أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - الفريد فائق صموئيل - هل الكنيسة جزء من المجتمع؟















المزيد.....

هل الكنيسة جزء من المجتمع؟


الفريد فائق صموئيل

الحوار المتمدن-العدد: 2099 - 2007 / 11 / 14 - 10:22
المحور: المجتمع المدني
    


هل الواقع يقول بأن الكنيسة مؤسسة من مؤسسات المجتمع؟ وحديثي هنا عن المجتمع المحلي مثل القرية أو الحي أو المدينة أو المحافظة وأيضاً عن المجتمع الأكبر كالوطن أو الدولة.
وللإجابة على السؤال أقول: إن واقع شعب الكنائس يقول ( لا ) إلا في نطاق ضيّق. بل وواقع المجتمع يقول متضامنا مع شعب الكنائس ( لا ) ماعدا مناسبات ومصالح تخدم من يطلب تدخل الكنيسة. وسأحاول في هذه الفكرة أن أوضح ذلك. فهل يحس المصريون المسيحيون بأنهم جزء من المجتمع؟ وهل يتعامل المجتمع مع الكنيسة على أنها جزء منه؟
دعوني هنا أولاً أخاطب شعبنا المسيحي المصري:
ماذا فعلت أمام دعوة الكنيسة بالمشاركة السياسية والاجتماعية؟ هل قمت باستخراج البطاقة الانتخابية؟ هل شجعت أفراد أسرتك وعائلتك وكنيستك على استخراج بطاقتك الانتخابية؟ والمطلوب أن يكون لنا صوتاً مسموعاً؛ لا لكي نختار مسيحياً غير مناسب بل لكي نختار المعتدلين المناسبين من المرشحين المصريين بغض النظر عن ديانة المرشح. وإن لم نختار المعتدلين سيختارون لنا المتطرفين.
ولدينا أمل يتكرر منذ سنين أن يكون لنا مرشحين في مجالس الشعب والشورى والمجالس المحلية وغيرها على كل المستويات في الجمعيات والنوادي والنقابات ـ تكون لهم ايجابياتهم مع دور مميز؛ لا لكي يتكلموا باسم الكنيسة؛ بل لكي يساهموا بآرائهم ومواهبهم كمصريين يحبون مصر؛ لتنمية ورخاء وتقدم بلادنا الحبيبة. لماذا نترك الساحة لتكون مسرحاً لتسلط المتطرفين؟
وهناك دعوة متكررة أقدمها من وقت لآخر؛ أنه على كل كنيسة بقدر الامكان أن تقوم بإشهار جمعية خيرية للتنمية لخدمة المجتمع الموجودة فيه ـ وذلك الإشهار يكون ببساطة في وزارة التضامن الاجتماعي ليصبح لنا دور مشترك مع المجتمع المدني المستنير. علينا أن نقوم بتوصيل محبة المسيح العملية للجميع من خلال يد المعونة التي تقوم بها من خلال الجمعية المسجلة. وإشهار جمعية ليس بالأمر الصعب؛ يمكنك شراء أو استعارة كتاب بعنوان (القانون رقم 84 لسنة 2002م) من مكاتب المطابع الأميرية في ميدان الأوبرا بالعتبة أو إمبابة أو في الحضرة القبلية بالأسكندرية. والكتاب هو نص قانون الجمعيات والمؤسسات الأهلية ولائحته التنفيذية. خطوات واضحة وسهلة. والجميل في هذا القانون هو المادة 6 من الفصل والباب السادس عن تاسيس الجمعيات؛ أن الجهة الإدارية تلتزم بقيد ملخص النظام الساسي للجمعية في السجل الخاص المعد لذلك خلال ستين يوماً من تاريخ تقديم الطلب والأوراق كاملة ـ وبالمناسبة فإنه لا يتم استلام الأوراق إلا كاملة بحسب المادة 5 فإذا مضت الستون يوماً دون إتمامه أُعتبر القيد واقعاً بحكم القانون. والقانون يسمح للجمعية المشهرة بالقيام بالعديد من الخدمات للمجتمع مثل دور الحضانة والخدمات الطبية والتعليمية والتنويرية والثقافية والشبابية والكثير من الخدمات الأخرى والموجود في القائمة المرفقة في أوراق التسجيل التي تحصل عليها في بداية الاجراءات.
هيا يا شعبنا المسيحي المصري قم بدورك في مجتمعك الذي لديك رسالة له ومسئولية نحوه.
يُتبع بالجزء الثاني.

هل الكنيسة جزء من المجتمع؟ (2)
بقلم القس / الفريد فائق صموئيل
راعي الكنيسة الإنجيلية بالسويس
خاطبت في الجزء الأول الكنائس وشعبها ليقوم بدوره الإيجاب في المجتمع. وحديثي هنا في الجزء الثاني عن المجتمع المحلي مثل القرية أو الحي أو المدينة أو المحافظة وأيضاً عن المجتمع الأكبر كالوطن أو الدولة. وذلك لكي يحس المصريون المسيحيون بأنهم جزء من المجتمع ولكي يتعامل المجتمع مع الكنيسة على أنها جزء منه.
وهنا أسأل المجتمع المصري:
والسؤال موجه لكل مسئول على كل المستويات. هل الكنيسة في نظرك جزء من المجتمع؟ هل تدعوا قيادات الكنائس الموجودة في دائرة مسئوليالتك للتشاور والتفاهم والمشاركة؟
هناك العديد من المواقف التي تصرخ وتقول أن المجتمع المصري لا يريد للكنيسة أن تكون مؤسسة فاعلة من مؤسساته. فمثلاً عندما تكتب الكنيسة رسالة للمحافظ؛ تجده لا يرد عليها. وعندما تكتب لرئيس حي تجده لا يرد عليك. وعندما تكتب لرئيس تحرير جريدة قومية ـ مملوكة للدولة بأموال المصريين مسيحيين ومسلمين ـ لا يرد عليك و لاينوه على ردك في الصحيفة. وحتى على مستوى رؤساء الكنائس الذي يكتبون لرئاسة الجمهورية لا يحصلون على رد منها. فأين نحن الآن وماهو موقع الكنيسة المصرية في المجتمع المصرية؟
صحيح هناك جزء من الخطأ يقع علينا عندما تقوقعنا في فترة ما تجنباً للمشاكل؛ لكن العصر تغيّر والاوضاع تبدلت وعلينا أن نستغل المناخ الديمقراطي الوليد في بلادنا. وما يجعلك تستغرب ما يحدث في مجتمعنا أن الحرية متاحة لمن يهينون المسيحية والكتاب المقدس في إعلامنا المصري والعربي؛ وغير مسموح لك بالرد في نفس الإعلام لإظهار حقيقة الأكاذيب التي تُقال عنا وعن إيماننا المسيحي الحي والراسخ والرائع.
ووقت الانتخابات لأعضاء مجلسي الشعب والشورى؛ طُلب من الكنائس أن تتخذ موقفاُ وتُشجع شعبها على الذهاب إلي الانتخابات. وهذه بادرة طيبة من سلطات المجتمع المصري المعنية؛ على أنها كانت ظاهرة في أن الهدف منها هو إنجاح مرشحي الحزب الوطني الديموقراطي وإسقاط مرشحي الأخوان؛ وليست بادرة لعودة العلاقة وزيادة الانتماء والمشاركة بين الحكومة والكنيسة. والغريب أن الحزب الوطني الديموقراطي الحاكم في مؤتمراته السنوية التسعة لا يقدّم الدعوة لرؤساء الكنائس المسيحية المصرية الأرثوذكسية والإنجيلية والكاثوليكية.
ولحل هذه المعضلة لابد من تطبيق المساواة وتفعيل المواطنة بين جميع المصريين (مسيحيين ومسلمين). وهذا حق مكتسب بالولادة وينبغي أن يكون مُسَلّم به لكل إنسان. والمساواة والمواطنة تبدأ بالمعاملة بالمثل في بناء دور العبادة. فهل ترضى الحكومة المصرية أن تستمر قرارات الخط الهمايونى العتيق و الذى يعود إلى القرن التاسع عشر؟ وهل ترضى بالشروط العشرة المجحفة والتي أصدرها وكيل وزارة داخلية متعصب في الثلاثينيات من القرن الماضي؟ وعلى وسائل الإعلام المصرية أن تتيح فرصاً أكثر لبث البرامج المسيحية المصرية كما تسمح بغيرها. ونرجو أن تستمر الحكومة في تأييد وتنفيذ المواقف الشجاعة لمنع ووقف عمليات اختطاف و اغتصاب الفتيات المسيحيات القاصرات من قبل متطرفين لأي سبب. أليس هذا قانونياً؟
ومن يرحمنا من الشتائم اليومية الموجودة في المواصلات العامة ـ داخل وخارج المحافظات ـ الرخيصة والغالية في الميكروباصات والأتوبيسات من خلال الشرائط البذيئة ضد المسيحية والمسيحيين؟ أركب كثيراً أتوبيسات السهم الذهبي لشركات شرق وغرب ووسط الدلتا والوجه القبلي بين القاهرة والسويس وبين السويس والاسكندرية وبين المنيا وغيرها من المحافظات. وتعال معي واستمع للشرائط والتي لا يوافق عليها الأزهر؛ وهي تأتي من السائق أو راكب يرغمها على السائق والركاب. و لا يشتغل الفيديو الذي تدفع ثمنه مع التذكرة؛ وإن وُضع شريط فيه فهو أيضاً لشتم المسيحية والمسيحيين. من يرحمنا؟ ولقد اشتكى البعض وكان الرد بحلو الكلام وكثرة الوعود ولكن شيئاً لم يتغيّر. وعلى نفس القياس كتب وكتيبات وشرائط سمعية مليئة بالشتائم والاهانات والتكفير للمسيحية والمسيحيين؛ موجودة على الأرصفة وفي المكتبات وتُعرض عليك في استراحات الطرق الزراعية والصحراوية؛ بل وعُرضت في معرض الكتاب السنوي. لماذا لا يُطبق قانون الاساءة للأديان على كل هذا؟
واستمراراً للحل لتصبح الكنيسة جزءاً فعالاً في المجتمع؛ على الحكومة المصرية أن تراجع المناهج الدراسية و التأكد من خلوها من الإساءة إلى المسيحية و المسيحيين بل بالأحرى أن تحث الطلاب على قبول و احترام الآخر. مع الاستمرار في التوسع في تعليم حقوق الإنسان في المدارس والجامعات وغيرها لكل فئات المجتمع. وأيضاً عليها العمل على أيقاف حملات الكراهية ضد المسيحيين و نعتهم بالكفار مما يخلق جوا من التعصب يسهل أن تتزايد فيه أعمال العنف ضد المسيحيين. وهذا للأسف موجود في الكثير من الكتب والموسوعات حتى الموجهة للطفل المصري.
وإن أرادت الحكومة حل المشكلة جذرياً فإن عليها أن تُعيّن عدداً أكبر من المسيحيين من الوزراء والمحافظين ورؤساء المدن والرتب العسكرية العليا في الجيش والشرطة وعمداء الكليات ورؤساء الجامعات. وما الذي يمنع من قبول عدد أكبر من الطلبة والأساتذة المصريين المسيحيين في كلية الشرطة والكليات العسكرية وجامعة الأزهر في كلياتها العلمية والأدبية العامة التي يُصرف عليها من الأموال العامة لكل المصريين؟
خدمت في محافظات ليست بقليلة وكان جزءاً من تقاليد محافظين كثيرين أن يجتمعوا مع شيوخ المساجد وقسوس الكنائس للتعارف والمشاركة والتشاور؛ أين هذا التقليد الآن؟ والحمد لله أن تقليد زيارة المحافظين للكنائس في الأعياد المسيحية لم ينقطع.

نريد أن نشعر أكثر مما مضى أن رئيس الدولة هو رئيس لكل المصريين. نريد أن يهتم أكثر بقضايانا ويجتمع مع قياداتنا الدينية الممثلة في رؤساء الكنائس المسيحية المصرية الأرثوذكسية والإنجيلية والكاثوليكية من وقت لآخر ويرد على رسائلهم. وعندما يزور الرئيس الكنائس المصرية فهو هنا كأب لكل المصريين يكسر حائط عدم الثقة ويقوم ببناء جسور من التسامح و الألفة بين جميع المصريين المسلمين و المسيحيين.
المهم في الموضوع هو حسن النوايا من الجميع؛ نعم ـ حسن النوايا. إن أهم شىء هو أن تكون هناك إرادة لإصلاح الأخطاء الموجهة ضد المسيحيين من فئات لا ترضى عنهم الحكومة لكنها صامتة عنهم وتتركهم يفعلون ما يريدون و لا تتحرّك إلا بعد الأذية المفزعة. فمع وجود الإرادة يمكن تحقيق الكثير و بذلك يحيا المسلمون و المسيحيون معا فى تآلف كأخوة و أخوات على أرض وطننا الحبيب مصر.
هذا هو أملنا الذى نعمل و نصلى من أجله أن تصير مصر لكل المصريين ووتتفعّل القوانين لتُطبق على جميع المخطئين وليس على فئة دون الأخرى. أكتب ذلك كله لأني أحب الخير لمصر؛ ولأننا نريد أن ينصلح حالها فيزيد الانتماء لمصر ويتعمّق الحب لمصر. ومبارك شعبي مصر.



#الفريد_فائق_صموئيل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- الخارجية الفلسطينية: تسييس المساعدات الإنسانية يعمق المجاعة ...
- الأمم المتحدة تندد باستخدام أوكرانيا الألغام المضادة للأفراد ...
- الأمم المتحدة توثق -تقارير مروعة- عن الانتهاكات بولاية الجزي ...
- الأونروا: 80 بالمئة من غزة مناطق عالية الخطورة
- هيومن رايتس ووتش تتهم ولي العهد السعودي باستخدام صندوق الاست ...
- صربيا: اعتقال 11 شخصاً بعد انهيار سقف محطة للقطار خلف 15 قتي ...
- الأونروا: النظام المدني في غزة دُمر.. ولا ملاذ آمن للسكان
- -الأونروا- تنشر خارطة مفصلة للكارثة الإنسانية في قطاع غزة
- ماذا قال منسق الأمم المتحدة للسلام في الشرق الأوسط قبل مغادر ...
- الأمم المتحدة: 7 مخابز فقط من أصل 19 بقطاع غزة يمكنها إنتاج ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - الفريد فائق صموئيل - هل الكنيسة جزء من المجتمع؟