أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نضال حمد - مدارات الحمير














المزيد.....

مدارات الحمير


نضال حمد

الحوار المتمدن-العدد: 645 - 2003 / 11 / 7 - 00:59
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


وليد الفاهوم يحاضر عن العولمة في اوسلو ويشرح لي الدور الطليعي للحمار.

منذ عدة أيام سجلت غياب عن الكتابة وعدم حضور في ساحة القلم والكلمة، ذلك بسبب انشغالي في نشاطات تخص التضامن مع القضية الفلسطينية في النرويج، وكنت منهمكا في العمل مع ضيوفنا الكرام، الذين جاءوا من كل حدب وصوب.

جاءوا ليعلنوا مواقفهم من مسألة العولمة، هذه التي تعني بكل بساطة الأمركة (التي صارت صهينة كتحصيل حاصل) مما يعني المزيد من السيطرة على عالمنا العربي بشكل مباشر وعلى العالم الأجنبي بشكل غير مباشر.

كان من بين الضيوف الكُثر في المؤتمر المذكور، الصديق الكاتب الفلسطيني وليد الفاهوم، صاحب رواية "مدار الحمار". بالمناسبة لقد تعجبت من العنوان المذكور، لأنه مثير وغريب نوعا ما، وتعجبت أكثر من الإهداء الذي خصني به الصديق وليد، فقد دعاني لركوب مدار الحمار حتى يكون كل في مداره.

وقررت منذ الآن أن أركب حماري في مداره وأن لا أخرج من دائرة مداري حتى لا أستبدل دوري بدور حماري.

رواية مدار الحمار لوليد الفاهوم تحكي عن فترة عمله في بلدية الناصرة سوية مع الشاعر الراحل توفيق زياد.

في هذه البلاد التي استضافت وليد وغيره من ضيوف مؤتمر مناهضة العولمة، هناك مكانة محترمة لكل أنواع الحمير، الوطنية والأجنبية، وكذلك للأتان من ذوات النزعات الليزبيسية أو الفينومينوستية، ألسنا في نهاية الأمر حيوانات ناطقة ونعيش في دولة أو مزرعة ديمقراطية؟

ألسنا في ياخور ديمقراطي وإسطبل حضاري؟

كان تعارفي مع وليد بالصدفة وقد جاء عبر صديق فلسطيني مشترك يقيم في شمال أفريقيا، حيث كنت في زيارته الصيف الفائت، وقد لفت انتباهي كتابه المُعنون "مجموعة أقاصيص 2002 - وطن الثدي"، وغلافه الخارجي الخارج عن المألوف: أمازوني الطابع والطبيعة، في الصفحة قبل الأخيرة نبذة عن وليد وصورة له، أما الصفحة الأولى كان فيها إهداء بخط يد وليد لصديقه صديقي أي صديقنا المشترك أبو إبراهيم ياسين.

قلبت صفحات الكتاب، وقرأت قليلا من المحتويات قبل أن يعود صديقنا ياسين من المطبخ حيث كان يعد قهوة الصباح العربية و"أركيلته" الصباحية المعتادة.

سألته عن الوليد صاحب الثدي الشهيد، فقال أنه كاتب فلسطيني من الناصرة ولازال في الناصرة. ثم وبعد حديث موسع، استشف ياسين من كلامي رغبتي بمعرفة وليد فقدم عرضه الداعي للتعرف عليه، ثم أعطاني هاتف وليد وعنوانه في مدينة السيد المسيح، وبعد عودتي من رحلتي اتصلت بوليد، وهكذا تعارفنا.

طبعا معرفتي بوليد ليست طويلة العمر، لكني وبعد لقاءي معه وبه أشعر وكأني أعرفه من زمن الحصار واستعمال الحمار في نقل العدة والأسرار، وفي تسلق التلال وعبور السهول وشق الوديان، ففي زمن الفدائي الفلسطيني في بيروت وجنوب لبنان، كان للحمار دوره الطليعي في بعض الأحيان، وكان أفضل من بعض حميرنا الآدمية.

علمت من الصديق وليد أن الحمار كان أول مهندس طرقات عالمي، حيث كان المهندسون يستعملونه في شق الطرقات، إذ يسير الحمار أولا لأنه بغريزته وذكاءه يختار أسهل الطرق، وكانوا هم خلفه يقومون بشقها.

لقد اكتشفت والفضل في ذلك يعود للمحامي وليد الفاهوم أن الحمير ليست مهددة بالانقراض مثلما كان الحال مع من أنقرض من الحيوانات مثل الديناصور.

واكتشفت أن في داخل كل شخص يوجد حمار أحيانا يكون ظاهرا وأحيانا أخرى يفضل أن يكون مستوراً.

بقيت مع ضيفنا وليد لمدة خمسة أيام متتالية كانت جميلة ومفيدة، تحدثنا فيها عن كل شيء يخصنا، نبشنا التاريخ وتمددنا نحو الحاضر وبحثنا قليلا عن المستقبل، حاولنا نبش الماضي وكمش الحاضر، اتفقنا واختلفنا لكنا لم نخرج بلا حد أدنى وحدود منطقية لكل ما يجب أن يكون في هذا الزمن المجنون.

تحدث وليد في مؤتمر مناهضة العولمة عن فلسطين والعراق، فقد كان موضوع ندوته "من القدس الى بغداد"، وتحدث ضيوف آخرون عن مشاكل البلدان الأخرى في عالمنا الذي يشهد هيمنة واستبداد أمريكي على الدول والشعوب، كما يشهد وهراء وزيف وجبن وتقاعس من الدول الأخرى ، حيث أصبحت ادارة مشاكل العالم بيد الذي يخترعها "الولايات المتحدة" بدلا من أن تكون بيد الأمم المتحدة التي عليها حل تلك المشاكل سلميا.

إذا كانت العولمة تعني شيئا آخرا غير الأمركة والصهينة فأنني أعترف بأنني كنت مخطئا، لكن العولمة تعني السيطرة على الشعوب والدول واستبداد الأغنياء والأقوياء وخاصة شركات أمريكا وحلفاءها من لصوص العالم الذي تتم عولمته بالقوة، والذي بدأت عملية تدجينه من بغداد الرشيد.

هذا العالم يشبه المدار الكبير والواسع للحمير والأنات ، وهؤلاء تجدهم أينما ذهبت وكيفما ألتفت ..

عاد وليد اليوم الى البلاد التي كانت تسمى فلسطين وأصبحت بالقهر والقوة تسمى اسرائيل، والتي لازالت بالنسبة لنا نحن أبناءها المشتتين في العالمين فلسطين.

عاد صديقي الجميل ولم يدري أن الشابة النرويجية الناشطة في لجان التضامن مع الشعب الفلسطيني أنغريد بارتزين، التي قالت له الى اللقاء في البلاد، قد تمت أعادتها ليلة امس من مطار تل أبيب بحجة أنها تشكل خطر على أمن اسرائيل.

كان الله في عون بني آدم.

نضال حمد - اوسلو

 



#نضال_حمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جورج غالواي وذيل الكلب
- الشعب الفلسطيني ووقفة العز التي لا بد منها
- الليل بتنا هنا والصبح في بغداد
- صباح الخير يا صغاري
- من جنين حتى رفح
- عربي أوروبي في أمريكا
- إذا بوش أنتصر
- الوصايا العشر
- فيتو أمريكا و تفجير غزة
- عن تملك الفلسطينيين في لبنان
- المجهول والمعلوم في زمن الغول
- مخيم يبنا يدافع عن القدس والقبلة
- من يسأل عن مصير المفقودين العرب ؟
- أرنولد كلاسيك و الأجساد الرشيقة
- بين حمام الشط وحطين أزمنة وسنين
- صحة عرفات و صحة فلسطين
- العرب تحت رحمة الإرهاب
- حكومة أبو علاء وجدار العار
- بوش وشون
- قرارات الرباعية شكل من أشكال العنصرية


المزيد.....




- محاكمة مؤسس ويكيليكس: أسانج ينهي الأزمة مع أمريكا بعد الإقرا ...
- عيد الغدير.. منشور نوري المالكي وتعليق مقتدى الصدر وتهنئة مح ...
- مصر.. تقرير رسمي يكشف ملابسات قتل طفل وقطع كفيه بأسيوط
- السعودية تقبض على سوري دخل بتأشيرة زيارة لانتحال صفة غير صحي ...
- القضاء الأمريكي يخلي سبيل أسانج -رجلا حرا-
- القضاء الأمريكي يعلن أسانج -رجلا حرا- بعد اتفاق الإقرار بالذ ...
- رئيس ناسا: الأمريكيون سيهبطون على القمر قبل الصينيين
- في حالة غريبة.. نمو شعر في حلق مدخّن شره!
- مادة غذائية تعزز صحة الدماغ والعين
- نصائح لمرضى القلب في الطقس الحار


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نضال حمد - مدارات الحمير