أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - مسعود عكو - القمع الأمني للظواهر الكردية














المزيد.....

القمع الأمني للظواهر الكردية


مسعود عكو

الحوار المتمدن-العدد: 2098 - 2007 / 11 / 13 - 08:10
المحور: القضية الكردية
    


لم تتوانى الأجهزة الأمنية في مدينة قامشلو، عن قمع التظاهرة السلمية، التي قام بها مؤيدو وأنصار حزب الاتحاد الديمقراطي أحد أجنحة حزب العمال الكردستاني، في الثاني من شهر تشرين الثاني /2007/ وذلك احتجاجاً على التهديدات التركية، باجتياح كردستان العراق، بذريعة محاربة مسلحي حزب العمال الكردستاني، ولم يصدق الأمنيون بأن هناك كرد في الشوارع، حتى هلعوا إليها لعل وعسى يفوزوا بصيد ثمين، وفعلاً كانت طريدتهم شاب كردي في مقتبل العمر استشهد، وآخرون جرحوا من رصاصاتهم الخرقاء وأزيزها الأجوف.

يحتفل الكرد في سوريا، كباقي شعوب الخليقة بيوم المرأة العالمي في الثامن من آذار من كل عام. فتقوم الدنيا على رؤوسهم ولا تقعد، وتزلزل الأرض من تحت أقدامهم، فتتسلط عليهم أبابيل الأمن، ويسحقونهم عن بكرة أبيهم. وفي مرات عدة يعتقلون النسوة ويتهمونهن بإثارة النعرات الطائفية. في حين يحتفل آخرون –من غير الكرد طبعاً- بهذا اليوم، ولا يتهمون من أي شخص بأنهم يثيرون أية نعرة طائفية، أو قومية، أو حتى مذهبية. فهل في يوم المرأة أيضاً طائفية ومذهبية؟؟؟

درجت العادة في المجتمع الكردي، ومنذ سنوات عدة، أن تكرم إحدى الفرق الشعبية، أو اللجان الكردية المدنية أو الأهلية، الطلبة الكرد المتفوقين في شهادات الإعدادية، أو الثانوية التي تتم في أغلب الأحيان بشكل سري، خوفاً من الأجهزة الأمنية، التي تطارد على الدوام هكذا مناسبات، ولا تلبث أن تنقض عليها، فتفشل الحفل وتقلب سعادة المتفوقين إلى حزن يندمون عليه طالما تذكروها، ويلعنون ساعة الاحتفاء بهم كمتفوقين، وأوائل المحافظة. في حين لا تعامل شبيهات تلك الحفلات التي تقام أيضاً في المناطق الكردية، فلماذا هذا القمع للمناسبات الكردية؟؟؟

نادراً ما يمر على الكرد في سوريا يوم نوروز (عيد رأس السنة الكردية) بخير وسلام، فإما يتعرض موكب السيارات التي تقل المحتفلين بالعيد إلى الطبيعة خارج المدن، برشق الحجارة من قبل بغضاء، وحاقدين على الشعب الكردي، أو تقوم السلطات بإعاقة السيارات، وتقطع الطرق ليسلكوا طرقاً ليست بطرق. فتقوم آلاف السيارات بسحق الأراضي الزراعية، التي تمر بها سعياً للخروج من الورطة التي يدخلون فيها. فتتأذى في أغلب الأحيان آلاف الهكتارات الزراعية، وخاصة تكون المحاصيل في بداية بزوغها في الحادي والعشرين من آذار، وتتضرر العشرات من السيارات، وتتأخر الجموع عن بيوتها لعدة ساعات.

يندر في كل موسم رياضي في سوريا، أن لا تقوم مشاجرات بين جمهوري فريقين، أو حتى بين الجمهور والشرطة التي تأتي لتنظم عملية دخول وخروج المتفرجين، وتنتهي المشاجرات دون أي شيء يذكر. في حين قبيل مباراة كرة قدم بين فريق الجهاد من قامشلو والفتوة من دير الزور في آذار عام /2004/ تحول شجار الجمهورين إلى انتفاضة كردية، وبالذات بعد أن قامت السلطات بإطلاق النار الحي على الجماهير الكردية، التي احتشدت أمام بوابات الملعب، وأستشهد في يومها الأول تسعة شباب كرد، واستشهد من تداعياتها أكثر من خمسة وثلاثين، ناهيك عن المئات من الجرحى. وإلقاء الأفرع الأمنية بكل ألوانها القبض على أكثر من خمسة آلاف كردي لا يزال العديد منهم يحاكمون ويقضون عقوبتهم في السجون، بالإضافة إلى منع فريق الجهاد من اللعب على ملعبه حتى هذه اللحظة، وفرض عقوبات على النادي والفريق ما أنزل الله بها من سلطان. وتحولت قضية نادي الجهاد الرياضية إلى قضية سياسية بامتياز، وأصبحت حادثة رياضة انتفاضة شعبية كردية ضد كل من يفتح النار على الجماهير الكردية، وكانت غلطة الأجهزة الأمنية بكفرة، وفتحت عليهم أبواباً لم ولن تغلق بسهولة.

ثمة خطأ جيني في تركيبة هذه العقلية المتسلطة، الهمجية الفاحشة، القمعية الفكر والمبدأ، الوحشية التعامل. في كل مرة يبدي مدى افتقاده لأدنى مبدأ من مبادئ حقوق الإنسان، وتعامله القمعي الفظ مع أبسط أشكال التعبير السلمي عن حالة شعبية يقوم بها بين الفينة والأخرى شريحة شعبية واسعة من إحدى الشعوب السورية.

في كل بقاع العالم يسمح التظاهر السلمي، وإبداء الرأي والتعبير عنه بطرق سلمية، وعن طريق الاحتجاج ضد ظاهرة معينة، أو بغية إظهار موقف. إلا في سوريا!!! رغم أن الدستور السوري يسمح بهكذا تظاهر، وتعبير عن الرأي، وأصبحت كل تظاهرة كردية، أو موقف احتجاجي إلى مجزرة يقتل، ويجرح فيها عشرات الكرد، ويعتقل على إثرها المئات، في حين تستطع السلطة تجنب هذا الاصطدام، وبكل بساطة أن تسمح للمتظاهرين بالتعبير سلمياً عن ما يجول في خواطرهم، وتنتهي هكذا احتجاجات بأن يعود كل فرد إلى داره. لكن!!! لا تتعلم الأجهزة الأمنية الدرس من تجاربها السابقة، ويستمر مسلسل القمع الأمني في التعامل من الظواهر الكردية؟؟؟



#مسعود_عكو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جرائم الشرف... وأد الأنثى من جديد
- خمسة عقود ونصف ومازالت المأساة مستمرة
- أصدقاء الأمس أعداء اليوم ... سوريا وتركيا وحزب العمال الكردس ...
- تركية وتحديات المرحلة الجديدة
- مقابلة مع السيد حسن سوادي عبد العزيز القائم بأعمال السفارة ا ...
- هنيئاً لك طاووس ملك
- هل تفعلها السياسة كما فعلتها الرياضة؟؟؟!
- اللاجئون العراقيون في سوريا مأساة يومية متجددة
- معارضون خلف القضبان
- الرقابة على الإعلام الإلكتروني في سوريا
- عندما يغتال الظلام ضياء الشباب
- الحب على طريقة المطران عيسى
- مترجم يخلق شعراً بدلاً من ترجمته بدل رفو المزوري مترجماً
- نهر الفن تصميم وإرادة في زمن الفشل والكآبة
- آذار شاه
- في البحث عن الرّابط الأصيل... شعر يوسف رزوقة
- الإتجار بالبشر أو الرق مرة أخرى
- عندما يلبس الشرف أنين زهرة أخرى
- يتامى الطاغوت
- سوريا والعراق... علاقات جديدة!!!


المزيد.....




- بوليفيا تعرب عن دعمها لمذكرة اعتقال نتنياهو وغالانت
- مراسلة العالم: بريطانيا تلمح الى التزامها بتطبيق مذكرة اعتقا ...
- إصابة 16 شخصا جراء حريق في مأوى للاجئين في ألمانيا
- مظاهرة حاشدة مناهضة للحكومة في تل أبيب تطالب بحل قضية الأسرى ...
- آلاف الإسرائيليين يتظاهرون ضد نتنياهو
- مسؤول أميركي يعلق لـ-الحرة- على وقف إسرائيل الاعتقال الإداري ...
- لماذا تعجز الأمم المتحدة عن حماية نفسها من إسرائيل؟
- مرشح ترامب لوزارة أمنية ينتمي للواء متورط بجرائم حرب في العر ...
- لندن.. اعتقال نتنياهو ودعم إسرائيل
- اعتقالات واقتحامات بالضفة ومستوطنون يهاجمون بلدة تل الرميدة ...


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - مسعود عكو - القمع الأمني للظواهر الكردية