جهاد علاونه
الحوار المتمدن-العدد: 2094 - 2007 / 11 / 9 - 12:39
المحور:
قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
تصدير :إما أن نكتب شيئا يستحق القراءة , وإما أن نفعل شيئا يستحق الكتابة .
هذه حكمه قرأتها قديما ولم أكتبها أنا ولكنني أعيشها كل يوم,وفي كل لحظة تدخل بها سكين الحكام العرب في خاصرتي
الكتاب العربي مثل الكاتب العربي والي يحمل في الدول العربية كتابا ,هو كالذي يحمل مخدرات وحشيشة وسلاح إرهابي يقتل به الأبرياء, والكاتب العربي الذي يعتبر من الدرجة الأولى هو بنظر المجتمع العربي من أهل النار يوم القيامة وخائن لقضيته وأمته .
والكاتب العربي الذي يكتب بعلمانية هو كسائق تكسي يضع إحدى رجليه في السجن ورجله الأخرى في القبر, وحياته مهددة وتحاربه الأجهزة الأمنية العربية وتطارده في كل مكان ويضيقون عليه مصدر رزقه ويقاطعون بضائعه وكتبه ولا يقرأونها وكأنها أجبان دينيماركيه.
والذي يكتب عن محمد وعيسى وموسى بوجهة نظر علمانية تحاربه الدعايات ومنابر المساجدويدوسون صورته الشخصية على الأرض وكأنه حشرة ضاره.
وغالبية الدول العربية دول أمية لا تقرأ ولا تكتب وحكامها يقطعون صفحات الكتب بالنار والبارود .
ولمعظم الدول العربية كلاب أسنانها مسممة يطلقونها على الكتاب والمثقفين لتنهش لحمهم ولتكسر عظمهم .
والكتاب العربي كتاب يتيم يوضع في الرفوف مثل المزهريات ويحرم على أصحاب المنازل أكل ما به من حروف ومضغها بقلوبهم وعقولهم .
والمثقف العربي يعيش في جزيرة شبه معزولة تعزله الدول العربية عن الناس كما تضع أمريكيا المعتقلين في إجوانتا نامو , فالذين في تضعهم أمريكيا في إجوانتا ناموا هم في الدول العربية أصحاب رؤوس أموال يبنون ناطحات السحاب ويأمون المجتمعات العربية لكي يقودوهم للتخلف والإندثار .
ويعتبر المثقف في الدول العربية خطرا على النظام الإجتماعي وتركه حرا طليقا يشكل خطرا على أمن المجتمع المتخلف .
ونساء المثقفين العرب تعتبر أن كتب ومكتبة المثقف ضره وزوجة أخرى عليها تغار منها وتكيد لها وعند وفات المثقف ترمى خلفه كتبه وتدفن قبل أن يدفن جسده والذي يفعله أبناء المثقفين هو نفسه الذي تفعله الدول العربية :
فالدول العربية تدرّس في المدارس أن التتار مجرمون أحرقوا مكتبة بغداد وألقوها في البحر حتى أصبح أسودا من الحبر والمداد علما أن ما تحرقه الدول العربية هو أفضع بكثير مما فعله التتار, وعلى الأقل لم يحرق التتار كتب التتريين بل أحرقوا كتب العرب , أما العرب فقد أحرقوا كتبهم وأجساد كتابهم وطمسوا أرواحهم بحجة أن الفلسفة عدوة للدين وبهذا قتلوا كل شيء حتى الفراشات الجميلة وسجنوا كل من يدعو لحرية الرأي والرأي الآخر وفتحوا الرزق على الجهلة والطغاة والأميين وبهذا فنحن نعيش بدول عربية حكامها طغاة وأميين وأعداء للكلمة الحرة وللشعر وللأدب بكافة فنونه لذلك من النادر أن نجد أدبا أو أديبا عربيا ينافس كتاب الغرب .
وبسبب أن حكامنا أمييون لا يقرأون ولا يكتبون لهذا السبب الكتاب العربي كتاب ضعيف وهش والذي تترجمه إسبانيا لوحدها من كتب ومؤلفات أجنبية في عام واحد هو أكثر بكثير مما ترجمته الدول العربية خلال ألف عام.
والمثقفون العرب الأحرار يعيشون على الكفاف ومحرومون من المناصب الحكومية والشعبية والجهوية والإجتماعية بكل شرائحها أما بخصوص الجهال والغوغاء والنصابين والزعران والبلطجية فإن وزارات الداخلية العربية يحمونهم وينعشونهم ويشيخونهم على شرائح المجتمعات ويدعمونهم لبناء المساجد من أجل المحافظة على القديم وبهذا يضمن الحكام العرب عدم إنجراف المجتمعات العربية نحو التغيير الشامل .
لقد كان يقول مارتن لوثر :كل كتاب عظيم هو عمل عظيم , أما في الدول العربية فيعتبر كل كتاب تافه ورديء عمل عظيم يستحق صاحبه الثناء عليه وعلى كتابه ,لأن الحكام العرب تافهون مثل بضاعتهم التافهة وفاسدون مثل أطعمتهم الفاسدة وجهال مثل أصحاب الكتب الجهولة والغرورة وقتلة يقتلون الكتاب واتلمثقفين من خلال حوادث سير قضاءا وقدرا بنفس الوقت الذي يلعنون به التتار والمغول أو كل من ساهم بإحراق مكتبات بغداد .
والكاتب العربي في الحقيقة كالشمعة وكالنور الذي تستعيره من جيرانك لينير عليك منزلك ثم تقرضه لجارك فتعود ملكيته للناس كافة على حسب تعبير فولتير للكاتب الفرنسي , لذلك منازلنا منازل أحرقها المهلهل فلا توجد بها مكاحل للعيون ولا زينة للنساء ولا مصباح ينير المنزل فهي مثل قصور الحكام العرب لا يوجد بها غير المتسولين والمأجورين من أعداء الحرية والكلمة الصادقة .
ولكل شعوب العالم كريات جميلة عن الكتب فهنالك مثل صيني يقول :إقرأ للمرة الأولى تتعرف إلى صديق , إقرأه مرة ثانية تتعرف على صديق قديم, أما في دولنا العربية فقراءة كتاب للمرة الأولى لسلامه موسى أو مصطفى أمين أو علي عبد الرازق أو طه حسين ...إلخ تتعرف على عدو جديد وقراءتهم مرة ثانية تلتقي بعدو قديم , فما زالت منابر المساجد تلعنهم في كل مكان رغم أنهم أحرقوا زهرة شبابهم كي ينيروا- لكاتب هذه السطور- النور والضياء.ولا أدري لماذا هذه الحملة الشنيعة في الدول العربية على الكتاب والمثقفين وبرغم من وجود صحف عربية غير أنه لا يمكن لك أن تجد مقالا جيدا أو كلمة يفرح لها قلبك لذلك فصحفنا العربية صحف بالية ومتعفنة ولا تصلح للإستهلاك البشري .
إن دولنا العربية وحكامنا بحاجة لشرب الكتب أكثر من حاجتهم لشرب الخمرة وبحاجة لشرب حكمة وكلمة حلوه في كل صباح قبل شرب القهوة والشاي أو خلف كل شفة شاي أو قهوة كلمة حلوه وجميلة معطرة بالجمال ورائحة الحبر .
إن أجمل رائحة يرتاح إليها أنفي هي رائحة الكتب والحبر والورق لذلك فأنا مكتبة متنقلة إذا كتبت كتابا أو مقالا تجدني قد وضعت به أكثر من 200 كتاب وفي كل مقال أكثر من 100 زهرة جميلة من أزهار غور الأردن وحين أكتب قصيدة أكتبها وأنا أتخيل أن بجواري إمرأة جميلة ولكن القصيدة التي أكتبها بها أجمل منها .
#جهاد_علاونه (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟