أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نجاح يوسف - إلى متى تنتظر عوائل أسرى الحرب العراقية الإيرانية عودة أبنائها ؟!!














المزيد.....

إلى متى تنتظر عوائل أسرى الحرب العراقية الإيرانية عودة أبنائها ؟!!


نجاح يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 646 - 2003 / 11 / 8 - 01:54
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


منذ اكثر من اثنين وعشرين عاما وفي 19/ 9/1981 فقد شقيقي (فائق) في الحرب العراقية الإيرانية.. هذه الحرب التي لم يكن مؤمنا بها, لا بل معارضا لها وهو المهندس الزراعي ولاعب كرة قدم رائع .. شاب مثله  ترعرع في أحضان عائلة مسالمة عانت من ويلات النظام البائد كغيرها من العوائل العراقية التي لم تحن هامتها للطغاة .... تزوج شقيقي بعد تخرجه من جامعة الموصل – قسم الهندسة الزراعية وبدلا من الاستفادة منه في المؤسسات الزراعية التي هي بحاجة ماسة إلى خبرته, تمت دعوته  ومواليده إلى الخدمة العسكرية ..

في تلك الأيام , كانت طبول الحرب الكلامية بين العراق وإيران تصم الآذان.. وخيوط المؤامرة تحاك في السر لتنسج علاقات حميمة بين نظام صدام  ومخابرات الولايات المتحدة , التي وجدت في صدام ونظامه  أداتها والتي عن طريقها سيتم نشر قواتها وبسط سيطرتها على منطقة الخليج برمتها , إلى جانب وأد الثورة الإيرانية الفتية وهي في المهد..  ومن اجل تحقيق ذلك لا بد من زج الشبيبة العراقية في أتون هذه الحرب المدمرة ..

اندلعت الحرب , ولم يكن للشعب العراقي أي مصلحة وطنية فيها , بل نعتتها كل القوى الوطنية العراقية والعربية والقوى المحبة للسلم آنذاك بالحرب العدوانية , وبأنها قد شنت بالنيابة عن القوى الإمبريالية والرجعية .. ومهما كانت مسميات تلك الحرب وأسبابها ودوافعها , فالشباب العراقي والإيراني على حد سواء خسر أحلى سنوات عمره وهو يعيش في الخنادق وفي سوح المعارك , يحتمي مرة من لهيب المعارك وزمجرة أصوات الطائرات والمدافع , وفي مرات كثيرة يخسر حياته الثمينة , لتصطلي عائلته المنكوبة بنبأ (استشهاده) , أو أسره ..

جاء (فائق) بإجازته الدورية بعد أن عاش أول تجربة مريرة ومؤلمة له في المعركة , ليجد أن زوجته على وشك وضع طفلهما الوحيد , وبعد قضاء أجمل أيام إجازته  مع عائلته , شعر أن مكانه هو بجانب أسرته وليس بعيدا عنها .. فأخبر والدته وزوجته بأنه قرر عدم الالتحاق بوحدته , رغم قوانين الإعدام التي كانت سارية ضد من يتخلف أو يهرب من الخدمة العسكرية.. وتحت إلحاح وتوسلات والدته وزوجته اللتان أقنعتاه بالالتحاق بوحدته في منطقة الخفاجية (سوسنكرد) بالتسمية الفارسية , خوفا من جريمة إعدامه من قبل النظام الفاشي , سافر شقيقي على مضض , وليته لم يسافر!! في تلك المعركة أصيب شقيقي في بطنه وتم أسره من قبل القوات الإيرانية.. أو هكذا سمعه بعض الأقارب وهو يتحدث من إذاعة طهران بعد أكثر من شهرين وقوع المعركة.. علما بأن سلطات النظام المقبور اعتبرته مفقودا!!

لم أجد بابا إلا وطرقتها بحثا عن شقيقي , كما أرسلت العديد من الرسائل عن طريق الصليب الأحمر إلى معسكرات الاعتقال الكثيرة المنتشرة في إيران والتي بنيت لتستوعب الأعداد الهائلة من الأسرى العراقيين.. ولكن دون الحصول على رد منه, أو تأكيدا من السلطات الإيرانية بأنه موجود في إيران,  كما فعلت بالعديد من الأسرى العراقيين الذين ظهروا فجأة, حيث لم تسمح السلطات الإيرانية تسجيل أسمائهم في سجلات الصليب الأحمر الدولي !! بعدها علمت من وجبات الأسرى الذين أطلق سراحهم , بأن الأسرى العراقيين المسيحيين خاصة, كانوا يعاملون بقسوة , وفي بعض الأحيان يجبرون على ترك دينهم , ومن يرفض يحال إلى معسكرات نائية على الحدود الروسية!! لا أستطيع الجزم بأن ذلك حصل فعلا, حتى أسمع من شقيقي ذلك!!

يا ترى لماذا لم يطلق سراح شقيقي وألوف الأسرى العراقيين معه لحد هذه الساعة ؟ ما ذنبهم وما ذنب أسرهم وأطفالهم؟ ماذا تنتظر منظمات حقوق الإنسان والصليب الأحمر والهلال الأحمر الدوليين؟ وماذا تنتظر إيران من عدم إطلاق سراح من تبقى من الأسرى والذين تنكر في كل مرة ان لها أسرى عراقيين , وبعد حين نسمع أنها ستطلق سراح أسرى جدد؟ ما هذا اللعب بمشاعر وعواطف البشر؟ 

لقد انتهت هذه الحرب عام 1988 وبعد خمسة عشر عاما , ما نزال نبحث عن ضحاياها وأسراها.. إنني أطلق هذه الصرخة لكي أسمع بها كل الضمائر الخيرة في العراق وإيران وفي المهاجر , طالبوا بإطلاق سراح الأسرى العراقيين , ضحايا حرب نظام صدام الإجرامي , الذين ما زالوا في معسكرات الاعتقال في إيران ! إن عوائلهم المنكوبة ما زالت تنتظر أن يطلوا عليها بعد فراق طويل زاد عن المعقول واللامعقول !! أيها المحامون والقضاة ومنظمات حقوق الإنسان.. ويا مجلس الحكم المؤقت  لبوا هذه الدعوة الإنسانية وضموا صوتكم إلى صوت ضحايا الحروب العدوانية  وأعملوا من أجل إطلاق سراحهم فورا!!
إنها معاناة شخصية , لكن لها بعد إنساني لأنه ما زال اكثر من خمسة آلاف أسير عراقي ضحايا الحرب العراقية الإيرانية يقبعون في معسكرات نائية في إيران ومنذ أكثر من عقدين.. إنهم ينتظرون ساعة الفرج .. لا تطيلوا انتظارهم !!     



#نجاح_يوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- TRICK OR TREAT يا مجلس الحكم !!
- لا , ليس كل شيء هادئ على الجبهة!!
- لمن يهمه الأمر..لا مكان لحزب البعث في عراق المستقبل !!
- ليس دفاعا عن مجلس الحكم الانتقالي ... فتاوى الأزهر والعراق ...
- إذا عرف السبب بطل العجب !!
- هل ما زال اليسار العراقي يحمل بوصلته؟!
- طالب متفوق يتألق شهيدا
- ما يجمع المرتزقة العرب لا يفرّق الشعب العراقي
- وجهة نظر: حول إدارة تكنوقراط عراقية مستقلة !
- متى يتحرر العراق من الإعلام المنحاز؟
- من وراء الاعتداءات على الكلدوآشوريين في بغداد والبصرة؟
- السيد والمسود في العراق في عصر ما بعد الاحتلال
- سقط القناع.. وبان الوجه القبيح لمستحقات الحرب
- حركات السلام: بين طبول الحرب والمطالب العادلة للشعب العراقي! ...
- لكي لا يقع شعبنا العراقي في شرك الأكاذيب مرة أخرى !!
- اليسار العراقي ..ضرورة وصمام أمان للديمقراطية وحقوق الإنسان
- وداوني بالتي كانت هي الداء !
- ضباب لندن يطبق على نتائج مؤتمر المعارضة العراقية!!
- باقة حب إلى الحوار المتمدن
- مسرحية فاشلة من مشهد واحد


المزيد.....




- معالجات Qualcomm القادمة تحدث نقلة نوعية في عالم الحواسب
- ألمانيا تصنع سفن استطلاع عسكرية من جيل جديد
- المبادئ الغذائية الأساسية للمصابين بأمراض القلب والأوعية الد ...
- -كلنا أموات بعد 72 دقيقة-.. ضابط متقاعد ينصح بايدن بعدم التر ...
- نتنياهو يعطل اتفاقا مع حماس إرضاء لبن غفير وسموتريتش
- التحقيقات بمقتل الحاخام بالإمارات تستبعد تورط إيران
- كيف يرى الأميركيون ترشيحات ترامب للمناصب الحكومية؟
- -نيويورك تايمز-: المهاجرون في الولايات المتحدة يستعدون للترح ...
- الإمارات تعتقل ثلاثة أشخاص بشبهة مقتل حاخام إسرائيلي في ظروف ...
- حزب الله يمطر إسرائيل بالصواريخ والضاحية الجنوبية تتعرض لقصف ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نجاح يوسف - إلى متى تنتظر عوائل أسرى الحرب العراقية الإيرانية عودة أبنائها ؟!!