وحدة نضال الشعب العراقي بعربه وكرده ضد الاحتلال ضرورة قصوى لتحرير الشعبين

سعاد خيري

الحوار المتمدن-العدد: 2094 - 2007 / 11 / 9 - 12:39
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    

وحدة النضال الجماهيري العربي الكردي
اكثر ضرورة من أي وقت مضى
عملت الامبريالية البريطانية ومن ثم الامريكية بكل طاقاتها العسكرية والاقتصادية والسياسية والايديولوجية وسخرت كل ادواتها وفي مقدمتها الانظمة الدكتاتورية والاحزاب السياسية البرجوازية، على شق الوحدة الوطنية بين العرب والاكراد، باعتبارها الحلقة المركزية في ضمان هيمنتها على العراق. ومع تطور الحركة الوطنية العراقية ونشوء الحزب الشيوعي العراقي الذي سجل في بيانه الاول عام 1934 على ضؤ الماركسية ومباديء الاممية حق تقرير المصير للشعب الكردي. فوضع الاساس المادي لوحدة نضال الشعبين. وخاض نضال ايديولوجي وسياسي وتنظيمي جبار من اجل ترسيخ الترابط بين التحرر الوطني وضمان حقوق الشعب الكردي القومية. وصاغ الشعارات الجماهيرية وفي مقدمتها على صخرة الاتحاد العربي الكردي تتحطم الامبريالية وجسد هذه الشعارات بنضالات جماهيرية جبارة ضد الامبريالية و ايغال الحكومات العميلة في حرمان الشعب الكردي من جميع حقوقه القومية. كما تجسد تطور وعي الشعبين بوحدة مصالحهما في الانتفاضات الشعبية والنضالات العمالية . وعكس اضراب عمال النفط في كاوور باغي ، بانضج الصور وحدة مصالح جميع القوميات المتعايشة في العراق ضد عدوها المشترك: شركات النفط الاحتكارية وهيئة اركانها الامبريالية . وحذر الحزب الشيوعي العراقي الحركة القومية الكردية منذ الاربعينات اثر زيارة احد ممثلي الهيمنة الامريكية المنطلقة بعد الحرب العالمية الثانية، لكردستان العراق وتقديمه بعض الاغراءات الفارغة، من الارتماء باحضان الامبريالية الامريكية الاشد خطرا، املا بالتحرر من الامبريالية البريطانية. واكد لهم بان تتحررهم لايأتي عن طريق هذه الامبريالية او تلك وانما بنضالهم ضد كل هيمنة امبريالية . و تحررهم رهن بتحرر العراق وبناء النظام الديموقراطي الذي يضمن حق تقرير المصير للشعب الكردي. ومصدر قوتهم يكمن في وحدة نضال الشعبين العربي والكردي وتضامن جميع شعوب العالم.
ومع تطور الحركة الوطنية تطور نضال الشعبين العربي والكردي وامتزجت دمائمها في المعارك الوطنية ضد الامبريالية وادواتها الانظمة الرجعية والدكتاتورية . وكان من اهم ثمارها انتصار ثورة 14/تموز/1958 التي نص بيانها الاول على ان العراق شراكة للشعبين العربي والكردي وان الشعب العراقي يضم قوميتين اساسيتين هما العربية والكردية. وكان الاخلال بهذين المبدأين من قبل القيادات القومية الكردية والعربية : الحزبين القوميين الكرديين وحزب البعث، احد العوامل التي ادت الى ضياع ثورة 14/تموز. ورغم تمكن الامبريالية الامريكية من ترويض الحزب الشيوعي العراقي من خلال اكبر حملة ابادة ضد كوادره على يد فاشيي انقلاب شباط 1963 واختراقه من الداخل، بقيت الجماهير مشربة بمشاعر الاخوة بين الشعبين وبتلاحم مصالحهما ووحدة مصيرهما، وتجسدت بنضال فصائل الانصار الدامي ضد النظام الدكتاتوري . وكانت نقطة الانطلاق لحرف توجه الحزب الشيوعي العراقي عن خطه الماركسي هو تخلي قيادته عن استراتيجيته الوطنية والاممية التي محورها تحديد العدو الرئيس لشعبنا وهو الامبريالية وتضليل الجماهير وحرف نضالها ضد الامبريالية وتوجيهه ضد احد ادواته باعتباره العدو الرئيس . فجعلت العدو الرئيس الاول انقلاب شباط الفاشي بمعزل عن الامبريالية الامريكية التي خططت له ونفذته ادواتها من قادة حزب البعث. وعلى هذا الاساس بررت التهادن مع حكم عبد السلام واخيه وصولا للتحالف مع حزب البعث تحت شعار القضاءعلى التخلف وبناء الاشتراكية معا، في الوقت الذي كان المخطط الامبريالي يغذ السير في اعداد النظام الدكتاتوري واستخدام طموحاته لتحقيق الهيمنة على اغنى منطقة في العالم بالنفط . ولم يكن بوسع النظام الدكتاتوري شن حروبه التوسعية العدوانية بدون توجيه اقسى الضربات للحزب الشيوعي ولكل اشكال المعارضة. فاصبح النظام الدكتاتوري العدو الرئيس بمعزل عن الامبريالية الامريكية ، وتبريرجرائمها بجرائم النظام الدكتاتوري بما في ذلك تبرير غاراتها الجوية وقصفها شعبنا باليورانيوم المنضب وحصارها الظالم وصولا الى تبرير الحرب والاحتلال . فوجدت جميع القوى السياسية البرجوازية الكردية والعربية فرصتهافي غياب الوعي الوطني لدى الجماهير لتحقيق طموحاتها القميئة بالتعاون مع قوات الاحتلال . وتجرأ كل من حزب المؤتمر الوطني بقيادة احمد الجلبي والحزبين الكرديين بقيادة جلال الطالباني ومسعود البرزاني والاحزاب الاسلامية على التعاون مع قوات الاحتلال لاستكمال احتلالها. واخذوا يتبارون في تقديم المزيد من الخدمات لقوات الاحتلال لقاء التمتع بكراسي الحكم . وطور كل منهم في ظل غياب القيادة السياسية الواعية ذات الاستراتيجية الوطنية والاممية الصحيحة طموحاته الشخصية و الفئوية على حساب طموحات ومصالح شعبنا وبالضد منها . فطورت الاحزاب الاسلامية طموحاتها الى تقسيم العراق على اساس طائفي وطورالحزبين الكرديين طموحاتهما بتقسيم العراق واقامة كردستان الكبرى تحت المظلة الامريكية. وبدأ السباق لنيل الحظوة لدى الادارة الامريكية، جلال الطالباني فقدم ارض كردستان هدية لاقامة القواعد العسكرية الامريكية وارسل ابنه الى امريكا ليقدم كردستان ارضا وشعبا للهيمنة الامريكية لقاء منح كردستان بكل ما تتمتع به اسرائيل من امتيازات على حساب الشعب الكردي والشعوب العربية . وانبرى مسعود لتوقيع عشرات العقود النفطية مع الشركات الاحتكارية النفطية وفق عقود المشاركة ضاربا بمصالح الشعب العراقي عامة والكردي خاصة ورهن ثرواتهما لعشرات السنين. دون ان يدرك هذان الزعيمان انهما ارخص في سوق العولمة الراسمالية من اسرائيل وحتى من تركيا لانهما لايملكان رصيدا شعبيا لا على صعيد اقليم كردستان ولا على صعيد العراق. فجاء الحل الامريكي للتوتر على الحدود مع تركيا وتهديدها باجتياح كردستان على حساب احلامهما في تحقيق وحدة اجزاء كردستان حتى وان كان تحت الهيمنة الامريكية . وذلك لقاء احتفاظ امريكا بتركيا الدولة الاوربية الاسيوية وعضو حلف الاطلسي، كحليف تابع لتنفيذ مخططاتها الاوسع في الشرق الاوسط.
فعلى الحركة الوطنية العراقية العربية والكردية ادراك اهمية وحدة مصالح شعبيهما وترابط ووحدة نضالهما من اجل التحرر والديموقراطية والاهمية القصوى لاقامة اشكال من التنظيم وجبهات النضال الموحدة المحلية وعلى نطاق القطر لمقاومة قوات الاحتلال وجميع وسائله وادواته وفي مقدمتها جبهة النضال ضد قانون النفط وضد الاتفاقيات التي ابرمت وفقه. ففي عصرنا اصبحت وحدة نضال جميع شعوب العالم دع عنك شعوب الوطن الواحد الضمان الوحيد لتحرر كل منها وبالتالي جميعها.

#سعاد_خيري (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات