أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نضال حمد - استطلاع الرأي .. فعاليات الجدار .. ما الذي حدث ؟















المزيد.....

استطلاع الرأي .. فعاليات الجدار .. ما الذي حدث ؟


نضال حمد

الحوار المتمدن-العدد: 650 - 2003 / 11 / 12 - 02:50
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


هل انقلب الرأي العام الأوروبي على الذين كانوا يسلبونه رأيه من حيث يدري أو لا يدري ؟

هل يعتبر استطلاع الرأي الأخير الذي أجراه الاتحاد الأوروبي بمثابة المسمار الأخير في نعش الهيمنة الاسرائيلية على الاعلام والتفكير والعقول والضمائر في أوروبا ؟

وهل يمكننا القول أن الأنتفاضة الفلسطينية المعمدة بالتضحيات قد أثمرت ونجحت في شطب التفوق الاسرائيلي اعلاميا ؟

وهل الجدار العازل الذي يراد منه عزل الشعب الفلسطيني في غيتووات وكانتونات وسجون كبيرة مغلقة سيكون طلقة الرحمة على زيف الديمقراطية الصهيونية ؟

 

كل الاحتمالات  ممكنة وكل الأشياء واردة وقد تكون معظم تلك التساؤلات طبيعية، خاصة في ظل حالة التراجع القوي التي تشهدها السمعة الصهيونية في الغرب والشرق والشمال والجنوب، وفي كل بقاع العالم، لكن باستثناء بعض الحكام من موظفي الإدارة الأمريكية.

 

كل تلك الاحتمالات صحيحة ويمكن اعتبارها نتيجة طبيعية للانتصار الفلسطيني الأهم في ساحة الصراع مع الصهيونية العالمية، الممتدة على مدى هذا العالم الممتد بدوره من محارق أوشفيتس في بولندا حتى مذابح جنين و رفح وحي صبرا ومن قبلها صبرا وشاتيلا وقانا وكفر قاسم ودير ياسين وقبية في فلسطين المحتلة وجاراتها من بلاد العرب .

 

 لقد أنتصر العقل على الغيب والجهل ، وأنتصر المنطق على اللا منطق في حرب الحق مع الباطل ، وأنتصر الحجر الفلسطيني المنقول بخبر والمصور عبر الأثير على الأباتشي والفانتوم والفيتو الأمريكي، وهزم قوة اللوبي اليهودي في العالم الكبير الذي أصبح بفضل التقنية الجديدة ولغة الكاميرا والصورة والأنترنت والسييتاليت صغيرا جدا ...

 

لقد أظهرت سياسة اسرائيل العنصرية الاستعلائية، التي بنيت على اجتثات الضحية واستصالها من الأرض ، بحيث تقوم العصابات الاستيطانية بالتنسيق مع الحكومات الصهيونية وجيش الاحتلال بتهويد أراضي فلسطين والاستيلاء على أملاك الشعب الفلسطيني، ومع أن في ذلك مخالفات قانونية وأساسية للقوانين واللوائح الدولية ، إلا أن الصهيونية التي تسيطر على كيان الاحتلال لا تعير القوانين الدولية أي اهتمام، حيث أنها تواصل سياستها العنصرية كما بدأتها منذ وعد بلفور وما قبله ، مع تعديلات جديدة تتماشى والواقع الجديد.

 

تعتبر كل الأحزاب الإسرائيلية أحزابا صهيونية مشاركة في احتلال أراضي الشعب الفلسطيني وتهجيره وجعل أهل فلسطين لاجئين داخل وخارج بلادهم فلسطين ، وقد أثبت التجربة في هذه المسألة أن يمين ويسار اسرائيل متفقان على عدم الاعتراف بمسئولية اسرائيل عن تشريد ملايين الفلسطينيين ، كما أنهما لا يعترفان بحقوق اللاجئين ولا يقبلانها بتاتا، وأكثر من ذلك يعتبرانها مشكلة عربية لا علاقة لاسرائيل بها.

 

على هذا الأساس فهم الرأي العام الأوروبي كيف تتعامل العقلية الصهيونية مع الحقوق الفلسطينية وكيف أن اسرائيل التي خرقت كافة القوانين الدولية ومارست أعمالاً إرهابية ووحشية منظمة منذ ولادتها على أنقاض الكيان الفلسطيني سنة 1948،وتكرس هذا الوعي ومعه الفهم والإحساس في عقول أبناء أوروبا بعد سنوات من التضحيات الفلسطينية تكللت بالنضال الفلسطيني المميز في الانتفاضة الحالية، التي تعتبر امتدادا طبيعيا لكل سنوات الكفاح الفلسطيني بكل أنواعه.

 

 لقد صوت المستطلعون في دول الإتحاد الأوروبي بكل حرية، وكانت النتائج مذهلة من حيث النسب ، فقد أكد 59% من الأوروبيين أن اسرائيل تمثل أكبر خطر على السلم العالمي، كما جاءت ولايات بوش الأمريكية في المرتبة الثانية 53% من الأوروبيين قالوا أن أمريكا تشكل ثاني أكبر خطر على السلم والأمن العالميين، هذه النتائج ليست سوى نسخة عن تفكير الشعوب ومواقفها من الدول المارقة التي تشكل عامل لا استقرار في العالم.

 

هذه النتائج في استطلاعات الرأي تعبر عن تغير كبير في رأي الأوروبيين كما تعني من ضمن ما تعنيه أن أهل أوروبا خرجوا من الوهم الهولوكوستي ، واستطاعوا التغلب على الدعاية الصهيونية التي زرعت في نفوسهم التعاطف مع اسرائيل على أساس أنها دولة اليهود الذين نجوا من المذبحة، وهنا يوجد خطأ كبير وعدم فهم وتعمد في تزوير التاريخ والحقائق، لأن الحركة الصهيونية ليست ممثلا لكل اليهود،وبالذات الذين قتلتهم القوات النازية في أوروبا ومعسكرات الإبادة الجماعية، وهناك من كتب وتحدث عن مشاركة بعض الفصائل الصهيونية في قتل يهود العالم من أجل ترحيلهم الى فلسطين بغية تعزيز الاستيطان الصهيوني هناك ومن أجل احتلال فلسطين وإقامة الكيان الصهيوني على ترابها المغتصب.

 

المهم أن اهل أوروبا قالوا كلمتهم وكانوا أشجع من حكوماتهم المترددة، خاصة إذا ما أخذنا بعين الاعتبار أن نسبة الذين صوتوا ضد إسرائيل كانت كبيرة في المعاقل الصهيونية المعروفة، مثل ألمانيا وهولندا وبريطانيا، ومعروف أن مواقف الحكومات الأوروبية لا تتناسب وحجم التعاطف الشعبي الأوروبي مع القضية الفلسطينية، فمواقف الشعوب تدين اسرائيل بشدة وتطالب بمقاطعتها ومحاسبتها وهناك من يريد إخراجها عن القانون وتقديم بعض قادتها لمحاكم جرائم الحرب العالمية ( نذكر قضية  تقديم دعوى لمحاكمة شارون وكيف انتهت في بلجيكا)، كل هذا في جهة الشعوب أما على جبهة الحكومات فهناك تراجع أساسي في المواقف، قد يكون بسبب الضعف العربي الواضح والمواقف الرسمية العربية المذلة، وكذلك بسبب التدخلات والضغوط والتهديدات الأمريكية ، وأيضا بفعل اللوبي اليهودي القوي في أمريكا وأوروبا.

 

قضية استطلاع الرأي الأوروبي تعتبر أهم انتصار فلسطيني وعربي في الساحة الإعلامية العالمية وبالذات الأوروبية، على إسرائيل وأمريكا والصهيونية العالمية منذ قيام كيان إسرائيل في فلسطين، وقد تحقق هذا الانتصار بفضل التضحيات الفلسطينية والعربية ، وليس بفضل الحكومات العربية التي تتسابق على التطبيع مع إسرائيل وعلى تقديم الخدمات للأمريكان.

لقد أثبت نتائج الاستطلاع الأخير أن ملايين الدولارات التي صرفتها حكومة إسرائيل والحركة الصهيونية على خططهما الإعلامية المضادة وخاصة في أوروبا قد أثبت فشلها وسقوطها وعقمها.

 

إذا كانت قضية الاستطلاع الأوروبي قد قصمت ظهر الصهيونية العالمية وقبل أي شيء الصهيونية الأوروبية ، مما جعلها تقول أن استطلاع الرأي معادٍ للسامية ونتائجه تصب في خدمة هذه المعاداة، مع أن هذا الكلام لم يعد ينطلي على الناس خاصة في أوروبا، فقد ولى زمن الزيف وعصر قتل الناس والقيام بارتداء ثيابهم التي هي ثياب الضحايا، وما تظاهرات ونشاطات التضامن مع الشعب الفلسطيني وضد الجدار العازل الذي يقام على أراضي الفلسطينيين بشكل عنصري سافر ولأسباب عنصرية احتلالية بغيضة، والتي عمت العالم كله وبالذات أوروبا  نهاية الأسبوع الفائت ، سوى الصفعة الثانية التي تصفع الصهيونية العالمية خلال أقل من أسبوعين.

 



#نضال_حمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حنان عشراوي
- رب صدفة خير من ألف ميعاد ...
- إحنا بتوع الأوتوبيس !
- صفقة تبادل الاسرى بدون سمير القنطار تعتبر فاشلة
- مدارات الحمير
- جورج غالواي وذيل الكلب
- الشعب الفلسطيني ووقفة العز التي لا بد منها
- الليل بتنا هنا والصبح في بغداد
- صباح الخير يا صغاري
- من جنين حتى رفح
- عربي أوروبي في أمريكا
- إذا بوش أنتصر
- الوصايا العشر
- فيتو أمريكا و تفجير غزة
- عن تملك الفلسطينيين في لبنان
- المجهول والمعلوم في زمن الغول
- مخيم يبنا يدافع عن القدس والقبلة
- من يسأل عن مصير المفقودين العرب ؟
- أرنولد كلاسيك و الأجساد الرشيقة
- بين حمام الشط وحطين أزمنة وسنين


المزيد.....




- بعد سنوات من الانتظار: النمو السكاني يصل إلى 45.4 مليون نس ...
- مؤتمر الريف في الجزائر يغضب المغاربة لاستضافته ناشطين يدعون ...
- مقاطعة صحيفة هآرتس: صراع الإعلام المستقل مع الحكومة الإسرائي ...
- تقارير: وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله بات وشيكا
- ليبيا.. مجلس النواب يقر لرئيسه رسميا صفة القائد الأعلى للجيش ...
- الولايات المتحدة في ورطة بعد -أوريشنيك-
- القناة 14 الإسرائيلية حول اتفاق محتمل لوقف النار في لبنان: إ ...
- -سكاي نيوز-: بريطانيا قلقة على مصير مرتزقها الذي تم القبض عل ...
- أردوغان: الحلقة تضيق حول نتنياهو وعصابته
- القائد العام للقوات الأوكرانية يبلغ عن الوضع الصعب لقواته في ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نضال حمد - استطلاع الرأي .. فعاليات الجدار .. ما الذي حدث ؟