لم يزل طلابك يستذكرون ماقدمته لهم من دروس الوطنية في الأقتصاد السياسي ، ولم يزل هؤلاء الطلبة الذين صاروا نساءاً ورجالاً مؤثرين في مجتمعاتهم يتذكرون عطائك للعراق وتأكيدك على أن البقاء للشعب ويتفاخرون بمعرفتك .
لم يزل رفاق دربك في العمل السياسي يتحدثون عن التزامك الصارم وخلقك الجم ويسترسلون في الحديث عن حجم العطاء والفعل السياسي ضمن الحركة السياسية الوطنية في العراق ، وكيف قارعت سلطة الدكتاتورية ونازلتها ولم تلن ولم تستكين بالرغم من شيخوختك وأمراضك العصية .
بقي العراق في ضميرك وأنت تحمل أسمه بين الضلوع ، وتجاهد أيها العراقي المعطاء من أجل قضية آمنت بها وناضلت من أجلها في سبيل أن يتخلص العراق من سلطة البغي والطغيان والدكتاتورية وأن ينتفض العراق ليخلق من جديد زاهياً متألقاً متميزاً بديمقراطيته وبفيدراليته بين الأمم .
أيها الأصيل يامن أعطيت العراق الكثير من عمرك وتجربتك ولم تتوقف لحظة واحدة ، ولم تتأخر لحظة واحدة ، ولم تقف في طريقك الأساليب والطرق التي أرادوها عوائق لك ولعملك ونتاجك الثقافي والسياسي والأقتصادي ، فبقيت وفياً لقضية شعبك .
ولأنك حريص على أن يصل العراق الى شاطيء الآمان متحرراُ يحيط به أبناءه الطيبين البررة وأحزابه الوطنية ، ولأنك حريص أن يبلغ العراق ماتريده من أحلام مشروعة وأنسانية كنت تتخيلها في صباك وأفنيت عمرك في سبيل تحقيقها وأصبحت أمام مرمى البصر وقاب قوسين أو أدنى ، ولأنك تحلم بشعب متنعم بخيراته وأقتصاده المتين ويحفظ للأنسان كرامته وحياته وسعادته ، ولأنك تحمل ذلك الفكر الصلب الذي لايتناسب مع جسدك الهزيل بعد أن اعياك المرض وهدك الزمن ، لم تزل تكتب من فراش المرض في المستشفى التي رقدت فيها في المدينة الألمانية .
سيدي الجليل الدكتور كاظم الحبيب لم يزل العراق بخير مادام أمثالك من المجاهدين والمناضلين بخير ، ولم يزل العراق يعطي مادمتم تعطون ولاتأخذون ، وستنتصر قضية العراق لأنها قضية الشرفاء والطيبين والمجاهدين ، وسينعم العراق بكل مانريده له من احلام بتحقيق كرامة الأنسان وحقوقه المنصوص عليها في لوائح حقوق الأنسان الدولية أو في الدساتير السابقة أو القادم .
ليس لنا الا أن نفتخر بقامة عراقية وطنية مثل قامتك ، وليس لنا الا ان نتباهى بتاريخك النضالي ، ونزداد ثقة أن العراق سيذكر أسمك بزهو الرعيل الذي أعطى وأستمر بالعطاء .
تمنياتنا لك بالصحة وأن يعينك الله على ما أبتليت به من أمراض لتستمر تعطي لهذا العراق الذي يغمر كل مساحة الضمير والوجدان في اعماقك ايها الشيخ الجليل الممتليء مهابة وعراقية وعطاءاً وكلنا ثقة أنك في ضمير العراق .