مثنى حميد مجيد
الحوار المتمدن-العدد: 2100 - 2007 / 11 / 15 - 11:15
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
هل كتب على شعبنا العراقي دائمآ أن تكون مقدراته وثرواته الهائلة التي تحسده عليها البشرية بيد اللصوص والسرسرية.حتى اللجنة العليا لما يسمى بالنزاهة تامر عليها اللصوص وفي مقدمتهم نوري المالكي بسبب إختلاف أجندتهم في السلب والنهب والسطو فلم نعد نعرف ونميز الحرامي من حارس الخزانة والمال العام.في لندن وعمان واوربا وأمريكا يشتري هؤلاء القصور المنيفة بالملايين ويضيفون الملايين الجديدة الى أرصدتهم.نقرأ عن هؤلاء اللصوص في الجرائد والمواقع الإلكترونية وعن فضائحهم التي لا يخجلون منها قط ونراهم أيضآ بوقاحة يظهرون في التلفزيون في مناسبات الكوارث والمذابح وهم يحملون أكياس أموالهم المسروقة للتبرع بها لضحاياهم كما شاهدناهم أبان مخنقة جسرالأئمة فهم رغم لصوصيتهم أصحاب ورع وتقوى وإنسانية وثقافة وحصافة وعلم إلى درجة إعتقادهم أنهم لن يحاسبوا مطلقآ من منكر ونكير بعد أن يستل عزرائيل أرواحهم الأثيمة من أجسادهم النتنة.ترى هل يمتلك هؤلاء فتاوى بالسرقة تجعلم في حل من حساب الاخرة وتقارير مخبريها وخزنتها كتلك التي أدخلتهم قبة البرلمان وأوصلتهم الى سدة الحكم أم أن السياسة والسرسرة قد اختلطت عناصرهما واتحدت في العراق الجديد ليكونا من جنس واحد مختوم بختم واحد ـ السياسي هو اللص واللص هو السياسي ـ مثل هذا الإستنتاج يمكننا بسهولة من تفسير هذا الغياب الهائل والتهميش المأساوي لساسة البلد الحقيقيين وعناصر النزاهة ذات الإنتماء والإنتساب لهذا الشعب.
والسرسرة في العراق لا تقتصر على اللصوصية السافرة بل تدخل علنآ وتتشابك مع كل مفردات السياسة فقد زار مؤخرآ كبير سرسرية العراق طهران ليقدم جزيل شكره الى سادته على دورهم في نجاح الخطة الأمنية وتجميدهم المؤقت لعملائهم في دولة الطوائف والميليشيات في حين قدمت كونداليزارايس شكرها للمعلم رئيس وزراء سوريا والبعث عمومآ على تجميد العمليات القتالية ضد الجيش الأمريكي والسيطرة على القاعدة وقوى الإرهاب مقابل إنقاذ رقبة علي كيمياوي وسلطان هاشم كجزء مرئي من تنازلات تكتيكية متبادلة لصفقة أمريكية ماكرة تمتد من طهران الى بيروت مرورآ بدمشق غير معلنة بعد وشاملة لجميع الخراف المخدوعة.ورغم هذه الحقيقة المعروفة للجميع ، ورغم أن الشكر أساسآ في نجاح الخطة الأمنية يعود لأحمدي نجاد وعلي كيمياوي يعلن المالكي بلا خجل نجاح ـ خطته الأمنية المزعومة ـ ويحتفل لوحده في شارع أبي نؤاس.هل حقآ المالكي لا يعرف هذه الحقيقة أم أنها الوقاحة في إستغباء الشعب الذي تحايل عليه ليأتي به الى الحكم بإسم الله وليس بإسم زعيم السرسرية في الدنيا والاخرة ، الشيطان الرجيم.
#مثنى_حميد_مجيد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟