أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - ابراهيم البهرزي - ان المشاعية فطرة ..














المزيد.....


ان المشاعية فطرة ..


ابراهيم البهرزي

الحوار المتمدن-العدد: 2096 - 2007 / 11 / 11 - 11:54
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


تجلس في العشية على دكة الطين امام الباب الخشبي , تاتي (سليمة )غير مبالية لركبتيها الصغيرتين الكشيفتين تحت حافة الثوب الخلق وقد امسكته من طرفيه وهي تحمل في حجرها حبات التمر ..
وياتي الاخرون , يتحلقون على مائدة الرضا ,ياكلون حبات التمر بشهوة مفرطة , ويغيبون في الضحك ..
هل كانوا شيوعيين عهدذاك ؟
تاكد ان الحليب كان يقطر من انوفنا ... غير ان المشاعية فطرة المخلوق من قبل ان تدركه شياطين الاستحواذ .........
في ما بعد , صارت (سليمة )تنظر بندامة وتصفق بيديها اسفا على زمانها لعودته المبجلة متطوحا يقبل ذا الجدار وذا الجدار , متاسية لانخلاعه عن بهاء المشاعية القديمة وركونه منفردا لانانية الصمت ومقارعة دين الناس بالكاس ..


جميع الناس , اذن , شيوعيون يا جدو ماركس ؟

ينقر جلد (راس المال )الاحمر السميك وهو يحضنه تحت اصل نخلة في ذلك الشتاء القصي ... كان بالكاد يفهم ,
وهل يببغي لعاشق ان يفهم كل قصائد الغرام ؟
ان عليه ان يتذكرها فحسب .. هكذا يقول المعلم الاخر (افلاطون ).. ان المعرفة تذكر فحسب !
تمر صور (الشيوعيون الصغار )منزلقة على حواشي (راس المال )ضاحكة مقهقهة كاول الغرق في النوم ..تمر غصة الذكرى :
(سليمة )تجيء من منزلها بصحن من البقول المسلوق .. ننتبذ مكانا قصيا عن اعين الكبار المتاولين , برهة ويغافلنا (كريم ) , ليخمط (فائض القيمة )كله ..
يتنمر له الرفاق .. ويريه البعض منهم حمر العيون .. فيبكي معتذرا ..
وسيبقى هذا هو ديدنه طول العمر حتى وان غدا (قاض )في زمن (الملك اساس العدل ).. وينكر تعميده الشيوعي لغلبة طائفية صعدت فجاة لحموضة المزاج ..

وحين كان يطالع (اصل العائلة )اكتشف انه يتذكر لا اكثر !
وكانت الذكرى تهون عليه صعوبة العبارة .
اول (السبوت )الشيوعية كان بيتها الطيني ..
يوم قال المعلم ان بيت (سليمة ) قد يتهاوى تحت مطر هذا الشتاء ..
قلنا له :
اننا سنبني لسليمة بيتا .
ثم صار الجميع يخوض في الطين .. فمن يرفع طاسة لبناء ... الى من يديف التبن .. الى من يلملم تراب الطريق ... الى حامل الماء ...
حنى علا جدار واستوى السقف .. وهجعت مطمانة دفيانة في ليالي المطر القديم تلك الطفلة الرفيقة ..
فحين يكون الانسان شيوعيا فلا يفعل غير الدفاع عن براءة طفولته ..
وفهم من ذاك ان الشيوعية ليست حكرا لحزب مسمى .. وهي اكبر من حزب وبرنامج وسائل ومسؤول ...فهي الحياة الحقة الاولى قبل اختراع الجريمة .. انها هابيل يزرع دمه ليطرد غراب الوشاية ..
واية جريمة ان تشي غدرا بشركاءك في الوجود ؟
قد تصنف طوباويا لاجل هذا التبسيط .. وسيرد عليك بان الشيوعية علم وان لها قوانينها ولها شروطها وظروفها التاريخية وديالكتيكها وان عمادها الفلسفة والتفلسف ..
وهل ساقول غير ذلك :
كنا نذهب مع الكبار في مواسم جني الرطب , فكان الرجل الكبير منا يرتقي النخلة ويقطع العذوق ويرميها من عل , فكنا نلملم المتناثر عن العذوق ..ويحدث ان بعض المتناثر كان يعبر الاسيجة المحاذية الى داخل بساتين الجوار :
تقول( سليمة ) :
لا تلحقوا التمرة الى ما وراء السياج .. غدا سيجنون تمرهم ايضا .. ويعبر المتناثر من تمورهم الى داخل اسيجتنا .. وسنلمه ونستوي ... تمرنا العابر لهم ... حقهم ... وتمرهم العابر صوبنا ..حقنا !
يقول الرجل القديم :
بل كلا ..نتبع تمراتنا الى حيث يتطايرن .. ونجلبهن .. ويفعلون بتمراتهم مثلنا !
وهكذا يختلفون على الحقوق بالظنون .. وتبدا المكائد والسرقات والانتقام , ويبدا التاسيس لفكر الاستحواذ ..فيجد القبول الكبير !
النفوس الطامعة تسعى لتاسيس فلسفتها الناعمة :
السكين في القفا والابتسامة في الوجه ...

اه (سليمة )كلنا كنا شيوعيين ذات يوم قبل ان نكبر مع الانانية يا مسكينة يا جالسة لوحدها حتى اليوم على عتبة الطين تنتظر ناكر المعروف وهو يعود مترنحا تحت ثقل ونشوة دناءات الحياة ..
انها تعرف ان مامن اناني يصلح للشيوعية حتى وان قرا نواميسها البكر عن ظهر قلب ...



#ابراهيم_البهرزي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اريد ان ابكي يا وطن
- السبع البواكي-5
- ثورة اقنان اسيا
- انحطاط المثقف العراقي ...مثقفون عراقيون يحرضون على قتلي صراح ...
- اكلما كبرت ..خربت ؟
- السبع البواكي-4
- ميزانية العراق وخروف الكردي
- السبع البواكي-3
- حين تصل (لاخوة موزة)بسبب تلوث ذمم بعض مؤسسات المجتمع المدني ...
- السبع البواكي-2
- السبع البواكي-1
- عبد الحزب
- وحيدا.....عصرية العيد
- قوات الاحتلال الامريكي تقدم هداياها لاطفاتل العراق فجر اول ا ...
- رب اجعل كل القيادات الشيوعيةالعراقية من الحرامية علهم ينفعون ...
- كل عام وانت بخير ايها الوطن القتيل
- المراة هي الفرح الوحيد للرجل الوحيد
- طوال عاشوراء الحياة
- جرائم الابادة المنظمة للعقل العراقي-2
- جرائم الابادة المنظمة للعقل العراقي-1


المزيد.....




- المحافظون الألمان يسعون لكسب دعم اليمين المتطرف في البرلمان ...
- استأنفت نيابة العبور على قرار إخلاء سبيل عمال شركة “تي أند س ...
- استمرار إضراب عمال “سيراميك اينوفا” لليوم السابع
- جنح مستأنف الخانكةترفض استئناف النيابة وتؤيد قرار إخلاء سبيل ...
- إخلاء سبيل شباب وأطفال المطرية في قضية “حادث الاستثمار”
- إضراب عمال “النساجون الشرقيون”
- تسعة شهور من الحبس الاحتياطي.. والتهمة “بانر فلسطين”
- العدد 590 من جريدة النهج الديمقراطي
- اليمين المتطرف يحتفل برحيل أونروا من إسرائيل
- الفصائل الفلسطينية تفرج عن دفعة جديدة من الأسرى بينهم أربيل ...


المزيد.....

- الذكرى 106 لاغتيال روزا لوكسمبورغ روزا لوكسمبورغ: مناضلة ثور ... / فرانسوا فيركامن
- التحولات التكتونية في العلاقات العالمية تثير انفجارات بركاني ... / خورخي مارتن
- آلان وودز: الفن والمجتمع والثورة / آلان وودز
- اللاعقلانية الجديدة - بقلم المفكر الماركسي: جون بلامي فوستر. ... / بندر نوري
- نهاية الهيمنة الغربية؟ في الطريق نحو نظام عالمي جديد / حامد فضل الله
- الاقتصاد السوفياتي: كيف عمل، ولماذا فشل / آدم بوث
- الإسهام الرئيسي للمادية التاريخية في علم الاجتماع باعتبارها ... / غازي الصوراني
- الرؤية الشيوعية الثورية لحل القضية الفلسطينية: أي طريق للحل؟ / محمد حسام
- طرد المرتدّ غوباد غاندي من الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي ) و ... / شادي الشماوي
- النمو الاقتصادي السوفيتي التاريخي وكيف استفاد الشعب من ذلك ا ... / حسام عامر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - ابراهيم البهرزي - ان المشاعية فطرة ..