المقال الجميل للصديق العزيز محمود العطار المنشور في جريدة "القاهرة" في العدد رقم 169 تحت عنوان "أما آن لجمهور السنة أن ينظروا في مذهبهم" لم يكدره ويعكر صفوه سوي خطأ تاريخي يستحق التصحيح...فقد ذكر الكاتب في رسالة على إلى معاوية أن صبيه النار هم أولاد مروان بن الحكم وهذا غير صحيح... والحقيقة أن صبيه النار هو اسم أطلقه النبي عليه السلام بنفسه على بعض صبيه بني أميه وكان يقصد أولاد "عقبه بن أبي معيط" وحدث هذا في وقعه مشهورة وبعد قصه طريفة موثقة... كان بطلها بالمصادفة "على بن أبي طالب" صاحب الخطاب نفسه لهذا فعلي هو آخر شخص يمكن أن يخطأ في أسماء صبيه النار حيث شهد الواقعة وكانت أمامه... فمن المعروف أن "عبد الله" أبو النبي عليه السلام كان توأماً إذ ولدت معه طفله أخري هي "البيضاء" المشهورة باسم "أم حكيم" وأن "البيضاء" أنجبت "أروي بنت عامر" التي هي أم الخليفة "عثمان بن عفان" فلما مات "عفان" والد "عثمان" تزوجها بعده "عقبه بن أبي معيط" وأنجب منها أخوة غير أشقاء لعثمان منهم "الوليد بن عقبه" الذي ولاه "عثمان" إمارة الكوفة في خلافته فصلي بالناس وهو سكران... المهم أن عقبه هذا كان أحد الأسري الذين تم أسرهم في موقعة بدر وكان قبل ذلك في مكة شديد الإيذاء للنبي فلما أمسكه المسلمون أسيراً أمر النبي بقتله صبراً (القتل صبراً هو القتل في غير الحرب) وقد أمر بذلك "علياً بن أبي طالب" فلما تقدم "عقبه" للقتل قال: "يا محمد أنا خاصة من قريش" (أي أنني قرشي خالص النسب). فقال النبي: "نعم". فسأله "عقبه": "فمن للصبية بعدي؟" فقال النبي: "النار... أنهم صبيه النار" فصار أولاد "عقبه" وهم من بني أميه يعرفون دوماً بأنهم صبيه النار... كما قتل معه أسيراً أخر هو "النضر بن الحارث" الذي كان يكذب محمداً أمام الوفود والذي قالت أخته "قتيله بنت الحارث" ترثيه:
"أمحمد وأنت نسل نجيبه
في قومها والفحل فحل معرق
ما كان ضرك لو مننت وربما
من الفتي وهو المغيظ المحنق"
وهي من أعف واصدق قصائد الرثاء التي تدعو إلى التسامح والعفو والصفح وقد سمعها النبي فقال: "لو سمعت هذا قبل أن أقتله ما قتلته"..... و"الوليد بن عقبه" هو والد الشاعر المعروف "عمرو بن الوليد بن عقبه" والذي عرف باسم "أبي قطيفة"... أما من قصدهم الكاتب أولاد "مروان بن الحكم" فعلي رأسهم الخليفة الأشهر "عبد الملك بن مروان" فهو الخليفة بن الخليفة والد الخلفاء "هشام" و "الوليد" و"سليمان" الذين كانوا صغاراً يطلق عليهم صبية الخلافة لا صبية النار لذا لزم التنويه.