أنهى عمال الصناعات القطنية في بغداد إضراباً دام ثلاثة أيام أمتد بين الاحد 3/11 و حتى الاربعاء 6/11. بدأ الاضراب بمظاهرة أحتجاجية على سلوك مدير المصنع الذي تجاهل مطاليب العمال بإضافة أجر يومي للعاملين، فضلاً عن دفعة الطوارئ و كذلك تجاهل مطالب العمال بتغيير رؤساء الاقسام.
ففي صباح الاحد 3/11 قام ممثلو النقابة المنتخبة حديثاً بالتفاوض مع مدير المصنع حول مطالب العمال، و رفض كعادته مستعيناً بمجموعة من المنتفعين و الوصوليين الذين يعملون لحسابه، حيث قد قام أحد اتباع المدير بالتطاول اللفظي على ممثلي النقابة ثم محاولة الاصطدام معهم، فما كان من ممثلي النقابة إلا أن واجهوهو باللكمات. فاندفع جموع من العمال الذين أغضبهم التصادم مع زملائهم العمال النقابيين و أندفعوا في مسيرة هاتفين بشعارات تدعو إلى تغيير الإدارة و تحقيق مطالب العمال المتمثلة بزيادة الأجر و إعادة أنتخاب رؤساء الاقسام.
تجمهر العمال امام مكتب المدير العام. الذي خرج للعاملين و طلب الدخول في مفاوضات مع ممثلي العمال.
و عند عرض وفد العمال للمطالب. وعد المدير العام العاملين بالإجابة على مطالبهم بعد يومين من الاجتماع، أي يوم الثلاثاء. أستمر الإضراب يوم الاثنين، و قام مجموعة من العمال الغاضبين بسد مداخل الشركة لمنع السيارات المحملة بالاقطان من مغادرة الشركة.
و أستمر التوتر إلى أن جاء موعد أجتماع ممثلي العمال مع الإدارة، و في يوم الثلاثاء، و بينما كان ممثلو العمال يستعدون للقاء المدير العام. قامت مجموعة من الموالين لمدير المصنع بدفع من مديرة قسم الغزل بمسيرة تأييد لمدير المصنع لم يتجاوز الاربعين شخصاً من ضمنهم عناصر الامن الصناعي و الطوارئ و اجبار بعض العاملات و تهديدهن لأجل زجهن في المسيرة.
وعلى الفور أنطلقت مسيرة من مئات العمال المطالبة بتغيير المدير و تحقيق مطالب العمال. تجمهر المتظاهرون أمام مكتب المدير العام. و بدأت جولة أخرى من المفاوضات أنتهت بموافقة المدير العام على تغيير مدير المصنع بإجراء استفتاء عام و جعل الدوام ثلاثة أيام في الأسبوع في الأقسام التي توقف الأنتاج فيها مقابل أستلام دفعة الطوارئ، و تغيير عناصر الأمن الصناعي، و عناصر الطوارئ و إجراء الانتخابات لمسئولي الاقسام.
لم يكتف العمال بالموعد الذي قطعه المدير العام و قاموا بمهاجمة المكتب مطالبين بخروج مدير المصنع و إقصائه من منصب و قد دام الصخب و اضطراب إلى أن خرج المصنع و استقل سيارته و غادر المصنع.في يوم الأربعاء عادت بعض أقسام المصنع إلى العمل ما عدا قسم الغزل/3 الذي بدأ فيه إضراب العمال مطالبين بتغيير مديرة المعمل التي طلبت إجازة و تركت المعمل. فعاد العمال إلى العمل بعد أن تيقنوا من مغادرة مدير المصنع و مديرة معمل غزل/3.
هذا و توصل ممثلوا العمال في النقابة إلى طريقة لتسديد أجور العمال من أرباح الشركة عن طريق أشرافهم على بيع كميات من الاقمشة و الأقطان و توفير فارق الارباح لتوزيعها على العمال.
عاد العمال إلى مكائنهم و أعمالهم بعد تحقيق مطالبهم. هذا الإضراب و هذه الموجة العارمة من الاحتجاجات و المظاهرات قد أشرت إلى مسار جديد في تطور الحركة الاحتجاجية العمالية.
مراسل الشيوعية العمالية من داخل شركة الصناعات القطنية.