أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - فاطمه قاسم - ياسر عرفات اتساع المدى وإيقاع التفاصيل














المزيد.....

ياسر عرفات اتساع المدى وإيقاع التفاصيل


فاطمه قاسم

الحوار المتمدن-العدد: 2092 - 2007 / 11 / 7 - 11:24
المحور: القضية الفلسطينية
    


ثلاث سنوات مضت على رحيله باتجاه الخلود , وعلى غيابه باتجاه الحضور , وعلى تجدده ضوءا في حدائق الذاكرة , انه ياسر عرفات , أبو عمار , الختيار , وآه ما أجمل أسماؤه , وحالاته , وانبثاقا ته ,هذا الرجل القادم من اليتم , ومن فاجعة الوطن المنكوب , ومن عذابات الشعب المشرد , الذي وقع رغما عنه ( تحت أقدام الفيلة الكبار ) فمزقته حتى لم يعد شيئا , وظلمته حتى صار تهمة يحملها أصحابها في وعورات الدروب إلى المنفى , ثم جاء هذا الرجل , ياسر عرفات , ليحلم فوق ساحات الحلم , ويحاول ابعد من الحدود المتعارف عليها , ويزرع في مساحات النكران شجرة صغيرة مدهشه مبهره اسمها الحضور الفلسطيني .

كان شيئا من طموح الأنبياء , وعليكم أن تتذكروا حين تستعيدون المشهد , إن اسم فلسطين حين بدأ لم يكن موجودا على خرائط العالم ,وان علمها لم يكن موجودا في قوائم البروتوكول , وانه حتى اقرب أقربائها كانوا يدمنون الحديث باسمها ونيابة عنها وهى حاضرة ولكنهم يشيرون إليها بضمير الغائب , ثم يأتي هذا الشاب ذو العينين المشتعلتين ذكاء , الطالب في كلية الهندسة , ليقرر تجاوز الواقع والوقائع ,ويرفض الإجماع الدولي , ويشعل عود كبريت صغير في برميل الموت العربي ويصرخ من غرفه في شارع جواد حسنى , في قلب مدينه القاهرة , مرفوع عليها لافتة صغيرة لرابطة طلاب ,هنا فلسطين .
آه يا سيدي ,
من أين لك كل هذا اليقين , من أي بحيرات عميقة كنت تشرب ماء نبوءاتك ومن اى غابات للوجع كنت تشعل سراجك الليلي , نكران كان العالم كله نكران , فمن أين لك النار التى أشعلت بها جبال الصقيع
ياسر عرفات :
النبي الشريد , الفلسطيني بلا هوية , الثائر بلا ارض يقف عليها , كان يمتلك تلك الموهبة الخارقة أن تتحول الفكرة المطلقة إلى اجتراحات على أطراف الأصابع , وكان المدى الواسع بامتداد الكون يتحول إلى نقوش من التفاصيل الصغيرة على وجه الواقع , فالثورة تصبح بندقية , وقاعدة , ودورية , وبلاغ عسكري , وذخيرة , وتموين , ومعتقلات , وجنازات للشهداء , وصوت يحكى عن الميلاد الجديد , ووفود , ومؤتمرات , ومؤامرات , وفخاخ منصوبة , وأحلاف معادية , ورحيل وسفن , وموت , وحصار , ولكن المحاولة لا تتوقف , والفكرة لا تنطفئ , وقطعة حبل تلقيها لمن وقع في قاع البئر أفضل من كل النصائح المنمقة , وأعظم درس عن السباحة في البحر هي السباحة نفسها , وابدأ وتفاعل , ولا تقعد وتنتظر فتظل ملوما حسيرا .
ياسر عرفات :
كان يعشق الأحلام الكبيرة , ويكره الأوهام الجميلة , وكان يخاف من الوعود ويطمئن إلى الوقائع , وكان يؤمن بأن الإنسان الفرد حين يمتلئ بالإخلاص والوفاء واليقين يصبح أمه بأكملها
ياسر عرفات :
كان يؤمن , أن المخاطرة هي اقرب وسيلة للأمان , وان الهجوم أنجع طريقة للدفاع , وان لا وقت للبكاء على الأطلال , وان الحياة بأقدارها الكبرى هي عبقرية المحاولة .
كيف لرجل أن يترك كل هذا الإرث فكرة , وثورة , ودولة , وكيان , وعنوان , تركة ثقيلة باهظة التكاليف , فمن يحفظ التركة , ومن يحمل الأمانة , ومن يفي بالعهد ؟
الاجابات ليست سهلة , فنحن نحمل أمانة رجل ناصبه الأقوياء وتابعيهم العداء المطلق , الاجابات ليست سهلة , ولكن ياسر عرفات عبر كل سنوات حضوره العبقري , وبعد سنوات غيابه العبقري , ترك لنا الحقيقة التى تسطع في عقولنا وقلوبنا , بأنه ليس لنا سوى طريق واحد للحياة , أن نحيا فلسطين .
يا سيدي :
لم ينطفئ قنديلك في قلبي , حين أكون وحيده , وحزينة , ومفجوعة بالخذلان , فان قنديلك يؤنس وحشتي , وان بهاءك يسرى في روحي , وان ذكراك تجعلني حاضرة من أول الأرض إلى نهاية الأرض .
فسلام عليك ياوالدي يوم ولدت , ويوم رحلت , ويوم تبعث حيا



#فاطمه_قاسم (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أنا بولس اشارات قويه للنجاح
- قطاع غزة وفك الارتباط الاسرائيلي
- مؤتمر الخريف عوامل النجاح والفشل
- محمد الاشقر !
- الهروب من الأستحقاق !
- المرأة العربية سجال كبير ونتائج قليلة !!!
- قطاع غزة وسيكلوجيا المكان الضيق !!
- عبقريه التنازل للوطن !!
- العيد هو المصالحة
- سنة الله وسنة البشر
- المواطنة كلمه السر للمجتمعات الافضل
- الحالة الفلسطينية ومأزق المثقفين ؟
- محاوله لتاويل التفاصيل !!
- المرأةالفلسطينية حضور بالمنفى ومشاركه في الوطن
- استلاب النخب مخطط متعمد ام تحصيل حاصل
- هو حبيبي فلتبتعد كل النساء
- الامل وليس الجراح
- ساحاول ان الملم اشلائي
- الجريمه المستوطنة ارتفاع في المعدلات وتطرف في الارتكاب
- في وصف الحبيبه


المزيد.....




- حارس بيئي للإمارات..مصورة تبرز دور أشجار القرم بمكافحة تغير ...
- مذبح غامض وجثث مدفونة.. من يقف خلف هذا الهيكل المدفون في قلب ...
- ولي نصر لـCNN: إسرائيل تفضل ألا يتفاوض ترامب مع إيران.. ماذا ...
- -متلبسا بالصوت والصورة-.. ضبط مدير جمعية تعاونية بالكويت يطل ...
- مصر تمتلك -إس-400- الصيني.. تقارير إسرائيلية تعبر عن مخاوف م ...
- زيارة سرية لقائد سلاح الجو الإسرائيلي إلى واشنطن واتفاق حول ...
- بعد رفضها لمطالبها.. إدارة ترامب تجمد 2.2 مليار دولار لجامعة ...
- إدارة ترامب تخطط لخفض ميزانية الخارجية إلى النصف وتقليص البع ...
- مصر تقترب أكثر فأكثر من ترؤس اليونسكو
- الداخلية السعودية تطلق -منصة تصريح- الذكية لإصدار وتنظيم تصا ...


المزيد.....

- تلخيص كتاب : دولة لليهود - تأليف : تيودور هرتزل / غازي الصوراني
- حرب إسرائيل على وكالة الغوث.. حرب على الحقوق الوطنية / فتحي كليب و محمود خلف
- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - فاطمه قاسم - ياسر عرفات اتساع المدى وإيقاع التفاصيل