|
ثقافة الالتقاء / ثقافة الاختلاف.....16
محمد الحنفي
الحوار المتمدن-العدد: 2104 - 2007 / 11 / 19 - 11:18
المحور:
اراء في عمل وتوجهات مؤسسة الحوار المتمدن
الإهداء
إلى:
- الحوار الممتدة في ريادتها، في ذكراها المتجددة باستمرار، باعتبارها منبرا لحوار الرأي، والرأي الآخر، وعلى أسس ديمقراطية سليمة.
- أعضاء هيأة تحرير، وإخراج الحوار المتمدن، الذين يحرصون على أن تصير منبرا ديمقراطيا، تقدميا، يساريا، علميا، علمانيا، عربيا، إسلاميا، إنسانيا.
- كل الأقلام الجادة، والمسئولة، والهادفة، التي فضلت الحوار المتمدن منبرا لنشر إنتاجها.
- كل القراء الذين يزورون موقع الحوار المتمدن من أجل التزود بالفكر المتنور، والعلمي، والديمقراطي، والعلماني.
- كل المساهمين في مناقشة الأفكار المطروحة على صفحات الحوار المتمدن، وعلى أسس علمية دقيقة، ودون قدح، أو نيل من أصحاب الأفكار الخاضعة للنقاش.
- من أجل اعتبار الحوار المتمدن منبرا عربيا، إسلاميا، إنسانيا.
- من أجل جعله مقصدا للقراء، مهما كانت لغتهم، أو لونهم، أو جنسهم، أو الطبقة التي ينتمون إليها.
- من أجل اعتباره منبرا للحوار بين الآراء المختلفة، والمخالفة، والمتناقضة، وصولا إلى إعطاء الأولوية للحوار قبل أي شيء آخر.
- من أجل اعتبار الحوار المتمدن أداة لبناء إنسان جديد، بواقع جديد، بتشكيلة اجتماعية متطورة، بأفق تسود فيه الحرية، والديمقراطية، والعدالة الاجتماعية.
- من أجل جعله وسيلة لسيادة حقوق الإنسان الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والمدنية، والسياسية، كما هي في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان.
- من أجل التحسيس بأهمية النضال، ومن خلال المنظمات الحقوقية المبدئية، من أجل فرض ملاءمة القوانين المحلية مع المواثيق الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان.
- من أجل إبرار أهمية تحقيق المساواة بين الجنسين في البلاد العربية، وفي باقي بلدان المسلمين، وفي جميع أنحاء العالم على مصير البشرية.
- من أجل اختيار الصراع الديمقراطي السليم، وسيلة لتداول السلطة بين الطبقات الاجتماعية القائمة في الواقع.
- من اجل تحقيق سعادة الإنسانية في كل مكان، وعلى أساس احترام الاختلاف القائم فيما بينها، ودون إجحاف بأية جهة، مهما كانت.
- من أجل الارتقاء بالبشرية إلى الأسمى، على أساس الحوار المتمدن.
محمد الحنفي
مفهوم الالتقاء:....3
1) نمط الإنتاج البورجوازي الصغير، الذي يحرص على أن يكون وسطيا في كل شيء، تبعا لطبيعة البورجوازية الصغرى، التي تحرص على أن تكون وسطية في كل شيء: إيديولوجيا، وسياسيا، وثقافيا، بما في ذلك الجانب الاقتصادي. ولذلك، فالبورجوازية الصغرى تحرص على أن يكون الاقتصاد ملبيا لحاجيات الطبقة الوسطى، والشرائح الاجتماعية ذات الطبيعة البورجوازية الصغرى، ودون أن تقطع مع ما يؤدى الى استغلال العمال والكادحين، ودون أن يسعى الى جعل الطبقة العاملة، وحلفائها في مستوى مواجهة المتطلبات الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، مما يجعلها تحرص على أن تكون علاقتها في خدمة الطبقات الإقطاعية، والبورجوازية التابعة، والبورجوازية الليبرالية، واليسار المغامر، ومؤدلجي الدين، حتى تضمن تحقيق تطلعاتها الطبقية، على حساب الطبقة العاملة، وباقي الكادحين، الذين يشكلون السواد الأعظم من المجتمع، أي مجتمع.
وانطلاقا من هذا التصور، نجد أن الطبقات الإقطاعية، والبورجوازية التابعة، والبورجوازية الصغرى، بتوجهاتها المختلفة، تلتقي حول نمط الإنتاج البورجوازي الصغير، باعتباره نمط إنتاج وسطي، يساعد بشكل، أو بآخر، على إعادة الاعتبار الى نمط الإنتاج الإقطاعي، والبورجوازي التابع، والبورجوازي الليبرالي، باعتبار هذه الأنماط مسارات يؤول إليها نمط الإنتاج البورجوازي الصغير، الذي تتحول في إطاره البورجوازية الصغرى إلى إقطاع، أو بورجوازية تابعة، أو بورجوازية ليبرالية، مما يجعل نمط إنتاج البورجوازية الصغرى مجرد إطار لإعادة إنتاج نفس أنماط الإنتاج السابقة. ولذلك لا نستغرب ما آلت إليه العديد من الأنظمة البورجوازية الصغرى، التي عرفتها العديد من البلدان التابعة.
وبناء على التحول السياسي الذي يؤول إليه نمط الإنتاج البورجوازي الصغير، نصل إلى أن هذا النوع من أنماط الإنتاج الذي يدعي الوسطية، والعدل، والديمقراطية الاقتصادية، واحترام حقوق الإنسان، يذوب في أنماط الإنتاج السابقة عليه، والتي تتميز بفداحة استغلال العمال، والكادحين، الأمر الذي يدعو إلى القول بأن معاناة الطبقة العاملة أكثر عمقا في ظل النظام البورجوازي الصغير، الذي يدعي بناء نظام اقتصادي عادل.
2) نمط الإنتاج العمالي، الذي يصطلح على تسميته بنمط الإنتاج الاشتراكي، الذي يلتقي حوله الكادحون، وطليعتهم الطبقة العاملة، والبورجوازية الصغرى، في شروط معينة. والالتقاء حول نمط الإنتاج العمالي، الاشتراكي، يكون محكوما بتحقيق السمات العامة لهذا النوع من الأنماط، لأنه يأتي نتيجة صراع مرير بين الطبقة العاملة، بقيادة حزبها الثوري، أو أحزابها الثورية، وبين التحالف البورجوازي الإقطاعي، بقيادة أحزاب هذا التحالف، مما يجعله يقطع، وبصفة نهائية، مع جميع أشكال الاستغلال، التي تؤدي إلى إفراز الطبقات المستغلة {بكسر الغين}، ويحرص على التوزيع العادي للثروة، في ظل تحقيق الحرية، والديمقراطية، والعدالة الاجتماعية.
وجميع الكادحين، ومن ورائهم البورجوازية الصغرى، والشرائح الخدماتية، ذات الطبيعة البورجوازية الصغرى، يلتقون حول نمط الإنتاج العمالي / الاشتراكي. وهذا الالتقاء، يعتبر مسألة طبيعية، وموضوعية، لأن هؤلاء جميعا يجمعهم الكدح، والوقوع تحت نير الاستغلال المادي، والمعنوي، الذي لا يمكن تجاوزه إلا بوضع حد للاستغلال المادي، والمعنوي، عن طريق تحقيق الحرية، والديمقراطية، والعدالة الاجتماعية.
وهذا الالتقاء، هو الذي يؤدي إلى قيام جبهة وطنية للنضال من أجل الديمقراطية، بمساهمة الأحزاب التقدمية، والديمقراطية، التي تؤطر شرائح الكادحين على جميع المستويات: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، سعيا إلى الوصول إلى بناء دولة الحق، والقانون، والدولة الديمقراطية، ودولة حقوق الإنسان، التي تعتبر الإطار المناسب لقيام الصراع الديمقراطي، الهادف إلى تحقيق الحرية، والديمقراطية، والعدالة الاجتماعية، بمضامينها الاقتصادية، والحقوقية، والاجتماعية،... الخ، مما يجعل الكادحين يدركون أهمية العمل من أجل انتزاع حقوقهم المختلفة، عن طريق النضال الجماهيري، والحزبي.
ومعلوم أن العمل من أجل تحقيق نمط الإنتاج العمالي، الذي يلتقي حوله الكادحون، بقيادة الطبقة العاملة، يعاني من الحصار المضروب من قبل التحالف البورجوازي الإقطاعي، والبورجوازي الصغير، واليساري المغامر، المؤدلج للدين، لأن هؤلاء جميعا يعملون، وبكافة الإمكانيات، على محاصرة العمل على قيام نمط الإنتاج العمالي.
والالتقاء حول نمط الإنتاج العمالي، يقتضي إنضاج الشروط الموضوعية المفرزة للتطور، في اتجاه قيام تشكيلة اقتصادية / اجتماعية متطورة، على أنقاض التشكيلة الاقتصادية / الاجتماعية القائمة، حتى يمكن العمل على تحقيق العمل الجبهوي على أساس الاتفاق على برنامج مشترك، لإنضاج شروط قيام نمط الإنتاج العمالي.
3) نمط الإنتاج اليساري المغامر، الذي لا يمكن اعتباره إلا مزايدة بورجوازية صغرى يسارية متطرفة، على نمط الإنتاج العمالي، كمشروع مستقبلي، ومن أجل التشويش على الكادحين، الذين يعتبرون حلفاء طبيعين للطبقة العاملة، حتى لا يلتفوا حول المشروع المستقبلي، ومن أجل تحقيق نوع من أنماط الإنتاج ،التي لا تخدم، في نهاية المطاف، إلا تطلعات البورجوازية الصغرى، التي تستغل كل شيء، بما في ذلك الدناءة، والانحطاط، وخدمة مصالح التحالف البورجوازي الإقطاعي المستغل، والمتخلف، من أجل تحقيق تلك التطلعات.
وما دام نمط الإنتاج اليساري المغامر، ومهما كانت التسيات التي يحملها، لا يتجاوز أن يكون تصورا للمزايدة، كما اثبت التجارب ذلك، لأن اليسار المغامر، هو مجرد فصيل بورجوازي لا مشروع اجتماعي له، ومشروعه الوحيد، والأساسي، هو شعارات المزايدة اليسارية المغامرة، التي سرعان ما تزول، لتحل محلها شعارات مزايدة أخرى. والغاية هي إضعاف اليسار الحقيقي، الذي يدخل في متاهة الحفاظ على الذات، حتى يضمن الاستمرارية، ومن أجل أن يستعيد قوته التي تعتبر ضرورية، لمواجهة الاستغلال الهمجي القائم، في إطار نمط الإنتاج الرأسمالي التبعي. وهذا الإضعاف الذي يسعى إليه اليسار المغامر، لا يقابله الحرص على بناء مشروع بديل، لأنه لو كان الأمر كذلك، لوجد اليسار المغامر نفسه في تحالف مع حاملي مشروع نمط الإنتاج العمالي.
ولذلك، فنمط الإنتاج اليساري المغامر، القائم على مستوى التصور فقط، بالإضافة إلى مستوى رفع الشعارات، لا يلتقى حوله إلا المغامرون، الذين نجد أنهم سرعان ما يذوبون في النظام الاستبدادي القائم على المستوى السياسي، والاجتماعي، ويتسرعون مباشرة في ممارسة الاستغلال، الذي يمكنهم من الوصول إلى التصنيف، إلى جانب التحالف البورجوازي، الإقطاعي، الذي يظهر، وكأنه، يكن العداء المطلق لليسار المغامر، حتى يعطيه الشرعية الجماهيرية المفتقدة أصلا، في عرف هذا النوع من اليسار.
وإذا كان هناك ضحايا من أجل اعتبار اليسار المغامر قائما، ومستمرا، فلأن هؤلاء الضحايا، أخلصوا لما اقتنعوا به، وعملوا على ترسيخ اقتناعهم، فكان جزاؤهم السجن، والطرد، والتوقيف، والمحاكمة الصورية، وعلى يد الرفاق الذين التحقوا بخدمة مصالح الطبقات المستغلة، لتحقيق تطلعاتهم الطبقية.
ولذلك يمكن أن نقول: إن عدم التقاء شرائح واسعة حول نمط الإنتاج اليساري المغامر، كمشروع يفتقد سمات اعتباره مستقبليا، يرجع، من جهة، إلى عدم الوضوح، الذي يتميز به هذا المشروع، ومن جهة أخرى، الى النزيف المستمر الذي يعرفه اليسار المغامر، في اتجاه الطبقات الاجتماعية الممارسة للاستغلال، وهكذا، نجد أن الثبات، والتحول، كخاصية للتوجه العمالي، الذي يقف وراء وجود مشروع نمط الإنتاج العمالي، غير قائمة، في صفوف اليسار المغامر، مما يجعل عناصره تتغير باستمرار، وشعاراته، كذلك، تتغير باستمرار، وقدرته على إيجاد مشروع مجتمعي مستقبلي ضعيفة.
#محمد_الحنفي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ثقافة الالتقاء / ثقافة الاختلاف.....15
-
ثقافة الالتقاء / ثقافة الاختلاف.....14
-
ثقافة الالتقاء / ثقافة الاختلاف.....13
-
مؤدلجو الأمازيغية، أو الدين الإسلامي، وسعار ادعاء حماية الأم
...
-
مؤدلجو الأمازيغية، أو الدين الإسلامي، وسعار ادعاء حماية الأم
...
-
مؤدلجو الأمازيغية، أو الدين الإسلامي، وسعار ادعاء حماية الأم
...
-
هل تحول دور البرلمانيين إلى دور لتنظيم السعاية ..؟؟
-
المغرب إلى... المجهول... !!!
-
ما طبيعة الدور السياسي الذي ينتظر من فؤاد عالي الهمة في المس
...
-
ماذا يعني تبرع السيد فؤاد عالي الهمة، الوزير المنتدب لدى وزا
...
-
سعيد لكحل بين عقدة التخلص من اليسار، واستجداء المؤسسة المخزن
...
-
هل يمكن ان يكون الممخزنون من ابناء المنطقة ؟
-
الرحامنة: هل تبقى منطقة الرحامنة تحت رحمة مستهلكي المخدرات،
...
-
الرحامنة تحت رحمة رجال المخزن وعبيد القرن الواحد والعشرين ..
...
-
الرحامنة : التبيدق التنكر للواقع، ستمتان بارزتان في مسلكية
...
-
الرحامنة : استغلال اسم الملك في الحملة الانتخابية لرمز الترا
...
-
هل يصطلح المهرولون لخدمة مصالح المنطقة ..؟
-
الرحامنة: من الأساليب الجديدة لإفساد الانتخابات: تقديم لائحة
...
-
الرحامنة : من كبور إلى التراكتور
-
مؤدلجو الأمازيغية، أو الدين الإسلامي، وسعار ادعاء حماية الأم
...
المزيد.....
-
السعودية تعدم مواطنا ويمنيين بسبب جرائم إرهابية
-
الكرملين: استخدام ستورم شادو تصعيد خطر
-
معلمة تعنف طفلة وتثير جدلا في مصر
-
طرائف وأسئلة محرجة وغناء في تعداد العراق السكاني
-
أوكرانيا تستخدم صواريخ غربية لضرب عمق روسيا، كيف سيغير ذلك ا
...
-
في مذكرات ميركل ـ ترامب -مفتون- بالقادة السلطويين
-
طائرة روسية خاصة تجلي مواطني روسيا وبيلاروس من بيروت إلى موس
...
-
السفير الروسي في لندن: بريطانيا أصبحت متورطة بشكل مباشر في ا
...
-
قصف على تدمر.. إسرائيل توسع بنك أهدافها
-
لتنشيط قطاع السياحة.. الجزائر تقيم النسخة السادسة من المهرجا
...
المزيد.....
-
مَوْقِع الحِوَار المُتَمَدِّن مُهَدَّد 2/3
/ عبد الرحمان النوضة
-
الفساد السياسي والأداء الإداري : دراسة في جدلية العلاقة
/ سالم سليمان
-
تحليل عددى عن الحوار المتمدن في عامه الثاني
/ عصام البغدادي
المزيد.....
|