صفقة تبادل الاسرى بدون سمير القنطار تعتبر فاشلة

نضال حمد

الحوار المتمدن-العدد: 646 - 2003 / 11 / 8 - 02:09
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    

07-11-2003

أدعت صحيفة يديعوت احرونوت الاسرائيلية في عددها الصادر صباح اليوم السادس من الشهر الحالي نوفمبر 2003 ، ان صفقة الاسرى لن تشمل عميد الأسرى اللبنانيين وأقدمهم في السجون الصهيونية، المناضل سمير القنطار، وقد اسر سمير في نيسان 1979  ويقضي عقوبته بالسجن والزنازين  منذ ذلك الوقت،وقد حكم عليه بالسجن لمدة تبلغ حوالي 550 سنة.

 

لقد كافح الأسير المبدئي سمير القنطار السجان والسجون والزنازين وناضل بكل ثقة بالنفس حتى أصبح شعلة مضيئة في ظلام السجون الصهيونية، فأحبه رفاقه وإخوانه الأسرى ، وتعاملوا معه على أساس أنه أحد أعمدة صمودهم وواحدا من قادة نضالهم العادل من أجل تحسين ظروفهم في السجون والمعتقلات، كذلك من أجل حريتهم وعودتهم لأهاليهم.

 

إذا صح كلام المصدر الاسرائيلي الذي يعمل في مكتب شارون من أن الصفقة لن تشمل سمير القنطار وأن اسرائيل لن توافق على إطلاق سراحه بالرغم من أن حزب الله وضع اسمه في قائمة الأسرى اللبنانيين والعرب الذين يطالب بفك أسرهم وبعودتهم للحرية، فأن العملية الجارية تصبح في خطر و كذلك حرية سمير تصبح أيضا في خطر كبير، وهذا ما يجعلنا قلقون على مصير أسيرنا العربي الكبير، ويجبرنا على رفع الصوت عاليا ، مطالبون بحريته والتمسك بمبدأ مبادلته حتى يقضي العيد مع عائلته بعد غياب 25 سنة في الأسر.

 

أكد رئيس الطاقم الاسرائيلي المفاوض في عملية تبادل الأسرى، ايلان بيران،ان اسم المناضل سمير القنطار موجود في القائمة التي قدمها حزب الله، لكنه تعهد بدوره ببذل قصارى جهده من أجل إبقاء القنطار في سجنه وحذف اسمه من القائمة.

 

هنا يتضح لنا الموقف الاسرائيلي من قضية سمير اللبناني الأكثر من فلسطيني، واضح أن اسرائيل ترفض اطلاق القنطار برضاها ،وواضح أنها لن تقبل باطلاق سراحه طواعية لكنها قد تطلق سراحه مجبرة أو مرغمة، لذا ليس أمام المفاوض اللبناني من الطرف المقاوم سوى العمل بما يمليه الضمير الانساني والواجب الوطني ، أي التمسك بحرية سمير القنطار ولو أدى ذلك لتأخير  عملية التبادل لأشهر قادمة، لأن كل التبادلات السابقة كانت تفشل في فك قيده، وكان الصهاينة الطرف الذي يخرج منتصرا، لذا فمن غير المنطقي ولا من المعقول أن تتم عملية التبادل بدون البطل الأمير سمير القنطار الذي قبل بمصيره و دفع فاتورة كفاحه ونضاله،لكنه بالتأكيد لن يقبل ولن يغفر لأحد تركه في السجن والتخلي عن حريته تحت أي ظرف كان.

 

يجب على حزب الله كشعلة مقاومة مضيئة في زماننا العربي المظلم الدامس ، ان يستمر بالإشعاع نورا وثقة ووفاء، وهذا يكون عبر التمسك بالحرية الكاملة لكل المعتقلين والمختطفين والرهائن و الأسرى اللبنانيين في سجون وزنازين اسرائيل...

 

يكون عبر الاستمرار في نهج المقاومة الذي لا يطعن أبطاله ولا يتركهم عرضة للظلم والإجرام والتنكيل في سجون وزنازين أقرباء الشيطان من مجرمي العقلية الصهيونية العنصرية، حيث يمارس الظلم والإرهاب بتشريعات توراتية غيبية صهيونية عنصرية، ويعتبر أسرانا في تلك السجون حقولا للتجارب الصهيوعنصرية، حيث لا رحمة ولا إنسانية ولا ضمير ولا حقوق ولا قيمة لهم.

 

أن أية صفقة لتبادل الأسرى تقفز فوق آلام سمير القنطار وعائلته ، تلك الآلام المتواصلة منذ حوالي 25 سنة ، تعتبر صفقة فاشلة وصفعة قوية للمناضل الصلب الذي ينتظر الفرج والحرية وأشعة شمس لبنان العربي التي تشرق من الجنوب وتطلع من وراء جبل العرب في لبنان العربي.

 

نقول الآن وليس غدا يجب البدء بحملة ساخنة ومنظمة من أجل دعم الطرف اللبناني المفاوض، والتأكيد على مطالبه العادلة و من ضمنها مطلبه بإطلاق سراح سمير القنطار وعدم التخلي عن هذا المطلب أو التفريط به تحت أية ضغوط أو حجج ، لأنه لا بد للقيد المتواصل حول سمير منذ 1979 أن ينكسر مرة واحدة والى الأبد، ولا بد للظلام الذي يعيشه سمير رغم أنه شخصيا يشع نورا وضياءا ومحبة وبهجة وصمودا وشموخا، لا بد للظلام أن يزول وللشمس أن تشرق من الزنازين والسجون، وان تعلن المقاومة بدء مواسم الحرية رغم أنف الاحتلال ورغم بشاعة وعنجهية الذين يسجنون الأسرى ويعتقلون الشعب والوطن في فلسطين المحتلة.

#نضال_حمد (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات