أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حافظ سيف فاضل - انظمة العقد القادم والبقاء للاصلح















المزيد.....

انظمة العقد القادم والبقاء للاصلح


حافظ سيف فاضل

الحوار المتمدن-العدد: 648 - 2003 / 11 / 10 - 05:53
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


 تعددت الرؤى والمعتقدات حول ماهية افضل الانظمة التي تصلح لتسيير نظام يحكم الشعوب. وبمناسبة كلمة الرئيس الامريكي "جورج دبليو بوش" امام الصندوق القومي للديموقراطية في واشنطن, والخطاب موجه كنداء للاسراع في الاصلاحات الديموقراطية في الشرق الاوسط. فقد طالب الرئيس الامريكي بالاسراع في عملية الاصلاحات السياسية والاجتماعية والاقتصادية لجميع الدول العربية والاسلامية في العالم والشرق الاوسط تحديدا, وعلى سياق هذا الطلب "الحميد" الذي يحسب لصالح الامريكان (في خضم معمعة الكراهية التي تسود العالم العربي ضد الولايات المتحدة) ترى ماهو النظام الذي يعد الامثل والاقرب الى توجهات وتطلعات الشعوب؟. لم يخلق بعد نظاما "يوتوبيا" او نظام مثالي لمدينة فاضلة, في حقب زمنية مضت, وما يعتقده اغلبية الناس /كلُ حسب مشربه/ في عصرنا عن بعض حضارات سبقت بانها كانت مثالية, انما يكمن في "المخيلة التصورية" لحاجة الانسان الملحة لتلك المثالية والتي هي غريزة وفطرة انسانية تتوق لتحقيقها, ولكون معنى الموت يضفي الرهبة والاجلال لمن سبقونا ودخلوا عالم الاموات يتصور انسان الحاضر ان هناك حضارات او انظمة ولت, تتصف بالمثالية اوافراد /اعلام/ قد قضوا, اٍتسموا بالمهابة والرفعة والقداسة في بعض الاحيان وخاصة اذا تأطرت هذه المفاهيم باطار ديني او ايديولوجي. وستكتمل فكرة "اليوتوبيا" وتتجسد واقعا عندما تنضج وتكتمل الظروف الزمنية الملائمة لتحققها, مستمدة من غزارة التجارب للافراد والجماعات في ارتقاء الفكر الانساني وصياغة وممارسة استخدام القوانين التي تحفظ للبشر حقوقهم وتنظم علاقتهم فيما بينهم وبين السلطة, ومن خلال الترقي والتطور الانساني على الامتداد العمر الزمني البشري.  
 
 تبقى تجربة الشعوب بتراكماتها التاريخية وترقي مفاهيمها ومنعطفاتها التاريخية واهمية الاختراعات العلمية التي انتقلت بالبشرية من حقبة زمنية الى اخرى هي الاساس في استشعار مدلول نظام الحكم الامثل. هناك تيارات تدعوا الى نظام الحاكمية لله, أو الشورى واخرى شيوعية او يسارية, وانظمة جمهورية ديموقراطية, وجمهورية عسكرية, وملكية دستورية اوملكية دكتاتورية. وهناك نظام هجين جديد /نكير الوجود/  "جمهوملكية" وراثية, وهناك انظمة علمانية ديموقراطية وعلمانية عسكرية. يظل السؤال الملح ماهو مقياس النظام الامثل او الافضل؟ للاجابة على هذا السؤال, لابد من مقياس يعتمد على, المثالية العليا كحد اعلى.. والافضل كحد ادنى. من الطبيعي ان كل تيار او فريق او مؤيد سينحاز لما يعتقد او يؤمن به. ولكن لفصل اللبس وبيان الاصلح, سنتخذ من /القيم الانسانية/ وسيادتها النقاط الاساسية التي سيرتكز عليها موضوع (النظام الاصلح والذي يعني البقاء للاصلح) في المرحلة المنظورة للعقد القادم, وقد اتفق مع "صمويل هانغتوتن" في صراعه مع الحضارات, كون /الانسان/ او الفرد هو المحور الاهم والمباشر في عملية النظام وحكم الشعب وحصيلة الحضارة والثقافة الارقى. ولتبسيط المسألة, اي نظام يعتمد المساواة على اساس المواطنة وقد يتجاوز الجغرافيا والمواطنة الى الاممية في مرحلة لاحقة, ويحتوي على قدر اوسع من التسامحية التعددية العرقية, الدينية, اللغوية, الثقافية, الفكرية, يكون نظاما اقرب الى المثالية او في دربها, ويتميز هذا النظام بصون واٍعطاء حقوق الاقليات والافراد ومنها (المرأة والطفل) ويحوي على هامش كبير من الحريات العامة والشخصية. وهذا مايتفق مع التوجه الغربي الحالي الذي يسود فيه قيم اٍحترام المواطنة وحقوق الانسان ويتمتع بنظام حكم ديموقراطي في وسط علماني يكفل للجميع المساواة ودينمو اقتصادي رأسمالي يمتاز بألية التغيير الذاتي وهذا اهم عنصر عجزت او خلت الشيوعية الشمولية منه فسقطت مبكرا كما توقع لها الرئيس الامريكي السابق "رونالد ريغان" كونها نظاما لم يحترم مواطنيه. الحرية تتناسب تناسبا طرديا مع مثالية النظام اي انه كلما زاد هامش الحرية المتاحة للافراد والجماعات والهيئات ومؤسسات المجتمع المدني, وانحسرت الشكليات في سن قوانين التفاصيل الشخصية "المملة" في علاقة الفرد بمعتقده ومظهره, كلما ترقى النظام نحو درب المثالية والذي هو طويلا دون شك وشاق. جميع الاديان تسعى الى تعزيز هذا المفهوم /المثالية/ وترسيخه في لب معتنقيها, فتعلن عن عودة (المسيح المخلص) ليعم الارض سلاما ويحكم بالعدل كخط نهائي حياتي /تعددت مسميات المخلص, المهدي, المسيا/ وكذلك الانسان فطريا يسعى الى ذات الهدف الى تعميم السلام وانتهاء الحروب وتحقيق العدل ويليه المثالية المتزامنة مع مفهوم "الترقي" والتطور البيولوجي والنفسي للانسان عبر الحقب والاجيال الممتدة الغنية بالتجارب. وكون الخير والشر لهما وجود قوي خفي يسود احدهما على الاخر وبنسب متفاوته من شخص الى أخر وفي حال الحروب من مجتمع الى أخر, اٍلا ان الجلي الواضح ان الخير له الغلبة والسيادة واٍلا لتحول العالم الى غاب شرس دموي فوضوي, وأدى ذلك تطبيقيا القضاء على استمرارية الحياة. /فالفرد وحدة قابلة للتنظيم والاطاعة/.   

 وماكانت خشية "الملائكة" من لحظة علمها بخلق الانسان ان يكون كسلفه الذي افسد في الارض وظلم وسفك الدماء, فهدم بذلك "حياة ما" كانت من قبل قائمة, ولم تكن نهاية "تلك الحياة" على اساس (الكفر) بل على اساس (الظلم وسفك الدم). وكان الله (عزوجل) يعلم مالاتعلمه الملائكة. ومنذ الخلقة الاولى للانسان وعجلة المسيرة الحثيثة نحو المثالية قائمة دون توقف زمني ولكن قد تتباطئ بفعل تفاوت هجمات ضربات الشر من وقت الى أخر. وخرت الملائكة ساجدة للانسان. فهي خلقت مثالية دون عناء ذاتي بينما يعاني الانسان ويكابد ليصل الى المثالية بفضل الحرية التي يتحرك من خلالها وبفضل تجارب الاخطأ يستنبط الصحيح, وهذا مايتمايز به الانسان على الملائكة. من اجل نظام اصلح يتوجب ان تتخلل ثنايا تشريعاته نوعا من التسامح المرن وتحمل في طياته مساحة حرة ذات مرونة تستوعب المتغيرات ومدى كافي لاستيعاب واحتواء بوادر سوء التطبيق كي لايفشل بسبب تراكمات مساوئ التطبيق البشري, فالقوانين والنصوص التي تعتمد على حرفية التطبيق تصبح ضربا من الخيال وقد يستحال تطبيق المنهج فيصبح في محل المعطل ويبقى حيا "طوباويا" في صدور مريديه, وعائقا في طريق احداث التقدم. والحرية ومداها اساس لاي نظام يسعى لان يكون في طور الحقبة العقدية القادمة والتي بلا شك ستنعدم معها انظمة ديكتاتورية او شمولية عديدة في المنطقة والعالم, واي نظام يفتقد للحرية العريضة واحترام قيم حقوق الانسان وأليته ضعيفة لتطبيق هذه القوانين ولاسيادة للقانون فوق الجميع, سيتهاوى وسيفقد الصلاحية والبقاء للاصلح. وعلى ذكر سيادة القانون فوق الجميع وكلنا يتذكر وضع الرئيس الامريكي السابق "بيل كلينتون" المحرج في قضية "مونيكا لوينسكي". حيث طاله القانون ولم يغفر له كونه رئيس اعظم دولة في العالم بسبب تهمة الكذب. يحضرني بعض التعليقات المختلفة في الفضائيات العربية لبعض العوام من العرب حول التحقيقات مع الرئيس حينها, علقت احدى السودانيات المتحمسات انه يتوجب جلد او رجم " بيل كلنتون" كونه محصن وزاني(!). واصولي مصري دلل /واهما/ على الحدث بانهيار النظام والدولة العظمى. وأخر سوري تشفى بالحدث. واردني اوعز السبب الى /نظرية مؤامرة/  مخطط صهيوني.. وهلم. لم يذكر احد من تلك الاراء ان عملية التحقيق الجادة مع رئيس دولة بهذا الشكل المهين التي قاربت خلعه, وفي دولة هامة في العالم, يعد قوة للنظام السليم ومصداقية لتفعيل ألية القانون وان القانون /حقيقة/ فوق الجميع. والتي تفتقر أليه اغلب دول العالم الثالث ان لم تكن جميعها. 



#حافظ_سيف_فاضل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ولايات من ورق !!
- الماورائيات
- المطلوب من الاشقاء العرب تجاه العراق
- ارهاب القنابل الموقوتة
- صعوبة العقلية العربية
- قليلا من الكلام في حرية المرأة
- الاعلام وقضية علوني.. (!)


المزيد.....




- ماذا نعرف عن صاروخ -أوريشنيك- الذي استخدمته روسيا لأول مرة ف ...
- زنازين في الطريق إلى القصر الرئاسي بالسنغال
- -خطوة مهمة-.. بايدن يشيد باتفاق كوب29
- الأمن الأردني يعلن مقتل مطلق النار في منطقة الرابية بعمان
- ارتفاع ضحايا الغارات الإسرائيلية على لبنان وإطلاق مسيّرة بات ...
- إغلاق الطرق المؤدية للسفارة الإسرائيلية بعمّان بعد إطلاق نار ...
- قمة المناخ -كوب29-.. اتفاق بـ 300 مليار دولار وسط انتقادات
- دوي طلقات قرب سفارة إسرائيل في عمان.. والأمن الأردني يطوق مح ...
- كوب 29.. التوصل إلى اتفاق بقيمة 300 مليار دولار لمواجهة تداع ...
- -كوب 29-.. تخصيص 300 مليار دولار سنويا للدول الفقيرة لمواجهة ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حافظ سيف فاضل - انظمة العقد القادم والبقاء للاصلح