أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - محمد خضير سلطان - في ظل المنظومة الجديدة من المتغير العراقي/ ماهي آفاق تشكيل الفضاء الاجتماعي في العراق















المزيد.....

في ظل المنظومة الجديدة من المتغير العراقي/ ماهي آفاق تشكيل الفضاء الاجتماعي في العراق


محمد خضير سلطان

الحوار المتمدن-العدد: 2097 - 2007 / 11 / 12 - 09:35
المحور: المجتمع المدني
    


طوال الفترات المنصرمة من تاريخ العراق ، لم يتخذ تشكيل الفضاء الاجتماعي( التعدد الاثني والمذهبي) رسوخا في الثقافة العراقية،سياسيا كان اوابداعيا، ولم تصل ابعاده الاساسية( الاقتصادية، الثقافية، السياسية) من الفهم والممارسة لكي تغدو قاعدة عمل لا على المستوى الاكاديمي او السياسي ولا على المستوى الابداعي المترتب عليه في فنون السرد والتصوير، وطوال الفترات المنصرمة من تاريخ العراق الحديث، يسير الفضاء الاجتماعي بمجاله المتشكل في اطاره الاقتصادي والتاريخي منذ انبثاق الدولة العراقية الفتية، تضاف اليه المؤثرات الدولية والاقليمية في جوانب التحديث والمعاصرة ، يسير في مجاله العشوائي بلا استقرار سياسي وتخطيط تنموي وعمراني حقيقي ودون اتجاه ملموس لضبط الواقع مع متغيراته الحديثة.
يسيرفي مقتضاه العام دون ان يلتقي بشكل من الادارة الحكومية والسلطوية التي تصبح ضمانة له مع مرور الوقت بل على العكس، سار في وضعه الهش ليكون ضمانه لارتقاء الاستبداد والهيمنة وبدلا من ان تكون السلطة في خدمته ، صارت السلطة استرقاقا له.
وعلى ذلك كان المجتمع العراقي قبل نشوء النظام السياسي التسلطي بجميع اقلياته واعراقه وقبائله وطوائفه في حالة من التعدد القائم على الانسجام والتوافق الشكليين بين المكونات دون ان يرتفعا الى مستوى من اقرار نظام سياسي ودون ان يقرا مفهوما عمليا، فكان العراقي مواطنا صانعا لقراره في صيغة بدئية، يبدو وكأنه لايشعر بضغوط ايديولوجية لأنها لم تحن بعد، واطاره التعددي ينسجم مع الميراث المدني الاصلاحي للنظام العثماني،
يستطيع الفرد العراقي ايضا بدرجات متفاوتة بين الريف والمدينة، في فترة الثلاثينيات من القرن الماضي، ان يشارك في ادارة شؤون الحكم ( برلمان وحكومة وصحافة) او يحوز على الوظائف العامة خارج التمييز العرقي كونه من هذا المكون او ذاك بين المكونات ، ومن المفارقة المتعلقة بظلال اولية ، ان مفهوم الاقلية ، يختلط بمفهوم الاكثرية والمستوى السياسي يستعاض عنه بكثافة الفضاء الاجتماعي غير المتشكل على نحو ما بالرغم من صيغته البدئية الايجابية.
وبعد انقضاء عقود طويلة، ادت مترتبات نمو الكثافة السكانية وتركزها هنا وهناك بين اكثرية واقلية وبين تعدد عرقي ومذهبي، والانماط التحولية بين الريف والمدينة،وتبلورمنظور العمل القومي التسلطي، القائم على احادية النظرة القومية بعناصرها الدينية والعرقية التي افضت الى التمييز العرقي بين العنصر العربي المتفوق والعنصر الاثني المندمج معه ومؤثرات القوميين العرب في نهايات القرن التاسع عشر وتزاوج تلك المؤثرات مع اليقظة القومية التركية القريبة من العراق بما ادى الى تهجين الفكر القومي العربي بين ابعاده المؤثرة من يقظة الاتراك المتأثرة بالوعي الاوربي والتبني البراغماتي المباشر لعلمنة الخلافة وبين الخيار الانكليزي في انشطة مكتب القاهرة العربي التي اقصت المؤثرات التركية من خلال ايجاد بدائل عربية واسلامية في صيغة الخراج العمري العائد الى العلاقات الطبقية القبلية والمختلط مع المؤثرات والعلاقات الدولية الجديدة حتى تخطي هذه المرحلة الى النصف الثاني من القرن العشرين بشيوع المنظورين الاشتراكي والرأسمالي واتجاه البعد القومي العربي التسلطي الى التمرئي معه.
هذه المترتبات وغيرها ادت الى ظهوروتفاقم المشكلات لمجتمع متعدد ،يخبىء ازماته القادمة من النمو الهائل للديمغرافيا السكانية وكثافتها المتعددة والتوزيع الجغرافي للاقلية والاكثرية، فيما تنمو رويدا في بنائه السياسي التسلطي، النظرة الاحادية وقهر المكونات في نظام ايديولوجي صارم، يدعي من جانبه بانه اضاع تاريخه الزاهر في المجتمع العربي في عصوره السابقة ويعمل على استعادة بنائه القومي الجديد في غلبة العناصر المكونه لتاريخه الاسلامي، العربي على العناصر الآخرى التابعة له والمنضوية في اطاره العام، وبذلك نالت التشكيلات الاجتماعية بعد انتزاعها من وحدة سياقها التاريخي مختلف صنوف الاضطهاد والاقصاء ودخلت في مختبر تحويلي، يفقد شيئا فشيئا هويتها الاجتماعية والتاريخية ويضيع من فرص اندماجها مع المكونات الآخرى تبعا للمعايير الانسانية الحديثة .
والآن ماهي آفاق التشكيلات الاجتماعية في ظل المنظومة الجديدة من المتغير العراقي، فالملاحظ انها اطلقت من كهفها التاريخي بعد انهيار الاستبداد ودخلت في مضمار جديد على خط شروع واحد ، يعيد تشكلها على وفق المنظومة الحديثة للوائح الحقوق المدنية والسياسية الانسانية، ومن الطبيعي ان لا يكون الامر يسيرا في مدى الميراث التسلطي ، الايديولوجي في الوقت الذي لم يكن ممكنا في ظل حداثة التجربة لضحية ، عانت طويلا من ادوار السحق ان تنهض من كبواتها بلا تعثر اولي.
ويمكننا النظر الى الثقافة المكثفة للمشهد السياسي الان في نظامه الدستوري والبرلماني بعد كتابة الدستور الدائم وانطلاق المؤسسات الديمقراطية وما تفرضه المقتضيات في التعاطي العملي وما تشهده الاستمرارية الآنية من نظرة الى الفضاء الاجتماعي ، نجد ان صورة التشكيل المجتمعي لم تتضح بعد بالرغم من الافاق الرؤيوية في الاطار الدستوري والمؤسساتي وتحتاج الى مستوى من التطبيق العملي لكي تترسخ فضلا عن انعكاسها في الحياة اليومية وفنون السرد والتصوير، وفي هذا الخصوص اشير الى ما اشار اليه القاص محمد خضير في احدى المداخلات الثقافية باسبوع المدى الخامس في اربيل من ان مفاهيم السرد الآن تحتاج منا الى تصحيح في الرواية العراقية من اجل تخليصها من العالق الايديولوجي كأثر استبدادي عفوي، يعمل على تغييب التشكيل الاجتماعي فلم تشهد الرواية العراقية الوانا اجتماعية واضحة في تشكيلاتها الاثنية والمذهبية بالرغم من عنفوانها الدرامي في المجتمع العراقي ، من قرأ منا مشهدا لمأدبة طعام مندائية او طقسا احتفاليا كورديا ، من يـتأمل هذا الشاعر العمودي في سياقه الاجتماعي وذاك الفنان التجريدي وفقا لثقافته المناطقية.
اسئلة كثيرة مطروحة للتأمل والدراسة اساسها النظر الى استعادة تشكيل الفضاء الاجتماعي من خلال المنظور السياسي والاقتصادي والثقافي وعلاقاته في بناء الدولة وادارة الحكم واثره في الحياة اليومية والفنون.



#محمد_خضير_سلطان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صحيفة الصباح العراقية/ من فراغ الزاير حتى تركات الشبوط(2)
- صحيفة الصباح العراقية/ من فراغ الزاير حتى تركات الشبوط(1)
- الراحل مهدي علي الراضي في روايته الاخيرة/ العودة الى ربيع لم ...
- حول وحدة الخطاب الديمقراطي للاعلام العراقي/الدور التكاملي لل ...
- مرقاة الدخول الى سومر
- شهادة قصصية، العين والآثر
- السؤال الثقافي العراقي بعد اربع سنين من انهيار الطغيان
- الى هيئة الحكام للاعلام العراقي..مشاركة فعالة لمركز معالجة ا ...
- بعد اربع سنين من انهيار الطغيان المشكلة العراقية في الحل
- في العراق الزمن كبنية مفقودة
- اللغة والارهاب
- بين النظام العربي والمجتمع العراقي ثنائية الانقسام الثقافي و ...
- فكرة مسرح الحياة وسط جلبة الموت/ طقس الصلاة في طاحونة حرب
- تنازل الدولة عن الاعلام
- ما الذي لا يحدث لكي لا ننتبه /الى الشاعر الراحل خال حمرين
- صانع الجرار التي لاتتحطم
- الجدار العالي بين مجرى الدم ومسرى النفط
- المصالحة الثقافية اولا
- مقارنة بين الدستورالاتحادي والفدرالي الكوردستاني/ المركب الس ...
- تطبيقات مبكرة لهوية السرد في الذاكرة الرافدينية/ القاصان محم ...


المزيد.....




- بين فرح وصدمة.. شاهد ما قاله فلسطينيون وإسرائيليون عن مذكرات ...
- عشرات آلاف اليمنيين يتظاهرون تنديدا بحرب الإبادة في غزة ولبن ...
- 2024 يشهد أكبر خسارة في تاريخ الإغاثة الإنسانية: 281 قتيلا و ...
- خبراء: الجنائية الدولية لديها مذكرة اعتقال سرية لشخصيات إسرا ...
- القيادي في حماس خليل الحية: لماذا يجب علينا إعادة الأسرى في ...
- شاهد.. حصيلة قتلى موظفي الإغاثة بعام 2024 وأغلبهم بغزة
- السفير عمرو حلمي يكتب: المحكمة الجنائية الدولية وتحديات اعتق ...
- -بحوادث متفرقة-.. الداخلية السعودية تعلن اعتقال 7 أشخاص من 4 ...
- فنلندا تعيد استقبال اللاجئين لعام 2025 بعد اتهامات بالتمييز ...
- عشرات آلاف اليمنيين يتظاهرون تنديدا بالعدوان على غزة ولبنان ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - محمد خضير سلطان - في ظل المنظومة الجديدة من المتغير العراقي/ ماهي آفاق تشكيل الفضاء الاجتماعي في العراق