أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مصطفى حقي - العلمانية بين المادية والروجية ...؟














المزيد.....

العلمانية بين المادية والروجية ...؟


مصطفى حقي

الحوار المتمدن-العدد: 2104 - 2007 / 11 / 19 - 11:17
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


العلماني يؤمن بإنسانية الإنسان وبوحدته ومساواته بالآخرين بالحقوق والواجبات خارج إطار المعتقدات الدينية والقومية والعرقية والجنسية ، فمجموعة سكان الدول العالم العلمانية التي ترتبط بأرض الوطن كهوية للمواطن ستشكل في المستقبل المواطن العالمي المرتبط بكوكب الأرض من حيث المساواة بالحقوق والواجبات فلا ميزة لإنسان على آخر إلا بالعمل ورضوخه للقانون ومباديء العدالة الاجتماعية المتفق عليها عالمياً ولا ميزة دينية أو عرقية أو قومية أو جنسية لأي مواطن على آخر ، مع الاحترام الكامل لكافة الأديان وحرية اعتناقها أو تركها أو كونه لا دينياً وحرية ممارسة الشعائر الدينية والقومية ، فأساس المواطن العلماني الانتماء للوطن بشكل عام والإيمان المعتقدي والانتماء القومي بشكل خاص ومساواة الرجل بالمرأة بالحقوق والواجبات أيضاً ... أي أن الأفعال المادية من مساواة وانتماء للأرض وعدم التمييز بسبب الدين والعرق والقومية هي وقائع مادية ظاهرة للعيان ويدركها حتى الإنسان البسيط ، بينما المعتقدات الدينية تغلب عليها الروحانية والغيبيات وحتى الإيمان بها لايمكن التأكد منها إلا بالأفعال التي يمارسها المتدينون إن كانت نعمة وسلاماً للعباد أو نقمة وفساداً عليهم . أي أن ميزان الإيمان هو العمل .. وكافة الأديان السماوية والأرضية تعمل بالوصايا العشر لاتقتل لا تسرق لا تكذب لا تؤذي لاتزن لا تخون...إلخ .. ومنه فإن للعلماني أن يمارس معتقداته الدينية وفق الوصايا للأديان عامة .. وبحرية تامة أي حريته الروحانية .. ؟
ولكن المشكل الذي يجابه العلماني هو تضارب المادي بالروحي .. مثال .. أنت علماني تعترف بالآخر .. وبالحرية والمساواة بين الأفراد وان اعتناق أي دين لا يشكل ميزة تفضيل من شخص إلى آخر لديك...
ولكن إذا كان النص الديني الذي يتبعه العلماني روحياً يناقض ماديته ولا يعترف بالآخر إلا في حال اتباعه الدين ذاته ويحلل له دم الآخر وماله وعرضه إذا لم يكن من دينه .. هذا التصادم الرهيب بين المادية الصادقة والروحانية المنحرفة ستشكل منعطفاً خطراً في أسلوب ممارسة هذا العلماني شعائر دينه وبين إيمانه بالعلمانية
هنا تناقض صارخ وواضح لدين ينكر العلمانية ومساواة الإنسان بأخيه الإنسان إلا إذا كان يتبع الدين ذاته .. وبالنتيجة فالعلماني مخيّر بين ماديته وروحانيته .. إما أن يكون إنسانا يود الآخرين ويعاملهم كإخوة له دون أن يتعصب لدين أو قومية .. فمثلاً النازية شكل من أشكال العنصرية القومية كانت تعتبر غير المنتمين إلى قوميتهم هم أعداء ويجب قتالهم .. والسؤال هنا هل الدين الإسلامي يعترف بالآخرين حتى ولو كانوا يدينون باليهودية .. هل يمكن في يوم من الأيام أن تتشكل دولة تدين أكثريتها بالإسلام أن تعترف بإسرائيل وتعيش معها جنبا إلى جنب بسلام إلا في ظل العلمانية التي توحد بين الشعوب على أساس الإنسانية والأرض وليس على المعتقد الديني , وأن يحمل المواطن الفلسطيني هوية شخصية تؤكد الجنسية الفلسطينية وتشطب خانة الدين منها وبالأخص فإن القدس هي مدينة مقدسة بالنسبة للأديان الثلاثة المسيحية واليهودية والإسلام فلن يسود السلام هذه البقعة من الأرض إلا تحت خيمة العلمانية ....
إذا التناقض ما بين مادية العلماني وروحانيته ستؤدي به إلى الانجرار بالنتيجة إلى إحدى هاتين النزعتين وسيكون الدور الكبير في الاختيار إلى ثقافة هذا الإنسان وكونه متمكناً من التفكير العلمي المتزن والمبني على وقائع مادية واضحة وبيّنة يدركها العقل بقليل من التفكير وإلا فإنه سيتبع عاطفته ورهبته من الجزاءات يحترم الآخرين بمعتقداتهم الروحيةالدينية والقومية في إطار وحدة العالم الإنساني ... ؟ الأخروية ويخر ساجداً خاضعاً لروحانيته مستسلماً لقدره المرسوم وفق اعتقاده ، وبالنتيجة لايمكن لعلماني أن يتخلى عن ماديته ، ولا يعني ذلك معاداته للروحانية بل أن من واجبه الأخلاقي كإنسان أن



#مصطفى_حقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رش الأسيد على الفتيات هل هو صحوة أم جنون سلفي أم أشياء أخرى ...
- متى يتطور التوكل القدري إلى توكل عقلاني...؟
- لا معركة حرية بدون ديمقراطية علمانية ...؟
- علينا أن نبارك للطبقة المتوسطة انحدارها لا أن ننعيها ..؟
- العلمانية ليست رداءً نلبسه ..؟
- القهقهات....؟
- هل يمكن لأردوغان أن يكون علمانياً ...؟
- العلمانية تطفو من الأعماق ...؟
- أردوغان تائه في المعمعة الكردية ما بين الدين والقومية ...؟
- عندما يتحول حادث دهس أرعن إلى معركة قضاء وقدر ..؟!
- عقوبة الإعدام ونظام السجون لا يواكبان عدالة العصر ...؟
- احترام العلمانية للأديان والعقائد ...؟
- جملة اعتذارات تاريخية ..؟
- الفيدرالية ليست تقسيماً ، ولكن أين الفيدراليون ...!؟
- الزواج المختلط مابين الإباحة والقباحة وتطبيق الحدود ...؟
- إن تعددت تاحارات فالباب واحد ...؟
- طقوس العبادة بين المظهر والجوهر ...؟
- الدعوة إلى الفيدرالية في العراق خطوة حضارية أم أشياء أخرى .. ...
- أتلفوا الكروم ومزارع التفاح ولا تزرعوا الشعير ولا للخمرة ... ...
- الحوار بين الأديان هل يشمل الإسلام ...؟


المزيد.....




- كلمة مرتقبة لقائد الثورة الاسلامية بذكرى تأسيس منظمة تعبئة ا ...
- كلمة مرتقبة لقائد الثورة الاسلامية آية الله السيد خامنئي بمن ...
- إيران تنفي التورط بمقتل حاخام يهودي في الإمارات
- قائد الثورة الاسلامية يستقبل حشدا من التعبويين اليوم الاثنين ...
- 144 مستعمرا يقتحمون المسجد الأقصى
- المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية: مذكرة اعتقال نتنياهو بارقة ...
- ثبتها الآن.. تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 علي كافة الأقم ...
- عبد الإله بنكيران: الحركة الإسلامية تطلب مُلْكَ أبيها!
- المقاومة الإسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الأراضي ...
- المقاومة الإسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الاراضي ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مصطفى حقي - العلمانية بين المادية والروجية ...؟