السيسى لثلاث سنوات بتهمة التزوير فى أوراق رسمية ، حيث ثبت أن هذه المواطنة
سجلت نفسها أمام جهات إدارية باعتبارها مسيحية ، فى حين هى – أمام تلك الجهات – مسلمة ،
جراء إشهار والدها إسلامه عام 1964
والقضية – كما يراها المتابع الموضوعى ّ – شائكة ملتبسة ، اختلط فيها ماهو دينى ّ ثقافى بما
هو إدارى ّ حكومىّ وقا نونى ، وسرعان ما ارتفعت الأصوات منددة ، منذرة بالويل والثبور وعظائم الأمور ، إلى درجة أن دعا البعض إلى الإستعانة بالخارج !! وكانت أعلى الأصوات هى
أصوات كتاب كثيرين ممن ينتمون الى ما يعرف بموقع " مصريون ضد التمييز "
والحق أننى واحد ممن يرفضون بغير تحفظ ، كل أنواع التمييز بين البشر ، سواء أكان هذا التمييز بسبب الدين أو الجنس أو العقيدة...الخ ، ومع ذلك رأيتني أتحفظ ، ليس على مضمون ردود الأفعال تلك، ولكن على أساليبها . ولهذا القول تفصيل :
في رأيى أن كتـّاب هذا الموقع – الساعي إلى تفكيك ثقافة التمييز الدينى
بين مواطني مصر – أحرياء بأن يتسلحوا بالأدوات الفكرية اللازمة لتحقيق هدفهم
النبيل ، انطلاقا من المبادىء الآتية :
أولا : لا يمكن انتقاد الحكم القضائى من جانب غير المختصين [ والمتخصصين ]
ولكن يُسمح – حسب – بالطعن على الحكم من خلال القنوات القانونية
التى حددها المشرع : الإستئناف والنقض ورفع الإلتماسات لرئيس الدولة ،
ضمانا ً لإستقرار مؤسسة القضاء، وترسيخا ً لهيبتها ( وهو مطلب شعبىّ
قائم فى الوعى الجمعى ) وبدون هذا فإن " جلسة العرب "هى التى تسود !
ثانيا ً: لا مجال للوم القاضى ( في مثل قضية شادية ، أو أية قضية مشابهة )
فالقاضى لا يحكم برأيه أو حتى علمه ، وإنما يحكم بالقانون ، إستنادا ً إلى
أوراق الدعوى ، ومسارها ، وبعد الإستماع لمرافعات النيابة والدفاع ، وأقوال
الشهود ....الخ
ثالثا : الدولة قانون etat est droit ُL ولا غرو أن يكون الدستور أب َ القوانين ،
فإذا كانت المادة 46 منه تنص على حرية العقيدة ؛ فإن أى قانون يجترح هذا
النص الواضح ، إنما هو قانون غير دستورى، ينبغى الطعن عليه فى المحكمة
الدستورية العليا ، وصولا إلى حكم بات لا غش فيه بإلغاء ذلك القانون .
* ربما يرى البعض أن فى الإلتزام بهذه المبادىء تضييعا ً للوقت (سياسيا ً ! ) وتحجيما ً
للنضال " الساخن " فى " الداخل والخارج ! " مما يقوده إلى التراخى عن أجبار الدولة
على إرتداء الزى المدنى ّ دون غش أو تسويف ، نبذا ً كام لا ًلعلامات الدولة الدينية من
عقال وحجاب وجلباب ، بدء ً بالغاء المادة الثانية من الدستور ، وما يتفرع عنها من
قوانين وأعراف ...الخ
لهؤلاء أقول : أنتم تشددون النكير على الثقافة الوهابية التى تسعى لفرض ذاتها
على المجتمعات العربية وغير العربية ؛ فلماذا تلجأون إلى وسائل شبيهة : الصراخ ، والنبذ ، والإقصاء ،والتوسع فى إتهامات المخالفين بالجهل وسوء الطوية ، وصولا ً منكم إلى إتهامهم بالعمالة ؟! إنكم بمثل هذه اللغة العنيفة ، ربما تجدون أنفسكم مطبوعين على الوجه الآخر من العملة ذاتها ، شاهرين سلاح التكفير المضاد .
· إن طريق النضال القويم لتغييرثقافة شعب معين لاشك تبدأ بتغيير أنماط إنتاجه المادية
والعقلية ،وهذه الأخيرة رهينة بتشعيب populization أدوات وآليات ثقافية مختلفة عما هو سائد وحالٌ
ويقف على رأس هذه الأدوات : المنهج العلمىّ الرصين ، والذي يتأسس على تحليل
الظاهرة ، والإحاطة بأسبابها ، ورصد نشأتها تاريخيا ً، ثم تتبع آثارها ونتائجها فى
الماضى والحاضر ،و أخيرا ً إمتلاك القدرة على التنبؤ بمآلها فى المستقبل .



#مهدى_بندق (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحوار المتمدن : استجابة رائدة لتحديات العصر
- الشاعر العربى يبحر نحو المستقبل - قراءة فى شعر خالد البرادعى ...
- المشروع الحداثى لجابر عصفور إلى أين
- وماذا بعد أن تسقط أمريكا ؟
- القصيدة في نشوء آخر .. قراءةفي شطح الغياب لمهدى بندق
- هل تقوم الحرب بين سوريا وإسرائيل ؟
- قصيدة : الخروج
- قصيدة : جاء دوري
- رشدى
- حوارات مهدى بندق 7 - مع د.وحيد عبد المجيد
- كرمة الإدانة
- قصيدة- ظل الملك
- سوسيولوجيا المسرح الشعري في مصر الحمل الكاذب والحمل المجهض
- الدكتور وحيد عبد المجي دمفهوم الليبرالية مختلف عليه وقد استخ ...
- اللبرالية الجديدة..حل مؤقت لأزمة دائمة
- المَحْلُ وما أحاط
- والعكس وما يغشى
- بعد عرفات سيزيف الفلسطيني يبني بيتاً
- مطوي بيميني منشور بيساري
- صفرٌ في الغَلَس


المزيد.....




- أسعد أولادك…. تردد قناة طيور الجنة التحديث الجديد 2025 على ج ...
- استقبلها الان.. تردد قناة طيور الجنة أطفال الجديد 2024
- “فرح أطفالك طول اليوم” استقبل حالا تردد قناة طيور الجنة بيبي ...
- كاتدرائية نوتردام في باريس.. الأجراس ستقرع من جديد
- “التحديث الاخير”.. تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah T ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف بالصواريخ تجمعا للاحتلال ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تعلن قصف صفد المحتلة بالصواريخ
- المقاومة الاسلامية في لبنان تقصف مستوطنة راموت نفتالي بصلية ...
- بيان المسيرات: ندعو الشعوب الاسلامية للتحرك للجهاد نصرة لغزة ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تقصف بالصواريخ مقر حبوشيت بالجول ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مهدى بندق - تعليق ثقافى على الحكم بسجن مواطنة قبطية