"التقيه النشطه" هى أحدث ما تفتق عنه ذهن الإسلاميين الجدد... فإذا كانت "التقيه" تلزمهم بالسكوت على ما لا يرضيهم إنتظاراً لتغير الأوضاع وإنتهاء حالة "الإستضعاف" فإن "التقيه النشطه" بمفهومها الجديد تسمح لهم بالحركه و"التسخين" في إتجاهات لا يرون بأساً أو ضرراً يأتى منها وتحقق لهم التواجد إنتظاراً للفرج... يصطدمون بالعسكر فيتجهون إلى المدنيين, يصطدمون بوزراء السياده فيتجهون إلى وزراء الخدمات... يصطدمون بقوة عاتيه كثيراً ما ساندتهم مثل أمريكا فيصبون جام غضبهم على تمثال تافه – باربى- أو فأر عجوز – ميكى ماوس- ويتهمونهما بتهديد العقيده والثقافه... وهم في هذا يحققون لأنفسهم التواجد ويلزمون خصومهم – الأقوى- بموقف الدفاع ويشتتون جهود هؤلاء الخصوم, أذكر حضراتكم أن عقيده القتال الإسرائيليه تعتمد على (المبادأة ومهاجمه النقاط الضعيفه ونقل المعركه إلى أرض الخصم)... والمشكله أنهم نصبوا أنفسهم كهنه في دين ليس فيه كهنوت... وجعلوا أنفسهم حماه للعقيده وكأنهم وحدهم مالكوها والمتصرفون فيها ولأنهم الأعلى صوتاً والأكثر صراخاً فإن كثيرين يصدقونهم في الداخل ويظنون أن هذا هو الإيمان... وأن كثيرين يصدقونهم في الخارج فيظنون أن هذا هو الإسلام.
عقيده لا تعرف السلام بل المشاغبه "بالتقيه النشطه" في حاله الضعف و"بالجهاد" في حاله القوة... مع أن المسلم من سلم الناس من لسانه ويده... يقول عز وجل في سورة الأحزاب... "فإذا جاء الخوف رأيتهم ينظرون إليك تدور أعينهم كالذى يغشى عليه من الموت فإذا ذهب الخوف سلقوكم بألسنه حداد" صدق الله العظيم.