|
السيدة فلورنس غزلان ؟ نشكرك ولكن لسنا من أهل البيت
سلطان الرفاعي
الحوار المتمدن-العدد: 2095 - 2007 / 11 / 10 - 11:29
المحور:
اخر الاخبار, المقالات والبيانات
عندما كان يسوع معلقاً على الصليب ، لا بد وأن يكون قد أجال الطرف في الجمع بحثاً عن وجوه أصدقائه الأعزاء ، أولئك الرسل الذين رافقوه طيلة سنوات رسالته ، وفيهم وضع ثقته وأحبهم ، وهو الآن يقدم حياته كلها من أجلهم . ولكن بينما كان فاتحاً ذراعيه على الصليب وكأنه يعانق العالم بأسره ، كانوا هم يختبؤون في العلية وأبوابهم محكمة الإغلاق . كانوا يوم أحد الشعانين في أوج عزهم وهاهم الآن قد هربوا الى ظلمة غرفة تقوقعوا جميعاً في داخلها ، والمسيح يموت وحيداً . كانوا أصدقاءه في أيام عزه . وقد نُبز وحُكم عليه بالموت فقد تخلوا عنه . بقي هو ملتزما بحبهم . في تصفحي لمحرك البحث ، غوغل ، والموضوع السؤال كان : حجب موقع بونجور شام ، فاجأني مقال للسيدة فلورنس غزلان في موقع النداء لجماعة اعلان دمشق ، وقد كنت في السابق هاجمت كثيراً أفكار السيدة فلورنس غزلان ، وجاءني عتب رفيع المستوى من المانيا من السيد رفيق الشامي ، والذي لم يعد يتصل ، المهم ، بعد قراءة متأنية لما كتبته السيدة فلورنس غزلان : ( ما هي المواقع الألكترونية المسموح بها؟ ...حتى بونجور شام، وحتى كلنا شركاء وكلها من أبناء النظام وأهله...أغلقت... حجبت ...عليكم ارتداء الحجاب في الليل والنهار )9 . نحن يا سيدة فلورنس ، وأتكلم الآن بالنيابة عن ادارة التحرير في موقع بونجور شام ، وقد يكون لإدارة التحرير في موقع كلنا شركاء نفس الرأي ، أو لا يكون ، ولكنني لا أتكلم باسمهم بالمطلق . سيدتي : نحن لسنا أبناء النظام ولا من أهله ولا من المنتفعين من أنعامه وعطياته . لو قلتِ أبناء سوريا وأهل سوريا كان ذلك أصح وأصدق . ومشكلتنا معكم ، في الخارج ، أنكم تعتقدون أن كل من يكتب في الداخل وبحرية هو عميل للأمن السوري ، وهي فكرة خاطئة بالمطلق ، لسنا عملاء لأحد ، نحن عملاء وعشاق لوطن كبير اسمه سوريا فقط لا غير . في أول بيان أصدرناه يا سيدة فلورنس ، بعد حجب موقعنا التعسفي القمعي ، ومن دون أي سبب . اعتذرنا ، من كل من أو همناهم ، أن هناك حرية في سوريا ، وأن هناك ، رأي آخر . وبالتالي حقك علينا أن نعتذر منك أيضاً . ونقول : لا زال في سوريا قمع ، وانتهاك لحقوق الإنسان ، وكرامته ، وحقه في التعبير عن رأيه وفكره ، وما حجب موقع بونجور شام وكلنا شركاء وغيرهم الا دليل دامغ على وجود هذا القمع في سوريا . كما قلت لك يا سيدة فلورنس ، وأرجو أن تُصدقي ما أقول : هناك نوعية جديدة من رجال الأمن ، ولكن هذا لا يمنع من وجود نوعية قديمة جديدة من المسؤولين والسياسيين والوزراء ، والذين لا زالوا يعتقدون أنهم بحجبهم للمواقع وقمعهم للآخر ، وخنقهم للحريات ، يخدمون النظام والسلطة ، ولكنهم لا يعرفون ، أنهم يحفرون ويُعمقون ويُشوهون ويُحرضون الرأي العام على سوريا . أعرف أنك لن تقبلين تبريراتي ، ولن تقبلين ما أُصرح به ، وهذا من حقك . فأنا أيضاً لا أستطيع أن أُقنعك ولا أن أقتنع ، أن هناك في سوريا ، وزير ، وبنزوة عاصفة يستطيع أن يتجاوز كل القوانين ويحجب موقع ، وأن هناك صراصير ، أُمثل أحدهم ، لا يستطيعون أن يفتحوا فاههم ويعترضون ، وهم يُتابعون حجب مواقعهم ، وإغلاقها ، دون أن يكون لهم حق الرد أو الاعتراض على مثل هذه التصرفات القمعية ، من قبل وزير ومن خلفه . تصفين الموقعين ، سيدتي ، بأنهم أبناء السلطة وأهلها ، لا ، نحن نكرات في هذا الوطن ، يستطيع أي وزير أية مؤسسة ، أن تُدمر كل ما بنيناه ، بلحظة . على كل صليب يُعلق عليه المسيح وقلبه مفتوح ، وذراعاه ممدودتان ليضم الى صدره كل ضعيف ومتألم في هذا العالم ، يجب أن تُحفر الكتابة التالية : (( هذا ما أعني عندما أقول إني أحبك )) . ونحن أيضاً ياسيدتي ، والآن ممكن أن أتكلم بالنيابة عن ادارة موقع كلنا شركاء في هذه النقطة : (هذا ما نعنيه عندما نقول لسوريا اننا نحبك )) . لماذا أعتذر منك سيدتي فلورنس ؟: لأنك شعرتِ بألمي ووجعي ! . إننا في موقع بونجور شام ، ((ما أشبهنا بشخص سقط في بئر عميقة لا ماء فيها . وفي عمق البئر أخذ يعيش حالات من القلق العميق واليأس لشعوره بأنه لن يتمكن من النجاة --- فراح يضرب بكفيه جدار البئر علّ أحداً في الخارج يسمع . بدا له أن كل محاولاته لا بد فاشلة --- وأن أحداً سيكتشف يوماً أن انساناً سقط في هذا البئر وقضى ولم يدر أحد بوجوده ! ولكنه عاد يطرق الجدران ويداه تدميان -- الى أن سمع في آخر المطاف صوتاً من خارج جدران البئر ، فأحس وكأن فرحاً كبيراً قد تفجر في نفسه وخالجه شعور بالارتياح لأن أحداً أخذ علماً بوجوده حيث هو ، ولسان حاله يقول : الشكر لله على أن أحد ً أحس بوجودي .)) على العلماني السوري ، في هذه الأوقات العصيبة ، والتي تغلغلت فيها الأصولية ، في كثير من المفاصل السورية ، وعلى الأخص ، في تلك المؤسسة التي يقودها وزير الاتصالات السورية ، عليه ، أن يقبل ذاته دائماً كإنسان في سفر ، ويعي أنه لا بد للمسافر من أن يعرف الفشل . ومن الضروري أن تخضع المُثل الوطنية لامتحان الخبرة . فنحن لسنا ولن نكون عملاء للنظام ، وإنما نحن ودائما وأبداً أبناء بررة لسوريا . وهكذا ، فمُثُلنا الوطنية التي تبدو لنا في الغالب جميلة جدا ً ، سرعان ما تتحول الى صراع ، الى نكران للذات ، الى معركة مع أعداء النور ، الى ارادة البدء مجدداً على أثر فشل والى قبول واع بأن الأمور لن تبقى على هذه الحال أبداً . المشكلة في حجب الموقع لا تكمن في حادث حجب ظرفي ، بل في ردة الفعل عندنا على هذا الحجب . إن ردة فعلنا ، يجب أن تكون محصنة بثقة عميقة ، مبنية على قناعة راسخة بأن كل الوطن يقف معنا ، ووحدهم الخونة يقفون ضدنا ، الخونة ، الذين يطعنون سوريا من الخلف ، بينما تقفين أنتِ يا سيدة فلورنس مع الوطن بقلبك وبروحك وبألمك وبإيمانك ، بأنه لا بد لمسيرة الإصلاح والتغيير من أن تصطدم ببعض العقبات ، وتتعرض لبعض الكبوات . ولكن الحجب الحقيقي ، يكمن في الانهزام . عندما يزداد القمع ، على الإنسان الوطني أن يُصبح أقوى ، عليه أن يكون دائماً أكبر من الحجب ، والقمع ، وتكميم الأفواه ، ومصادرة الرأي . وفي النهاية ، سيُفضي بنا تصميمنا جميعا في الداخل والخارج على حماية أمن واستقرار سوريا ، الى التكاتف والتعاضد في وجه ، كل من يعمل على تشويه سمعة سوريا . سيدتي : لسنا من أهل البيت ، وإلا لكان لنا حظوة (ولكانوا ردوا على نباحنا) . ولكننا من أهل الوطن ، وأهل الوطن ، يتحملون كثيرا فداءً للوطن . وفداءً للوطن نُضحي بموقع وبعشرة ، ليبقى نور سوريا ساطعاً ، وترحل خفافيش الظلام .
#سلطان_الرفاعي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ننعي لكم الطبقة المتوسطة السورية
-
معاناة مواطن سوري
-
عندما تتحول النزوة الى قانون في سوريا
-
لماذا الفكر المسيحي؟ الأصولية السورية المتمثلة في بعض القياد
...
-
نشودة حجب المواقع السورية على يد أبو حجاب للشاعر العربي احمد
...
-
أيها القتلة المجرمون : خطف كاهنين في الموصل
-
في انتظار غودو (رفعت الأسد ) .
-
معرم بالطقم الطلياني فوق الشروال العثماني : لُحى العلمانية ف
...
-
سوريا على خطى مصر في التضييق على المسيحيين
-
السيدة فلافل وحكومة العطري
-
منظمات حقوق الإنسان في سوريا، دفاع عن قضيتين احداهما باطلة .
-
طبخة كبسة بلا أرز
-
بماذا كافأ مجلس الشعب السوري ناخبيه ؟
-
سوريا في زيارة طبيب نفسي
-
المعارضة شرف
-
سياسة (شلون ما كان )
-
لقاء (حوار متمدن) مع رئيس الوزراء العراقي نوري
-
ما للقحطانية عوجلت في صباها دعاها الى اردى داعيان : العرب وا
...
-
حضارة بربرية تنتج برابرة متحضرين - قضية تنصر محمد احمد حجازي
-
الصراع الطبقي في سوريا 3 مسؤولية الدين ؟
المزيد.....
-
تعهدات مكتوبة بخط اليد.. شاهد ما وجده جنود أوكرانيون مع كوري
...
-
إيمي سمير غانم وحسن الرداد بمسلسل -عقبال عندكوا- في رمضان
-
سوريا.. أمير قطر يصل دمشق وباستقباله أحمد الشرع
-
روسيا ترفض تغيير اسم خليج المكسيك
-
عائلات الرهائن الإسرائيليين يدعون حكومتهم إلى تمديد وقف إطلا
...
-
أثر إعلان قطع المساعدات الخارجية الأمريكية، يصل مخيم الهول ف
...
-
ما الذي نعرفه حتى الآن عن تحطم طائرة في العاصمة واشنطن؟
-
العشرات من السياح يشهدون إطلاق 400 سلحفاة بحرية صغيرة في ساو
...
-
مقتل اللاجئ العراقي سلوان موميكا حارق القرآن في السويد
-
من بين الركام بمخيم جباليا.. -القسام- تفرج عن الأسيرة الإسرا
...
المزيد.....
-
فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال
...
/ المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
-
الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري
...
/ صالح ياسر
-
نشرة اخبارية العدد 27
/ الحزب الشيوعي العراقي
-
مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح
...
/ أحمد سليمان
-
السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية
...
/ أحمد سليمان
-
صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل
...
/ أحمد سليمان
-
الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان
...
/ مركز الآن للثقافة والإعلام
-
المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال
...
/ مركز الآن للثقافة والإعلام
-
نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال
...
/ مركز الآن للثقافة والإعلام
-
جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م
...
/ امال الحسين
المزيد.....
|