لميس الصيفي
الحوار المتمدن-العدد: 2092 - 2007 / 11 / 7 - 11:25
المحور:
دراسات وابحاث قانونية
من أين يجب أن تكون البداية القانون أم المجتمع؟
التغيير يحصل عن طريق القانون أم التربية ؟
وضع أتاتورك قوانينه " الدكتاتورية " و لاقى الكثير من الانتقادات و قد يكون حدث ظلم على بعض فئات المجتمع و لكننا وصلنا بعدها لمجتمع علماني حر نوعاً ما، إذاً لم ديكتاتورية أتاتورك سلبية فالتغيير بغض النظر عن شكله سلبي أو إيجابي لابد أن يرتبط بحركة أو أيدلوجية قوية تستطيع فرض نفسها على أرض الواقع و لابد أن تكون من قائد قوي.
حسب اعتقادي فإن التغيير يبدأ من القانون لأن القانون يجبر الآخرين على الالتزام و لكن على أن يكون القانون منصف لكل الفئات، و قد ساعدت القوانين القاصرة في تشجيع الكثير من الظواهر السلبية و الدليل على ذلك أنه في القانون الذي يتعامل مع العذر المخفف و العذر المحل في قضايا ما يسمى " شرف العائلة" نرى استغلال لهذا القانون حتى أنه ساعد إخوة على قتل أخواتهم من أن أجل ميراث بحجة ما يسمى " شرف العائلة" .
و القانون ممكن أن يتحول إلى عادة و طريقة تفكير فمثلاً لو طبقنا قانون يفرض غرامة مادية على كل من يرمي قاذورات في الشارع فإن الغالبية سوف تلتزم بهذا القانون و سيقومون بتربية أطفالهم على هذا النهج لأن عدم تطبيق هذا القانون سوف يتسبب لهم بتكاليف و هؤلاء الأطفال سيصبح هذا التصرف جزء من شخصيتهم و طريقة حياتهم من هنا نكون قد حصلنا على تغيير في التصرف و طريقة التفكير، أي ممكن أن يصبح وجود القانون طريقة لتغيير التصرف.
و هذا ما ممكن تطبيقه على القوانين التي تتعلق بحقوق النساء و الحريات الشخصية ، فمع وجود قانون يحمي النساء و يضمن لهن حقوق متساوية و يعمل على عقاب من يتعدى على هذه الحقوق ، فإن الأجيال ستقوم بتربية أطفالها أن التعرض لحقوق النساء له عواقب لذا فيجب أن نحترم كينونة هؤلاء النساء.
للأسف الشديد ضمن وجود مجتمعات لا زالت تتمسك بقيم بالية و تضطهد الحقوق بشكل واضح فإن الطريقة الوحيدة لتغيير طريقة التصرفات لن تكون بدايةً إلا عن طريق الفرض تماماً كما فعل أتاتورك.
#لميس_الصيفي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟