مازن كم الماز
الحوار المتمدن-العدد: 2094 - 2007 / 11 / 9 - 12:38
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
لأي درجة يمكن اعتبار الواقع الذي نحياه واقعيا و ليس كابوسيا , بالنسبة لنا فالحلم دائما أكثر واقعية من السائد..كيف يمكن للإنسان أن ينظم دفاعاته الروحية ليبقى إنسانا في أعماق روحه ؟ و أية دفاعات تستطيع صد كل هذه البذاءة و التفاهة و القمع و التصغير و التقزيم الواعي و غير الواعي الذي يمارسه الجميع أولا على الإنسان المختلف المتميز روحيا الذي يسهل رجمه و من ثم على الجميع على أي كائن بشري..هناك من يستغرب وسط هذا الدهس اليومي للإنسان , إن لم يكن المتماهي مع كل لحظة من حياتنا العابرة , لإنسانية الإنسان , أن نصرخ , بل ويريد أن يسأل صرخة المقهور و يفتشها و يدينها و يخرسها..اعتبر البعض أن جنون نيتشه هو سقوط لفكره إما من باب الجدل على الطريقة السائدة أو من باب التشفي من رسول مملكة الإنسان..في الحقيقة في كثير من الأحيان يكون الجنون أكثر عقلانية من ممارسة العقل ذاته..أنا لا أظن أننا كعشاق للحياة التي مجدها نيتشه و أنصار للحلم كما عاشه سرور مطالبون بالدفاع عن عقل نيتشه أو سرور , بل عن نجيب سرور الإنسان..العقل ليس أكثر إنسانية من الجنون , هذا موقف نمطي غبي و معادي للإنسان في العمق..هنا من المؤكد أن نجيب سرور كان إنسانا..أصر نجيب سرور على الحلم و عندما خان الجميع الحلم إلا نجيب سرور , كانوا كلهم عاقلين إلا نجيب..أدرك نجيب عبثية كل شيء بما في ذلك عبثية المقاومة نفسها لكنه بقي يقاوم..كان جنون نيتشه ثائرا كالبحر المضطرم أما سرور فكان مقهورا مطاردا و من يلوم الإنسان على إحساسه بالبارانويا الذي يعيد قيئ كل القاذورات التي تدفع قسرا إلى أحشاء روحه منذ أن أعلنته قوى هذا العالم إنسانا عن ضرورة و شرعية و تمجيد كل أشكال القوة و السلطة و القهر و الكبت ضد إنسانية الإنسان..أنت من يتهم يا سرور و لست المتهم , و كلماتك هي الإدانة لهذا العالم القميء و القذر , أنت من يفجر روحه أمامنا كإنسان حتى آخر قطرة من روحك ضد كل فساد و قمع و استهتار بالإنسان , فلا نامت أعين الجبناء يا نجيب......
#مازن_كم_الماز (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟