|
كارلوس شايل سيفو..على قفانا ..أي أي
هشام الصميعي
الحوار المتمدن-العدد: 2094 - 2007 / 11 / 9 - 06:23
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
لم تستفزني زيارة الملك الاسباني خوان كارلوس دي بوربون لمدينتي سبتة ، و مليلية ، السليبتين ليس لأن دمي انجليزي، فأنا أعلم عين اليقين أن الملك الاسباني الهمام الدي تبت أسس الانتقال الديموقراطي في بلده ، و أرسى دعائم ملكية تسود و لا تحكم مشكورا ،لازال يرضع من ضرع الفرانكاوية الفاشية ، و يتباهى بنياشينها ، بل تشد جلالته نوبات الحنين من حين لآخر الى قراصنة العصر الماركانتيلي.
وهاهو خوان العشرة يطلع لنا مع آخر مسلسل حسن الجوار ، و العيش المشترك ، بشعار غزو الجيران في التراب المنتهك، لدلك أبى جلالته الا أن يزور مدننا المحتلة على متن أكبر بارجة حربية، تدكرنا ببلطجة الاستعمار،عندما كان السيد الأوروبي يقطع خرائط ، و يبلع أخرى تم يحشو فاه ويدفع، فلا يشبع ، طلع لنا كما قال الراعي النزق أغدر من دئب. و كما تقضي الأعراف الدستورية الاسبانية ،فالملك كارلوس لم يقم بزيارته المستفزة ، الا بعد طلب الادن من رئيس الحكومة فيما كان وزير خارجيته قد سبق هده الزيارة بقدومه الى المغرب لتمهيد دخول الفارس للمدينتين السليبتين، لكن ليس كأي فارس، فارس خرا على السرج، و يمشي متمخترا في الوحل . فعلى رسلك أبا كارلوس إن الجواد قد يعثر، ورب طمع أدى إلى عطب.
مااستفزني أكتر ليست له علاقة بشراهة الطبقة السياسية الاسبانية ،من أقسى يمينها الى أغبر يسارها ،و حنين قادتها لأمجاد الاستعمار وحكم تسلط القوي على الضعيف، ما أكتر همي و تبت الغصة في حلقي، هو موقف الحكومة المغربية بعينها من قضية ترتبط عضويا بأقدم قضية تصفية استعمار، تجاوزت الخمسة قرون نطحت أزمنتها بالتمام .
موقف يبدو للمتتبع شبيه بلعبة الغميضة التي كنا نتسلى بها في طفولتنا.موقف الخامل الدي يظل في سبات النعسان، و ما يكاد ليستفيق مندهشا برشة من ماء بارد، كلما حلت زيارة لمسؤول اسباني للمدينتين المحتلتين. فيبتدأ تشكيل اللجان، ونشر طاولات الاجتماعات العريضة منها، و المستطيلة ،وتنصب منصات لاطلاق البيانات ،و الشجب، و الاستنكار،و استدعاء السفير للتشاور و كأن الأمر فيه خيار ،و فقوس، وما اليه من حماسة شبيهة للصيحة التي تطلقها النكافة عادة في المغرب لتنشيط الأعراس،و لي ما حماها تقطع يدو.
و لعمري كأني بالعساكر الاسبان وقد دخلوا المدينتين السليبتين بمدافعهم على توقيت الزيارة، أو كما وأن الاحتلال الاسباني للتراب، والجو، و الجزر المغربية، قد ابتدأ من ساعة الصفر بولوج كارلوس ،أو زباتيرو، أو العنصري المتعصب أتنار للمدينتين.وما ان تنتهي الزيارة حتى تجف الأقلام، و تخرس الأفواه، و يضع المسؤولون بكل عناية الملف تحت وساداتهم الناعمة، و سلمت يا جاري انت في دارك و أنا في داري.
اسبانيا استعمرت شمال المغرب و جنوبه من 1912 الى 1956 وارتكبت طوال هده الحقبة أبشع الجرائم، بلغت فضائعها قصف الريفيين بالكيماوي، و بالغازات السامة التي استعملتها جارة الاستقواء، ضد المدنيين لأول مرة في التاريخ البشري. ولا زال الأرشيف الدموي من حقبتها الاستعمارية شاهدا على جرائمها كتلك الصورة الشهيرة التي تظهر جنودا اسبان يحملون بين أيديهم رؤوس الشهداء، المجاهدين، بعد جزها . كما رحلت الآلاف من المغاربة قصرا لاطفاء الحرب الأهلية التي اندلعت باسبانيا على عهد الديكتاتور المقبور فرانكو، و لازالت بعد نصف قرن على استقلال المغرب تحتل الجزر المغربية، و المدينتين السليبتين، مندخمسة قرون الى اليوم كأقدم و آخر المستعمرات في العالم الحديت.
و الحكومة المغربية بدل أن تطالبها بتقديم الاعتدار وبتعويض الضحايا وانجلائها من كامل التراب الوطني ،كأي دولة تحترم نفسها ، تبوس يدها جهارا، وتنشد معها أسطوانة حسن الجوار، و المشروع المتوسطي المفترى عليه، وما ان تدكرها زيارة مسؤول اسباني للمدينتين، بعار الاستعمار، وتخدش حيائها على الملأ ،حتى تطل من برجها لتضحك على أدقاننا بلعبة الغميضة، و البيضة المقلية. بل أكتر من هدا وداك منعت الحكومة المغربية سنة 1999جمعية ضحايا الغازات السامة بالريف من عقد اجتماعها، و هددت نشطائها بالسجن عندما عزموا على كشف الجرائم التي اقترفها الاستعمار الاسباني بشمال المغرب .
وهاهو و زير الداخلية الاسباني في أعقاب زيارة كارلوس لسبتة، و مليلية ،يصرح على الجرائد أن السلطات الأمنية المغربية تعاونت مع نظيرتها الاسبانية لتأمين زيارة الملك الاسباني الى المدينتين السليبتين، فلما الزعل يا حكومة ؟؟
الاستفزاز الاسباني للمغرب ليس حديت العهد مع زيارة الملك كارلوس فقد سبقته مهانات تجرعتها الحكومة المغربية على مضض ،كزيارة رئيس الحكومة الاشتراكي زباتير،وقبله المتعصب اليميني أزنار، و لم يبقى الا أن يلج الدونكيشوط بدوره على صهوة حنطوره المدينتين.
استغربت للموقف الشجاع لفرنسا التي دعت في أعقاب هده الزيارة الاستفزازية، الأطراف للجلوس الى طاولة المفاوضات في ما اكتفت حكومة عباس، بالشجب، و الاستنكار، و كما يقال ادا أدبر الدهر عن قوم كفى عدوهم أمرهم .
على عهد وزير الخارجية السابق بن عيسى المعتمد في مهرجان أصيلا ، كانت المهانة أكبر عند اقتحام الجيش الاسباني بقواته البرية ،و الجوية، و البحرية، جزيرة تورة المغربية في 11 يوليو2002 بطريقة القراصنة و القى القبض على بضعة جنود مغاربة كانوا في المراقبة ،وبعدها تم تسليمهم للمغرب بطريقة أبلغ من مشينة، عبر بوابة سبتة في خازوق ديبلوماسي لتأكيد أسبنة الجزيرة، تم أسبنة سبتة، و مليلية ،و لم يبقى أمام أحفاد الأفدش الا أن يأسبنوننا عن آخرنا.
و الظاهر أننا قوم آنسنا المهانات الدبلوماسية ،حتى قيل أن ما من صفعة طائشة من عالمنا المعاصر، الا وأتت على طول ،فوق قفانا أي ..أي. فلما الزعل اليوم ياحكومة؟ فلن تحرر المدن، و الجزر المحتلة بالعتب، و الاستنكار، بل تحت الزنار، وما عاد بالضرب و النار.
#هشام_الصميعي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
زمن الهشك بشك الإعلامي أذرع الموساد تصل جريدة المساء
-
عباس و حكومة الترفاس
-
انتفاضة صفرو ضد الغلاء و الظلم واقتصاد الريع
-
روبير مينار ..تعذيب أوكي مي دون موا دولار الحلقة 2
-
روبير مينار ..تعذيب أوكي مي دون موا دولار الحلقة 1
-
لكل طاغوت تابوت
-
يا قماع شد قمعك علينا
-
أنا وخالتي و العقيد
-
المختصر في تطورات الصحراء مع تعليق رياضي
-
!! الديمومخزانية
-
مزامير.. كراكيز... و أكسيسوارات الاستبداد بالمغرب + دعاء الإ
...
-
الإرهاب و الضباب
-
عمو صالح ومن يربح المليون؟
-
ليوطي يدير قناة دوزيم من قبره
-
قناة : اضحك على ذقون الشعب بالألوان
-
الزمن المغربي
-
مظالم بنون النسوة
-
نكتة :حكومة جطو تقدر مشاعر الشعب
-
عزاء لغرقى بوجدور
-
بعد نهب الصناديق نهب جيوب الكادحين
المزيد.....
-
رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن
...
-
وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني
...
-
الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
-
وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ
...
-
-بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله-
...
-
كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ
...
-
فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
-
نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
-
طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
-
أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق
المزيد.....
-
عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية
/ مصطفى بن صالح
-
بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها
/ وديع السرغيني
-
غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب
/ المناضل-ة
-
دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية
/ احمد المغربي
-
الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا
...
/ كاظم حبيب
-
ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1)
/ حمه الهمامي
-
برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب
/ النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
-
المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة
/ سعاد الولي
-
حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب
/ عبدالله الحريف
-
قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس
/ حمة الهمامي
المزيد.....
|