ثار جدال قبل أيام حول موضوع لفظ الجلالة وهل يجب أن يكون بهمزة قطع أم وصل في عبارة ( الله أكبر ) الذي أضافها رئيس نظام المقابر الجماعية إلى العلم العراقي الذي جاء به الانقلابيون البعثيون بعد إزالة علم الجمهورية الأول " القاسمي " .
فقد قال أحد الأخوة أن كتابة لفظ الجلالة بهمزة القطع خطأ لأن أداة التعريف تكون بهمزة وصل لا بهمزة قطع وأضاف بأن ذلك الخطأ قد استمر لسنوات عديدة ولم ينتبه إليه أحد ، ورد قارئ آخر بالقول أن ( كلمة الله هي معّرفة أساساً فكيف يكون أسم لفظ الجلالة غير معّرف؟؟ لو قلنا ان ال هي للتعريف في كلمة لفظ الجلالة فماذا يصبح الاسم للـه؟ . نعم لو قلنا الرحمن الرحيم الودود. . . الخ ، حينها الهمزة لا يمكن أن تكون موجودة في ال التعريف هنا، ولكن في كلمة الله يقول أن هذا الاسم أضيفت له ال التعريف وهذا غير صحيح ،لان كلمة ( الله ) هي معرفة أساساً وهي كلمة واحدة دون إضافة. )
وعلى الرغم من أن الفقرة السابقة مضطربة وغامضة من حيث المعنى الذي أرادته ولكن الحقيقة هي أن لفظ الجلالة من الأسماء السماعية المعدودة التي حذفت منها الألف الوسطى وليس من الأسماء القياسية الخاضعة لقاعدة معينة . ويمكننا أن نتوقع - إذن - أن لفظ الجلالة كان يكتب قبل الحذف بالشكل التالي "الّلاه " وبعد حذف الألف صارت تكتب هكذا " الله " . وقد ورد ذكر هذا الموضوع في الدرس السابع من سلسلة ( دروس في النحو والإملاء ) بقلم الفقير إلى الله فقط ، وهذا نص الفقرة كما وردت في الدرس المذكور :
( وتحذف الهمزة الوسطى في الحالتين التاليتين :
1- تحذف الألف الوسطى من كلمات معينة ( سماعية ) وهي : الله .. إسمعيل ..طه ...يس...هرون ...إسحق ...أولئك ... لكنْ ... لكنَّ ....ثلثمائة ...إله ... السموات ..)
والحقيقة فكتابة لفظ الجلالة بهمزة قطع ليست الحماقة الوحيدة التي ارتكبها نظام صدام حسين ، بل أن هناك الكثير من الحماقات التي سكت عنها رجال الدين والدنيا آنذاك ، ومنها مثلا قراره بكتابة المصحف الشريف بدمه الشخصي ، مع العلم أن أبسط إنسان مسلم يعلم أن الدم البشري هو من "الأعيان النجسة المنجسة " بموجب الفقه الإسلامي لجميع المذاهب فكيف يكتب بها القرآن ؟
إنها واحدة من حماقات "معجزات " عصابات الجهلة والمتخلفين حين تصل إلى السلطة في بلد عريق وغني ، وعلينا أن ننتظر المزيد من هذه "المعجزات الغبية " في المستقبل مع عصابات حاكمة أخرى أضافت إلى الجهلِ والتخلفِ العمالةَ للغزاة الأجانب . وبالمناسبة فقد أرسلنا – آنذاك - العديد من الرسائل بالفاكس مستفسرين حول موضوع كتابة المصحف الشريف بالدم البشري إلى علماء الدين الفضائيين ( نسبة إلى القنوات الفضائية ) ولكنهم لم يردوا أو يناقشوا الموضوع في حينه لأسباب لا تخفى على لبيب لم تلغ الدولارات المنفوطة لُـبـَّهُ !