أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - إبراهيم عبد العزيز - ماذا ينتظر شارون وائتلافه الحاكم














المزيد.....

ماذا ينتظر شارون وائتلافه الحاكم


إبراهيم عبد العزيز

الحوار المتمدن-العدد: 647 - 2003 / 11 / 9 - 06:19
المحور: القضية الفلسطينية
    


للمرة الأولى منذ اندلاع الانتفاضة الفلسطينية،  قبل أكثر من ثلاث سنوات يجد شارون نفسه فوق أرض أخرى. ليست نفس الأرض التي وقف عليها عندما لم يكن هناك متسع للجدل، حيث كان ممثلا للإجماع الوطني. الشعور الآخذ في التعمق في دوائر واسعة من الجمهور هو أن شارون قد وصل إلى طريق مسدود. بينما تشهد المعارضة في المقابل حالة استيقاظ.
الجمهور الإسرائيلي منقسم بشدة في خياراته للخروج من الوضع الراهن بين حكومة وحدة وانتخابات جديدة واستمرار الوضع القائم، ولعل نتائج  استطلاع الرأي العام، الذي  أجراه معهد "هجال هحداش" بالتعاون مع صحيفة "معاريف"، والتي أظهرت أن هناك نسبة عالية من الجمهور غير راضية عن أداء رئيس الوزراء اريئيل شارون حتى أنها تكاد تمنح بيرس فرصة معقولة للتغلب عليه في انتخابات تجري اليوم في إسرائيل، يمكن أن تنم عن حقيقة الأزمة التي تسود الساحة السياسية في إسرائيل.
حكومة شارون تقود البلاد طوال ثلاث سنوات، وهذه فترة طويلة وأطول من فترة حكم نتنياهو وباراك. ربما يعود ذلك إلى وتيرة الأحداث، وربما يعود إلى انتخابات الكنيست التي جرت خلال وجود شارون في رئاسة الوزراء، والشعور في حينه أن شارون بحاجة إلى فترة حتى يطبق سياسته.
 بعد ثلاث سنوات أصبح هناك أمر واحد واضح أن شارون وصل إلى ذروة السياسة، التي تبناها وعمل جاهداً للترويج لها بأنه ليس  هناك من يتفاوض معه، وعندما يكون هناك من يتحدث معه سيكون على استعداد لتقديم تنازلات مؤلمة. وأثبتت هذه السياسة فشلها بإجماع الكثيرين، وأنه  أصبح الآن واضحا أن هذه الحكومة لا تريد حسم الأمور.
شارون نجح طوال أشهر كثيرة في تضليل جمهور ضخم، ذلك الجمهور الذي انتخبه على خلفية الاعتقاد بأنه قادر على الحسم من دون حسابات. شارون الذي استطاع خلال السنين تطوير قدراته الخداعية إلى درجة الاحتراف ووصل إلى رئاسة الحكومة وهو في صورة شارون المحسن. شخص يقلل من الثرثرة ويقلل من الظهور ويعرف كيف يمنح كل واحد الشعور بأن احتياجاته ستلبى. شارون لم يوفر البضاعة المطلوبة منه، و غير قادر على توفيرها حتى في المستقبل. وأصبح يسود الشارع الإسرائيلي اعتقاد بأن الأمور وصلت إلى طريق مسدود،  ومشاعر عدم وجود مخرج والمراوحة في المكان توصله إلى الاستنتاج بأن شارون قد فشل. 
لعل مشاركة مائة ألف إنسان في إحياء ذكرى اغتيال يتسحاق رابين، هي نوع من التعبير عن اليقظة والشعور بأن طريق رابين الذي هو طريق اليسار مسألة ملحة. كما أنه  ليس غريباً في مثل هذه الحالة أن تخرج شينوي الآن مع خطة سياسية تتضمن إخلاء نتساريم. تومي لبيد يملك حاسة شم ممتازة للمزاج العام. فهو بين الأوائل الذين أدركوا أن الجمهور الإسرائيلي غير مستعد للعودة إلى الساحة السابقة كما يريد شارون، وهو يدرك أن رئيس الحكومة في مشكلة محدقة، وأن الليكود يظهر كطرف غير قادر على توفير الحل.
شارون يحاول نشر جو طبيعي رغم وجود أكثر من سبب لشعوره بالقلق. إلا أنه آخذ في الاهتراء ومكانته الجماهيرية في الحضيض، وهو أيضا كما الجمهور الإسرائيلي لا يعرف إلى أين المسير، فهو يعرف أن أكبر عدو للقائد هو تعابير وجهه، فقد خانته تعابير وجهه بسبب خشيته على مصيره السياسي ومن التحقيقات الشرطية ومشاعر الطريق المسدود، لا شك أنه يعصر فكره لإيجاد وسيلة للخلاص من هذا الشرك والخروج من الطريق المسدود وتحطيم الجمود.
اللجنة السياسية لحزب العمل، تقوم في هذه الأيام  بصياغة الخط الذي ستواجه به حكومة شارون، فمن المتوقع أن يوجه حزب العمل نداء للانسحاب الفوري أحادي الجانب من قطاع غزة. فهناك أغلبية مؤيدة لمثل هذا الانسحاب، وأن هذا هو الأمر الوحيد الذي يكسر الوضع الراهن القائم، وهو السبيل الوحيد، الذي يمكن أن يكفل للمعارضة حق البقاء.
اقتراح شينوي الانسحاب من نتسار يم هو مؤشر للمحنة التي تمر بها حكومة شارون، التي وصلت إلى طريق مسدود، وعليها أن تفعل شيئاً ما، ويرى المراقبون أن حزب العمل ملزم بالتوجه إلى ناخبي شينوي طالبا منهم أن يسيروا خطوة أخرى إلى الأمام مؤيدين الانسحاب من كل قطاع غزة. وإذا ما حظي  حزب العمل بدعم من حركة جماهيرية كبرى في دعوته للانسحاب، فإن شينوي في هذه الحالة لن تتمكن من تحمل الضغوط وستنسحب من الحكومة.
8 تشرين ثاني / نوفمبر 2003  
 



#إبراهيم_عبد_العزيز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تصريحات يعلون بداية الانقسام في القيادة الحالية لإسرائيل
- زفاف علي
- لمصلحة من -الفيتو-؟
- هل ستقع الإدارة الأميركية في الفخ الإسرائيلي؟
- هل أضاعت الرباعية الفرصة الأخيرة؟
- صحوة ضمير أم سحابة صيف سرعان ما تتلاشى؟
- -أبو عمار- إلى القدس
- حوزير بتشوفاة
- رؤية سياسية وقيادة موحدة


المزيد.....




- الوكالة الدولية للطاقة الذرية تعتمد قرارا ينتقد إيران لتقليص ...
- ZTE تعلن عن أفضل هواتفها الذكية
- مشاهد لاستسلام جماعي للقوات الأوكرانية في مقاطعة كورسك
- إيران متهمة بنشاط نووي سري
- ماذا عن الإعلان الصاخب -ترامب سيزوّد أوكرانيا بأسلحة نووية-؟ ...
- هل ترامب مستعد لهز سوق النفط العالمية؟
- عاجل | مراسل الجزيرة: 17 شهيدا في قصف إسرائيلي متواصل على قط ...
- روبرت كينيدي في تصريحات سابقة: ترامب يشبه هتلر لكن بدون خطة. ...
- مجلس محافظي وكالة الطاقة الذرية يصدر قرارا ضد إيران
- مشروع قرار في مجلس الشيوخ الأمريكي لتعليق مبيعات الأسلحة للإ ...


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - إبراهيم عبد العزيز - ماذا ينتظر شارون وائتلافه الحاكم