|
لا معركة حرية بدون ديمقراطية علمانية ...؟
مصطفى حقي
الحوار المتمدن-العدد: 2097 - 2007 / 11 / 12 - 12:26
المحور:
ملف - دور قوى اليسار والديمقراطية في بناء دولة مدنية ديمقراطية علمانية تضمن الحرية والعدالة الاجتماعية للجميع
لكل معركة مقوماتها وأدواتها ودوافعها والأهم هو سلاح هذه المعركة هل هو حديث ويواكب الحداثة وبكل تقنياتها الفنية والتعبوية المناسبة والتي تضاهي بل تتفوق على الترسانة العدوّة وان ما تتطلبه ساحات القتال التقليدية يماثل الميادين المدنية من حتمية صراعات الأفكار الإنسانية في بوتقة الأدلجة السياسة , وما يبنى عليه من هيكلية وأسس للمجتمعات الحديثة ، فالصراع هو دائماً مابين القديم والحديث مابين تراث ثقافي مشبع بالروحانيات والتقاليد الراسخة في الوجدان وحتى أصغر خلية في الجسد .. والمشكل الكبير والعائق المخيف هو التقمص الإرثي للشعوب العربية وعلى مدار أكثر من 1400 عاماً للشخصية الإنسانية المُستبدة والخانعة لحكم الإله والسلطان وبالأخص لحكم هذا الأخير النافذ والمؤثر تأثيراً مباشراً وإيجابياً بخلاف حكم الإله المؤجل وتأثيره السلبي على هذه الشخصية التي عشقت وبإدمان طقوس الإذلال والاستعباد حتى في أسمائها فالعبودية بقيت مقترنة بالأسماء ماقبل الإسلام وما بعده وحتى يومنا .. مع أن الخالق لايخلق عبيداً بل أحراراً وبعقول مفكرة .. وما زلنا نفتخر بعتق الرقاب ومؤمنين به ... ! ولم تقم أية ثورة شعبية بدءاً من الخلافة الراشدية ومروراً بالأموية وانتهاءً بالعباسية لإسقاط أي حاكم أو سلطان مع استبدادية تلك الحكومات وممارساتها الوحشية ضد شعوبها وبتفويض إلهي .. كيف وبأي أسلوب يمكن تحريك تلك الشعوب والتي لازالت تحت نير حكومات ديكتاتورية شمولية وضغوط خارجية ، والذل والخنوع والجهل العام يسيطر عليها ولعبة الديمقراطية صارت تجيدها تلك الحكومات المستبدة وببراعة فائقة وتحرك الجماهير البسيطة إلى صناديق الاقتراع لتشكل أرقاما من 97 إلى99بـ% ولتُكّـون برلمانات ديكورية ترفع الأيادي بالموافقةعلى ما تمليه عليه حكوماتها وبمظهر ديمقراطي ..... ما دفعني إلى كتابة هذا المقال هو ما جاء في مقال الكاتب برهان غليون في مقاله معركة الحرية ..ويرى فيه ان : الديمقراطية هي مشروع إعادة بناء الفرد والرأي العام على أسس جديدة، إنسانية بهذا المعنى لا تعود الديمقراطية هدفا بعيدا نحلم بالوصول إليه وننتظر قدومه أو الانقلاب التاريخي الذي يجعله ممكنا. إنها تربية يومية ومنهج إحياء إنساني يبدأ منذ الآن ومن قبل جميع حاملي المسؤولية وقادة الرأي. باختصار معركة الحرية واحدة لا تتجزأ. إنها تكمن في مواجهة كل ما يقف عقبة أمام تحرير الإنسان واستعادته ثقته بنفسه وكرامته. ستبقى الديمقراطية اليوم، في دائرتنا، ثقافة وتثقيفا بشكل أساسي، طالما لم تتغير الشروط الإقليمية والدولية التي تحول دون تحقيقها في الدولة. لكن هل هناك طريق آخر للوصول إلى دولة ديمقراطية من دون الفوز في معركة الحرية، حرية الفرد وحرية المجتمع وتحرير الرأي العام من نفسية الرق التي نجحت السلطات العربية في زرعها فيه؟ بالعكس، إن هذه المعركة هي المدخل الضروري لقيام أي نظام ديمقراطي. وإلا فينبغي الحديث عن "انقلاب ديمقراطي" لا ندري كيف يمكن معركة التحويل الديمقراطي للمجتمعات إحياء الذات الانسانية بما تعني من بناء الضمير الحر والروح القانونية، أي روح العدالة، عند كل فرد. وذلك بالكلمة والعمل معا، أي بالصراع ضد كل أشكال التمييز والمهانة والقهر. وهذه هي بالدرجة الأولى مهمة المثقفين، ليس بمعنى الكتاب والأدباء، ولكن جميع المنشغلين بالهم العام والباحثين عن حلول لقضايا شعوبهم، سواء أجاء ذلك في سياق بحثهم عن حلول لمشاكلهم الخاصة أو من خارجه. تطرّق الكاتب إلى معركة الحرية وانها تكمن في مواجهة كل ما يقف عقبة أمام تحرير الانسان واستعادته ثقته بنفسه وكرامته. وضرورة تطبيق الديمقراطية وارتباطها بمعركة الحرية ....هل هناك طريق آخر للوصول إلى دولة ديمقراطية من دون الفوز في معركة الحرية... لم يحدد الكاتب أية ديمقراطية هي الواجب الأخذ بها في معركة الشعوب من بين سلع الديمقراطيات المعروضة في أسواق السياسة ، كمالم يتطرق إلى العلمانية والتي يجب أن تواكب الديمقراطية والذي هو شرط في...( معركة التحويل الديمقراطي للمجتمعات إحياء الذات الانسانية بما تعني من بناء الضمير الحر والروح القانونية، أي روح العدالة، عند كل فرد. وذلك بالكلمة والعمل معا، أي بالصراع ضد كل أشكال التمييز والمهانة والقهر.) وهل هناك سوى العلمانية في معركة التحويل الديمقراطي المبني على الحرية والمساواة تبعاً لوطنية الوطن الواحد مع إذابة الصبغة الدينية والقومية والجنسية واللونية في بوتقة ارض الوطن ... والسؤال الأهم والمهم هل شعوبنا قد توصلت إلى الثقافة الديمقراطية العلمانية , مع الأخذ بعين الاعتبار أن العلمانية لا يمكن فرضها على الشعوب بل هي نتاج ثقافي يجب أن يمر بمراحل تاريخية وصراعات فكرية تصقل الثقافات وتنهض بها من الدون إلى السطح الملائم لمتطلبات العصر وأفكاره الحضارية ....؟
#مصطفى_حقي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
علينا أن نبارك للطبقة المتوسطة انحدارها لا أن ننعيها ..؟
-
العلمانية ليست رداءً نلبسه ..؟
-
القهقهات....؟
-
هل يمكن لأردوغان أن يكون علمانياً ...؟
-
العلمانية تطفو من الأعماق ...؟
-
أردوغان تائه في المعمعة الكردية ما بين الدين والقومية ...؟
-
عندما يتحول حادث دهس أرعن إلى معركة قضاء وقدر ..؟!
-
عقوبة الإعدام ونظام السجون لا يواكبان عدالة العصر ...؟
-
احترام العلمانية للأديان والعقائد ...؟
-
جملة اعتذارات تاريخية ..؟
-
الفيدرالية ليست تقسيماً ، ولكن أين الفيدراليون ...!؟
-
الزواج المختلط مابين الإباحة والقباحة وتطبيق الحدود ...؟
-
إن تعددت تاحارات فالباب واحد ...؟
-
طقوس العبادة بين المظهر والجوهر ...؟
-
الدعوة إلى الفيدرالية في العراق خطوة حضارية أم أشياء أخرى ..
...
-
أتلفوا الكروم ومزارع التفاح ولا تزرعوا الشعير ولا للخمرة ...
...
-
الحوار بين الأديان هل يشمل الإسلام ...؟
-
ومركب العلمانية يطفو على بحرٍ من الجهل ...؟
-
من حمص أيضاً ..عملية جراحية تتحول إلى نكتة وتعويض يزيد على ا
...
-
حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا بدأ يسفر عن توجهاته الإ
...
المزيد.....
-
فيديو يكشف ما عُثر عليه بداخل صاروخ روسي جديد استهدف أوكراني
...
-
إلى ما يُشير اشتداد الصراع بين حزب الله وإسرائيل؟ شاهد ما كش
...
-
تركيا.. عاصفة قوية تضرب ولايات هاطاي وكهرمان مرعش ومرسين وأن
...
-
الجيش الاسرائيلي: الفرقة 36 داهمت أكثر من 150 هدفا في جنوب ل
...
-
تحطم طائرة شحن تابعة لشركة DHL في ليتوانيا (فيديو+صورة)
-
بـ99 دولارا.. ترامب يطرح للبيع رؤيته لإنقاذ أمريكا
-
تفاصيل اقتحام شاب سوري معسكرا اسرائيليا في -ليلة الطائرات ال
...
-
-التايمز-: مرسوم مرتقب من ترامب يتعلق بمصير الجنود المتحولين
...
-
مباشر - لبنان: تعليق الدراسة الحضورية في بيروت وضواحيها بسبب
...
-
كاتس.. -بوق- نتنياهو وأداته الحادة
المزيد.....
|