انتفاضة اذار في فكر عزيز سباهي:

سعد البغدادي

الحوار المتمدن-العدد: 2104 - 2007 / 11 / 19 - 01:23
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    

شكلت انتفاضة الشعب العراقي في اذار الخالد 1991 او الانتفاضة الشعبانية .شكلت انعطافة تاريخية في تاريخ العراق المعاصر فهي كشفت لاول مرة في منذ تسلم العصابة الفاشية مدى عزلتها عن الجماهير ومدى حجم الكارثة التي خلفتها بتصرفاتها البوليسية والقمعية. كما انها كشفت للعالم مدى الوحشية التي تميز بها النظام الفاشي بقمع الانتفاضة حيث استخدم الاسلحة المحرمة والثقيلة في ضرب المدن العراقية. فضلا عن الصور التي التقطت هنا وهناك والتي اظهرت النظام في اعلى مستوياته وهو يستخدم ابشع الوسائل في تعذيب المنتفضين, فضلا عن الهجرة الواسعة والتي بلغت اكثر من اربعة ملاين مهاجر ضجت بهم مخيمات رفحاء والدول الاوربية. كل هذه النتائج والاثار مهدت فيما بعد لاسقاط النظام البوليسي في نيسان 2003 هذه الانتفاضة الشعبية تناولها الاستاذ عزيز سباهي في كتابه القيم عقود من تاريخ الحزب الشيوعي العراقي في جزئه الاخير الا انه في تقيميه للحدث التبس عليه الامر سهوا او شط منه القلم
الانتفاضة عفوية وليس مخطط لها:
اغلب من ارخ للانتفاضة لم يشر الى تخطيط مسبق لها لا من قبل الحركات الاسلامية ولا من الحركات الديمقراطية بما فيها الحزب الشيوعي العراقي .فالانتفاضة انطلقت نتيجة ذلك القهر المتراكم من سياسات النظام وحروبه الخارجية وتدهور الوضع المعيشي في العراق ,حدثت الانتفاضة بعد انكسار الجيش العراقي في الكويت على ايدي الحلفاء وفي مدينة البصرة وتحديدا في ساحة سعد تجمع الجنود العراقيين المنسحبين من الكويت ليعلنوا صرختهم ضد النظام وخلال اقل من اربعة وعشرين ساعة انتشرت شرارتها في كافة ارجاء البلاد
ويعترف الاستاذ عزيز سباهي في ص276 بعفوية الانتفاضة
مرت الانتفاضة بطورين في الاول سادها الطابع العفوي وكانت ترفع الشعارات الوطنية والديمقراطية
لكنه يعود ليستدرك ان الانتفاضة خطط لها فهو يقول في نفس الصفحة
(كتلك التي توصل اليها لجنة العمل المشترك) ويضيف دورا محوريا للقيادي فائق الشيخ مسؤول تنظيمات الداخل الدور القيادي لهذه الانتفاضة
ويذكر ان المنشورات التي تم توزيعها في الحرية والكاظمية وبغداد الجديدة كانت دليلا لتلك الرؤية .-؟في الواقع ان المنشورات التي تم توزيعها كانت قبل اندلاع الحرب او بعد اندلاعها بوقت قصير وهي لاتتحدث عن الانتفاضة الشعبية.
ان عفوية الانتفاضة امر لايمكن لاحد ان ينكره وان قيادة الانتفاضة امر لم يستطع احد من الاحزاب بكل فصائلها ان يدعيه ؟الا ان سهو القلم هو الذي دعا الاستاذ سباهي ان يدعي خلاف ذلك
طائفية انتفاضة اذار؟؟
كيف تحولت الانتفاضة الى طائفية؟؟ وهي التي اشتعلت في اربعة عشر محافظة من شمال العراق الى جنوبه؟ ومن كان احد ليجرؤ ان يقول ان انتفاضة الشعب طائفية ؟؟لا احد سوى الاخ عزيز سباهي
الذي وصفها بانها تحولت الى وجهة طائفية كيف؟
يقول:
لكن بعض القوى الاسلامية الشيعية التي كانت تتحرك من ايران شرعت في الطور الثاني تميل الى الانفراد بتوجيه الجماهير وجهة طائفية وترفض التعاون مع القوى الديمقراطية الى الحد الذي دفع الشيوعيين في كربلاء الانكشاف امامها.
ماهية طائفية تلك الانتفاضة لم يذكرها الكاتب ولم يشر اليها سوى تلك الجملة التي اوردها طائفية الحركات الشيعية القادمة من ايران
وهذا هوالذي استطاعت السعودية اقناع الولايات المتحدة السماح لنظام صدام بالبقاء
هذه النغمة الطائفية يعترف سباهي بانها من ضمن الحملات التي شنتها الرجعية العربية على الثوار( دخلت انتفاضة اذار تاريخ العراق الحديث كاروع واخطر المعارك التي خاضها الشعب العراقي ضد حكم صدام حسين قبل سقوط نظامه الديكتاتوري ورغم ان محاولات عديدة قد جرت لتشويه طبيعة الانتفاضة والتقليل من اهميتها من جانب اعلام النظام او الاعلام العربي والخارجي والموالي له فانها تظل فريدة من نوعها لشمولها وسعة الجماهير التي اشتركت بها وامتدادها على رقعة البلاد.
ص269
كيف اذن انطلت تهمة الطائفية على المؤرخ وهو يعترف بعد اسطر قليلة فقط ان التشويه الاعلامي طال تلك الانتفاضة

#سعد_البغدادي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات