أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - هيثم حسين - فيلم -المحاربون ال300-، والموقف الإيرانيّ منه














المزيد.....

فيلم -المحاربون ال300-، والموقف الإيرانيّ منه


هيثم حسين

الحوار المتمدن-العدد: 2106 - 2007 / 11 / 21 - 11:58
المحور: الصحافة والاعلام
    


فيلم "المحاربون الـ300"، من إخراج: زاك سنايدر، تأليف: فرانك ميللر، بطولة النجم جيرارد بوتلر، ولينا هيدي ودومينيك ويست.. تدور أحداث الفيلم حول معركة "ثيروموبيلاي"، التي أوقفت الزحف الفارسي للملك كوروش خشايارشا، الذي كان يتقدّم إلى إسبارطة، بجيش قوامه مليوني محارب، تغلّب عليهم ثلاثمائة من جنود المدينة اليونانيّة القديمة، عام 480 ق.م، وقد أشارت شركة "وارنر بروس" المنتجة للفلم، إلى أنّ فيلم "المحاربون الـ300"، الذي بلغت كلفته الإنتاجيّة 65 مليون دولار، حقّق في أوّل ثلاثة أيّام من عرضه، عائدات قُدّرت بنحو 70 مليون دولار.
يصوّر الفيلم حقبة ملك فارسيّ متألّه، سمِّي في الفيلم زيركسيس ابن داريوس، عندما هاجم على رأس جيش عرمرم منطقة اليونان، ليُركعها ويضمّها إلى مملكته، إذ كان يرسل رسله إلى مختلف الممالك لينصاعوا له دون حرب، مهدّداً بالويل والهلاك لمن يتحدّاه.. لأنّ سلطته لا تقاوَم، الجنّة لمن يحالفه، أمّا مَن يرفض أوامره، ستُضَمّ جمجمته إلى جماجم مَن تجرّؤوا عليه بالعصيان، وسيحرق على أيدي عبيده وتباد مملكته.. وممّا يجيء على لسان الراوي واصفاً جيش الفرس: "وحش يقترب، صبورٌ، وواثق، ينتظر وجبته، هذا الوحش مكوَّن من رجال وأحصنة وسيوف ورماح، جيش من العبيد، ضخم يصعب تخيّله، مستعدٌّ لافتراس اليونان الصغيرة، مستعدٌّ للقضاء على أمل العالم الوحيد، العدل والحكمة".. بين متألّه يقود جيشاً مؤلّفاً من أعداد لا تحصَى من العبيد والمرتزقة، ومدعوم بفيلة وحيوانات شرسة، مستخدمين السحر، يقودهم زيركسيس؛ سيّد الكون الحقيقيّ، كما يدّعي، الباحث عن المجد وتوسيع المُلك والسيطرة على العالم وإركاعه، وبين ثلاثمِائة من الأحرار الأشدّاء، يقودهم ملك إسبارطة ليونايدس الباحث عن المحافظة على بلاده لإبقائها حرّة سيّدة نفسها، دون أن ينتظر تمجيداً أو يستجديه، رافضاً كلّ الإغراءات والعروض، مصرّاً على عدم الركوع، تدور رحى حرب لا تبقي على أحد.. من جهةٍ، الغوغاء والفوضى والبطش والطغيان، الأثرة والنرجسيّة القاتلة، ومن الجهة الأخرى العدل والحكمة والقانون، والإيثار والتضحية.. كما أنّ ناقل الكفر كافر عند الملك ليونايدس، عندما يقول لرسول ملك الفرس: "عندنا في إسبارطة حتّى الرسول يتحمّل مسؤوليّة ما يقول".
بحسب القانون الإسبارطيّ: لا انسحاب، لا استسلام، بل صمود وقتال حتّى الموت، لأنّهم يقاتلون في سبيل المبدأ، في حين يهرب أعداؤهم، ويستسلمون، لأنّهم يُجبرون على القتال، دون إيمان منهم بما يفعلونه.. ثمّ يختتم الفيلم بجملة يقولها الراوي الذي سيقود جيش بلاده إلى النصر: "في هذا اليوم ننقذ العالم من التصوّف والطغيان، ونتقدّم نحو مستقبلٍ باهرٍ أكثر ممّا نتخيّل..". يستلم رواية الفيلم من بدايته وحتّى النهاية راوٍ غير محايد، وبحسب المصرَّح به، لم يُرَدْ للفيلم أن يرتهن لانطباعات وأفكار وأحكام مسبقة، بل أريد أن تكون البطولة للقصّةِ الملحمةِ مُؤسطَرةً، ليخلق الفيلم الرأي الخاصّ به..
وقد أقامت الجمهوريّة الإسلاميّة الإيرانيّة، الدنيا ولم تقعدها، للحؤول دون عرض هذا الفلم، والأسباب المساقة لم تكن دينيّة هذه المرّة، ولم تعتمد التكفير، بل ابتعدت إلى إساءات تاريخيّة، تمسّ بمشاعر الفرس.. خاصّة النعوت المسيئة التي تقال خلال أحداث الفيلم في وصف وحشيّة وبربريّة الفرس، على لسان الشخصيّات، ومنها "الكلاب، الهمج، الجهلة، المغفّلين، الأغبياء..".. كما يُظهَرون من خلال الأحداث على أنّهم هُدّام الحضارة، لا يعرفون منها سوى الخراب..
هل يندرج الفيلم في إطار الحملة الإعلاميّة ضدّ إيران..؟! هل هو حلقة في سلسلة صراع الحضارات الذي بشّر به هنتنغتون..؟! هل هو من تدبير الاستخبارات لتشويه صورة الفرس وإبدائهم همجاً كما كان أجدادهم، بالتلميح إلى أنّ هذا الفرع من ذاك الأصل، وأنّ أيّ زعم مُطلَقٍ ليس إلاّ التفافاً على الحقيقة الثابتة التي لا تقبل شكّاً..؟!
ومن ناحية أخرى، ألا يقول الحديث إنّ الإسلام يُجِبّ ما قبله، فلماذا تصرّ إيران التي تعتبر نفسها إسلاميّة، على استنهاض الهمم للمحافظة على إرث الإمبراطوريّة الفارسيّة، ولكن بتبريرات معاصرة، كونها وريثتها الشرعيّة، كما ترى نفسها وتتعامل على أساسه، وتصرّ على النظر إلى كلّ عمل مُنتَجٍ على أنّه مدبَّر في سياق نظرية المؤامرة، وأنّه يستهدف تقويض تاريخها والنيل من سمعتها، وأنّ ذلك لا يتعدّى حلقة في مخطَّط إيقاف تقدّمها العلميّ في تخصيبها اليورانيوم، لعدم تمكينها من امتلاك الأسلحة التي تقول إنّها لن تتعدّى الأغراض الدفاعيّة والسلميّة، وأنّ ذلك لا يهدّد أحداً..
فهل تنفصل الأمور والأحداث عن بعضها البعض، أم أنّ الصدفة تحتّم وقوعها وتتحكّم بها..؟!



#هيثم_حسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وتنقلب الأدوارُ.. شهرزاد من رَاويةٍ إلى رِوايةٍ..
- القبرُ المتفجّرُ نبعاً في سوريا.. بدعةٌ للإلهاء..
- الروائيّ الكرديّ محمّد أوزون.. يموت ثانية..؟!!
- معاً نحو تكاملٍ ثقافيّ
- العيدُ.. هل يبهت بريقُه..؟
- عصر الضياع
- تشويه صورة الكرديّ سينمائيّاً عبر الفلمِ التركيّ المؤامرةِ: ...
- فَضْحُ الخطايا التاريخيّة المُرتكَبة بحقّ الكُرد..
- التنوير كرديّاً
- ملف/الجغرافيّة المطعونة تاريخيّاً
- الجغرافيّة المطعونة تاريخيّاً
- التحدّي المُقْلِق..-دُوار الحرّيّة- ل -مالك داغستاني-
- خرق المحظورات.. سمر يزبك في روايتها -طفلة السماء-
- ثقافةُ الريحِ.. أرشيفُ الأسى*
- لا مساوَمة على الحرق، لا مساواة في الحرق
- تهشيم الحرّيّات
- النخبويّة التلفزيونيّة
- آراء.. وآرام
- مات الوطن.. عاش الوطن..
- لبنان واأسفي عليك.. وواأسفي علينا


المزيد.....




- أمريكا تكشف معلومات جديدة عن الضربة الصاروخية الروسية على دن ...
- -سقوط مباشر-..-حزب الله- يعرض مشاهد استهدافه مقرا لقيادة لوا ...
- -الغارديان-: استخدام صواريخ -ستورم شادو- لضرب العمق الروسي ل ...
- صاروخ أوريشنيك.. رد روسي على التصعيد
- هكذا تبدو غزة.. إما دمارٌ ودماء.. وإما طوابير من أجل ربطة خ ...
- بيب غوارديولا يُجدّد عقده مع مانشستر سيتي لعامين حتى 2027
- مصدر طبي: الغارات الإسرائيلية على غزة أودت بحياة 90 شخصا منذ ...
- الولايات المتحدة.. السيناتور غايتز ينسحب من الترشح لمنصب الم ...
- البنتاغون: لا نسعى إلى صراع واسع مع روسيا
- قديروف: بعد استخدام -أوريشنيك- سيبدأ الغرب في التلميح إلى ال ...


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - هيثم حسين - فيلم -المحاربون ال300-، والموقف الإيرانيّ منه