أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - يوسف هريمة - نحو تأسيس مفهوم الكهنوت















المزيد.....

نحو تأسيس مفهوم الكهنوت


يوسف هريمة

الحوار المتمدن-العدد: 2095 - 2007 / 11 / 10 - 11:16
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


تمر الثقافة الإنسانية بمختلف مستوياتها من أزمات حقيقية، تجعل الكثير منها يمر بمنزلقات حضارية نرى خطورتها ومآلاتها الكارثية مجسدة في واقعنا بشكل جلي وبيِّن. ولا يحتاج الإنسان إلى كثير من التنظير الفكري المجرد ليشرح عمق هذه الأزمات الفكرية. فقد أصبحت انعكاساتها الاقتصادية والاجتماعية تضرب في عمق فكرة التواصل والبناء الحضاري البعيد عن كل الحساسيات. وتعتبر أزمة المفاهيم من أخطر هذه الأزمات الفكرية التي تحدث صراعات وتنشئ حروبا، وتقتل كل يوم فينا إنسانيتنا في النعيم بحرياتنا المفقودة، وراء الضغط الاقتصادي والاجتماعي لمجتمعاتنا المقهورة بمختلف مستوياتها. و مصطلح أو لفظ بسيط في أعين متتبع قد ينشئ حروبا، وقد يميت أبرياء تحت مسميات عدة تارة باسم الدين وتارة باسم السياسة، وتارة باسم الحرية وحقوق الإنسان.
هذا المنزلق الحضاري الذي تستدرجنا إليه اللغة، وما يحوم حولها من أعمق الأزمات الضاربة في بنية الفكر الديني عموما. فالدين كما هو معلوم ثقافة بحد ذاتها ومفاهيم مستقلة، تؤثر وتتأثر في مسيرة تواصلية بآلياتها ومصطلحاتها وألفاظها. ولعل الناظر في عمق الفكرة المشار إليها سيتضح له حجم الهوة التي قد تسقطنا فيها مفاهيم كبيرة، لا زالت مجتمعاتنا تجر سلبياتها وإيجابياتها. وكي لا نتيه في الفضاء النظري وما يمكن أن يلبسه على عقولنا اخترنا مصطلحا يتم تداوله داخل المنتدى بشكل كبير، كما يتم تداوله في غيره من المنتديات والكتابات على مختلف مستوياتها. هذا المصطلح لا يقل خطورة عن باقي المصطلحات التي تحوي مفاهيم يترتب عليها ما يترتب من أزمات فكرية وثقافية لعالمنا المعاصر، الذي نحن جزء من تركيبته ومساهمين في بنائه الحضاري أو نقضه على حد سواء. إنه مصطلح الكهنوت أو الكهانة. فماذا يعني هذا اللفظ؟؟؟
سؤال قد يبدو للناظر بالبساطة التي اعتدنا أن نتعامل بها مع كل المفاهيم الخطيرة، والمؤثرة في المسارات الحضارية والتواصلية لشعوبنا. لكن الواقع يؤكد بما لا مجال للشك فيه أن هذا المصطلح عرف تطورا كبيرا في مسيرته التاريخية، ليصل إلينا على الأقل داخل منتدانا الكريم وتتنازعه فئتان رئيسيتان: أولاهما وظفته لضرب فئة آمنت بتراث الأسلاف، ولم تشأ أن تخرج من هذا الركام الثقافي تحت دعاوى متعددة أهمها سيادة المنطق الروائي المحتكر للساحة الدينية على امتداد فترات تاريخية مهمة، هذه الفئة لها أصولها ومناهجها وقواعدها ومصدرها القرآني مع اختلاف نظرتها إليه. وثانيهما: فئة متحررة من قيود الدين وأغلاله كما تقول، وترى في كل من يتمسك بالدين من قريب أو من بعيد في مشروع تنموي أو نهضوي ثقافي تكريسا لما أسموه المؤسسة الكهنوتية، ولو تعددت الأسماء والألقاب وتزينت المشاريع والمقاربات التحسينية للدين حسب أطروحتهم.
كان هذا المسار الفكري لكلمة في حجم " الكهنوت " بصغرها، وحتى بتفاهتها عند البعض كفيلا أن يخلق جوا من الصدام على امتداد فترات قيام هذا المنتدى المبارك. فقد ظل اللفظ تهمة يسكت بها كل طرف خصمه المباشر، ويبعد بها كل ما تطويه دلالاتها عن نفس مشبعة بثقافة الإقصاء والإلغاء للآخر، دون أن يتم تداول اللفظ بشكل منسجم وسياقه التاريخي، أو تحديد لمفهوم ينسحب على كل من يقوم بفعل أو قول ينطبق عليه أوصاف اللفظ قيد المدارسة.
يأتي هذا المقال في خضم هذا الركام من الجدل، محاولا أن يرسم في الأفق ملامح تواصلية لفريقين وظفا هذا اللفظ، دون أن يكلفا أنفسهما الوقوف عند ما يمكن أن تؤول إليه الأوضاع باستخدام مصطلحات إقصائية تهميشية. فقد أصبح اللفظ رصاصة لا يكاد يسلم منها مخطئ أو صاحب توجه فكري أو سياسي أو حتى ديني. كما يأمل من كل الإخوة إثراء النقاش في مسؤولية جماعية ،من أجل ضمان جو حواري كفيل بأن يطلع كل فريق على مبررات الآخر دون حجر فكري أو عقلي أو وصاية على هذا الاتجاه أو ذاك. وهذا هو المظنون في إخوة كرام ساهموا ولا زالوا في مسيرة قلم بمختلف محطاته المعراجية.
وستكون مقاربتنا للموضوع من خلال التصور التالي:
1- مفهوم الكهنوت ومحطات التاريخ:
كأي لفظ لغوي وكأي مفهوم إنساني بشري خاضع للتغيير والتبديل، تدرج مفهوم الكهنوت بين مدارس متعددة واتجاهات فكرية متنوعة. وكان توظيفه حسب المنطلقات المعرفية لكل اتجاه أو تصور وفق آليات وأدوات معينة. وسنتتبع هذا اللفظ من خلال مفاهيم المدارس الدينية الكبرى، تاركين المجال لمن يريد أن يساهم أيضا في هذا البناء المفاهيمي بشكل معمق، وهي المدرسة اليهودية والمسيحية والإسلامية.
*- اليهودية:
ارتبط مفهوم الكهنوت Sacerdoce بشكل كبير بالطقوس التي كان يمارسها اللاويون، وهي ثقافة مستمدة من التأثير المصري وثقافة ما بين النهرين المحيطة بالظروف المنشئة لكتابة ما يسمى بالتوراة. وقد كانت هذه الثقافة تعتمد ولاية الملك لوظيفة الكهنوت بمساعدة طبقة كهنوتية يحكمها منطق وراثي بدرجة كبيرة. وقد ابتدأت ممارسة هذه الطقوس الكهنوتية منذ عهد موسى الذي ينتمي بدوره إلى سبط لاوي:" و للاوي قال تميمك و أوريمك لرجلك الصديق الذي جربته في مسة و خاصمته عند ماء مريبة الذي قال عن أبيه و أمه لم أرهما و بإخوته لم يعترف و أولاده لم يعرف بل حفظوا كلامك و صانوا عهدك يعلمون يعقوب أحكامك و إسرائيل ناموسك يضعون بخورا في أنفك و محرقات على مذبحك بارك يا رب قوته و ارتض بعمل يديه احطم متون مقاوميه و مبغضيه حتى لا يقوموا ". التثنية 33/ 8- 11.
فوظيفة الكهان حسب النص وحسب الطقوس اللاوية كانت في حفظ الكلام وصيانة العهد وتعليم النواميس، إضافة إلى طقوس المحرقات والذبائح. وكان هناك أيضا ما يسمى بالكهنوت العائلي في النظام الملكي إلى جانب الكهنوت اللاوي. حيث كان الملك يقدم ذبائح ويبارك الشعب وذلك منذ الملك شاول وداود إلى آحاز. وكي لا نغرق في الشرح أكثر فالكهنة في هذا النظام القديم كانوا خدّاما للطقوس وحرّاسا للتقاليد الموروثة والمقدسة، وتركزت جل وظائفهم في مهمتين أساسيتين: خدمة الطقوس المقدسة وخدمة الكلمة.
*- المسيحية:
كان العهد الجديد امتدادا بشكل من الأشكال للعهد القديم في مفهوم الكهانة، ولو اختلفت الأشكال أو المسميات. والعهد القديم تنبأ أيضا بأن المسيح سيكون كاهناً:" أقسم الرب ولن يندم. أنت كاهن إلى الأبد على رتبة ملكي صادق الرب عن يمينك يحطم في يوم رجزه ملوكا ". ( مزمور 110: 4). ويتضمن عمل الكاهن تقديم الذبائح:" لأن كل رئيس كهنة مأخوذ من الناس يقام لأجل الناس في ما للّه لكي يقدم قرابين وذبائح عن الخطايا قادرا أن يترفق بالجهال والضالين إذ هو أيضا محاط بالضعف ولهذا الضعف يلتزم أنه كما يقدم عن الخطايا لأجل الشعب هكذا أيضا لأجل نفسه ". ( عبرانيين 5: 1-3)، إضافة إلى عمل الفداء الذي سيطهر من خلاله الجنس البشري من الخطيئة الأصلية، ليس بتقديم قرابين من تيوس وعجول، ولكن بتقديم نفسه فداء على الصليب. " وأما المسيح وهو قد جاء رئيس كهنة للخيرات العتيدة فبالمسكن الأعظم والأكمل غير المصنوع بيد أي الذي ليس من هذه الخليقة وليس بدم تيوس وعجول بل بدم نفسه دخل مرة واحدة إلى الأقداس فوجد فداء أبديا. لأنه إن كان دم ثيران وتيوس ورماد عجلة مرشوش على المنجسين يقدس إلى طهارة الجسد فكم بالحري يكون دم المسيح الذي بروح أزلي قدم نفسه للّه بلا عيب يطهر ضمائركم من أعمال ميتة لتخدموا الله الحي "(عبرانيين 13-9).
*- الإسلام:
وسنعتمد التفريق بين أصلين من المصادر الإسلامية بشقيها القرآنية والسنية الحديثية. فالقرآن استعمل اللفظ المتداول تاريخيا بما راكمه من ثقاقات سابقة، سواء كانت يهودية أو مسيحية أو غيرها، ووظفها بالمنطق نفسه الذي يهدف إلى خدمة الطقوس المعبدية وخدمة الكلمة والوساطة بين الناس والإله، مع عدم الإشارة إلى ذلك بشكل واضح كما هو في التوراة، وقد ورد لفظ كاهن مرتين في القرآن في سياق الحديث عن الإشكاليات التي اعترضت رسالة محمد، ووصفها بأنها امتداد لعقلية الكهانة الضاربة في أعماق التاريخ، وبأنه ممثل المعبد والطقوس لا غير، فيأتي القرآن بالقول:" فَذَكِّرْ فَمَا أَنتَ بِنِعْمَتِ رَبِّكَ بِكَاهِنٍ وَلَا مَجْنُونٍ " مسقطا بالتالي كل الإسقاطات الثقافية التي أسقطها القوم عليه، حاصرا مهمته في التذكير وليس السيطرة على عباد الله قمعا وقسرا للحريات. إذ هذه سبيل من تربع على عروش المعابد، واختار الوساطات الإلهية وتسلط على عقول الناس رهبة ورغبة. أما أصحاب الرسالات الإنسانية فما ينبغي لهم أن يختاروا طريق الكهانة تحت أي مسمى من المسميات، لأنها انحدار إلى سفح التخلف الحضاري والثقافي، وجنون إنساني نابع من عدم استيعاب الطبيعة المتناهية للإنسان مهما كان حجمه أو ماهيته.
أما الآية الثانية فتقول:" وَلَا بِقَوْلِ كَاهِنٍ قَلِيلاً مَا تَذَكَّرُونَ " نافية بذلك أن كرم الرسول يخالف أن يكون نابعا من فكر كهنوتي متسلط شحيح بعطائه الإنساني. إذ التاريخ يؤكد بأن قيام الكهنوت هو امتصاص لخيرات الناس في أي زمان ومكان، واستخدامه للدين هو مجرد مطية لتحقيق أغراضه التوسعية. إن تنزيل رب العالمين الحقيقي لا بد أن يكون متجاوزا في عطائه النظرة الكهنوتية الضيقة، والمزخرفة بزخرف القول والشعارات البراقة البعيدة عن إفرازات الواقع الحقيقي:" إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَاعِرٍ قَلِيلاً مَا تُؤْمِنُونَ ".
أما الروايات الحديثية فقد وظفت المصطلح توظيفا حصرته في من يتكهن بالغيب، ولو لم يكن ممارسا للطقوس المقدسة أو صيانة المعبد، بل زادت عليه أن كفرته وأخرجته عن دائرة ما تسميه الثقافة السلفية بالملة. عن أبي هريرة عن النبي قال:" من أتى كاهنا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد " وفي رواية "من أتى عرافا أو كاهنا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد " وعن عمران بن حصين قال قال رسول الله:" ليس منا من تطير أو تطير له أو تكهن أو تكهن له أو سحر أو سحر له ومن أتى كاهنا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد ".
وبعد هذه الجولة بين سياقات متنوعة للاستعمال اللفظي الدلالي للكلمة، نرى بأن لفظ الكهنوت كان يقصد به أساسا المؤسسة المحتكرة للدين وطقوسه وفهمه استغلالا ونهبا لكل الخيرات الإنسانية. ولم يكن تهمة موجهة لفريق ضد فريق أو توجه ضد توجه نابع عن اجتهادات أو اختلاف منطلقات أو أفكار. ولكن برز هذا المعطى الأخير في كتابات متأخرة لعل منتدانا الكريم خير من يجسدها كما تمت الإشارة إلى ذلك في تقديم المقال. فلماذا يا ترى هذا الانعطاف الخطير؟
2- تهمة الكهنوت ومنطق الإقصاء:
كما قلت في إحدى المقالات فالناظر في تاريخ الفكر الإنساني القديم أو المعاصر، ومن خلال تجاربنا وتجارب أناس آخرين يرى أن الاختلاف كثيرا ما يدبر بمنطق لست على شيء أو منطق الإقصاء. بمعنى أن المختلف فكريا دائما يرى في الآخر عدما لا وجود حقيقي له، إلا داخل إطار نسقه المعرفي المشبع بالحمولات الثقافية والخلفيات الإيديولوجية. وخارج هذا الإطار يتم التعامل معه وفق شروط التهميش والإقصاء، الذي قد يتجاوز في الكثير من الأحيان المستوى الفكري إلى مستويات أخرى قد يكون الجسد أحد ضحاياها الأساسيين.
ولا بد من الإشارة في هذا المقام بأن خروج اللفظ من حقله الدلالي التاريخي، ليصبح تهمة موجهة لكل صاحب توجه مختلف، هو استمرار لمنطق الإقصاء والتهميش الفكري. وللأسف الشديد أن مجموعة من المتنورين وحاملي مشاريع السلام ومد اليد، سينزلقون وراء هذا التوظيف الخطير لمثل هذا المصطلح في سياق إقصائي إلغائي. فالقول بمنطق لست على شيء نابع من أرضية عدم العلم بطبيعة الواقع الإنساني:" وكذلك قال الذين لا يعلمون مثل قولهم "، ومتجاوز أيضا للحقائق المبثوثة سننا وقوانين في الكتاب. وعلى من يردد نفس القول عاجلا أم آجلا، أن يتبين حقيقة جهله المركب بهذه السنن الإنسانية والنفسية مهما كان حجمه أو ماهيته، ومهما كان انتسابه الفكري والثقافي. ولكن بالرغم من هذا المنزلق الفكري الخطير الذي قد يعترض طريقنا جميعا في لحظة من اللحظات، لا زال الكثير من الناس يراهنون عليه في إسكات المخالف فكريا أو سياسيا، متناسين هذا المعطى الواقعي الذي أكدنا عليه من خلال الآية نفسها. فالقول بمنطق الإقصاء:" لست على شيء "، هو خطوة نحو الجهل بنواميس هذا الكون العجيب، والجهل بهذه النواميس خطوة نحو الإقصاء وإلغاء الآخر فكريا وجسديا، والإقصاء خطوة نحو التردي الحضاري والإنساني بكل مستوياته.
وعليه فلا مبرر لتوظيف تهمة الكهنوت لإسكات الآخر تحت مسمى الدين أو اللادين. فالإنسان سلسلة متواصلة لا تنتهي عندي أو عند الآخر، بل هو تواصل وتراكم كل مكتسبات الإنسانية. فقد تكون أو أكون مخطئا في تصوري الديني أو اللاديني أو السياسي، ولكن لست كاهنا متسلطا على رقاب الناس وصاية ورقابة. فلا بد من أن هناك حدودا فاصلة بين الكهنوت كمؤسسة فكرية لها قواعدها وأسسها، وبين الخطأ في التصور والاجتهاد المعرفي في أي باب من أبواب المعرفة. فهذا التحول الخطير في البنية الدلالية لهذا المصطلح ينبئ على هوة ساحقة بين المنتمين للدين الواحد، بله بين توجهات دينية مختلفة أو لادينية.
ومن هنا نؤكد بأن منطق الإقصاء هو منطق ضعف الإنسان على التواصل بشكل إيجابي، سواء اعترفنا بهذا المعطى أو لم نعترف. وهو متجاوز للدين نفسه إلى آفاق أخرى من سياسة واجتماع واقتصاد. وما تهمة الكهنوت التي ابتلينا بها على غرار سابقاتها من كُفر و رِدَّة إلا امتداد لهذا الخط الإقصائي. فالسلفي حسب هذا الطرح كاهن والمجدد كاهن، وصاحب توجه سياسي كاهن والمتدين كاهن والعلماني كاهن، والقائمة طويلة غير منحصرة وممتدة لتشمل كل واحد منا عندما يخالف الآخر تصورا وسلوكا. فيضيع التواصل وينتصر الإقصاء بفكر الوهم في امتلاك الحقيقة والوصاية على الناس. فهل إلى مرد من خروج؟؟؟
*- 3- دعوة للمشاركة:
قد يعتبر البعض بأن دعوة في حجم ما نحن بصدده هي فقط للتهويل والاستهلاك الكلامي، وهذا من حقه طبعا وحديثنا ليس معه أساسا. بل حديثنا إلى كل متنور لا يرى في نفسه منبعا للحقيقة ولا الصواب المطلق، ليشاركنا هَمَّنا في استجماع أعصاب هذا المصطلح، ومحاولة تقنينه وضبطه من ضبابيته. ولا نزعم أننا قد حصرنا معانيه أو دلالاته، أو كنا موفقين لحد كبير في طرق إشكالاته، بقدر ما هو جهد يحتاج إلى من يواصله من الضمائر الحية والأقلام المنفتحة على كل التيارات. وهي دعوة يفرضها السير بالمنتدى إلى الأفق المنير، بعيدا عن جو الصخب والضجة الفكرية العبثية التي تطال الكثير من المنتديات الأخرى، حينما تصبح التهم هَمًّا مشتركا، ويصبح الإقصاء سمة يتغنى به هذا القلم أو ذاك. فلسنا بمعزل عن هذا السياق المترامي والمتشعب، فكم من دماء بريئة سال دمها بمجرد أن التصقت بها تهمة من التهم، وكم من أقلام انحدرت بتوظيفها الخاطئ لمنطق الإقصاء.
*- المقال منشور على صفحات معراج القلم: http://mi3raj.net/vb/showthread.php?p=18395#post18395



#يوسف_هريمة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قلمي ومعركة الاستبداد
- دمعة على أعتاب جسد: الجزء الأول
- دمعة على أعتاب جسد: الجزء الثاني
- محراب الحرية
- في محراب وردة...!!!
- وَهْمُ سُورٍ...؟
- أنا ومستنقع العربان...!!!
- بلاد الوهم...!!!
- القرآن وأزمة التأصيل: حوار صحفي...
- الباحث يوسف هريمة التديّن إذا اصطبغ بالفكر الشمولي انتهى.. آ ...
- عين على منهج إبراهيم ابن نبي في قراءة القرآن*
- القرآن ومنطق الإقصاء
- إبراهيم النبي وأزمة الثقافة الروائية
- إبراهيم النبي وأزمة الثقافة الروائية
- الشفاعة المحمدية والامتداد العقدي المسيحي
- الفكر الإسلامي وأزمة البنيات المُؤَسِّسَة
- حفظ الدين وقصور نظرية مقاصد الشريعة
- ثقافة الاحتكار واختراق منتدى المعراج
- أُميَّة الرسول بين القرآن والمفهوم الثقافي
- التنوع الثقافي والتنمية المنشودة


المزيد.....




- مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى بحماية شرطة الاحتلال الإسرائي ...
- أجراس كاتدرائية نوتردام بباريس ستقرع من جديد بحضور نحو 60 زع ...
- الأوقاف الفلسطينية: الاحتلال الإسرائيلي اقتحم المسجد الأقصى ...
- الاحتلال اقتحم الأقصى 20 مرة ومنع رفع الأذان في -الإبراهيمي- ...
- استطلاع رأي إسرائيلي: 32% من الشباب اليهود في الخارج متعاطفو ...
- في أولى رحلاته الدولية.. ترامب في باريس السبت للمشاركة في حف ...
- ترامب يعلن حضوره حفل افتتاح كاتدرائية نوتردام -الرائعة والتا ...
- فرح اولادك مع طيور الجنة.. استقبل تردد قناة طيور الجنة بيبي ...
- استطلاع: ثلث شباب اليهود بالخارج يتعاطفون مع حماس
- ضبط تردد قناة طيور الجنة بيبي على النايل سات لمتابعة الأغاني ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - يوسف هريمة - نحو تأسيس مفهوم الكهنوت