|
انحسار التيار الديمقراطي الليبرالي بعد التغير في العراق اسباب ونتائج... الحلقة الثانية
عبد الاخوة التميمي
الحوار المتمدن-العدد: 2108 - 2007 / 11 / 23 - 08:21
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
كتبت في الحلقة الاولى شيئا مقتضبا عن تشكيلنا المسمى - بالتجمع العراقي للديمقراطيين المستقلين - والتطورات السريعة التي انجزها كادرنا بمؤازرة الخيرين ممن وجدوا فيه تحقيق بعض امانيهم وعلى اساس من ذلك تم التخطيط للكثير من اللقاءات ببعض التيارات والحركات والاحزاب المماثلة العاملة ابان فترة الصخب السياسي والاجتماعي بعد غياب النظام السابق وانعدام اي شكل من اشكال الدولة وامتلاء الشارع علنا بااللصوص والمجرمين والمنحرفين اخلاقيا وكان حلم الكثير من ابناء شعبنا ان يروا شرطيا واحدا في شوارع مدنهم وبات الكل خائفا متوجسا .. فالجيش قد حل نفسه تلقائيا قبل ان يصدر امر الغائه لاسباب معروفة ابرزها ان معظم قادته وبعد هروب القيادة وعلى راسها راس النظام هربت معه كل الضباط من ذوي الرتب العالية مصحوبا ذلك بهروب القيادات الحزبية التي كان لها ثقلا ارهابيا متداخلا عسكريا ومدنيا باعتبار الحزب المغذي العقائدي للجيش لغرض السيطرة عليه لابعاد شبح الانقلابات العسكرية على النظام اولا وترويض الروح العسكرية بانفاس فاشية قوامها قيادة نواب ضباط ممن يحضون بدرجة حزبية بعثيةعالية لفرقة عسكرية بقيادة لواء في الجيش او مسؤلية شخصا شبه امي لفيلق لاشئ الا لان هذا الشخص من المقربين عائليا من راس النظام كما حصل للكثير من الضباط الموالين للاحزاب الدينية والسياسية بعد التغيروكانوا سببا كبيرا في استقرار الكوارث في العراق ولحد اليوم..و في وسط هذه الاجواء وابان هكذا معمعان وفوضى اجتماسياسية. تم احتلال اكبر البيوت الرئاسية والشخصيةللوزراء والقيادات البعثية العليا والمقرات الامنية من قبل اكبر عشرة احزاب وستحواذهم على اهم المباني الشخصية والحكومية وتحويلها الى اماكن سكن ومقرات احزاب لهم منذ الاحتلال ولحد اليوم ..وتحويل الكثير منها الى مقرات رسمية للمليشيات منطلقها حمايتهم اولا واغتيال وتصفية خصومهم لاتفه الاسباب ثانيا وكانت الشراة الاولى في الاحتراب الطائفي الذي اودى باجهاض الديمقراطية وافتتح كل ابواب الارهاب بالتوافق مع الاحتلال الذي كان يرى بام عينه هروب الاسحلة من المعسكرات والاستحواذ عليها وخزنها في الجوامع وامام مراى ومسمع الناس كل الناس والقوات الامريكية علنا وفي وضح النهار ولم تستطع كل الكيانات الديمقراطية صغيرها وكبيرها بتوفير حماية شخصية لقادتها ومن بينهم كاتب السطور...نعم نهبت البنوك مثلما نهب السلاح واحرقت الدوائر مثلما احرق الفكر الليبرالي وعلى الشكل التالي... بعد ان حصلت الكثير من اللقاءات لجمع شتات الكثير من احزاب مكونة وتحت مسميات لاتجد لها مقرا رسميا تجتمع فيه قيادتها وفي حالات كثيرة كانت المقرات الرسمية داخل بيوت المؤسسين للاحزاب لعدم وجود مقرات رسمية اوالاستحواذ على بعض دوائر الدولة وتحويلها الى مقرات وبمجرد عودة الدولة الشكلية انذرت جميع الاحزاب بتخلية مقراتها كونها غير رسمية ولم يشمل ذلك الاحزاب الدينية والسياسية الكبيرة مع فارق جوهري ان الاحزاب الصغيرة الديمقراطية والليبرالية ليس لها تمويل ولا تمتلك الحد الادنى من السلطة والقوة في مواجهة القطط السمان التي لم تستولى على افخم البيوت وحسب وهي تملك افخم الاثاث واكبر قدر من المال بالاضافة الى استحواذهم على اكبر .. بريمر في العراق.. هذا الذي تحول الى سارق وممول ومغذي لاكبر شركات باسم اعادة الاعمار في العراق وبدات قسمة الحكومة الموزعة بين الاطراف التي استولت على بريمر بعد ان استولى على العراق ومال العراق وثروة العراق وسيادة العراق ولم يسع القوى الديمقراطية والليبرالية ليس الحصول على مقر حزبي معين لحضور الحد الادنى من الجماهيروالدخول في اقناعها بالبيدل الديمقراطي و حتى الكادر لا بل لم يكن بوسع قائد ليبرالي واحداو ديمقراطي واحد ولو للقاء واحد بقائد الشعب العراقي والحكومة العراقية السيد الهمام.. بريمر..الذي كان كليا من حصة الاحزاب المعروفة والتي توالت على السلطة منذ التغير ولحد الان.. وللمقارنة اود تسجيل مايلي.. بعد مشاورات ولقاءات كثيرة ومتعددة بين قادة الاحزاب الديمقراطية والليبرالية والمكونة من اثنين واربعين حزبا وتجمعا ديمقراطيا توصلت الى عقد مؤتمر لها في تكريت عام 2004 وانتخبت الراحل عزيز الياسري امينا عاما للتيار الديمقراطي وهنا الطامة الكبرى لالشئ الا لان هذا الشخص كان مغرقا في ذاتيته وتجذر روح الصعود اللسلطوي في اعماقه الى حد التخمة وبعد لقاءات ومؤتمرات في فنادق شيراتون والمرديان والمنصور ميليا واماكن اخرى لوحدة الصف الديمقراطي وبمرور الايام تتسع الهوة بين مكونات التجمعات الديمقراطية والليبرالية يقابل ذلك توطيد العلائق بين الاحزاب الماسكة للسلطة والشروع بالا ستحواذ علىالمال العام من خلال تقوية اواصر الفساد المالي جراء التخطيط للفساد السياسي والتاسيس لنظام طائفي وعرقي والانحراف بالمجرى الديمقراطي وابعاده عن مساره الصحيح تحت تاثير بعض الرغبات في الاستحواذ على المال العام من خلال الاستحكام والتحكم بقبضة يد قوية وبلا ادنى حد من الرقابة على السلطة السياسية والمالية وتحدثت عن ذلك تفصيليا مع قائدمنطقة الشرق الاوسط الامريكي الجنرال ..جون ابو زيد.. وبحضور اكثر من اربعين شخصية ديمقراطية عراقية في اجتماع عقد في تكريت وقد اعترف جون ابو زيد نفسه بالفشل ولكن..؟ وبالرغم من كل الفشل تم تفصيل قانون ادارة الدولة على جسم الاحزاب الحاكمة تماما وبلا ادنى اهتمام بمصالح الشعب والوطن رغم كل المحاسن التي تضمنها ان كانت هناك محاسن .. الانكى من كل ذلك ان الاحزاب الديمقراطية التي كان لها شرف قيادة النظال الجماهيري لعشرات السنين لم تكلف نفسها وتلتقي مكونا واحدا ولم تحضر اجتماعا واحدا او مؤتمرا واحدا لهذه الاحزاب التي هي فعلا لو احسنت دراسة جدواها سياسيا لتغيرت المعادلة السياسية في العراق جذريا وللاسباب التالية.. 1-ان الاحزاب الديمقراطية والمكونات الليبرالية المكونة خارج التشكلية السياسة التي تشكلت منها الحكومة وحين اقول احزاب الحكومة اعني الاحزاب التي سيطرت على مجلس الحكم والممثلة باحزاب معينة كردية او عربية دينية او شخصيات فردية استطاعت هذه الشخصيات الا ستحواذ على كل مواقع ومرافق الدولة العراقيةوالتي لم تستمع الى راي بسيط لاحد قادة التيارات الديمقراطية وانشغل الكثير منهم بمكاسب شخصية كانت او حزبية ومن بينهم احزاب عريقة ومناضلة ولها تاريخ طويل ومعروف ومشهود لها بطرح برامجها والتي يؤسف لها انها لم تطرح برنامجا ولو مرحليا لاستيعاب او تفاعل مع شخصيات او وزج القوى الديمقراطية في عملية البناء السياسي للدولة الحديثة باعتبارذلك معين لهن في مواجهة قوى التخلف والتسطيح.. 2- السبب الاخر في فشل الاحزاب الديمقراطية انها احزاب منحدرة كامتداد لاحزاب اليسار والاحزاب القومية وقسم اخر كان منحدرا من اصول دينية تحررية وتنويرية وهذا الكم الهائل الغير متجانس وكنتيجة منطقية للتباين الفكري والسياسي بين افراده نؤكد القول عن حتمية وجود او خلق خلل تحت تاثير المغريات التي تقدم لبعض النفعيين من قادته واغرائهم بالسلطة واخذ حيز لهم داخل مملكة الفساد المالي كما حصل كما حصل ذلك فعلا للكثير من مؤسسيه-- اي بعض مؤسسي التيار الديمقراطي الليبرالي- 3- من المؤسف حقا ان افكارهم العلمانية --اي التيار الديمقراطي-- لم تستغل كتيارات ديمقراطية لا من القوى العلمانية داخل تشكيلة الحكومة لتقوية الخط المناهض للخرافة والتسطيح الفكري ولامن قبل اية جهة تقود السلطة بمافيهم المحتل الذي جاء من بيئة الحضرية الغربية لمكافحة الارهاب الديني ..؟.وهنا تثار الكثير من علامات الاستفهام التي لاتخفي على من له الحد الادنى من البصيرة بتاريخ الولايات المتحدة الامريكية التي تصنف الارهاب على وفق مصالحها حين تجمع بين اليسار من جهة والاحزاب و الحركات الدينية في سطح واحد.. وتتعامل مع بن لادن الذي تربي في مؤسساتها لمناهضة الاتحاد السوفيتي سابقا و ومحاربته حاليا باقسى مما كانت تتعامل وبشكل مكشوب على الاتحاد السوفيتي وانهته فعلا بغض النظر عن اسباب ومسببات اخرى ومنها سياسة الحزب الواحد ودكتاتوريةة الطبقة العاملة ولا نريد الخوض في مثل هكذا موضوع حاليا. 4- ان جل الافراد والاحزاب الديمقراطية التي تشكلت بعد التغيرقد جاءت بنفس الافكار التي انحدروا منها بغض النظر عن الادعاءات التي كانت تطلقها ادبياتهم فمن انحدر من الحزب الشيوعي لم يغادر طروحات الشيوعيون وتنظيرهم كذلك لم يتخلص من انحدر من الافكار القومية من وطئتهم الشوفينية وتفسيراتهم الضيقة البعيدة عن روح العصرنة والتحرر الديمقراطي مما خلق اجواءا متوترة طغت عليها روح الخلاف اللا حضاري مما ساعد كثيرا على تمزيق عرى الانسجام والوحدةوكان لحب الزعامة على المكونات الديمقراطية من قبل بعض المتنفذين ماليا الاثر الكبير على تشتيت وتمييع ومن ثم فشل التيار الديمقراطي الليبراي في العراق بعد التغير.. 5-كان لسرعة التغيير والانفلات من وطئة الدكتاتورية بلا مقدمات ديمقراطية وئيدة الاثر البين على زعزعةافكار النمو الديمقراطية التي طغت عليها هوامش حرق المراحل والقفز من علو التسطيح باسم الديمقرطية بافكار خرافية عند الكثير ممن يشكل القصور الفكري الديمقراطي المساحات الواسعة في وعيهم وهم كثر 6-هذه بعض الملاحظات التي لايمكن ان اجمل كل الاسباب والمسببات لضمور التيار الديمقراطي في العراق بعد التغير والتي ستغتني بطروحات من لهم نفس الهموم من اولئك الذين يعز عليهم تاخير البناء الديمقراطي و ضياع فرص انهاء الديكتاتورية باحباط جماهيري ليس في العراق وحسب بل في منطقة الشرق الاوسط والعالم النامي وهذا يقع على وضمن مسؤليةجميع القوى المؤمنة بالديمقراطيةوحق تقرير المصير والعلمانية وحرية الشعوب في بناءمجتماعاتها حضاريا وتنمويا..وهو الطموح... وللتاريخ لسان..
#عبد_الاخوة_التميمي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
انحسار التيار الديمقراطي الليبرالي بعد التغير في العراق اسبا
...
-
الستراتيجيات الامركية غامضة التكتيك واضحة النهايات يااخي سيا
...
-
اذا تسامى القضاء تعززت المبادئ وصلح المجتمع
-
الديمقراطية في الشرق وفي العراق مالها وماعليها...
-
لاديمقراطية بلا دولة المؤسسات والقانون
-
معاقبة شركات الحماية خطوة متقدمة لاعادة الحساب وتحقيق السياد
...
-
الاجتياح التركي وقبله الايراني للعراق درس لتعميق التاخي وصحو
...
-
ستبقى طاقات العراقيين خلاقة رغم اقحامها بالاحباط
-
لمن نكتب ولم نجد الحد الادنى من الرد السلبي او الايجابي مااس
...
-
وثائق الفساد المالي خير من يتحدث عن الفساد السياسي وانتهاك ا
...
-
من سينتصر على من في العالم الاندماج ام الذوبان..؟
-
جريدة المدىوقول..اذاحلقت لحية جارلك فاسكب الماء على لحيتك..
-
تقسيم العراق طائفيا وعرقيا ابادة جماعية لشعبنا..
-
العراق حقبة مرة وتقييم مستقبلي امر..
-
لاقيمة لمشاريع ترقيعية من احزاب الفساد السياسي في العراق..
-
الوجود الأمريكي في العراق وجودا شرق اوسطيا
-
الغاء عقد شركات الحماية خطوة على طريق نيل السيادة
-
نجتر الازمات في غياب حكومة المؤسسات
-
الفساد المالي شرخ في الضمير ونقص في الوطنية
-
جدار الشعلة والغزالية علامة على من يؤسس للطائفية..
المزيد.....
-
رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن
...
-
وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني
...
-
الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
-
وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ
...
-
-بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله-
...
-
كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ
...
-
فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
-
نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
-
طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
-
أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق
المزيد.....
-
الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات
/ صباح كنجي
-
التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل
...
/ الحزب الشيوعي العراقي
-
التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو
...
/ الحزب الشيوعي العراقي
-
المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت
...
/ ثامر عباس
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3
/ كاظم حبيب
المزيد.....
|