أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - مصطفى القرة داغي - أيها العروبيون .. من هم المرتزقة الحقيقيون ؟















المزيد.....

أيها العروبيون .. من هم المرتزقة الحقيقيون ؟


مصطفى القرة داغي

الحوار المتمدن-العدد: 646 - 2003 / 11 / 8 - 01:53
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


أستضافت أحدى الفضائيات العربية الحجرية  قبل فترة ثلاثة من المثقفين العرب في أحد برامجها و الذي كان مخصصاً للحوارعن موضوع الساعة وهو العراق .. وقد أدار الحوار أحد مقدمي برامج هذه الفضائية التي خرجت علينا فجأة يوماً ما من أحد كهوف العصر الحجري وهذا المقدم معروف بأسلوبه الممل والبطيء في تقديم البرامج ألاّ أن أهمية الموضوع دفعتني لمتابعته لعلّي أخرج بشيء ما خاصة أن أحد الضيوف كان عراقيا ومن التيار القومي العروبي وهو أحد الشخصيات التي رشحت عند بدء الحرب على عجل لحكم العراق بعد سقوط نظام صدام .
وبأعتبارنا أمة مجترّة فأن الحديث كان أجتراراً لأحاديث سابقة قالوها هم وقالها غيرهم في ندوات و حوارات سابقة وكان في مجمله أما نظريا خيالياًً أو مؤدلجاً بحسب فكر السيد المحاور.. وأن لم يخل من بعض الفائدة .. ولكن عندما جرى الحديث عن الوضع الحالي المتأزم نوعاً ما في العراق وعن أستعانة أمريكا بدول أوروبا الشرقية كبولندا وبلغاريا والجيك وغيرها.. نعت السيد مقدم البرنامج هذه الدول   وبأزدراء بالدول المرتزقة .. والكارثة أن أحد السادة المحاورين أو أثنين منهم أيده في هذا الكلام السخيف والذي لا يخرج ألاّ من أناس ماعاد لهم عقل يفكر وللأسف فأن السواد الأعظم من شعوبنا ومثقفينا هو من هذه الشاكلة .
أود أولاً أن أوضح للسادة الكرام من هذا السواد الأعظم بأن أحدى أهم مشكلاتنا هي خلط ألأمور .. الخلط في كل شيء وبين كل شيء والخلط في حالتنا هذه التي نتحدث عنها هو بين من يبحث عن مصلحته في حدود المعقول ودون أن يضر أحد وبين المرتزق .. وأود هنا أن أسأل السادة الكرام هل أن من يشارك في تحالف دولي لأسقاط أعتى دكتاتورية على مر التأريخ وبناء بلد أهلكه القمع ودمرته الحروب مقابل  بعض ألأستثمارات البسيطة وقروض لا بأس بها لشعبه هو مرتزق ؟  .. بالطبع لا..  هذا ليس أرتزاقاً بل تفكيراً بالمصلحة العليا للشعب والوطن وهو برأيي أعلى درجات الوطنية وألاّ كنا أعتبرنا الدول العربية التي شاركت في التحالف الدولي الذي قادته أمريكا لأخراج  صدام من الكويت مقابل ألغاء ديونها لدى الغرب وبعض القروض البسيطة دولاَ مرتزقة .. لكن الأمورلا تأخذ بهذا الشكل .. فهذه الدول العربية شاركت في تحالف1991 من أجل مصالحها وعارضت تحالف 2003 خوفاً على مصالحها وكل شخص كما قلنا من حقه أن يبحث عن مصلحته مادام لا يؤذي أحداً والآن تفعل بولندا وبلغاريا والجيك نفس الشيء وهذا من حقها وهو ليس أرتزاقاً على الأطلاق .   
المرتزق الحقيقي في رأيي هو ذلك الشخص الذي ترك بلاده بما فيها من تردي وحاجة الى الأصلاح وترك أهله وناسه من أجل حفنة من الدولارات يتقاضاها مقابل الدفاع عن شخص مجرم أحرق الحرث والنسل ... لكنكم يامساكين تشجعونه و تسمونه ... متطوعاً للجهاد .. فهل هكذا يكون الجهاد ؟
والمرتزق الحقيقي هو ذلك المهووس الذي  يفجر نفسه في الباص ولا يفجرها بالدبابة ظناً منه ربما وحسب النظرية (الرنتيسية)  بأن الباص سيوصله أسرع الى الجنة .. أو لأن بنك الرنتيسي لصاحبه صدام حسين سابقاً والذي من المتوقع أفلاسه ألآن لغياب الممول يدفع لذوي من يقتل نفسه ويقتل معها بالجملة أطفالاً ونسائاً أكثر مما يدفع لذوي من يقتل جندياً أو جنديين .. والمبلغ و كما يعلم الجميع مغري و يصل الى ( 25000 ) دولار... ولكنكم يامساكين تشجعونه وتسمونه ... فدائياً .. أفهكذا يكون الفداء ؟
وحتى لا ننسى .. فأن المرتزق الحقيقي طبعاً هو ذلك ألأعلامي والناقد والكاتب والفنان المحترف الذي يتلاعب بالألفاظ محولاً سفاح الشعب العراقي الى حارس البوابة الشرقية للأمة العربية.. ومخرب الكويت ومحتلّها الى محررها ومحرر فلسطين بالمرة.. متناسياً شرف مهنته من أجل كوبونات نفط وقعها صدام بدماء شعبه الذي يدعون هم أنفسهم وبكل وقاحة الدفاع عنه كعطوان و بكري والمسفر و قنديل والفنانة أم محمد وغيرهم كثير ممن لا مجال ولا داعي لذكرهم ... وأعود لأقول بأنكم يامساكين تسمون هؤلاء مثقفون ... أهذه برأيكم هي الثقافة ؟
أن هذه ألحالات الثلاث التي ذكرتها أيها السادة هي ألأرتزاق بعينه وليس ماتقوم به بولندا والجيك وبلغاريا من تفكير مشروع بمصلحة شعوبها .. كما أنه ليس مرتزقاً من يفكر بمستقبل أبنائه وأحفاده وأحفاد أحفاده بل أنه أنسان يستحق كل ألأحترام .. فأنا أذكر أنه عندما جرى أستفتاء الشعب في بولندا حول ألأنظمام أو عدم ألأنظمام الى ألأتحاد ألأوروبي سُأل رجل بولندي عجوز في أحدى القنوات عن رأيه فأجاب : ( رغم أننا سنواجه في البداية بعض المشاكل ألاّ أنني بالتأكيد مع الأنظمام للأتحاد ألأوربي لأن في هذا على المدى البعيد مستقبلاً أفضل لأجيالنا القادمة .. أنتهى) .. رؤية رائعة للأمور يفتقدها السواد ألأعظم من شعوبنا للأسف والتي ليس فقط لاتفكر في مستقبل أبنائها وأجيالها القادمة لأن هذا فوق مستوى أدراكها حتى الآن وأنما تدفعهم الى التطرف والغرور والضياع  و ترمي بهم الى مهاوي العنف والحقد والأجرام كما حصل في 11 سبتمبر و يحصل يومياً هنا وهناك من أمور تدعوا الى الخزي والخجل وليس الى التباهي والغرور والتهكم على الغير كما تفعلون ياسادة .
ثم ما هي أفضليتكم على هذه الدول التي بدأت بوضع أقدامها على الطريق الصحيح في هذه الحياة بالتفكير الدؤوب والعمل المتواصل وليس بالعنتريات الفارغة وأرهاب الناس ! .. وهي دول بدأت تنموا أقتصادياً و زراعياً وصناعياً وليست دول أقتصادياتها وزراعتها وصناعتها في النازل ولاتزال تصنع وقد دخلنا القرن الواحد والعشرين حتى (أبرة الخياطة) بأمتياز من مصانع أجنبية و ياليتها مصانع أوروبية أو أمريكية وأنما هي في الغالب روسية أو صينية أو هندية .
وبنائاً على ما تقدم نجد بأننا أمة عادية جداً بل وأقل من عادية .. لأن ألأمم تقاس على أساس أعمالها  وعلى أساس ما تشارك به في صنع الحضارة ألأنسانية .. ونحن والحمد لله بعيدون ومنذ عقود عن مثل هذه ألأمور.. فقد أكتفينا بالجلوس والتغني بأمجاد حضارة أكل عليها الدهر وشرب .. كأن الدنيا قد أنتهت وزالت بزوال تلك الحضارة .. وكأن لا أحد من حقه أن يصنع الحضارة أو يقودها ألاّ نحن .. فنحن نرى أننا ألأفضل وألأفهم وألأجدر بحكم الناس ولا أدري ما الذي يميزنا عنهم ! ..  ياناس رحم الله أمرءٍ عرف قدر نفسه .. حتى أننا ولكي نداري عجزنا وتأخرنا عن أللحاق بركب الحضارة فقد أختزلنا كل الحضارة الغربية (ألأوروبية وألأمريكية) في قضية أسرائيل لذا أعلنّّا عليها الحرب كما أعلنّاها على أسرائيل متناسين أن هناك أوروبا وأمريكا ألأقتصاد والعلوم والتكنلوجيا والحرية.
فأفيقوا أيها الناس وحاولوا اللحاق ولو حتى بالعربة الأخيرة من قطار الحضارة والاّ فأنه سيترككم والى الأبد غير مأسوف عليكم .

 



#مصطفى_القرة_داغي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كذبتم وصدق توني بلير
- ما هو سر الخروج المنظم لأزلام صدام
- بقايا مشروع الأستبداد القومي العربي .. وسقوط القناع
- نعم المثلث أحمر ومتسع .. ولكن بدماء العراقيين الطاهرة
- هل نحن أمام ولادة طالبان شيعة ؟
- الحقيقة البائسة لما يسمى بالمقاومة العراقية للأحتلال
- هنيئاً للعراقيين بعهد الميليشيات
- الرهان على فرنسا .. وتكرار الأخطاء
- هل أخطأت أمريكا بأحتلالها (بتحريرها) للعراق ؟


المزيد.....




- بوتين: لدينا احتياطي لصواريخ -أوريشنيك-
- بيلاوسوف: قواتنا تسحق أهم تشكيلات كييف
- -وسط حصار خانق-.. مدير مستشفى -كمال عدوان- يطلق نداء استغاثة ...
- رسائل روسية.. أوروبا في مرمى صاروخ - أوريشنيك-
- الجيش الإسرائيلي: -حزب الله- أطلق 80 صاورخا على المناطق الشم ...
- مروحية تنقذ رجلا عالقا على حافة جرف في سان فرانسيسكو
- أردوغان: أزمة أوكرانيا كشفت أهمية الطاقة
- تظاهرة مليونية بصنعاء دعما لغزة ولبنان
- -بينها اشتباكات عنيفة بالأسلحة الرشاشة والصاروخية -..-حزب ال ...
- بريطانيا.. تحذير من دخول مواجهة مع روسيا


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - مصطفى القرة داغي - أيها العروبيون .. من هم المرتزقة الحقيقيون ؟