صلاح يوسف كزير وزير الصناعة في عهد صدام و الذي حل بدلا من صاحبه عدنان عبد المجيد السامرائي الوزير السابق وكلاهما طرد على أسباب خلافات حول محاصصات مالية من عمولات أستحصلت من شركات توريد وإنشاء. تعاقدت بها رئاسة الجمهورية ووزارة الصناعة وأيضا وزارة الإسكان والتعمير وهيئة التصنيع العسكري.هذا الصلاح كزير عضو فرقة في حزب البعث .تأريخه الشخصي يحدد علاقته الوظيفية بوزارة الصناعة وبنظام مافيات حزب البعث التي شكلت في دوائر الدولة .عدنان عبد المجيد السامرائي وصلاح يوسف كزير تناوبا رئاسة الشركة العامة للتصميم والإنشاء الصناعي التابعة لوزارة الصناعة قبل أن يصبحا وزيرين وكانت مهمات تلك الشركة لا تقتصر على تنفيذ المشاريع للوزارة وانما تعدى ذلك الى تنفيذ مشاريع خاصة لصدام وأقربائه وبطانته والوزراء وبتخصيصات تستقطع من مالية الوزارة وتحتسب على تخصيصات المشاريع التي تنفذ.وشكلت عبر هذين الشخصين مافيات سيطرت على مجمل حركة وزارة الصناعة وشاركهما في جهدهما ذلك الكثير من رؤساء المهندسين والإدارات ومنهم رئيس المهندسين سلام رزق الله وهو الذراع الأيمن لصلاح كزير.هذه المافيا الكبيرة استطاعت أن تمد خيوطها وتنشأ شركات عديدة حقيقية ووهمية في خارج العراق وبالذات في الأردن وأن تجمع أموال طائلة لحسابها الشخصي من خلال الحصول على قومسيونات ومضاربات بين الشركات المنفذة للمشاريع في العراق وأيضا بيع المواد والآليات العائدة للوزارة بأثمان بخسة لمقاولين وتجار من أقاربهم وأقارب الدكتاتور صدام.
اليوم وبعد أن تم تعيين وزيرا للكهرباء (أيهم السامرائي ) المحسوب على جماعة أياد علاوي / الوفاق الوطني / فقد عقدت صفقات مشبوهة أعيد بها أغلب البعثيين من أعضاء مافيات وزارة الصناعة السابقة الى وزارة الكهرباء وبمساعدة ومباركة الوزير السامرائي.فقد حافظ صلاح يوسف كزير على نشاطه السابق في إدارة أعمال النهب وشراء الذمم وعقد الصفقات وسلب المال العام بعد أن أعيد للأشراف وإدارة أعمال مكتب عمان لوزارة الكهرباء يساعده في ذلك المدعو سبحان وكريم وحيد (المعروف بكريم رشوة ) ووفق الخطط السابقة التي عملوا بها في عهد المقبور صدام .والجديد في الأمر أن عمولات العقود تختفي لتقسم الى حصص يذهب جزأ منها الى ما يسمى (رجال المقاومة العراقية) وبعلم الوزير.
وقد قام الوزير تنفيذا للاتفاق !!! في مجلس الحكم المؤقت على مسألة أجتثاث حزب البعث بعملية إعادة رفاقه السابقين ممن كانت لهم صلات شخصية وعلاقات رفاقية به.فقد أعيد تعيين عماد العاني المعروف باسم Mr.VX وهو كيميائي عمل في وزارة الصناعة في عهد صدام وطرد منها في عملية صراع المافيات وخصومات على تقاسم الرشوة ولكنه أعيد للخدمة في هيئة التصنيع العسكري بصفة مدير عام .واليوم أعاده الوزير أيهم السامرائي للخدمة وكيلا له في وزارة الكهرباء.وعاد معه ومن خلال مباركة الوزير أعضاء شعب وفرق في حزب البعث والذين يعتبرون من اعتي رجال مافيات الارتشاء والعمولات وهم ليث الشيخلي ومؤيد معيوف وممتاز رضا وصبيح خماس وقد عينوا مدراء عامين في أقسام وزارة الكهرباء وعبد الرحمن قاسم كخبير بالدائرة التجارية للوزارة.
ويعتبر الأجراء الأشد خطورة والذي أتخذه الوزير بشكل شخصي وهو تعيين أحد رجال مخابرات صدام بصفة مدير دائرة الإدارة وشؤون الموظفين المدعو طارق الراوي الذي أبتدأ عمله مباشرة بإخفاء سجلات وأرشيف مديرية الكهرباء السابقة وأرشيف وزارة الصناعة وإعادة ترتيب علاقة أفراد رجال الأمن السابقين داخل الوزارة الجديدة بما يضمن السيطرة على شؤون الموظفين وتهديدهم بالقتل والإيذاء في حال مخالفة التعليمات أو التشكي أو تسريب ما يعيق عمل البعثيين داخل وزارة الكهرباء.وقد عمل جاهدا على تسريب رجال أمن وزارة الصناعة في مواقع وظيفية جديدة .وأكثر هؤلاء هم ممن قاموا بسرقة وبيع سيارات وزارة الصناعة وادعوا ضياعها أو سرقتها من قبل مجهولين.وكذلك فقد أحتفظ ضباط الأمن الخاص المنسبين من قبل صدام وزبانيته للأشراف على التوزيع والسيطرة والقطع بمناصبهم في تلك الدائرة كما كانت ويمارسون نفس اللعبة السابقة في التوزيع والقطع وأضيفت لهم مهمة أخرى تأتي تعليماتها من رفاقهم المختفين بحيث باتت أمور محولات ومنظومات الكهرباء تحت سيطرتهم وتوجيهاتهم بالكامل ويتلاعبون بها حسب التوجيهات الصادرة لهم دون مسائلة أو رقابة.
ونحن نسأل ..إذا كان يمكن أن يجري الماء من تحت أقدام السيد بريمر وجماعته وهم الغرباء وعديمي الخبرة بشبكة مافيات صدام التي بنيت عبر ثلاثة عقود وامتدت كشبكة عنكبوتيه سوداء بين جميع مؤسسات وشعب ودوائر السلطة العراقية،فما هو رأي السادة أعضاء مجلس الحكم المؤقت بوزرائهم ومستوى أدائهم وارتباطاتهم السابقة ومصالحهم الشخصية وكيف يسمح للمرتشين والمختلسين ومصاصي دماء الشعب العراقي وممن أثروا في عهد صدام المقبور من خلال سرقة المال العام وإشاعة الفساد والتعدي على الكوادر والاختصاصات الوطنية الشريفة ومحاربتهم بمعيشتهم والصعود على أكتافهم.لمصلحة من يعود البعثيون ممن أساء للعراق شعبا ووطنا لقيادة وإدارة دوائر الحكومة .لمصلحة من يتكاتف البعثيون السابقون ممن ترك حزب البعث ليعيدوا ويجددوا علاقاتهم بالمجرمين من بقايا حزب صدام المهزوم.إإعادة هؤلاء يخدم العراق ويحافظ على أموال الشعب ويعطي المواطن الاطمئنان والشعور بالأمان والأمن والتصديق بأن المجرم صدام ومافياته وأذرعه للجريمة قد اختفوا والى الأبد من الوجود. أم أن ما يحدث اليوم وفي جميع الدوائر الحكومية يعتبر تمهيدا لقدوم جديد لسلطة البعث المجرم ومن خلال إعادة ترتيب الأوراق وإرجاع رجالهم للسيطرة على مفاتيح وعقد السلطة لنرجع الى هتاف ((هلهولة للبعث الصامد)) برعاية الوفاق الوطني والسيد الوزير.وليتقبل مجلس الحكم المؤقت وإدارة الاحتلال التهاني القلبية من العراقيين ومبروك عليهم الأجتثاث الرائع لأبو طبر وجماعته.