|
طبيعة ثورة اكتوبر 1917
حسقيل قوجمان
الحوار المتمدن-العدد: 2092 - 2007 / 11 / 7 - 11:46
المحور:
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
ارسل لي قارئ عزيز رسالة طويلة يتساءل فيها عن طبيعة ثورة اكتوبر ۱٩۱٧ . والرسالة تتضمن العديد من التساؤلات عن هذه الثورة احاول ان اجيب عليها حسب التسلسل التاريخي للاحداث. "من المعروف أن روسيا القيصرية كانت دولة إقطاعية في المقام الأول و دخلتها الرأسمالية متأخرة بالمقارنة بدول أوروبا الغربية و لذا فإن تحليل البلاشفة و غيرهم لطبيعة الثورة هي أن الثورة لابد و أن تكون ثورة ديمقراطية" ان تحديد طبيعة الثورة في روسيا قررها الحزب الاشتراكي الديمقراطي الروسي في المؤتمر الثاني سنة ۱٩۰۳. ففي هذا المؤتمر حدد برنامج الحزب الاشتراكي طبيعة الثورة باغلبية ساحقة وبين ان الثورة في روسيا تتألف من مرحلتين، المرحلة الاولى هي مرحلة الثورة البرجوازية وهو ما تسميه انت ثورة ديمقراطية. والمرحلة الثانية هي مرحلة الثورة الاشتراكية. وكان هذا البرنامج عاما لكافة الحزب. وبقي هذا البرنامج حتى بعد انقسام الحزب الى فئتين او في الحقيقة حزبين هما الحزب البولشفي بقيادة لينين والحزب المنشفيكي. فكلا الحزبين سواء في الفترات التي كانا يعتبران حزبا واحدا ام بعد انفصالهما نهائيا كانا يعتبران الثورة في روسيا تتألف من هاتين المرحلتين. وسبب تقسيم الثورة الى مرحلتين كان لان السلطة الحاكمة في روسيا تمثل الطبقة الاقطاعية وكان على الثورة ان تقضي على النظام الاقطاعي قبل تحول الثورة من ثورة برجوازية ضد النظام الاقطاعي الى ثورة اشتراكية ضد النظام الراسمالي. واستنادا الى الماركسية لا يمكن تخطي المرحلة الاولى، مرحلة الثورة البرجوازية، ولا يمكن تحقيق الثورة الاشتراكية ضد النظام الراسمالي قبل تحول النظام الاقطاعي الى نظام راسمالي. وطبيعي ان بحث ضرورة المرحلة الاولى يتضمن دراسة لاصطفاف القوى واهمية كل طبقة او مرتبة في هذه الثورة وهو ما ليس من الضروري بحثه في هذا المقال. تصبح الثورة البرجوازية ضرورة وناضجة حين يصبح المجتمع راسماليا من الناحية الاجتماعية والاقتصادية وتبقى السلطة سلطة اقطاعية ويصبح من واجب الشعب ان يسقط هذه السلطة بالقوة لان السلطات لا تتنازل عن مراكزها عن طيب خاطر او استجابة لوجود ضرورة تغييرها. في الحقيقة ان ماركس وانجلز بحثا هذه الحالة منذ تحديد طبيعة الثورة في المانيا في منتصف القرن التاسع عشر. وقد كتب انجلز في كراسه عن معنى الشيوعية حتى قبل البيان الشيوعي حيث وضع لنفسه اسئلة واجاب عليها ان طبيعة الثورة الالمانية هي برجوازية وان على الطبقة العاملة ان تساند البرجوازية في ثورتها لكي تتحول بعد نجاحها الى العمل على اسقاطها. ولكن بحث انجلز لهذه الظاهرة اختلف عن بحث لينين لها بخصوص الثورة الروسية. بحث لينين طبيعة الثورة الروسية وتكتيك الحزب البولشفي في مرحلتي الثورة في كتابه الشهير "تكتيكان". فقد عقد الحزب البولشفي مؤتمرا بحث فيه تكتيكه في الثورة البرجوازية وكذلك عقد الحزب المنشفيكي كونفرنسا بحث فيه تكتيكه في الثورة البرجوازية رغم ان الحزبين كانا يعتبران حزبا واحدا في تلك الفترة. وكان كراس "تكتيكان" عبارة عن مقارنة بين قرار الكونفرنس المنشفيكي وقرار المؤتمر البولشفيكي بهذا الخصوص. لقد كان رأي المنشفيك باختصار انه بما ان طبيعة الثورة في المرحلة الاولى برجوازية فان البرجوازية هي التي تستطيع ويجب عليها قيادتها وتحقيقها. وكان رأي لينين مخالفا لراي المنشفيك. فقد بين ان ظروف الثورة الروسية تغيرت عن سابقاتها من الثورات البرجوازية. فان الثورة البرجوازية اصبحت ضرورة لان المجتمع تحول الى مجتمع برجوازي بينما بقيت السلطة سلطة اقطاعية. وان الطبقات التي لها مصلحة في تحقيق الثورة البرجوازية هي البرجوازية من جهة والطبقة العاملة من جهة اخرى. وبما ان الطبقة العاملة اصبحت طبقة متبلورة ولها نظريتها وقيادتها الخاصة بها فان من مصلحتها ان تقود الثورة البرجوازية ضد السلطة الاقطاعية خصوصا وان البرجوازية الروسية اصبحت عاجزة عن تحقيق الثورة البرجوازية تحقيقا كاملا وان البروليتاريا هي التي تريد وتستطيع ان تحققها تحقيقا كاملا. فهدف لينين هو ان تقوم الطبقة العاملة بقيادة الثورة البرجوازية وذلك يتطلب عزل البرجوازية عن قيادة الثورة البرجوازية. حدثت الثورة البرجوازية الاولى في روسيا سنة ۱٩۰٥ ولكنها كانت ثورة فاشلة وبقيت السلطة في روسيا سلطة قيصرية تمثل الطبقة الاقطاعية. ولم يكن تنظيم الطبقة العاملة الثوري كافيا لقيادة الثورة البرجوازية الثانية، ثورة شباط، ولذلك قامت الثورة بقيادة مزدوجة هي قيادة البرجوازية وقيادة السوفييتات التي كانت تحت قيادة المنشفيك والاشتراكيين الثوريين. ولذلك نشأ في روسيا بعد ثورة شباط حكم مزدوج لفترة قصيرة هو سلطة الطبقة البرجوازية المتمثلة بالحكومة البرجوازية وسلطة سوفييتات العمال والفلاحين التي يقودها المنشفيك والاشتراكيون الثوريون. عند اندلاع ثورة شباط ونجاحها لم يكن لينين في روسيا بل كان في سويسرا وسمع عن الثورة من الصحف والاخبار. ولكن هذا لم يمنعه عن تحديد طبيعة الثورة. فقد ادرك ان نجاح ثورة شباط كان نهاية المرحلة الاولى من الثورة، نهاية الثورة البرجوازية. فلينين يعلم ان الثورة البرجوازية تنتهي باستيلاء البرجوازية على السلطة سواء احققت اهداف الثورة البرجوازية ومهامها الاقتصادية ام لم تحققها. ولذلك كتب في رسالته الى الطبقة العاملة الروسية في رسائل من بعيد تحيا الثورة البروليتارية. وحين وصل الى محطة قطار لينينغراد (بتروغراد انذاك) خرج من المحطة لا يلتفت الى المرحبين به واعتلى على سيارة عسكرية وهتف امام الجماهير تعيش الثورة البروليتارية. ان لينين قرر منذ سماعه من الصحف عن نجاح ثورة شباط ان الثورة تحولت من مرحلة الثورة البرجوازية الى مرحلة الثورة البروليتارية اي الثورة الاشتراكية. وقد شرح لينين نظريته بهذا الخصوص فيما يسمى اليوم مسائل نيسان. بين لينين في كتابه "تكتيكان" ان طبيعة السلطة التي تتحقق بعد نجاح الثورة تختلف فيما اذا جرت تحت قيادة البرجوازية عنها اذا جرت تحت قيادة الطبقة العاملة. فاذا جرت الثورة تحت قيادة البرجوازية تصبح السلطة سلطة البرجوازية وتتولى البرجوازية السلطة. وعندئذ يكون من واجب الطبقة العاملة ان تناضل في سبيل اسقاط السلطة البرجوازية من اجل تحقيق المرحلة الثانية من الثورة، مرحلة الثورة الاشتراكية. وفي حالة نجاح الثورة بقيادة الطبقة العاملة فان السلطة الناجمة عن ذلك هي سلطة العمال والفلاحين الثورية. وهذه ليست سلطة اشتراكية وانما سلطة تقوم بتحقيق مهام الثورة البرجوازية الاقتصادية تحقيقا جذريا وهو ما لا تستطيع البرجوازية في عصر الامبريالية تحقيقه. وهذه هي السلطة التي تحققت مثلا في الصين والفيتنام وكوريا وبلدان اوروبا الشرقية لدى تحررها من الاحتلال النازي. وميزة سلطة العمال والفلاحين الثورية هي انها قادرة على تحقيق الثورة الاشتراكية من اعلى ومن اسفل نظرا الى ان الحكومة التي تقودها الطبقة العاملة تعمل بنفسها على تحقيق الثورة الاشتراكية بالاستناد الى نضال الطبقة العاملة والفلاحين عن طريق التضييق على المصالح البرجوازية تدريجيا واخراجها من الميدان السياسي والاقتصادي دونما حاجة الى ثورة مسلحة تسقط النظام السياسي القائم. وهذا يعني تحقيق الثورة الاشتراكية تحقيقا سلميا. وافضل بحث لهذا الموضوع قرأته عن ديمتروف حين حلل الوضع القائم في بلغاريا بعد الحرب العالمية الثانية وامكانية تحول النظام الديمقراطي الشعبي الى نظام حكم اشتراكي بدون ثورة مسلحة، اي الانتقال السلمي من الثورة البرجوازية الى الثورة الاشتراكية. ولكن ثورة شباط الروسية تمخضت عن وضع مختلف. فمع ان البرجوازية استطاعت ان تستولي على السلطة الحاكمة في روسيا بعد الثورة فان سوفييتات العمال والفلاحين التي كان لينين يريدها ان تقود الثورة وتحقق سلطة العمال والفلاحين الثورية اصبحت قوة هائلة بحيث ان لينين اعتبرها سلطة مزدوجة. فقد كانت هناك سلطة البرجوازية وكانت هناك سلطة سوفييتات العمال والفلاحين. وكان هذا الوضع الازدواجي مؤقتا بالضرورة. فاما ان تنجح البرجوازية في الاستيلاء على كامل السلطة وتزيل سلطة سوفييتات العمال والفلاحين لتصبح السلطة سلطة برجوازية خالصة واما ان تستولي السوفييتات على السلطة بازاحة السلطة البرجوازية لتصبح السلطة سلطة سوفييتات خالصة اي حكومة العمال والفلاحين الثورية. ولذلك كان شعار الحزب البولشفي في هذه الفترة، فترة السلطة المزدوجة، شعار كل السلطة للسوفييتات. وكان لينين يدفع الحركة في اتجاه استيلاء السوفييتات على السلطة والاطاحة بالبرجوازية رغم ان المنشفيك والاشتراكيين الثوريين كانوا في قيادة السوفييتات. ولكن هذه القيادة كانت قيادة انتهازية تميل الى البرجوازية اكثر من نضالها في مصلحة الطبقة العاملة والفلاحين ولذلك انحازت الى البرجوازية وبذلك انتهت فترة السلطة المزدوجة لصالح البرجوازية واصبحت السلطة في روسيا سلطة برجوازية خالصة. وعندذاك انزل لينين والحزب البولشفي شعار كل السلطة للسوفييتات وسار في طريق الاعداد لثورة بروليتارية تهدف الى اسقاط الطبقة البرجوازية والى استيلاء الطبقة العاملة على السلطة. وشن الحزب البولشفي بقيادة لينين نضالا شديدا من اجل توسيع نفوذه في سوفييتات العمال والفلاحين التي كانت في الواقع سوفييتات العمال والجنود وافلح الحزب في حزيران او تموز في الحصول على اغلبية ضئيلة في قيادة السوفييتات فاعلن لينين فورا ان الثورة اصبحت ضرورية وان الحزب يناضل من اجل تحقيق الثورة البروليتارية. وقد جرى الاعداد للثورة بصورة رائعة لا مثيل لها في التاريخ ونضجت الثورة خلال اشهر واصبح في مقدور الحزب البولشفي ان يقود الطبقة العاملة والفلاحين، اي سوفييتات العمال والفلاحين، الى الاستيلاء على السلطة. وحينئذ رفع الحزب مجددا شعار كل السلطة للسوفييتات. حين وقعت الثورة بدت بسيطة وسريعة بحيث ان بعض المحللين اليوم يعتبرونها انقلابا او ما يسمونه ثورة سلمية ويتهمون لينين بانه كان يريد ثورة سلمية. ان السهولة التي جرت فيها ثورة اكتوبر كانت نتيجة حتمية للاعدادات الهائلة المنظمة والدقيقة لها في الاشهر السابقة للثورة. ففي هذه الاشهر اصبحت السوفييتات سلطة حقيقية بحيث ان الجنود وصغار الضباط لم يخضعوا لاوامر القادة الكبار اذا لم توافق عليها سوفييتات الجنود. فليس في التاريخ ثورة حيكت خطوة فخطوة بدقة عظيمة مثل ثورة اكتوبر. ان التاريخ وهاج كالشمس ولا يمكن تغطيته بقبضة رماد. في فترة الاعداد لثورة اكتوبر جرت احداث هائلة كثيرة اهمها الجدال في قيادة الحزب البولشفي حول ما اذا كان من المفضل ان يسلم لينين نفسه الى السلطات البرجوازية التي اصدرت امرا بالقاء القبض عليه لكي يحول المحكمة الى منبر للطبقة العاملة ام ان يختفي لان تسليم نفسه كان يعني تسليمه لحبل المشنقة. وكان الانتهازيون مثل بخارين وزينوفييف وكامينيف يدعون لينين الى تسليم نفسه وكان ستالين هو الذي حافظ على حياة لينين في تلك الفترة. في فترة اختفاء لينين عن الانظار او فترة هروبه الى فنلندا كان ستالين هو القائد الميداني رسميا للحزب البولشفي وهو الوحيد الذي كان على اتصال بلينين وهو الذي كان يتلقى اوامر وارشادات لينين حول الاعداد للثورة. واين كان تروتسكي في تلك الفترة؟ كان يتزعم منظمة ناضلت طيلة حياتها ضد لينين ولم يعلن انضمامها الى الحزب البولشفي سوى قبل شهرين من الثورة. فالتاريخ يشهد ان ستالين كان القائد الميداني الحقيقي للثورة لدى اختفاء لينين. كثيرون هم الذين ينتقدون لينين على قيامه بالثورة ويوجهون اليه انتقادات متنوعة كثيرة وباسم الماركسية في كثير من الاحيان يطول بحثها اذا اردنا مناقشتها في هذا المقال. ولكن تهمة واحدة مهمة لابد من الاشارة اليها هنا. يقولون ان الماركسية تتطلب نشوء بروليتاريا واسعة متقدمة صناعيا وثقافيا لكي تصبح الثورة ناضجة وعليه يجب ان تتطور الراسمالية بدرجة كافية تجعل من الطبقة العاملة مثل هذه الطبقة الواسعة المتطورة وان قيام لينين بثورة اكتوبر لم تتوفر فيه هذه الشروط. فقد كانت البروليتاريا الروسية قليلة العدد ضعيفة وكانت الصناعة في روسيا متأخرة بالقياس الى الصناعة المتطورة في اوروبا. ان لينين لم يكن يؤيد هذا الرأي طبعا. فانه كان يشعر ان من الاسهل ضرب البرجوازية الروسية وهي حديثة العهد بالسلطة وليست لها خبرة السلطات البرجوازية في سائر البلدان الامبريالية وان على البروليتاريا ان تنتهز هذه الفرصة وان لا تضيع الفرصة في انتظار ان تتحول البرجوازية في روسيا الى برجوازية متطورة والى تطور روسيا صناعيا بحيث تضاهي البلدان الامبريالية في صناعتها. كان لينين يعتقد ان الطبقة العاملة عند استيلائها على السلطة تستطيع التغلب على هذا التخلف الصناعي اسرع من البرجوازية وقد اثبت التاريخ صحة نظرية لينين اذ تقدمت الحكومة السوفييتية تقدما هائلا بحيث انها انجزت في اقل من عقدين ما لم تستطع البرجوازية تحقيقه في اربعة قرون. ثم ان البلدان الامبريالية نجحت في التقدم صناعيا الى مستويات لم يكن يحلم بها احد وكانت الثورة فيها ناضجة منذ قرون ومع ذلك لم تحدث فيها الثورات البروليتارية حتى يومنا هذا لان الطبقة العاملة لم تصبح مهيأة تنظيميا بصورة كافية للقيام بالثورة ولان الطبقة الراسمالية اكتسبت خبرة واسعة في كيفية مقاومة الثورة سياسيا وعسكريا وقانونيا واقتصاديا وثقافيا واعلاميا. فليس التقدم الصناعي هو العامل الاساسي في نضوج الثورة وانما هو النضوج السياسي الحقيقي لتنظيمات الطبقة العاملة ولتحقيق حلف العمال والفلاحين ولوجود قيادة حقيقية تعمل على الاعداد للثورة بصورة جدية فاعلة. هناك مفهوم لابد من الاشارة اليه هنا. مفهوم عانت منه الحركات العمالية كثيرا في ايامنا هذه هو مفهوم استكمال الثورة البرجوازية قبل التحول الى شعار الثورة الاشتراكية. فهذا المفهوم كان احد المفاهيم التحريفية التي سادت الحركة الشيوعية بعد تولي الخروشوفيين للسلطة في الاتحاد السوفييتي. واكبر مثال على ذلك شعارات ثورة تموز في العراق والثورة المصرية وحتى الثورة الايرانية. فان الحزب الشيوعي العراقي مثلا لم يعتبر ثورة تموز نهاية للثورة البرجوازية بل بداية لها. وكان ينتظر استكمال الثورة البرجوازية او الثورة الديمقراطية لكي يتحول الى شعار الثورة الاشتراكية. وما زال الحزب الشيوعي حتى اليوم لا يفهم ان الثورة البرجوازية تنتهي باستيلاء البرجوازية على السلطة. وانت نفسك تتساءل في رسالتك عما ينم عن شعار استكمال الثورة البرجوازية او الثورة الديمقراطية بقولك "هل كانت ثورة أكتوبر ثورة إشتراكية أم أنها كانت مجرد انتزاع لقيادة الثورة الديمقراطية من أيدي البرجوازيين؟" او عند اشارتك الى ذلك في قولك "إذا ما أخذنا بعين الاعتبار و مثلته السياسة الاقتصادية الجديدةNEP التي كانت بمثابة تراجع تكتيكي لاستكمال مهام الثورة الديمقراطية استعداداً لتحويلها إلى ثورة اشتراكية،" ماذا يعني استكمال الثورة البرجوازية؟ يعني تحقيق الاهداف والمهام الاقتصادية والاجتماعية المعروفة للثورات البرجوازية وهي القضاء على الاقطاع وتحويل النظام الاقتصادي الى اقتصاد راسمالي بحت ومن اهم هذه الخطوات الاصلاح الزراعي الجذري. فهل تستطيع البرجوازية في ثوراتها في عصر الامبريالية ان تحقق مهام الثورة البرجوازية تحقيقا جذريا؟ ليست البرجوازية عاجزة عن تحقيق ذلك وحسب بل هي تعمل على احباط انجازها والحفاظ على الاقتصاد الاقطاعي والطبقة الاقطاعية ضد الطبقة العاملة. ان عدم استكمال الثورة البرجوازية اي عدم تحقيق المهام الاقتصادية للثورة البرجوازية هو هدف من اهداف البرجوازية في عصرنا ولذلك ليس هناك اي معنى حقيقي لهدف استكمال الثورة البرجوازية. ان هدف استكمال الثورة البرجوازية هو مفهوم تحريفي يبغي حرف الطبقة العاملة في البلدان النامية او المستعمرات حيث لم تتحقق بعد الثورة البرجوازية او بعد تحقق الثورة البرجوازية عن النضال من اجل تحقيق ثورتها الاشتراكية. ان هدف استكمال الثورة البرجوازية في هذه البلدان هو نسخة مطورة لهدف تحقيق التحول السلمي الى الاشتراكية في البلدان الراسمالية العريقة. وهذا الشعار اعلنه وروجه خروشوف في المؤتمر العشرين للحزب الشيوعي السوفييتي واتخذته كافة الاحزاب التي سارت وراء الخروشوفيين في العالم الراسمالي. وبعد ذلك جاء دور التطور اللاراسمالي صوب الاشتراكية مما لا مجال هنا لبحثه بحثا مفصلا. هنا نصل الى سؤالك المهم "السؤال المطروح الآن هو: هل كانت حكومة لينين تمثل دكتاتورية البروليتاريا أم ديمقراطية العمال و الفلاحين و حلفائهم من مثقفين ثوريين و صغار الكسبة؟ خصوصا ً و هذا التحول لم يحصل إلا بقيادة ستالين لاحقاً" والجواب هو واضح لا لبس فيه وهو ان ثورة اكتوبر كانت ثورة اشتراكية وليست ديمقراطية العمال والفلاحين الثورية التي كان لينين يعتبرها نتيجة لقيادة الطبقة العاملة للثورة البرجوازية وان حكومة لينين اي الحكومة السوفييتية كانت دكتاتورية البروليتاريا باجلى معانيها منذ اول يوم لنشوئها. ان الجواب على القسم الاول من السؤال هو ان الثورة كانت ثورة بروليتارية اسقطت الحكم الراسمالي وانشأت حكما بروليتاريا اشتراكيا. انها كانت ثورة اشتراكية بكل ما في الثورة الاشتراكية من معنى. وفي الحقيقة كان من اهم واجبات الثورة الاشتراكية ودكتاتورية الطبقة العاملة تحقيق ما لم تنجح او لم ترغب الحكومة البرجوازية في تحقيقه من اهداف الثورة البرجوازية. واكبر دليل على ذلك هو ان الحكومة السوفييتية في يوم تشكيلها اعلنت قانون تاميم الارض وجعلها ملكا للدولة والغت جميع الملكيات الاقطاعية ووزعت الارض على الفلاجين بدون مقابل وهذا اهم هدف من اهداف الثورة البرجوازية لانه الهدف الوحيد الذي يقضي نهائيا على علاقات الانتاج الاقطاعية. ولكن تحقيق هذا الهدف الذي لم تحققه البرجوازية لا يجعل الثورة الاشتراكية ثورة ديمقراطية. ففي الوقت الذي حققت به دكتاتورية البروليتاريا القضاء على علاقات الانتاج الاقطاعية بتأميم الارض قامت بالاستيلاء على جميع المصانع التي جاوز عدد عمالها الخمسين عاملا واستولت على جميع البنوك والمصارف واستولت على جميع وسائل النقل وعلى التجارة الخارجية وهذه كلها ليست من مهام الثورة البرجوازية بل من اهم مهام الثورة الاشتراكية. اما ملاحظتك بان "الاقتصاد الذي أعقب الثورة - أو تحديدا ً أعقب الحرب الأهلية- كان اقتصاداً غير اشتراكي فهذا صحيح كل الصحة. ولكن هذا لا يغير من كون الثورة هي ثورة اشتراكية وان نظام الحكم الذي نشأ عنها هو نظام حكم اشتراكي. ان ماركس بحث هذا الموضوع في "نقد منهاج غوتا" وقد اقتبست عبارات كارل ماركس بهذا الصدد عدة مرات ولا اقوم باقتباسها هنا مرة اخرى. فقد بين ماركس في برنامج غوتا ان الطبقة العاملة تستلم عند استيلائها على السلطة مجتمعا راسماليا. وهذا الامر يصح على كل ثورة اشتراكية اذ كان صحيحا في ثورة اكتوبر وسيكون صحيحا في كل ثورة اشتراكية تحدث في المستقبل ايضا. وهذا احد اهم الفروق بين الثورة البرجوازية والثورة الاشتراكية. في الثورة البرجوازية تستلم الطبقة البرجوازية الظافرة مجتمعا معدا وصالحا مبنيا على الاستغلال وليس من واجبها سوى ان تتحول من طبقة مستغلة مطاح بها الى طبقة مستغلة تستولي على الحكم. فالمجتمع الذي تستلمه البرجوازية عند نجاح ثورتها مجتمع مبني على الاستغلال تواصل البرجوازية الاستغلال فيه دونما حاجة الى بناء مجتمع جديد او تدمير المجتمع القديم. فالبرجوازية تستطيع الاعتماد في حكمها على نفس الجيش ونفس مؤسسات الدولة ونفس النظام القضائي بمجرد ان تغير بعض شخصياتها. وهذا هو السبب في ان الثورة البرجوازية تنتهي في لحظة الاطاحة بالطبقة الاقطاعية واستيلاء الطبقة البرجوازية على الحكم. اما الطبقة العاملة في اية ثورة اشتراكية فهي تستلم مجتمعا راسماليا بكل ما في الكلمة من معنى. فهو مجتمع راسمالي من الناحية الاقتصادية والسياسية والثقافية. ولا يمكن للطبقة العاملة ان تحقق اهداف ثورتها الا بتدمير هذا المجتمع الراسمالي من جذوره وبناء مجتمع جديد. فلا الجيش ولا المحاكم ولا المصانع ولا المزارع ولا اي شيء يمكن ان يكون اشتراكيا لدى استلام الطبقة العاملة للسلطة. فالثورة الاشتراكية بخلاف الثورة البرجوازية تبدأ لدى استلام السلطة بان تحول المجتمع الراسمالي الذي استلمته الى مجتمع اشتراكي وهذا ما قامت به دكتاتورية البروليتاريا في الاتحاد السوفييتي. ان جميع مؤسسات الدولة البرجوازية لا تصلح اساسا للحكم في مرحلة بناء المجتمع الاشتراكي وعلى دكتاتورية البروليتاريا ان تبني جميع المؤسسات على اساس جديد. واهم مهام دكتاتورية البروليتاريا في رأيي هي مهمة تغيير الانسان الراسمالي الى انسان اشتراكي. ان الانسان الاشتراكي يختلف بكل صفاته عن الانسان الراسمالي. فطريقة تفكيره وطريقة عمله واسلوب حياته وفحوى مفاهيمه كلها تختلف عما كانت في النظام الراسمالي. فمفهوم الدفاع عن الوطن على سبيل المثال غير مفهومه في النظام الراسمالي. ومفهوم العمل والاستخدام غير مفهومه في النظام الراسمالي ومفهوم العائلة غير مفهومه في النظام الراسمالي وهكذا كل المفاهيم والتقاليد التي كانت راسخة في اذهان الناس منذ قرون. وان ازالة جميع هذه المفاهيم والعادات والتقاليد القديمة هي اهم واصعب مهام دكتاتورية البروليتاريا. نأتي الان الى تعريفك للسياسة الاقتصادية التي اتخذها الحزب البولشفي لدى انتهاء حرب التدخل بقولك: "إذا ما أخذنا بعين الاعتبار و مثلته السياسة الاقتصادية الجديدةNEP التي كانت بمثابة تراجع تكتيكي لاستكمال مهام الثورة الديمقراطية استعداداً لتحويلها إلى ثورة اشتراكية،" لم تكن السياسة الاقتصادية تراجعا عن الاشتراكية اطلاقا. كانت السياسة الاقتصادية الجديدة، نيب، تراجعا عن شيوعية الحرب. فالتراجع عن الاشتراكية كان يتطلب اعادة المصانع الى اصحابها او اعادة المصارف والبنوك الى الراسماليين اما سياسة النيب فقد الغت شيوعية الحرب التي سلكتها اثناء حرب التدخل. فما هي شيوعية الحرب؟ ان شيوعية الحرب كانت استيلاء الحكومة البروليتارية على فائض انتاج الفلاحين بدون مقابل لتوفير الغذاء الشحيح للجيش الاحمر الحديث النشوء والمقاتل في الدفاع عن الدولة الاشتراكية ولسائر افراد الشعب الذين كانوا في وضع يقرب من الموت جوعا. وقد وافق الفلاحون على تسليم فائض انتاجهم للدولة لانهم كانوا يعلمون ان خذلان الجيش الاحمر وعودة الراسمالية سيؤدي الى فقدان الارض التي اكتسبوها نتيجة للثورة. ولكن شيوعية الحرب لم تعد ترى قبولا من الفلاحين بعد انتهاء حرب التدخل. وكان الاستمرار في سياسة شيوعية الحرب يعني تذمر الفلاحين وانقلابهم على الثورة. فجاءت سياسة النيب لتلافي هذا الاتجاه ولاعادة تحقيق تحالف الفلاحين مجددا مع الطبقة العاملة وهو الاساس السياسي الاجتماعي للسير في الثورة الاشتراكية الى تحقيق المجتمع الاشتراكي. فليس صحيحا ان النيب كانت تراجعا من اجل استكمال الثورة الديمقراطية. وكان من نتيجة الغاء شيوعية الحرب ان يسمح للفلاحين بالتصرف بفائض انتاجهم اي ببيعه في المدن وشراء المواد الصناعية المتوفرة في المدينة. وهذا كان يتطلب السماح بالتجارة الداخلية بين الريف والمدينة وهذا كان واضحا في سياسة النيب. فبينما بقيت الدولة مسيطرة سيطرة تامة على التجارة الخارجية سمحت بالتجارة الداخلية وهذا ما كان لمصلحة الراسمال التجاري المحلي. وليس خافيا ان الغاء شيوعية الحرب كان لمصلحة البرجوازية الريفية، الكولاك، اذ سمحت سياسة النيب للكولاك بتطوير زراعتهم وممارسة بيع فائض انتاجهم مما ادى الى تطويرهم لفترة ممارسة السياسة الاقتصادية الجديدة. وليس سرا ان الكولاك في السنوات الاولى كانوا المجهز الاكبر للمواد الغذائية والمواد الزراعية الاولية للصناعة كالقطن والكتان والصوف والبنجر وغيرها الى ان تطورت مزارع الدولة والمزارع التعاونية الى مستوى تحقيق ما يكفي من الانتاج الزراعي لغذاء المجتمع ولتوفير المواد الاولية للصناعة. عند اعلان الحزب البولشفي عن تراجعه من سياسة شيوعية الحرب الى السياسة الاقتصادية الجديدة ابدى الاعلام المعادي للثورة ابتهاجه واعتبر التراجع والغاء شيوعية الحرب دليلا على عجز الطبقة العاملة عن تحقيق الاشتراكية وحتمية تراجع الحزب التالي الى الراسمالية. وزعموا انهم كانوا على حق حين اعلنوا ان سياسة دكتاتورية البروليتاريا ليست واقعية وغير قابلة للتحقيق. وقد سخر لينين من هؤلاء الاعلاميين والسياسيين المعادين للاشتراكية بمقال ساخر رائع يمكنك عزيزي القارئ ان تعود اليه. فقد كتب لينين بملاحظات صحفي يصف ابتهاج هذه العناصر عند اعلان تراجع الحزب عن سياسة شيوعية الحرب واتخاذ السياسة الاقتصادية الجديدة. فقد صور لينين هذا التراجع بمتسلق لجبل شاهق صعب التسلق ورغبته في بلوغ قمة ذلك الجبل في تسلقه وقد وصل هذا المتسلق الى نقطة في الجبل لا يمكنه فيها مواصلة التسلق ولذلك قرر الهبوط لمسافة ما لكي يجد نقطة يستطيع منها مواصلة تسلقه. وقد سخر من المراقبين الذين كانوا يتابعون حركة هذا المتسلق واعلنوا ابتهاجهم لدى تراجعه وقالوا الم نقل انه لابد ان يتراجع وانه غير قادر على تسلق هذا الجبل الشاهق؟ وبين لينين ان المتسلق ما ان انحدر مسافة قليلة الا ووجد المكان الذي يمكنه منه ان يواصل التسلق وبلوغ القمة. فليس صحيحا قولك ان سياسة النيب كانت تراجعا من اجل استكمال الثورة الديمقراطية. وليس صحيحا ايضا ان انتهاء التراجع تم على يد ستالين فيما بعد. فان لينين اعلن فورا ان التراجع في سياسة النيب قد انتهى وبدأ الهجوم المباشر من اجل مواصلة السير في تحقيق البناء الاشتراكي. ان سياسة ستالين بعد وفاة لينين لم تكن تغييرا لسياسة لينين وانما كانت مواصلة دقيقة لسياسة لينين. ولو اتيحت للينين فرصة مواصلة الحياة لما سلك سلوكا مخالفا لسلوك ستالين. فالهجوم في عرف لينين كان تقوية القطاع الاشتراكي الذي نشأ نتيجة للثورة والتضييق على النطاق الراسمالي الذي بقي وانتعش نتيجة للسياسة الاقتصادية الجديدة وهذا ما واصله ستالين في سياسته لبناء المجتمع الاشتراكي. ان ثورة اكتوبر عزيزي القارئ كانت ثورة اشتراكية بكل معنى الكلمة وان اية ثورة اشتراكية في المستقبل ستواجه مشاكل مشابهة للمشاكل التي جابهتها ثورة اكتوبر والسير فيها حتى بناء المجتمع الاشتراكي لانها لا تستلم مجتمعا اشتراكيا وانما تستلم مجتمعا راسماليا. ولم تكن ثورة اكتوبر سوى بداية الثورة الاشتراكية وليس نهايتها وهذا سيكون مصير اية ثورة اشتراكية تحدث في المستقبل ايضا.
#حسقيل_قوجمان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
حق تقرير المصير بالمفهوم الماركسي (اخيرة)
-
حق تقرير المصير بالمفهوم الماركسي (اولى)
-
مشكلة الاقليات العرقية والدينية في منطقة الشرق الاوسط
-
برلمان يخاف منتخبيه
-
ملاحظة حول مشروع نظام مؤسسة الحوار المتمدن
-
وداعا صديقي وعزيزي ابو شريف سلمان شكر
-
كاظم حبيب والشيخ الستاليني -القح- حسقيل قوجمان (اخيرة)
-
كاظم حبيب والشيخ الستاليني -القح- حسقيل قوجمان (3)
-
كاظم حبيب والشيخ الستاليني -القح- حسقيل قوجمان (2)
-
كاظم حبيب والشيخ الستاليني -القح- حسقيل قوجمان (1)
-
جواب على رسالة قارئ
-
حول مقال -كفى خداعا للنفس وخداعا للاخرين-
-
حوار مع الاخ هاشم الخالدي
-
تعقيب على مقال الاخ باقر ابراهيم
-
الاشتراكية كنظرية وحركة والاشتراكية كنظام اجتماعي (2)
-
الاشتراكية كنظرية وحركة والاشتراكية كنظام اجتماعي (1)
-
مع سعاد خيري في محنتها
-
وأد ثورة تموز في مهدها
-
شكرا اخي احمد على تعقيبك
-
ترك الحزب الشيوعي المنحرف ام العمل على استعادته؟
المزيد.....
-
الحراك الشعبي بفجيج ينير طريق المقاومة من أجل حق السكان في ا
...
-
جورج عبد الله.. الماروني الذي لم يندم على 40 عاما في سجون فر
...
-
بيان للمكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية
-
«الديمقراطية» ترحب بقرار الجنائية الدولية، وتدعو المجتمع الد
...
-
الوزير يفتتح «المونوريل» بدماء «عمال المطرية»
-
متضامنون مع هدى عبد المنعم.. لا للتدوير
-
نيابة المنصورة تحبس «طفل» و5 من أهالي المطرية
-
اليوم الـ 50 من إضراب ليلى سويف.. و«القومي للمرأة» مغلق بأوا
...
-
الحبس للوزير مش لأهالي الضحايا
-
اشتباكات في جزيرة الوراق.. «لا للتهجير»
المزيد.....
-
الثورة الماوية فى الهند و الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي )
/ شادي الشماوي
-
هل كان الاتحاد السوفييتي "رأسمالية دولة" و"إمبريالية اشتراكي
...
/ ثاناسيس سبانيديس
-
حركة المثليين: التحرر والثورة
/ أليسيو ماركوني
-
إستراتيجيا - العوالم الثلاثة - : إعتذار للإستسلام الفصل الخا
...
/ شادي الشماوي
-
كراسات شيوعية(أفغانستان وباكستان: منطقة بأكملها زعزعت الإمبر
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
رسالة مفتوحة من الحزب الشيوعي الثوري الشيلي إلى الحزب الشيوع
...
/ شادي الشماوي
-
كراسات شيوعية (الشيوعيين الثوريين والانتخابات) دائرة ليون تر
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
كرّاس - الديمقراطيّة شكل آخر من الدكتاتوريّة - سلسلة مقالات
...
/ شادي الشماوي
-
المعركة الكبرى الأخيرة لماو تسى تونغ الفصل الثالث من كتاب -
...
/ شادي الشماوي
-
ماركس الثورة واليسار
/ محمد الهلالي
المزيد.....
|